الأخبار
ضابط إسرائيلي: مقاتلو (حماس) يهاجموننا بعزم غير مسبوقترامب: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام(هيئة البث الإسرائيلية): التعديلات المقترحة في رد حماس تشكّل تحدياً لقادة إسرائيلشهداء وجرحى في سلسلة غارات للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العبث في غزة ،!!! لماذا الآن ؟ بقلم:سميح خلف

تاريخ النشر : 2008-07-26
العبث في غزة ،!!! لماذا الآن ؟ بقلم:سميح خلف
العبث في غزة ،!!! لماذا الآن ؟

سيناريوهات متعددة تعرضت لها غزة في السابق ومازال هناك سيناريوهات لاحقة تحددها طبيعة النتائج للسيناريوهات السابقة .

غزة التي تقودها الآن حماس وفصائل المقاومة بلا شك إن النتائج التي تمخضت عن الصراع بين برنامج المقاومة والبرنامج المتصهين نتائج في الاتجاه الصحيح وكخطوة أولى لإعادة التوازن السياسي والأمني في معادلة الصراع العربي الصهيوني ولو إننا كنا لا نحبذ أن تحدد الخيارات باستخدام مثل هذه الآليات التي يجب أن لا تكون لشعب وقوى مازالت أرضه محتلة بكاملها ، وعندما يبرز التناقض ويصبح رئيسيا ً بين برنامج المقاومة وبرنامج الاحتلال وقواه على الأرض الفلسطينية كان لابد من الحسم ، وفي اعتقادي أن الصراع الآن لا يمكن تجزئته فالمتعاونين مع الاحتلال وبرامجه لا يمكن أن يستسلموا للنتائج المحققة في قطاع غزة من صمود للبرنامج المقاوم وتجاوز كثير من محطات الحصار المفروض على غزة حيث أصبحت غزة هي تمثل المعادلة الحقيقية والحيوية في الصراع بعد أن تمادى تيار أوسلو في مساره نحو الهبوط إلى المستنقع السياسي والأمني والاقتصادي الصهيوني وبعد أن استطاع تيار أوسلو أن يحكم قبضته على مقاليد النفوذ في منظمة التحرير وحركة فتح ، إذا الصراع يجب أن تحدد محدداته بناء على المتغيرات الأمنية التي حدثت سابقا ً وتحدث في غزة في محاولات لتقويض الاستقرار والأمن والصمود لهذا القطاع .

بالتأكيد أن القوى التي تعبث في قطاع غزة هي قوى ذات برنامج متحالف في المصالح مع العدو الصهيوني وخروج غزة من برنامجهم يأملون في أن تكون النتيجة الأخيرة ولذلك بين فينة وأخرى تشهد غزة عمليات أمنية عسكرية تستهدف زعزعة ثقة المواطن بفصائل المقاومة وقدراتها ولكن ما تعرضت له غزة من استهداف لنائب في التشريعي واستهداف سيارة تابعة لكتائب القسام "مدنية" تدخل غزة وفصائل المقاومة على ملامح برنامج وسيناريو جديد يهدف كما قلنا إلى زعزعة الأمن وإحداث فوضى أمنية ويرتبط هذا البرنامج والسيناريو بإستحقاقات يجب أن تدفعها سلطة أوسلو والتيار المتصهين وهو معروف وإلى أي جهة ينتمي وفي نهاية هذا العام على حسب رغبات كوندا ليزا رايس والخارجية الامنية ، مطلوب في نهاية هذا العام تمرير سلطة الكنتونات في الضفة الغربية والقبضة الحديدية الأمنية على الشعب الفلسطيني في الضفة وعلى فصائل المقاومة مازالت تطمح الخارجية الأمريكية في أن تحقق سلطة رام الله قدرا ً من القوة للإقرار بورقة العمل المستقبلية لحل الصراع العربي الصهيوني الذي يأتي على حساب الحقوق الفلسطينية وعلى قضية اللاجئين والقدس.

ومن المتوقع أمام هذا التحرك المحموم لتيار أوسلو للتوصل لإعلان مبادئ حول مفهوم حل الصراع فبالتأكيد أن غزة لا تنفصل عن البرنامج الشمولي لتركيع الشعب الفلسطيني واحتوائه لتمرير هذه الورقة السياسية التاريخية التي تحدد شكل الصراع والمنطقة .

فغزة لعبت دورا ً في إحباط جميع المحاولات المبكرة للقضاء على الورقة الفلسطينية الوطنية وحين لم يفيد الحصار والاجتياحات على غزة وأثبتت فصائل المقاومة قدراتها بالإمكانيات المتواضعة أمام هجمات الاحتلال وفرض حالة من التوازن الأمني مع العدو الصهيوني فإن سيناريو التخريب من القوى المتصهينة والمعادية للطموح الوطني للشعب الفلسطيني ستحاول أن تقوض جبهة الصمود الداخلية في غزة لينعدم القانون وتحل الفوضى ويغيب القرار السياسي والنضالي والوطني هذه هي محددات السيناريو القادم لغزة فلم يكن عبثا ً أن تطلق الدعوات لتواجد قوات دولية في غزة فقط في حين أن الضفة الغربية تتعرض يومياً لإجتياحات متعددة من العدو الصهيوني ولم يكن عبثا ً أن ترتفع بعض الأصوات بتواجد قوات عربية في غزة وهنا أسأل لماذا لم تطالب تلك الأصوات بقوات عربية أو دولية بحماية القدس مثلا أو نابلس أو المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وللوصول في تحقيق تلك الأصوات هدفها لابد من فرض حالة من اللا قانون والفوضى ووجه استخدموه سابقا ً بما يسمى " الحرب الأهلية المحدودة " والتي فشلت تلك القوى في تكريس مفهومها سياسيا وأمنيا ً وإستجلاب بعد إقليمي ودولي لتلك الفكرة الواردة في مخططاتهم للآن .

الاستحقاقات المطلوبة من سلطة رام الله الآن هو احداث خلخلة وتحلل في قوى الصمود والتصدي والممانعة الفلسطينية في غزة لكي تتمكن أن تدفع تلك القوى بأريحية استحقاقاتها للعدو الصهيوني وأمريكا .

في اعتقادي لن تكون العملية الأولى الأخيرة للعابثين في غزة على مدار الأشهر القادمة ، وفي حين أن أيدي العبث ومعسكر الأعداء لم يترك غزة تواجه غزة جراحها من الحصار بل تحاول تلك القوى في انتهازية واضحة واستغلال لظروف غزة أن تستثمر أي معاناة في القطاع لصالح دعواتها المبطنة التي لا تخرج عن عناصر مشتركة تتفق مع الاحتلال ومرجعيتها أمريكا وحكومة الكيان الصهيوني الأمنية .

غزة وفصائل المقاومة التي لم ولن تكون يوما ً واضعة حساباتها لمواجهة شعبنا بل هي سند له وسند لقضيته ، فصائل المقاومة لم تحاول بكل قدراتها وتجربتها أن تعبث أمنيا ً في شؤون الضفة الغربية ولأنها مؤمنة بأن السلاح له طريق واحد وقدراتها الأمنية والعسكرية يجب ان تكون ضد الاحتلال في حين أنها تمتلك من القدرات وبرغم الحشد الأمني الأمريكي والصهيوني مع أجهزة حكومة رام الله فإنها قادرة أن تحقق ضربات موجعة للجناح المتصهين .

أحداث غزة اللاحقة والقادمة تستدعي من فصائل الممانعة تقييم معادلة معسكر الأعداء في الساحة الفلسطينية والعربية أيضا ً وبدقة ومطلوب منها أن تحافظ على برنامج المقاومة بمحدداته الأمنية والاقتصادية .

فلا مجال الآن للتباطئ في تحديد مفاهيم الصراع المقبل ويجب أن لا تقف فصائل المقاومة مكتوفة الأيدي أمام كل اجراءات الملاحقة لرجال المقاومة والتنسيق مع الاحتلال في الضفة الغربية فالصراع سيفرض نفسه عاجلا ً أو آجلا ً والقضية في النهاية قضية حقوق ووطن ، ولن يتراجع البرنامج الصهيوني في الساحة الفلسطينية عن محاولاته لإنهاء برنامج المقاومة في غزة يجب أن يعي الجميع ذلك .
بقلم /سميح خلف
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف