الأخبار
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

حركة الهمة و الاسلامين بقلم:قريش رشيد

تاريخ النشر : 2008-07-29
حركة الهمة و الاسلامين ...

أقريش رشيد 29/7/08

لا يمكن تصور العلاقة المكهربة بين التيارين , على الهمة يرى تصورا آخر للمغرب بمقاربة وضعها مسبقا , هي خطته التي يرى فيها حلا لازمات المغرب , و بتأسيسه لحركة كل الديمقراطيين التي تضم العديد من الوجوه السياسية و التكنوقراطية و فعاليات المجتمع المدني و...لا يجد معارضة من قبل الأحزاب السياسية العريقة باستثناء الاتحاد الاشتراكي و العدالة و التنمية .

الحراك السياسي الذي أنتجه تحرك على الهمة في المجال السياسي سيجعل بعض الأعداء في الفعل السياسي أصدقاء , مثلما وقع مؤخرا بين الاتحاد و العدالة و التنمية و هي إشارة غير مفهومة من الناحية الإيديولوجية و المرجعيات...و لا اعتقد أن التحالف صميمه وطني , بقدرما هو محاولة تأكيد أن المستحيل في السياسة ممكن أثناء التحالفات...و لكن السؤال المشروع هو لماذا تحالف الاتحاد مع العدالة في ضل بناء المشروع الاشتراكي , و كان يكفي تقوية الإيديولوجية الاشتراكية كقوة موحدة لها وزنها في المشهد السياسي .

ربما يدخل الاتحاد الاشتراكي بنفسه منعطفا أخر غير محسوب بعد تأجيل أو فشل المؤتمر الأخير ...

هرولة الاتحاد إلى العدالة و التنمية فيه تأويل كون العدالة تشكل قوة عددية و وازنة و مؤثرة ,و بالنظر إلى تراجع الاتحاد الاشتراكي في الانتخابات الأخيرة , بات واضحا أن خصوم الاتحاد ليسوا العدالة و التنمية بل حركة لكل الديموقراطيين , من باب أن المطالب الإصلاح الدستوري التي رفعتها العدالة و التنمية كانت فيما مضى هي نفسها مطالب الاتحاد التي برما فلتت من بين يديه حين قبل بالتناوب السياسي , و نذكر الخلاف الذي دار بين الاستقلاليين و الاتحاد الاشتراكي حول الإصلاحات الدستورية قبيل نهاية حكومة التناوب...

الآن يركب الاتحاد الاشتراكي موجة العدالة و التنمية في جانبها الإصلاح الدستوري محاولة بذلك كسب تأييد الأطياف السياسية الأخرى و ضمها في هذا المسار , و هي طريق محفوفة بالمخاطر بالنسبة للجميع , من باب أن الاختلاف الواضح بين المقاربات الرامية إلى إصلاح المشهد السياسي .

فكر عالي الهمة يرى أن الإصلاح الدستوري غير وارد ألان و لا يكون إلا باستشارة الملك و في حدود ضيقة , فالمرحلة لا تسمح بمجازفات غير إستراتيجية , و العدالة تحاول كسب رهان التغيير و التحول الذي يعرفه المغرب الآن , باللعب على المرجعية الدينية أي أنها تحاول كسب تعاطف الرأي العام معها في إعادة الاعتبار للمسوغات الأخلاقية و الدين بعد انتقادات وجهت لمهرجانات فقط خسرنا فيها أمولا طائلة , و في نفس الوقت تستثمر المرحلة لوضع خطط للتحالفات المكنة بعد الاتصال الهاتفي للملك .

لعبة شد الحبل واضحة بين التيار الهمة و العدالة , الهمة يريد مغربا يريده الملك , و هذا واضح , و تصوره لخلق حزب جديد شيء عادي بالنسبة له , و لكن يروم حول خلق تقافة جديدة مشابه للنمط الإصلاحي للعدالة أي نفس الآليات التي تشتغل عليها العدالة و التنمية في إعادة الاعتبار للمواطن , و حقوقه , و حسن اختيار المنتخبين و البرلمانيين , و تدبير جيد المجالس المنتخبة , و استقلالية القضاء.
الآن نفهم أن التيارين إصلاحيين , و الصراع يبقى محموما إلى حين تأسيس الحزب و إعلان استراتيجتة العامة لحل أزمات المغرب السياسي , و إن كان فريق العدالة و التنمية يعتبر فريق الهمة محسوبا على الدولة و القصر , و كان أولى أن تتحاشى العدالة و التنمية هذا الأمر حتى لا يقال أن الصراع حول السلطة بالمغرب ليس وطني بل شخصي.

الواضح البين أن المغرب عوض أن يشجع لغة الجدل , عليه ان يجد خارطة طريق تخفف العبء عنه , في زمن ملغوم , و كثير التحولات و المتغيرات التي تحتاج إلى جدل عميق , جوهره صيانة السيادة و شرعية النظام الملكي و المؤسسات و مصالح العباد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف