
سئمنا منكم في المنافي وفي الوطن فارحلوا
زياد ابوشاويش
أيها القابعون خلف مكاتبكم وبين حراسكم وعلى أرائك فنادق الخمسة نجوم ، أيها الحالمون بالجاه والسلطان فوق جماجم أطفالكم وأطفالنا، أيها المنظرون المخادعون في الدين والوطنية، أيها العابثون بأمن الوطن ومستقبل القضية تحت شعارات الرياء والنفاق والفشل، أيها الكذابون المهرجون في مؤتمراتكم الصحفية ومقابلاتكم التلفزيونية، أيها اللاهثون وراء رضا العدو وصداقته بالتهدئة طوراً وأخرى بالحوار معه خلا القبلات والابتسامات،أيها القادة في آخر زمن العيب والرويبضة، أيها المستهترون بشعبكم وبالقيم التي يحملها ومن أجلها قدم الشهداء.
يا كل هؤلاء وغيرهم ممن يساهمون في تعميق جرحنا النازف بقسوة، ويا كل من تصمتون على الذل والمهانة وتنافقون هؤلاء وهؤلاء، لقد سئمناكم جميعاً فسحقاً لكم ولهذا الزمن الأغبر.
تحملناكم حين كان بعضكم لا يعرف الفضيلة أو الشرف فتراه فاسداً ومفسداً، سارقاً ومرتشياً ولا يخجل من إظهار مباذله وسطوته، تحملناكم وأنتم تجعلون من أتباعكم وأقاربكم حكاماً علينا وتقدمون لهم لحم شعبنا ودمه رخيصاً، تحملناكم وأنتم تتاجرون بكل شيء نظيف في تاريخ ثورتنا بما في ذلك دماء شهدائنا، تحملناكم وأنتم تستبيحون أرضنا وشعبنا وتعيثون فساداً وخراباً وتقسمون أهلنا وتستغلون ضعف فقيرنا وتحولون آخرين إلى أتباع من القتلة والسفلة، تحملناكم وأنتم تعقدون الصفقات مع العدو وتتجاوزون البرنامج والأهداف وكل قيم الثورة مما تربينا عليه.
تحملناكم وأنتم تعتلون المنابر للضحك على ذقون الناس، وتحملناكم عندما سوقتم أن الاستشهاد هو هدفكم وذروة أحلامكم ونحن نعرف أنكم تكذبون، تحملناكم وأنتم تتطاولون على تاريخنا وممثلنا الوحيد وخلاصة عرق المجاهدين من قبلكم، تحملناكم وأنتم تخترعون الفتاوى والتشريع للقتل الحرام وسفك دماء الأهل والأحباب، تحملناكم وأنتم تعيثون خراباً في مستقبلنا تحت شعارات مزيفة ولا تخدع سوى السذج والبلهاء، تحملناكم ووقفنا إلى جانبكم وأنتم تغيرون جلودكم إلى سلطة أكل الزمان عليها وشرب بعد دعاويكم للجهاد وصبرنا على قلة خبرتكم وسذاجتكم على حد تعبير أحدهم. وماذا أقول بعد هذا وذاك ولمن أبعث رجائي ؟ ماذا أقول وقد سئمت الروح مما نحن فيه من الذل والهوان بعد انفراط عقدنا؟ ماذا أقول ولمن والنفس قد ملت من نفسها ومن كل ما تراه من أحوال شعبنا المظلوم في الغربة وفي الوطن؟
عندما تنهار الجدران نعيد بناءها، وحين تهترىء وتتداعى نرممها، فكيف نفعل وقد تداعى كل شيء فينا حتى لنكاد نصل قعر البئر والظلام يلف أرواحنا والألم والغصة تأخذ بتلابيب قلوبنا ونحن نرى كيف وصلت أحوالنا ولا حياة لمن تنادي.
ناشدناهم أن كفوا أذاكم عن شعبنا وعودوا لجادة الصواب فلم يسمعوا أو يعوا، طالبناهم بأن يحترموا عقول الأهل وأمانيهم في تماسك نسيجهم وبناهم الاجتماعية وحلمهم في وطن يضم الجميع ويقدم فسحة من الأمل لنا في المنفى فلم يفهموا، ورجوناهم أن يتوقفوا عن التنابذ بينهم واستجرنا بالله ومحمد والعذراء فلم يصغوا لنا ولا رقت قلوبهم لحالنا قاتلهم الله.
نضرب اليوم في الغربة أخماساً بأسداس لأننا نرى بعضهم بين ظهرانينا يبتسمون ويحتفلون وكأن لا شيء يحرق قلوبنا ومستقبلنا وكل ما بنيناه عبر عقود من الجهد والدم فنشعر بالغصة والحقد أيضاً، يتبخترون هنا وهناك والبراءة في عيونهم كأنهم لم يقترفوا أفظع الجرائم بحق شعبنا فتحس بأن الدنيا والحياة عبث في عبث، ويملأون الدنيا صخباً وضجيجاً حول الحقوق المشروعة لشعبنا فتفهم كم هي ملهاة هذه الدنيا وكم يعيش شعبنا سواء في الداخل أو الخارج مأساة خياراته العقيمة مع أناس لا يعرفون قيمة الدم أو الكرامة الوطنية أو حتى الوحدة الوطنية.
ينطوي المرء على نفسه في محاولة عبثية للخروج من هذا الجو الكئيب ويحاول أن ينسى أنه فلسطيني وله قيادة كباقي البشر ربما يرتاح قليلاً من الضغط الهائل على روحه وعقله مما يرى ويسمع فلا يجد إلا وقد عادت إليه جنيته التي ما فارقته طوال ستين عاماً من القهر والغربة اللعينة فما العمل؟ يحول الحكاية إلى شبيه المسلسل الدرامي ويتصور الموضوع كأنه لعبة من تلك التي يتسلى بها الأطفال على أجهزة الكمبيوتر ويختار للعبة نهاية طيبة من خياله فإذا بها تتحول إلى كابوس ثقيل يمض النفس ويوجع القلب ولا تفارق المخيلة تلك النهاية البشعة التي فرضت نفسها على لوحة الدماغ وتعيدها الذاكرة كلما حاولنا محوها ولا تمنحنا أي فرصة لإعادة برمجتها بطريقة مختلفة، والهروب كل المراجل هنا لكن كيف السبيل وكل الدروب مغلقة؟
يا وطني ناشدتك الله أن تصبر فهؤلاء أبناؤك وان ظلموك أو أهانوك أو حتى هجروك، ناشدتك الله أن تسامحهم وتصفح عنهم فربما يكونوا متعبين ومرهقين فلا يروا بعيون مفتوحة أو بقلوب صافية أو بأرواح طاهرة فقد لوثتهم دهاليز السياسة، ونسوا في لجة الصراع قيم الأخوة والصدق والصفح الجميل، سامحهم أنت لأنهم أبناؤك، لكننا نحن المتعبين ومن قدمنا لهم كل ما طلبوا وتمنوا لن نسامحهم، سنبقى نلعنهم إلى يوم الدين، لن نغفر لهم هذا الدرك السحيق من انقطاع الأمل وانقسام النفس على النفس والروح على الروح ولا هذا السأم الذي يلف كل شيء فلا يبقي لنا سوى المرارة والطرق المغلقة. ماذا تريدون أكثر وقد قدمنا لكم لحمنا ودمنا؟ هل استطبتم شواءنا وطعم لحمنا يحترق على موائدكم العامرة أم ماذا ؟ هل لا زلتم تعتقدون أن إلحاق المزيد من الأذى بنا سيجعلكم أكثر عزة وأكثر جاهاً أم ماذا؟ هل رزالتكم وأنتم تتشاتمون وتفترسون بعضكم البعض تريحكم أم ماذا؟
أيها السادة أنتم قوم لا تحترمون أنفسكم أتعرفون لماذا؟ لأنكم غير محترمين، وشعبنا وأهلنا في الوطن وفي المنفي سئم منكم ولا يحترمكم فكفوا أذاكم عنه وارحلوا.
زياد ابوشاويش
[email protected]
زياد ابوشاويش
أيها القابعون خلف مكاتبكم وبين حراسكم وعلى أرائك فنادق الخمسة نجوم ، أيها الحالمون بالجاه والسلطان فوق جماجم أطفالكم وأطفالنا، أيها المنظرون المخادعون في الدين والوطنية، أيها العابثون بأمن الوطن ومستقبل القضية تحت شعارات الرياء والنفاق والفشل، أيها الكذابون المهرجون في مؤتمراتكم الصحفية ومقابلاتكم التلفزيونية، أيها اللاهثون وراء رضا العدو وصداقته بالتهدئة طوراً وأخرى بالحوار معه خلا القبلات والابتسامات،أيها القادة في آخر زمن العيب والرويبضة، أيها المستهترون بشعبكم وبالقيم التي يحملها ومن أجلها قدم الشهداء.
يا كل هؤلاء وغيرهم ممن يساهمون في تعميق جرحنا النازف بقسوة، ويا كل من تصمتون على الذل والمهانة وتنافقون هؤلاء وهؤلاء، لقد سئمناكم جميعاً فسحقاً لكم ولهذا الزمن الأغبر.
تحملناكم حين كان بعضكم لا يعرف الفضيلة أو الشرف فتراه فاسداً ومفسداً، سارقاً ومرتشياً ولا يخجل من إظهار مباذله وسطوته، تحملناكم وأنتم تجعلون من أتباعكم وأقاربكم حكاماً علينا وتقدمون لهم لحم شعبنا ودمه رخيصاً، تحملناكم وأنتم تتاجرون بكل شيء نظيف في تاريخ ثورتنا بما في ذلك دماء شهدائنا، تحملناكم وأنتم تستبيحون أرضنا وشعبنا وتعيثون فساداً وخراباً وتقسمون أهلنا وتستغلون ضعف فقيرنا وتحولون آخرين إلى أتباع من القتلة والسفلة، تحملناكم وأنتم تعقدون الصفقات مع العدو وتتجاوزون البرنامج والأهداف وكل قيم الثورة مما تربينا عليه.
تحملناكم وأنتم تعتلون المنابر للضحك على ذقون الناس، وتحملناكم عندما سوقتم أن الاستشهاد هو هدفكم وذروة أحلامكم ونحن نعرف أنكم تكذبون، تحملناكم وأنتم تتطاولون على تاريخنا وممثلنا الوحيد وخلاصة عرق المجاهدين من قبلكم، تحملناكم وأنتم تخترعون الفتاوى والتشريع للقتل الحرام وسفك دماء الأهل والأحباب، تحملناكم وأنتم تعيثون خراباً في مستقبلنا تحت شعارات مزيفة ولا تخدع سوى السذج والبلهاء، تحملناكم ووقفنا إلى جانبكم وأنتم تغيرون جلودكم إلى سلطة أكل الزمان عليها وشرب بعد دعاويكم للجهاد وصبرنا على قلة خبرتكم وسذاجتكم على حد تعبير أحدهم. وماذا أقول بعد هذا وذاك ولمن أبعث رجائي ؟ ماذا أقول وقد سئمت الروح مما نحن فيه من الذل والهوان بعد انفراط عقدنا؟ ماذا أقول ولمن والنفس قد ملت من نفسها ومن كل ما تراه من أحوال شعبنا المظلوم في الغربة وفي الوطن؟
عندما تنهار الجدران نعيد بناءها، وحين تهترىء وتتداعى نرممها، فكيف نفعل وقد تداعى كل شيء فينا حتى لنكاد نصل قعر البئر والظلام يلف أرواحنا والألم والغصة تأخذ بتلابيب قلوبنا ونحن نرى كيف وصلت أحوالنا ولا حياة لمن تنادي.
ناشدناهم أن كفوا أذاكم عن شعبنا وعودوا لجادة الصواب فلم يسمعوا أو يعوا، طالبناهم بأن يحترموا عقول الأهل وأمانيهم في تماسك نسيجهم وبناهم الاجتماعية وحلمهم في وطن يضم الجميع ويقدم فسحة من الأمل لنا في المنفى فلم يفهموا، ورجوناهم أن يتوقفوا عن التنابذ بينهم واستجرنا بالله ومحمد والعذراء فلم يصغوا لنا ولا رقت قلوبهم لحالنا قاتلهم الله.
نضرب اليوم في الغربة أخماساً بأسداس لأننا نرى بعضهم بين ظهرانينا يبتسمون ويحتفلون وكأن لا شيء يحرق قلوبنا ومستقبلنا وكل ما بنيناه عبر عقود من الجهد والدم فنشعر بالغصة والحقد أيضاً، يتبخترون هنا وهناك والبراءة في عيونهم كأنهم لم يقترفوا أفظع الجرائم بحق شعبنا فتحس بأن الدنيا والحياة عبث في عبث، ويملأون الدنيا صخباً وضجيجاً حول الحقوق المشروعة لشعبنا فتفهم كم هي ملهاة هذه الدنيا وكم يعيش شعبنا سواء في الداخل أو الخارج مأساة خياراته العقيمة مع أناس لا يعرفون قيمة الدم أو الكرامة الوطنية أو حتى الوحدة الوطنية.
ينطوي المرء على نفسه في محاولة عبثية للخروج من هذا الجو الكئيب ويحاول أن ينسى أنه فلسطيني وله قيادة كباقي البشر ربما يرتاح قليلاً من الضغط الهائل على روحه وعقله مما يرى ويسمع فلا يجد إلا وقد عادت إليه جنيته التي ما فارقته طوال ستين عاماً من القهر والغربة اللعينة فما العمل؟ يحول الحكاية إلى شبيه المسلسل الدرامي ويتصور الموضوع كأنه لعبة من تلك التي يتسلى بها الأطفال على أجهزة الكمبيوتر ويختار للعبة نهاية طيبة من خياله فإذا بها تتحول إلى كابوس ثقيل يمض النفس ويوجع القلب ولا تفارق المخيلة تلك النهاية البشعة التي فرضت نفسها على لوحة الدماغ وتعيدها الذاكرة كلما حاولنا محوها ولا تمنحنا أي فرصة لإعادة برمجتها بطريقة مختلفة، والهروب كل المراجل هنا لكن كيف السبيل وكل الدروب مغلقة؟
يا وطني ناشدتك الله أن تصبر فهؤلاء أبناؤك وان ظلموك أو أهانوك أو حتى هجروك، ناشدتك الله أن تسامحهم وتصفح عنهم فربما يكونوا متعبين ومرهقين فلا يروا بعيون مفتوحة أو بقلوب صافية أو بأرواح طاهرة فقد لوثتهم دهاليز السياسة، ونسوا في لجة الصراع قيم الأخوة والصدق والصفح الجميل، سامحهم أنت لأنهم أبناؤك، لكننا نحن المتعبين ومن قدمنا لهم كل ما طلبوا وتمنوا لن نسامحهم، سنبقى نلعنهم إلى يوم الدين، لن نغفر لهم هذا الدرك السحيق من انقطاع الأمل وانقسام النفس على النفس والروح على الروح ولا هذا السأم الذي يلف كل شيء فلا يبقي لنا سوى المرارة والطرق المغلقة. ماذا تريدون أكثر وقد قدمنا لكم لحمنا ودمنا؟ هل استطبتم شواءنا وطعم لحمنا يحترق على موائدكم العامرة أم ماذا ؟ هل لا زلتم تعتقدون أن إلحاق المزيد من الأذى بنا سيجعلكم أكثر عزة وأكثر جاهاً أم ماذا؟ هل رزالتكم وأنتم تتشاتمون وتفترسون بعضكم البعض تريحكم أم ماذا؟
أيها السادة أنتم قوم لا تحترمون أنفسكم أتعرفون لماذا؟ لأنكم غير محترمين، وشعبنا وأهلنا في الوطن وفي المنفي سئم منكم ولا يحترمكم فكفوا أذاكم عنه وارحلوا.
زياد ابوشاويش
[email protected]