الأخبار
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

انا والحلاق بقلم: احمد سعيد ابو دقة

تاريخ النشر : 2008-07-30
انا والحلاق بقلم: احمد سعيد ابو دقة
سالنى عم ابراهيم الحلاق انت فتحاوى ولا حمساوى؟؟لم يكن بينا من قبل اى حوارات سياسية على الرغم من السنوات الطويلة التى ربطت بين رقبتى ومقصة ..لذلك لما ارغب ابدا فى استفزازة او اثارة غضبة باى اجابة عكس ما يتمنى..ولاحظ عزيزى القارىء ان رقبتى بين يدية . فقلت متهربا يا سيدى كلنا فلسطينين..سالنى مرة اخرى وكانة اعد للحوار جيد شفت الى بحصل فى البلد؟؟ والله الواحد يروح يعيش فى موريتانيا احسن والكلام لعم ابراهيم الحلاق.أومات براسى ايجابا وانا اتابع ملامحة فى المراة فقام بتثبيت راسى على الجانبين بقوة كاد معها المقص ان يخترق اذنى وهو يهتف .مش عيب لما دولة تحت الاحتلال يحصل فيها الكلاما لفاضى هادا؟حكتلو ما تنسى برضو انو تاريخنا معبد بالشهداء والدماء والتضحيات وغمة وتزول خلاف بسيط وحيتنهى فى يوم من الايام..عم ابراهيم الحلاق امسك بعدة شعرات من راسى وقرب منها المقص..وهو يقول:تخيل شعرك هادا فلسطين وانت جاى بارداتك ومزاجك عشان اقصة الك..ايش الى بقدر يمنعنى؟وتابع قولة بجز الشعر فعلا..فانتفضت هاتفا :بالراحة يا عم.بعدين شو وجة الشبة بين راسى وفلسطين .اطلق ضحكة مدوية وهو يقولا.حفهمك بعدين اسمع اكملك بس..شدنى الحوار، وفكرت أن أستدرجه للتعرف على أفكاره المستقبلية، طمعاً فى أن ألتقط فكرة أو فكرتان تصلحان للتنفيذ بالفعل، فأحاول نشرهما لمساعدة القيادات لحل مشكلتنا ويضع سرة فى اضعف خلقة..قال تعرف لو انا يمسكونى البلد هاى لاخليك فلسطين هاى احسن بلد احسن من امريكا حتى..سالتة شو حتعمل يعنى؟قال بسرعة وبحماس كبير.حالغى شىء اسمو فتح:استدار نصفى العلوى بأكمله لأكثر من 150 درجة حتى تواجهنا تقريباً، فتراجع هو بسبب المفاجأة وصاح مرتعش:شو؟ شو فى؟تأملت وجهه للحظات، ثم انتقلت عيناى على الرغم من إرادتى لتلقى نظرة على المقص فى يده، قبل أن أعيدهما جاهداً للتركيز فى عينيه قائلاً بصرامة:شو الى بتقولو هادا؟ابتسامة ماكرة أطلت من عينيه قبل أن تجتاح وجهه فتشعرنى بالألم الشديد لوقوعى فى الفخ بمثل هذه البساطة، ويزيد حسرتى على ذكائى وهو يقول:تبقى فتحاوى يا عسل.هل تعرف كيف تنفجر ضاحكاً وأنت فى قمة الغيظ؟ لا أعرف هل تعرف شىء مثل هذا أم لا، المهم أننى انفجرت ضاحكاً وأنا فى قمة غيظى، ولو لم يكن هناك شىء اسمه كدة فى الدنيا فيمكنك اعتبارى صاحب حق الاختراع فى هذا الشىء، وأكمل هو بعد أن عبر ورفع العلم كمان: ابنى مهما تحاول تخبى حتنكشف يعنى وهينى كشفتك بسرعة حتقلى كلنا فلسطينين واولاد بلد واحد والدم الاحمر والاخضر والتاريخ بس فى الاخر حتنكشف يعنى..عموما انت لسة صغير فى السن ولازم تقرا انا على جيلك كنت اقرا جرايد وصحف ومجلات..مع انو كان زمان الواحد فينا بتعب لما يصحلو يقرا كتاب انتو اليوم كل شىء متوفر عندكم كتب مجلات قنوات ثقافية وتلاقى الواحد فيكم تور الله فى برسيمة.تور الله فى برسيمه؟! رفعت حاجبى الأيمن راسماً على وجهى الغضب الشديد كبداية خطة سريعة رسمتها لإيقافه عند حده على الرغم من رغبتى الشديدة فى الوصول إلى "آخره" ومعرفة ماذا يضمر فى داخله من فكر سياسى، n إلا أننى بمجرد أن لمحت فى المرآة حاجبى المرفوع بصرامة متناهية فى مشهد يتناقض تماماً مع فوطة الحلاقة الملفوفة حول رقبتى وصدرى بألوانها المتداخلة والرسومات التى تغمرها، وتذكرت للمرة الثانية أن رقبتى فى يد هذا الرجل، خاصةً وأنه لا زال ممسكاً بالمقص فى يده، وعند هذا الحد قام هو بضغط فرملة أفكارى، وقال:تعرف اقلك حاجة ..ايامكم هاى ما فيها بركة زمان كنت ادخن السيجارة فى رفح اطفيها فى غزة..كان نفسى احكيلو كذاب بس كان منسجم فى الحوار وخفت انو يصيرلى شىء لشعرى او لدانى او لرقبتى فاثرت السلامة.م أردف وهو يمرر يديه فى شعرى، ويمسك بمجموعة أخرى من الشعر:قول لك أننى أثناء إلقاء الكام سطر الماضيين، كان الرجل سارحاً شاخص البصر، وأصابعه تجذب شعرى حتى كادت فروة رأسى أن تستسلم وتنخلع كأى باروكة، وبمجرد أن أنهيت سؤالى، فوجئت بالرجل يمرر المشط على رأسى بالطول كأنه يشق بطيخة ورسم خطاً خيالياً فى شعرى، قائلاً:شوية الشعر هدولا نعتبرهم فتح..م رسم خطا اخر وقال الشوية دول نعتبرهم حماس.تم رسم خطا ثالثا وقال وهدولا باقى الفصائل..تقدر تستغنى عن أنهى شوية فيهم؟!nصرخت مفزوعاً..مقدرش أستغنى عن شعراية واحدة من شعرى.زبكفى الى انت شلتو يا عمى..طلق ضحكة عصبية وتحدث بطريقة أى مخترع شرير فى الأفلام العتيقة.ـ إنت نفسك قولتها، تخيل لو قصينا كل الشعر دة على الزيرو هيكون شكلك كيف ؟مجرد التخيل جعلنى أهب واقفاً، فضغط على كتفى ودفعنى للجلوس عنوة، وهو يقول متخافش.. أنا بقول لك تخيل..واكمل كلامة :شوف يا ابنى انت لو شعرك لا مواخزة يعنى فى حشرات شو بتعمل؟نظرت له بغيظ وتلاقت أعيننا عبر المرآة فكادت تنكسر من فرط بحلقتى وسمعت صوت أسنانى تتضاغط من الغيظ، وأنا أقول:nـ ما أنا طول عمرى بحلق عندك، كنت شوفت حاجة فى شعرى قبل هيك؟ربت على كتفى وقال يا ابنى انا بقلك اتخيل ان راسك هاى خريطة فلسطين زى ما رسمت الك انت شعرك فى ا لمنطقة هاى بتحبو طويل والمنطقة هاى بتحبو قصير والمنطقة هاى بدا الصلع يزحف فيها والمنطقة هاى فيها حشرات صرخت بغضب وحكيتلو حشرات تانى؟لمحت المقص يتحرك فى يديه ويتوجه نحو عنقى، ولمعة سريعة فى عينيه فشعرت أن هذا تهديد خفى لى لكى أتهد وأبطل مقاطعة وأسمعه للآخر، فلجأت للصمت، ليكمل هو.المنطقة هاى فيها حشرات يا اما تحلقها خالص يا اما تنظفها يعنى اغسلها بشامبو رش عليها مية نار المهم تنظف قبل ما تمشى فى كل الراس لا مواخزة يا ابنى..بدا كلامة بتوضيح اكبر حماس بتضرب فى غزة فتح وفتح فى الضفة بتضرب حماس.. .هززت رأسى بوقار شديد وأنا أقول والجدية تصرخ من ملامحى، والصدق يقول لها قومى وأنا أقعد مطرحك..قصدك نلغى االفصائل خالص ونكفى ع الخبر ماجور أحسن؟!أطلق كلمة اعتراضية شعبية قبيحة مكونة من ثلاثة أحرف، ودفع رأسى للأمام حتى كادت تصطدم بالمرآة أمامى، وهو يهتف بغيظ:ـ يعنى فاهم كلامى وعامل نفسك طيب كتير وإنت مية من تحت تبن..ثم جذب رأسى بقوة للخلف وأصابعه مطبقة على شعرى بصرامة متناهية، لدرجة ذكرتنى بطريقة تعذيب الجواسيس فى الأفلام العربى عندما يتم دفع رؤوسهم فى البانيو ثم جذبها للخلف، وتصورت أنه سيهتف بكلمة «اعترف يا مجرم» ثم يقوم بإطفاء سيجارته فى عينى، إلا أنه لم يفعل ذلك، وإنما صرخ بالجملة الشهيرة: شعر واللا دقن ..رئيس الملتقى الشبابى العربى الدولى
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف