(4) الفن: هو إبداع إنساني، ولون من الثقافة الإنسانية. يرى البعض أنه ضروري للإنسان ضرورة الطعام والشراب . وهو ألوان ، وأنواع متعددة:فهناك الرسم، والنحت، والزخرفة، والأعمال اليدوية، والشعر، والأدب, المسرح، والرقص، والغناء... لم يعد الفن مرتبط بالهواية، أو الموهبة ، يؤرخ من خلاله للقضايا الكبرى التي تشغل الإنسان ، كقضية الحرية ، والعدل، والأخلاق ... بل أصبح تابعا لكل شهوة مادية، مرتبطا بالإغراء، والفتنة الجسدية، والإثارة، أو الجاذبية الجنسية...وهذه رؤية مادية ساقطة للفن، منافية للأخلاق الفاضلة، والقيم الرفيعة، والحياء العام. قد تعيد وبطريقة لا شعورية، صياغة رؤية الإنسان لنفسه، وللعالم من حوله ، فتحوله إلى حيوان يلهث وراء شهواته، أو شيء مسير لا مخير.لا فلسفة ولا أخلاق له .لقد سقط في المنظومة المادية .كما يقول المسيري [ لقد سقط الإنسان في المنظومة المادية ، واخترقته مجموعة من الأحلام والأوهام والرغبات ،لا يدرك تضميناتها الاجتماعية والأخلاقية ، رغم أنها توجه وتحدد أولوياته دون وعي منه .]
لقد سيطر النموذج المادي، حتى على العواطف والوجدان، ولم تعد تستطيع المغنيات الفاشلات الساقطات، اللاتي تردن النجومية، تسويق أغنياتهن للمرضى من المراهقين، إلا بعرض لحمهن، وشحمهن، وكل ما عندهن رخيصا.وهن لا يدرين ، أنهن لا يعرضن إلا قبحا وقبيحا ،وفي نفس الوقت لا يثرن جمالا ولا إعجابا ، بل يساهمن في تدني الذوق الفني لدى الجمهور ،ويسئن للأخلاق والقيم . تقول إحداهن "اللي تقلع أكثر تنجح أكثر "وتقول أخرى " فلو صورت كليب وأنا محتشمة ،فلن يراني أحد أو يسمعني " وتقول ثالثة " أنا مع العري الشيك " وتقول رابعة إنني لم أرتدي ملابس غير عادية (فالهوت شورت )هو ما نلبسه في كل المناسبات خروجية – فرح – حفلة ... فأنا لم أقدم شيئا أكثر من عادي " ... إن العري الجسدي الذي تتباهى به الساقطات، و هن يتنافس في الكشف عن كل موضع من الجسد يعتقدن أن تعريته تغري أكثر، و مجدهن الفني على أساسه لا بد أن يبنى ، وتعتبرنه شيء عادي، ما هو في الحقيقة ، إلا مظهر من مظاهر عريهن من الإيماني...والطامة الكبرى، أن الرجل هو الآخر، تطبع مع العري، فأصبح يرخي سروال الدجينز على وركه ، بحيث يسمح لمؤخرته (سوءته) بالظهور، دون أن يظهر عليه أي حرج . و فسد عنده الذوق والحس بالجمالي ... وهذا نموذج لحمار في مدينتي ، نهق فقال : "ياريي ، يراي ما زال نسكر مزال ..."
." تبا من رأي ٍ يدعو صاحبه إلى أم الخبائث ، وتبا من صاحبه ، يستحلي الخمر ويتطبع مع الاستقذار . يقول الدكتور المسيري { ... وقد تحدثت إحداهن مؤخرا عما سمته الإغراء الراقي، ما يدل على عمق فكرها الذي لا يمكن أن نسبر أغواره. أليس هذا أيضا هيمنة النموذج المادي على الوجدان والأحلام ، إذ تحولت النجمة إلى مصدر للقيمة، وأصبح أسلوب حياتها هو القدوة ، التي تحتذى ،وأصبحت أقوالها المرجعية النهائية ... إن رؤيتها للعالم محصورة بحدود جسدها، الذي قد يكون فاتنا، ولكنه لا شك محدود ونسبي .}( مقال الإنسان والشيء) . ولم يكن لها ذلك إلا بسند الإعلام المريض، الذي يمجد كل صور العري ، والفحش ، والتمرد على القيم . يقول فريد الأنصاري في كتابه الأخير "الفطرية" {... لقد تم تطبيع التصورات والأذواق على تمجيد صور العري... فحصل استقذار معاني الجمال والحياة ،واستحلاء معاني الفحش،والبذاء ،وطغى التمرد، على معاني القيم الفطرية ، والأخلاق الفاضلة ،ففسدت حاسة الذوق الروحي لدى الإنسان تماما ، كما يفسد الذوق الحسي لدى مدمن الخمر والمخدرات ،عندما تراه يستحلي رائحتها النتنة القذرة .فهذا وذاك كلاهما فاسد ، في أصل الفطرة مبين .}(الفطرية فريد الأنصاري ص113)
إن العلاقات البنيوية المتبادلة ، بين اللباس الوظيفي(خف تعوم) ،والمنزل الوظيفي (بري فابريكي)، والطعام الوظيفي (المطهو بطريقة نمطية)، والفن الوظيفي الساقط المبتذل) ... الخاضعة للرؤية المادية للكون .أنتجت إنسانا وظيفي ، لا فلسفة ولا أخلاق ، بل ولا شخصية ولا كرامة له .يقول الدكتور المسيري رحمه الله :{ ...ألن يتحول هذا الإنسان إلى إنسان وظيفي متكيف ، لا توجد في حياته خصوصية أو أسرلر ... إنسان قادر على تنفيذ كل ما يصدر إليه من أوامر دون أن يثير أي تسلؤلات أخلاقية أو فلسفية .}( مقال الإنسان والشيء) (يتبع)
لقد سيطر النموذج المادي، حتى على العواطف والوجدان، ولم تعد تستطيع المغنيات الفاشلات الساقطات، اللاتي تردن النجومية، تسويق أغنياتهن للمرضى من المراهقين، إلا بعرض لحمهن، وشحمهن، وكل ما عندهن رخيصا.وهن لا يدرين ، أنهن لا يعرضن إلا قبحا وقبيحا ،وفي نفس الوقت لا يثرن جمالا ولا إعجابا ، بل يساهمن في تدني الذوق الفني لدى الجمهور ،ويسئن للأخلاق والقيم . تقول إحداهن "اللي تقلع أكثر تنجح أكثر "وتقول أخرى " فلو صورت كليب وأنا محتشمة ،فلن يراني أحد أو يسمعني " وتقول ثالثة " أنا مع العري الشيك " وتقول رابعة إنني لم أرتدي ملابس غير عادية (فالهوت شورت )هو ما نلبسه في كل المناسبات خروجية – فرح – حفلة ... فأنا لم أقدم شيئا أكثر من عادي " ... إن العري الجسدي الذي تتباهى به الساقطات، و هن يتنافس في الكشف عن كل موضع من الجسد يعتقدن أن تعريته تغري أكثر، و مجدهن الفني على أساسه لا بد أن يبنى ، وتعتبرنه شيء عادي، ما هو في الحقيقة ، إلا مظهر من مظاهر عريهن من الإيماني...والطامة الكبرى، أن الرجل هو الآخر، تطبع مع العري، فأصبح يرخي سروال الدجينز على وركه ، بحيث يسمح لمؤخرته (سوءته) بالظهور، دون أن يظهر عليه أي حرج . و فسد عنده الذوق والحس بالجمالي ... وهذا نموذج لحمار في مدينتي ، نهق فقال : "ياريي ، يراي ما زال نسكر مزال ..."
." تبا من رأي ٍ يدعو صاحبه إلى أم الخبائث ، وتبا من صاحبه ، يستحلي الخمر ويتطبع مع الاستقذار . يقول الدكتور المسيري { ... وقد تحدثت إحداهن مؤخرا عما سمته الإغراء الراقي، ما يدل على عمق فكرها الذي لا يمكن أن نسبر أغواره. أليس هذا أيضا هيمنة النموذج المادي على الوجدان والأحلام ، إذ تحولت النجمة إلى مصدر للقيمة، وأصبح أسلوب حياتها هو القدوة ، التي تحتذى ،وأصبحت أقوالها المرجعية النهائية ... إن رؤيتها للعالم محصورة بحدود جسدها، الذي قد يكون فاتنا، ولكنه لا شك محدود ونسبي .}( مقال الإنسان والشيء) . ولم يكن لها ذلك إلا بسند الإعلام المريض، الذي يمجد كل صور العري ، والفحش ، والتمرد على القيم . يقول فريد الأنصاري في كتابه الأخير "الفطرية" {... لقد تم تطبيع التصورات والأذواق على تمجيد صور العري... فحصل استقذار معاني الجمال والحياة ،واستحلاء معاني الفحش،والبذاء ،وطغى التمرد، على معاني القيم الفطرية ، والأخلاق الفاضلة ،ففسدت حاسة الذوق الروحي لدى الإنسان تماما ، كما يفسد الذوق الحسي لدى مدمن الخمر والمخدرات ،عندما تراه يستحلي رائحتها النتنة القذرة .فهذا وذاك كلاهما فاسد ، في أصل الفطرة مبين .}(الفطرية فريد الأنصاري ص113)
إن العلاقات البنيوية المتبادلة ، بين اللباس الوظيفي(خف تعوم) ،والمنزل الوظيفي (بري فابريكي)، والطعام الوظيفي (المطهو بطريقة نمطية)، والفن الوظيفي الساقط المبتذل) ... الخاضعة للرؤية المادية للكون .أنتجت إنسانا وظيفي ، لا فلسفة ولا أخلاق ، بل ولا شخصية ولا كرامة له .يقول الدكتور المسيري رحمه الله :{ ...ألن يتحول هذا الإنسان إلى إنسان وظيفي متكيف ، لا توجد في حياته خصوصية أو أسرلر ... إنسان قادر على تنفيذ كل ما يصدر إليه من أوامر دون أن يثير أي تسلؤلات أخلاقية أو فلسفية .}( مقال الإنسان والشيء) (يتبع)