الأخبار
2025/7/6
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رسالة من المنفى(2) بقلم:اعتماد أبو طاحون

تاريخ النشر : 2008-07-28
رسالة من المنفى(2)




أيتها الغبية ....أحبك



أيتها المدينة العابثة ..أيتها العجوز الشمطاء..أيتها الصبية الشهية ..أيتها المتعالية ...أيتها الجميلة ...

.أيتها الغبية ..أحبك .....
يصرخ كبريائي قبل أن أنطقها ,ولكن حبي وحنيني يقتل كبريائي ...

أسير فيك أصرخ.. أتوسل إليك كي تسمعيني ..أجوب شوارعك بحثا عنك من خلف ذاكرة الصمت . أهيم حبا وعشقا بك,, ولكنك لا

تفهمين.. شوارعك تشبهني حاراتك تعرفني ,فكيف لكي إن تشيحي بوجهك عني.. ألا تعرفينني ..أنا.. ألا تذكريني ,فأنا لم أغادرك يوما ولم تغادريني ..ولم يغادرني الحنين إليك,بل كان يغتالني كل لحظة ويعذبني..

هل يغريك عذابي؟ هل تستمتعين وتشتهي عذابي؟

أتريدين أن أتوسل إليك وأشد رداءك كطفل صغير تخبره أمه بالرحيل...
أيتها الغبية ..أحبك .. ففيك تنفست نسائم الولادة الأولى وفي أروقتك دوت صرختي الأولى ..لماذا تشتهين عذابي؟

أهل يعجبك صراخي؟هل تطرب أذنيك لسماعي وأنا أصرخ عليك وإليكي ...لم أعلم بأنني أجيد الصراخ الأوبرالي ..

هل أنت متذوقة للألم وتعتقدين أنه الأمل؟ كلا غبيتي .أنا أصرخ ألما عليكي ..ألا تعلمين ؟ فدموع حزنك الصامت هي نار تشتعل في روحي ..وأنتي لا تعلمين ,أعرف وجعك ..واعرف سر الصمت في كلامك

واعرف سر تلك النظرة في عينيك وأنتي تشيحين بوجهك عني ..وكأنك تعديني بشئ ما...أو ربما بقصة جديدة مع الألم ..أعلم جيدا أنني على موعد مع عذابي الذي لن ينتهي فيكي ...

أهل يعجبك رحيلي عنك ..أتريدين مني الرحيل لترتاحي مني قليلا..ربما
لكن غبيتي هل لي من طلب أخير قبل الرحيل؟

هل لي بعناق أتزود منه لصقيع أيامي القادمة..دعيني كطفل صغير يعانق أمه قبل الرحيل..دعيني اشتم أنفاسك ..

هل لي برذاذ من عطرك على ملابسي يؤنس وحدتي ويبدد وحشتي في البعد عنك..

وأعدك قبل الرحيل أنني سأصمت.. ولكن دعيني أسرق من عمري الهارب لحظة في أحضانك حبيبتي..أنتي حقا حبيبتي ..ولستي بغبيتي ولن أنعتك بالغبية بعد الآن ..

ولكن دعيني أغفو قليلا على صدر أيامي الماضيات..لا تلفظيني حبيبتي فأنا لازلت أحبك ..وإن كان يغريكي رحيلي ..فأني راحلة ..ولن أعود ..باحثة عن أمل قد يكون ولا يكون عن بقية ابتسامة سلبتها الأيام مني وحرمتها السنين عني ...إنني راحلة وأتمنى........... أن أعود




اعتماد أبو طاحون
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف