أن حالة التيهان التي يعيشها بعض من المثقفين العرب هي حالة عويصة شائكة خصوصا أننا في عالمنا العربي لدينا شوارع صغيرة في اغلبها ذات سايد واحد (( سايد = مسار )) تختفي منها الاضوية وكثير منها خلت من العاكسات فتجد بعض العربات تسير بهدوء وحيطة فتبقى وسط الطريق ، ومنهم من صارت عربته تذهب به يمينا ويسارا فمرة تراه يمينيا ومرة أخرى يكون يساريا مثله في ذلك كمن خر من السماء فتخطفه الطير أو تلقي به الريح في مكان سحيق ...
ومنهم من تاهت به عربته فتاه َ في صحراء التيه الأبدي .. ومنهم من قذفته حماقته إلى غابة كثيفة متشابكة أشجارها فأصبح لا يرى في وسطها شيئا سوى الظلام ...
ومنهم من قامت بجذبه ومركبته أيدي شيطانية في ظاهرها الرحمة ومن قبلها العذاب ولم يدري المسكين انه قد باع نفسه بعرض من الدنيا قليل حتى انه لم يعد يعرف أين استقرت به تلك المركبة اللعينة ... فقد ملئت جيبه وشبعت بطنه وأفرغت شهوته وما عاد يهمه أي طريق ...
ومن تلك الأمثلة التي تجسد هذه الحقيقة ... هي الفتنة التي نكبت بها امتنا الإسلامية في نهاية دولة الخلافة الراشدة ولا تزال إلى الآن تنتكب من أشخاص اظهروا الإسلام وأبطنوا حقدهم الدفين على الإسلام ... بل والأدهى والأمر أنهم قاموا بدور البطل وتقمصوا البطولة في عصرنا هذا ، بينما كانوا مكشوفين للقاصي والداني في زمن أجدادنا رحمهم الله فها هو ابن تيمية رحمه الله يقول : (( وكثير منهم ( الرافضة ) يوادّ الكفار من وسط قلبه أكثر من موادّته للمسلمين ، لهذا لما خرج الترك الكفار من جهة المشرق فقاتلوا المسلمين وسفكوا دمائهم ، ببلاد خراسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها ، كانت الرافضة معاونة لهم على قتل المسلمين ، ووزير بغداد المعروف بالعلقمي هو وأمثاله كانوا من أعظم الناس معاونة لهم على المسلمين ، وكذلك الذين كانوا بالشام بحلب وغيرها من الرافضة كانوا من اشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين ، وكذلك النصارى الذين قاتلهم المسلمون بالشام كانت الرافضة من أعظم أعوانهم وكذلك إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم . منهاج السنة المجلد 3 الصفحة 377 – 378 ))
أما عندنا فقد تاهت عربات الكثير فالبعض منهم أخذته عاطفة الكبت والقهر والحرمان الذي عاشه المسلمون عامة والعرب خاصة فتطلعت أعينهم وتاقت أنفسهم إلى مخلّص من هذا الهوان والذل حتى وان كان الشيطان نفسه ... وغرهم في ذلك اللحية الكثة لبطل المقاومة الدون كشيوتي ونسوا في ذلك أن المقياس ليس في اللحية وطولها ، فجورج وسوف النصراني له لحية في وجهه .. ولكنه الهوان والذل مرة أخرى !!!!
وتطلعت عيون آخرين إلى جيوب هذه الأيدي الشيطانية المترعة بثروات الخمس وغيرها !!!!
ولن نعود للاسطوانة القديمة المتكررة ونضرب الأمثلة من التاريخ – كما سيقوله لنا البعض – ولكننا سوف نتكلم بصور حية من واقعنا المعاش ...
سأتكلم هنا عن موقف واحد ومسجل ومدون ولا غبار عليه ولا مجال للتقية فيه ، وهو الخطبة التي ألقاها الخميني بمناسبة مولد الإمام المهدي سنة 1980 م الموافق 15 شعبان 1400 هـ قال فيه :
(( لقد جاء الأنبياء جميعاً من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم ، لكنهم لم ينجحوا ، حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية ، وتنفيذ العدالة ، وتربية البشر لم ينجح في ذلك. و إن الشخص الذي سينجح في ذلك ويرسي قواعد العدالة في جميع أنحاء العالم في جميع مراتب إنسانية الإنسان وتقويم الانحرافات هو المهدي المنتظر ... فالإمام المهدي الذي أبقاه الله سبحانه وتعالى ذخراً من أجل البشرية ، سيعمل على نشر العدالة في جميع أنحاء العالم ، وسينجح فيما أخفق في تحقيقه الأنبياء ...
إن السبب الذي أطال سبحانه وتعالى من أجله عمر المهدي عليه السلام ، وهو أنه لم يكن بين البشر من يستطيع القيام بمثل هذا العمل الكبير حتى الأنبياء ، وأجداد الإمام المهدي عليه السلام لم ينجحوا في تحقيق ما جاءوا من أجله ... ))
ويقول أيضا (( ولو كان الإمام المهدي عليه السلام قد التحق إلى جوار ربه ، لما كان هناك أحد بين البشر لإرساء العدالة وتنفيذها في العالم … فالإمام المهدي المنتظر عليه السلام ، قد أبقى ذخراً لمثل هذا الأمر ، ولذلك فإن عيد ميلاده – أرواحنا فداه – أكبر أعياد المسلمين ، وأكبر عيد لأبناء البشرية ، لأنه سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً … ولذلك يجب أن نقول : إن عيد ميلاد الإمام المهدي عليه السلام هو أكبر عيد للبشرية بأجمعها عند ظهوره ، فإنه سيخرج البشرية من الانحطاط ، ويهدي الجميع إلى الصراط المستقيم ، ويملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت جوراً …
إن ميلاد الإمام المهدي عيد كبير بالنسبة للمسلمين ، يعتبر أكبر من عيد ميلاد النبي محمد ولذلك علينا أن نعد أنفسنا من أجل مجيء الإمام المهدي عليه السلام …
إنني لا أتمكن من تسميته بالزعيم ، لأنه أكبر وأرفع من ذلك ، ولا أتمكن من تسميته بالرجل الأول ، لأنه لا يوجد أحد بعده وليس له ثان ، ولذلك لا أستطيع وصفه بأي كلام سوى المهدي المنتظر الموعود ، وهو الذي أبقاه الله سبحانه وتعالى ذخراً للبشرية ، وعلينا أن نهيئ أنفسنا لرؤياه في حالة توفيقنا بهذا الأمر ، ونكون مرفوعي الرأس على جميع الأجهزة في بلادنا … ونأمل أن تتوسع في سائر الدول ، أن تهيئ نفسها من أجل ظهور الإمام المهدي عليه السلام وتستعد لزيارته ... ))
أثارت هذه التصريحات غضب الشارع الإسلامي وصدرت البيانات التكفيرية لهذه الأقوال من كل دول العالم الإسلامي ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ...
فقد أصدر علماء المغرب فتوى دينية رداً على تصريحات خميني نشرت في العدد الرابع من مجلة ( دعوى الحق ) الصادرة في شعبان _ رمضان 1400 هـ ( تموز يوليو 1980 ) عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المملكة المغربية . وقد جاءت هذه الفتوى معبرة عن إجماع أعضاء المجالس العلمية في أنحاء المملكة المغربية كافة على إدانة الخميني استناداً إلى الكتاب والسنة. و أعلنت الفتوى : إن أقوال خميني أقوال شنيعة ومزاعم باطلة فظيعة. تؤدي إلى الإشراك بالله عز وجل.
و أوضحت الفتوى : أن هذه الأقوال قد أحدثت ضجة كبرى في الأوساط ، حيث توجه الناس بسؤال عن موقف العلماء من هذه الأقوال النابية والمزاعم الباطلة التي تناقض أصول العقيدة الإسلامية. وأكدت الفتوى رداً على تساؤلات الجمهور المغربي المسلم : إن ما قاله الخميني تطاول على مقام الملائكة والأنبياء والمرسلين حيث جعل مكانة المهدي المنتظر في نظره فوق مكانة الجميع ، وزعم أن لا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً أفضل منه.
وقال علماء المغرب في فتواهم : إن من اخطر ما زعمه خميني " إن خلافة المهدي المنتظر خلافة تكوينية تخضع لها جميع ذرات الكون " ومقتضى ذلك أن خميني يعد المهدي المنتظر شريك للخالق عز وجل في الربوبية والتكوين.
وهذا كلام مناقض لعقيدة التوحيد يستنكره كل مسلم ولا يقبله ، ولا يقره أي مذهب من المذاهب الإسلامية ،لا يبرأ قائله من الشرك والكفر بالله ، قال الله تعالى (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ) الزمر 67
وأهاب علماء المغرب في فتواهم هذه ببقية العلماء في العالم الإسلامي الوقوف وقفة رجل واحد بوجه هذا التيار الهدام ، فيردوا كل شبهة عن عقيدة الإسلام ...
هذه هي عقيدة القوم إيه الأحبة في الوقت الذي نرقب منهم أن يكونوا فرسان مقاومة لنصر الإسلام والمسلمين .. فهذا قائد المقاومة الصنديد حسن نصر الله يؤكد انه يسير على نهج الخميني ويصفه بالإمام وهو الذي قال ما قال ، وغيرها الكثير مما ورد في كتبه وتصريحاته ...
قال قائد المقاومة حسن نصر الله في الخميني : (( الإمام الخميني إلينا يمثل مرجعا دينيا وإماما وقائدا ، بكل ما للكلمة من معنى )) من كتاب الإسلاميون في مجتمع متعددي ، د. مسعود الهي ص 219
وقال أيضا بمناسبة تشييع جنازة عباس الموسوي ( آمين حزب الله السابق ) : ((أننا إذ نودع شهيدنا الكبير وزجه وطفله ، نؤكد لروحه الطاهرة ولامتنا وشعبنا المظلوم ، أننا سنكمل ونتابع نهج الخميني والخامنئي ، وستبقى الثوابت هي الثوابت ، ولن نتزحزح عنها ولو قطعنا ومزقنا ، وارتكبت في حقنا أبشع المجازر )) من كتاب هكذا تكلم نصر الله لمحمد حسين بزي ص 69
وقد قال الخميني عن حسن نصر الله : (( حافظوا على هذا الشخص واحموه لان مستقبله باهر )) من كتاب حزب الله وسقط القناع ص 225 .
الم يحرك فيك هذا الكلام أخي المسلم شيئا الم تغضب لما تجرا عليه هذا الشخص من تقـّول على رسالتنا التي هي خاتمة الرسالات التي قال عنها الله تعالى : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً )) المائدة 3 ، ليأتي ويشكك فيها هؤلاء القوم وينقضوا ما قال به الله تعالى من أن الرسالة قد اكتملت ... بل ويزيد الأمر وقاحة وشكا أن يجعل مع الله آلها آخر بقوله " إن خلافة المهدي المنتظر خلافة تكوينية تخضع لها جميع ذرات الكون " قاتهلم الله أن يؤفكون ، وتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ...
أما أننا سنعود بعدها لندفن رؤوسنا ، ونطرق بها إلى الأرض ونقول وبدون وعي وعلى استحياء من بعضنا ، وبكل وقاحة من بعضنا الآخر ... هذه مقاومة وستحرر لنا أرضنا المغتصبة ...
وليست هي الحقيقة أحبتي وإنما وجد هذا الحزب لكي يكمل الحلقة التي كانت ناقصة من جدار الحماية للدولة الوليدة الممقوتة في قلب الأمة الإسلامية ...
فكان هذا الانتصار وبعدها لم يكن من شيء سوى ما نسمعه من صراخ وصوت عالي يصم الآذان ويعمي العيون .. لكي يخفي زيف وكذب هؤلاء الرافضة المدعين ..
ومن الأمثلة على ذلك صعلوك ظهر في بداية القرن الماضي ، واخذ كذلك دور البطولة وانتصر على الحلفاء .. في الوقت الذي كانت فيه الأمة تعاني الذل والهوان
فغرر وقتها الكثير حتى أن أمير الشعراء احمد شوقي نظم قصيدة في تمجيد هذا البطل ... ثم عاد بعدها واستغفر ربه وخر راكعا وأناب بعد أن ظهر للعالم اجمع حقيقة هذا البطل الدون كيشيوتي وكفر عن ذنبه بقصيدة اعتذار على قصيدته الأولى ...
لان ما أقدم عليه هذا الصعلوك بعد هذا الانتصار المزيف هو إلغاء الخلافة الإسلامية التي لازال المسلمون إلى الآن يعانون جراء هذا الصرح الذي هدم ..
فأي شيء قادم سيقوم به هذا البطل الجديد بطل قرننا هذا .. وان غدا لناظره قريب
لندع هذه العاطفة جانبا وننحيها من جذورها إن كان فيها ما يغضب الله ورسوله ..
والله تعالى يقول وهي حقيقة يجب أن يدركها أي إنسان مسلم ويفهمها ، وإن كان غير مدرك لها فيجب عليه أن يعيد النظر في حقيقة إيمانه ... هذه الحقيقة هي قول الله تعالى (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً )) الأحزاب 36 .
والله يقول لنا ...
(( لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ))
إذا لم نغضب لله ورسوله فلمن سنغضب ، هل سنتمثل لما جاء به الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم فنبغض هؤلاء الروافض ، أو اقلها لا نتكلم عنهم بمدح ولا فخر أم أننا سنكون من أولئك الذين وصفهم القران ((أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً ، أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً )) الفرقان 34 – 44 .
أم أولئك الذين باعوا دينهم بعرض الدين قليل وهم ما يطلق عليهم مصطلح المأجورين ..
وحسبنا الله نعم الوكيل
احمد النعيمي
[email protected]
ومنهم من تاهت به عربته فتاه َ في صحراء التيه الأبدي .. ومنهم من قذفته حماقته إلى غابة كثيفة متشابكة أشجارها فأصبح لا يرى في وسطها شيئا سوى الظلام ...
ومنهم من قامت بجذبه ومركبته أيدي شيطانية في ظاهرها الرحمة ومن قبلها العذاب ولم يدري المسكين انه قد باع نفسه بعرض من الدنيا قليل حتى انه لم يعد يعرف أين استقرت به تلك المركبة اللعينة ... فقد ملئت جيبه وشبعت بطنه وأفرغت شهوته وما عاد يهمه أي طريق ...
ومن تلك الأمثلة التي تجسد هذه الحقيقة ... هي الفتنة التي نكبت بها امتنا الإسلامية في نهاية دولة الخلافة الراشدة ولا تزال إلى الآن تنتكب من أشخاص اظهروا الإسلام وأبطنوا حقدهم الدفين على الإسلام ... بل والأدهى والأمر أنهم قاموا بدور البطل وتقمصوا البطولة في عصرنا هذا ، بينما كانوا مكشوفين للقاصي والداني في زمن أجدادنا رحمهم الله فها هو ابن تيمية رحمه الله يقول : (( وكثير منهم ( الرافضة ) يوادّ الكفار من وسط قلبه أكثر من موادّته للمسلمين ، لهذا لما خرج الترك الكفار من جهة المشرق فقاتلوا المسلمين وسفكوا دمائهم ، ببلاد خراسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها ، كانت الرافضة معاونة لهم على قتل المسلمين ، ووزير بغداد المعروف بالعلقمي هو وأمثاله كانوا من أعظم الناس معاونة لهم على المسلمين ، وكذلك الذين كانوا بالشام بحلب وغيرها من الرافضة كانوا من اشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين ، وكذلك النصارى الذين قاتلهم المسلمون بالشام كانت الرافضة من أعظم أعوانهم وكذلك إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم . منهاج السنة المجلد 3 الصفحة 377 – 378 ))
أما عندنا فقد تاهت عربات الكثير فالبعض منهم أخذته عاطفة الكبت والقهر والحرمان الذي عاشه المسلمون عامة والعرب خاصة فتطلعت أعينهم وتاقت أنفسهم إلى مخلّص من هذا الهوان والذل حتى وان كان الشيطان نفسه ... وغرهم في ذلك اللحية الكثة لبطل المقاومة الدون كشيوتي ونسوا في ذلك أن المقياس ليس في اللحية وطولها ، فجورج وسوف النصراني له لحية في وجهه .. ولكنه الهوان والذل مرة أخرى !!!!
وتطلعت عيون آخرين إلى جيوب هذه الأيدي الشيطانية المترعة بثروات الخمس وغيرها !!!!
ولن نعود للاسطوانة القديمة المتكررة ونضرب الأمثلة من التاريخ – كما سيقوله لنا البعض – ولكننا سوف نتكلم بصور حية من واقعنا المعاش ...
سأتكلم هنا عن موقف واحد ومسجل ومدون ولا غبار عليه ولا مجال للتقية فيه ، وهو الخطبة التي ألقاها الخميني بمناسبة مولد الإمام المهدي سنة 1980 م الموافق 15 شعبان 1400 هـ قال فيه :
(( لقد جاء الأنبياء جميعاً من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم ، لكنهم لم ينجحوا ، حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية ، وتنفيذ العدالة ، وتربية البشر لم ينجح في ذلك. و إن الشخص الذي سينجح في ذلك ويرسي قواعد العدالة في جميع أنحاء العالم في جميع مراتب إنسانية الإنسان وتقويم الانحرافات هو المهدي المنتظر ... فالإمام المهدي الذي أبقاه الله سبحانه وتعالى ذخراً من أجل البشرية ، سيعمل على نشر العدالة في جميع أنحاء العالم ، وسينجح فيما أخفق في تحقيقه الأنبياء ...
إن السبب الذي أطال سبحانه وتعالى من أجله عمر المهدي عليه السلام ، وهو أنه لم يكن بين البشر من يستطيع القيام بمثل هذا العمل الكبير حتى الأنبياء ، وأجداد الإمام المهدي عليه السلام لم ينجحوا في تحقيق ما جاءوا من أجله ... ))
ويقول أيضا (( ولو كان الإمام المهدي عليه السلام قد التحق إلى جوار ربه ، لما كان هناك أحد بين البشر لإرساء العدالة وتنفيذها في العالم … فالإمام المهدي المنتظر عليه السلام ، قد أبقى ذخراً لمثل هذا الأمر ، ولذلك فإن عيد ميلاده – أرواحنا فداه – أكبر أعياد المسلمين ، وأكبر عيد لأبناء البشرية ، لأنه سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً … ولذلك يجب أن نقول : إن عيد ميلاد الإمام المهدي عليه السلام هو أكبر عيد للبشرية بأجمعها عند ظهوره ، فإنه سيخرج البشرية من الانحطاط ، ويهدي الجميع إلى الصراط المستقيم ، ويملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت جوراً …
إن ميلاد الإمام المهدي عيد كبير بالنسبة للمسلمين ، يعتبر أكبر من عيد ميلاد النبي محمد ولذلك علينا أن نعد أنفسنا من أجل مجيء الإمام المهدي عليه السلام …
إنني لا أتمكن من تسميته بالزعيم ، لأنه أكبر وأرفع من ذلك ، ولا أتمكن من تسميته بالرجل الأول ، لأنه لا يوجد أحد بعده وليس له ثان ، ولذلك لا أستطيع وصفه بأي كلام سوى المهدي المنتظر الموعود ، وهو الذي أبقاه الله سبحانه وتعالى ذخراً للبشرية ، وعلينا أن نهيئ أنفسنا لرؤياه في حالة توفيقنا بهذا الأمر ، ونكون مرفوعي الرأس على جميع الأجهزة في بلادنا … ونأمل أن تتوسع في سائر الدول ، أن تهيئ نفسها من أجل ظهور الإمام المهدي عليه السلام وتستعد لزيارته ... ))
أثارت هذه التصريحات غضب الشارع الإسلامي وصدرت البيانات التكفيرية لهذه الأقوال من كل دول العالم الإسلامي ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ...
فقد أصدر علماء المغرب فتوى دينية رداً على تصريحات خميني نشرت في العدد الرابع من مجلة ( دعوى الحق ) الصادرة في شعبان _ رمضان 1400 هـ ( تموز يوليو 1980 ) عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المملكة المغربية . وقد جاءت هذه الفتوى معبرة عن إجماع أعضاء المجالس العلمية في أنحاء المملكة المغربية كافة على إدانة الخميني استناداً إلى الكتاب والسنة. و أعلنت الفتوى : إن أقوال خميني أقوال شنيعة ومزاعم باطلة فظيعة. تؤدي إلى الإشراك بالله عز وجل.
و أوضحت الفتوى : أن هذه الأقوال قد أحدثت ضجة كبرى في الأوساط ، حيث توجه الناس بسؤال عن موقف العلماء من هذه الأقوال النابية والمزاعم الباطلة التي تناقض أصول العقيدة الإسلامية. وأكدت الفتوى رداً على تساؤلات الجمهور المغربي المسلم : إن ما قاله الخميني تطاول على مقام الملائكة والأنبياء والمرسلين حيث جعل مكانة المهدي المنتظر في نظره فوق مكانة الجميع ، وزعم أن لا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً أفضل منه.
وقال علماء المغرب في فتواهم : إن من اخطر ما زعمه خميني " إن خلافة المهدي المنتظر خلافة تكوينية تخضع لها جميع ذرات الكون " ومقتضى ذلك أن خميني يعد المهدي المنتظر شريك للخالق عز وجل في الربوبية والتكوين.
وهذا كلام مناقض لعقيدة التوحيد يستنكره كل مسلم ولا يقبله ، ولا يقره أي مذهب من المذاهب الإسلامية ،لا يبرأ قائله من الشرك والكفر بالله ، قال الله تعالى (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون ) الزمر 67
وأهاب علماء المغرب في فتواهم هذه ببقية العلماء في العالم الإسلامي الوقوف وقفة رجل واحد بوجه هذا التيار الهدام ، فيردوا كل شبهة عن عقيدة الإسلام ...
هذه هي عقيدة القوم إيه الأحبة في الوقت الذي نرقب منهم أن يكونوا فرسان مقاومة لنصر الإسلام والمسلمين .. فهذا قائد المقاومة الصنديد حسن نصر الله يؤكد انه يسير على نهج الخميني ويصفه بالإمام وهو الذي قال ما قال ، وغيرها الكثير مما ورد في كتبه وتصريحاته ...
قال قائد المقاومة حسن نصر الله في الخميني : (( الإمام الخميني إلينا يمثل مرجعا دينيا وإماما وقائدا ، بكل ما للكلمة من معنى )) من كتاب الإسلاميون في مجتمع متعددي ، د. مسعود الهي ص 219
وقال أيضا بمناسبة تشييع جنازة عباس الموسوي ( آمين حزب الله السابق ) : ((أننا إذ نودع شهيدنا الكبير وزجه وطفله ، نؤكد لروحه الطاهرة ولامتنا وشعبنا المظلوم ، أننا سنكمل ونتابع نهج الخميني والخامنئي ، وستبقى الثوابت هي الثوابت ، ولن نتزحزح عنها ولو قطعنا ومزقنا ، وارتكبت في حقنا أبشع المجازر )) من كتاب هكذا تكلم نصر الله لمحمد حسين بزي ص 69
وقد قال الخميني عن حسن نصر الله : (( حافظوا على هذا الشخص واحموه لان مستقبله باهر )) من كتاب حزب الله وسقط القناع ص 225 .
الم يحرك فيك هذا الكلام أخي المسلم شيئا الم تغضب لما تجرا عليه هذا الشخص من تقـّول على رسالتنا التي هي خاتمة الرسالات التي قال عنها الله تعالى : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً )) المائدة 3 ، ليأتي ويشكك فيها هؤلاء القوم وينقضوا ما قال به الله تعالى من أن الرسالة قد اكتملت ... بل ويزيد الأمر وقاحة وشكا أن يجعل مع الله آلها آخر بقوله " إن خلافة المهدي المنتظر خلافة تكوينية تخضع لها جميع ذرات الكون " قاتهلم الله أن يؤفكون ، وتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ...
أما أننا سنعود بعدها لندفن رؤوسنا ، ونطرق بها إلى الأرض ونقول وبدون وعي وعلى استحياء من بعضنا ، وبكل وقاحة من بعضنا الآخر ... هذه مقاومة وستحرر لنا أرضنا المغتصبة ...
وليست هي الحقيقة أحبتي وإنما وجد هذا الحزب لكي يكمل الحلقة التي كانت ناقصة من جدار الحماية للدولة الوليدة الممقوتة في قلب الأمة الإسلامية ...
فكان هذا الانتصار وبعدها لم يكن من شيء سوى ما نسمعه من صراخ وصوت عالي يصم الآذان ويعمي العيون .. لكي يخفي زيف وكذب هؤلاء الرافضة المدعين ..
ومن الأمثلة على ذلك صعلوك ظهر في بداية القرن الماضي ، واخذ كذلك دور البطولة وانتصر على الحلفاء .. في الوقت الذي كانت فيه الأمة تعاني الذل والهوان
فغرر وقتها الكثير حتى أن أمير الشعراء احمد شوقي نظم قصيدة في تمجيد هذا البطل ... ثم عاد بعدها واستغفر ربه وخر راكعا وأناب بعد أن ظهر للعالم اجمع حقيقة هذا البطل الدون كيشيوتي وكفر عن ذنبه بقصيدة اعتذار على قصيدته الأولى ...
لان ما أقدم عليه هذا الصعلوك بعد هذا الانتصار المزيف هو إلغاء الخلافة الإسلامية التي لازال المسلمون إلى الآن يعانون جراء هذا الصرح الذي هدم ..
فأي شيء قادم سيقوم به هذا البطل الجديد بطل قرننا هذا .. وان غدا لناظره قريب
لندع هذه العاطفة جانبا وننحيها من جذورها إن كان فيها ما يغضب الله ورسوله ..
والله تعالى يقول وهي حقيقة يجب أن يدركها أي إنسان مسلم ويفهمها ، وإن كان غير مدرك لها فيجب عليه أن يعيد النظر في حقيقة إيمانه ... هذه الحقيقة هي قول الله تعالى (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً )) الأحزاب 36 .
والله يقول لنا ...
(( لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ))
إذا لم نغضب لله ورسوله فلمن سنغضب ، هل سنتمثل لما جاء به الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم فنبغض هؤلاء الروافض ، أو اقلها لا نتكلم عنهم بمدح ولا فخر أم أننا سنكون من أولئك الذين وصفهم القران ((أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً ، أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً )) الفرقان 34 – 44 .
أم أولئك الذين باعوا دينهم بعرض الدين قليل وهم ما يطلق عليهم مصطلح المأجورين ..
وحسبنا الله نعم الوكيل
احمد النعيمي
[email protected]