كثر الحديث عن قضية افتداء الأسرى بين حزب الله وإسرائيل ، واختلف الخائضون في هذا الموضوع بين من اعتبر تحرير الأسرى نصرا له ما بعده ، ومن اعتبره مزايدة سياسية موقوتة.فما هي حقيقة الأمر ـ إن حق لي أن أقول ذلك ـ ؟؟؟
إن قضية الأسرى عرفت الخلاف الحاد بين الفريقين المختلفين منذ ساعتها الأولى حين اختطفت عناصر حزب الله الجنديين الإسرائيليين ، والذي كان أسرهما وراء العدوان الإسرائيلي الشرس على لبنان . لقد اعتبر الفريق المعارض تحرك حزب الله العسكري آنذاك مغامرة غير محسوبة العواقب، كما اعتبرت رهانا خاسرا حيث عرضت مئات الأرواح للهلاك من أجل حياة عدد معدود على رؤوس الأصابع من الأسرى، في حين اعتبرها الفريق المؤيد أنها صفقة رابحة بكل المقاييس . وهذا الاختلاف في التقويم والتثمين يفرض علينا طرح السؤال التالي : كيف يقاس النصر عند العرب ؟؟
لقد اعتبر حزب الله تحرير أسراه الأحياء والأموات نصرا ، ولم يضع في حسابه عدد الضحايا والخسائر التي دفعها لبنان مقابل هذا النصر.فهل يجوز أن نسمي هذا نصرا ؟؟ وهل النصر لا تحكمه معادلة الربح والخسارة ؟؟ فإذا كان منطق النصر هو مجرد شعور يستشعره صاحبه دون اعتبار ماذا كسب وماذا خسر ؟ فإن الأمة العربية ـ على ما هي عليه من مهانة ـ تكون وفق هذا المنطق متخمة بالنصر ، إذ لا عبرة بضياع فلسطين والجولان وجنوب لبنان ما دامت الأمة تعتقد النصر في نفسها ، ولا تبالي بخسارتها على أرض الواقع .
قد يقول قائل التضحيات لا تدخل ضمن قائمة الخسارة ، ولهذا لا تحسب الأرواح التي أزهقت والخسائر التي وقعت من أجل أن يعود الأسرى عودة النصر المشهود ، والذي شهده حتى كبار الملائكة حسب تعبير أحدهم وهو تحت تأثير سكر المشهد ـ تقدست الملائكة عن العبث ـ . فإذا كان هذا المنطق سليما فالأمة الإسلامية يفوق عددها المليار والثلث والمشكل يحل بتضحية من هذا المليار وثلثه لنحصل على نصر من سنخ نصر حزب الله الذي يقيس النصر بالكيف لا بالكم.
لقد نصح نصر الله الحكام العرب والمسلمين تخليص باقي الأسرى عند إسرائيل من أسرهم بل طالبهم بذلك أو أمرهم بذلك ، وقد قدم لهم المثال الذي يجب أن يحتذى . ولنفرض جدلا كما يقال أن حكام العرب والمسلمين عملوا بأمره أونصحه فاختطفوا جنودا إسرائيليين ودفعوا الثمن بالعديد من أرواح رعاياهم مدنيين وعسكرين على طريقة حزب الله وانتظروا تدخل مجلس الأمن الذي يقرر إدخال قوات دولية لحراسة إسرائيل التي أوقفت زلزالها في لبنان مقابل ذلك ولا تقبل إيقاف زلازل غير لبنان بدون ذلك ، فهل سيسمى ذلك نصرا ويحسب بالكيف لا بالكم ؟؟ وهل سيكون المنتصر هو إسرائيل التي ستجعل العالم بأسره يؤمن حدودها أم الدول العربية والإسلامية التي حررت السجناء ؟؟؟
ربما أمكن الحديث عن نصر لو أن لبنان استرد سيادته الكاملة على جنوبه في صفقته التي حرر بها أسراه . ولو حصل ذلك لقيل للبنان لقد تخليت عن القضية فلا يمكن أن تكون كامل السيادة مع بقاء احتلال فلسطين ، تماما كما يقال ذلك لمصر التي لا سيادة لها بدون استرداد فلسطين ، والواقع يؤكد ذلك إذ ليس بإمكان مصر أن تتصرف في سيناء وقد عسكر فيها جيش العالم حارسا لأمن إسرائيل ، كما رابط جيش العالم في الجولان لحماية إسرائيل مقابل قبولها وقف إطلاق النار مع سوريا .
لقد كانت صيانة حياة القائد الميداني لحزب الله الشهيد عماد مغنية ـ مهما كانت الأيدي التي اغتالته وشر الأيدي المغتالة أيدي الإخوة والأحبة ـ أفضل مليون مرة من تحرير الأسير سمير القنطار، إن لم تكن الصفقة مع إسرائيل فيها مقايضة اغتيال مغنية بإطلاق سراح القنطار ليتحقق الوعد الصادق الذي لا يهمه حجم الخسارة بقدر ما يهمه أن يبقى صاحب الوعد صادق الوعد مهما كان الثمن.
وإن في الأسرى الفلسطينيين من هو أثقل في الميزان من القنطار ـ والقنطار غال على أنفسنا ـ ومع ذلك لم تمض الصفقة في اتجاه تحرير أصحاب الوزن من الأسرى لأن الوعد الصادق قرر ذلك ، ولن يكون صادقا إلا بذلك.
ولقد هددت إسرائيل باغتيال القنطار ـ وهي قادرة على ذلك ـ ما دامت قد وصلت إلى القائد الميداني عماد مغنية في عاصمة سوريا المنيعة أكثر من مناعة لبنان ، فهل ستكون الصفقة مربحة باغتيال القنطار بعد تحريره ؟. ولقد كان القنطار ذكيا في جوابه عندما سأله مذيع الجزيرة غسان بنجدو عن رأيه في تهديد إسرائيل لحياته فقال :أرجو أن يكون ذلك بعد أن تدفع إسرائيل ثمن اغتيالي. وهل ثمن اغتياله سيكون كثمن اغتيال عماد مغنية ؟ ، أم أن الوعد الصادق ما زال لم يحدد ثمن اغتيال مغنية؟
فريثما يتفق العرب عن كيفية قياس النصر ؟ وعن مفهوم النصر أيكون بربح أم بخسارة ؟ وكم يكون حجم الخسارة التي هي ثمن النصر ؟ أرجو أن تهدأ العواطف الهادرة لتنصت لمنطق العقل الرصين الذي يثمن النصر ويقومه بميزان غير ميزان هذه العواطف الهادرة التي يصعب إقناعها في هذا الظرف بالذات والهلال لم يقمر بعد كما يقال.
إن قضية الأسرى عرفت الخلاف الحاد بين الفريقين المختلفين منذ ساعتها الأولى حين اختطفت عناصر حزب الله الجنديين الإسرائيليين ، والذي كان أسرهما وراء العدوان الإسرائيلي الشرس على لبنان . لقد اعتبر الفريق المعارض تحرك حزب الله العسكري آنذاك مغامرة غير محسوبة العواقب، كما اعتبرت رهانا خاسرا حيث عرضت مئات الأرواح للهلاك من أجل حياة عدد معدود على رؤوس الأصابع من الأسرى، في حين اعتبرها الفريق المؤيد أنها صفقة رابحة بكل المقاييس . وهذا الاختلاف في التقويم والتثمين يفرض علينا طرح السؤال التالي : كيف يقاس النصر عند العرب ؟؟
لقد اعتبر حزب الله تحرير أسراه الأحياء والأموات نصرا ، ولم يضع في حسابه عدد الضحايا والخسائر التي دفعها لبنان مقابل هذا النصر.فهل يجوز أن نسمي هذا نصرا ؟؟ وهل النصر لا تحكمه معادلة الربح والخسارة ؟؟ فإذا كان منطق النصر هو مجرد شعور يستشعره صاحبه دون اعتبار ماذا كسب وماذا خسر ؟ فإن الأمة العربية ـ على ما هي عليه من مهانة ـ تكون وفق هذا المنطق متخمة بالنصر ، إذ لا عبرة بضياع فلسطين والجولان وجنوب لبنان ما دامت الأمة تعتقد النصر في نفسها ، ولا تبالي بخسارتها على أرض الواقع .
قد يقول قائل التضحيات لا تدخل ضمن قائمة الخسارة ، ولهذا لا تحسب الأرواح التي أزهقت والخسائر التي وقعت من أجل أن يعود الأسرى عودة النصر المشهود ، والذي شهده حتى كبار الملائكة حسب تعبير أحدهم وهو تحت تأثير سكر المشهد ـ تقدست الملائكة عن العبث ـ . فإذا كان هذا المنطق سليما فالأمة الإسلامية يفوق عددها المليار والثلث والمشكل يحل بتضحية من هذا المليار وثلثه لنحصل على نصر من سنخ نصر حزب الله الذي يقيس النصر بالكيف لا بالكم.
لقد نصح نصر الله الحكام العرب والمسلمين تخليص باقي الأسرى عند إسرائيل من أسرهم بل طالبهم بذلك أو أمرهم بذلك ، وقد قدم لهم المثال الذي يجب أن يحتذى . ولنفرض جدلا كما يقال أن حكام العرب والمسلمين عملوا بأمره أونصحه فاختطفوا جنودا إسرائيليين ودفعوا الثمن بالعديد من أرواح رعاياهم مدنيين وعسكرين على طريقة حزب الله وانتظروا تدخل مجلس الأمن الذي يقرر إدخال قوات دولية لحراسة إسرائيل التي أوقفت زلزالها في لبنان مقابل ذلك ولا تقبل إيقاف زلازل غير لبنان بدون ذلك ، فهل سيسمى ذلك نصرا ويحسب بالكيف لا بالكم ؟؟ وهل سيكون المنتصر هو إسرائيل التي ستجعل العالم بأسره يؤمن حدودها أم الدول العربية والإسلامية التي حررت السجناء ؟؟؟
ربما أمكن الحديث عن نصر لو أن لبنان استرد سيادته الكاملة على جنوبه في صفقته التي حرر بها أسراه . ولو حصل ذلك لقيل للبنان لقد تخليت عن القضية فلا يمكن أن تكون كامل السيادة مع بقاء احتلال فلسطين ، تماما كما يقال ذلك لمصر التي لا سيادة لها بدون استرداد فلسطين ، والواقع يؤكد ذلك إذ ليس بإمكان مصر أن تتصرف في سيناء وقد عسكر فيها جيش العالم حارسا لأمن إسرائيل ، كما رابط جيش العالم في الجولان لحماية إسرائيل مقابل قبولها وقف إطلاق النار مع سوريا .
لقد كانت صيانة حياة القائد الميداني لحزب الله الشهيد عماد مغنية ـ مهما كانت الأيدي التي اغتالته وشر الأيدي المغتالة أيدي الإخوة والأحبة ـ أفضل مليون مرة من تحرير الأسير سمير القنطار، إن لم تكن الصفقة مع إسرائيل فيها مقايضة اغتيال مغنية بإطلاق سراح القنطار ليتحقق الوعد الصادق الذي لا يهمه حجم الخسارة بقدر ما يهمه أن يبقى صاحب الوعد صادق الوعد مهما كان الثمن.
وإن في الأسرى الفلسطينيين من هو أثقل في الميزان من القنطار ـ والقنطار غال على أنفسنا ـ ومع ذلك لم تمض الصفقة في اتجاه تحرير أصحاب الوزن من الأسرى لأن الوعد الصادق قرر ذلك ، ولن يكون صادقا إلا بذلك.
ولقد هددت إسرائيل باغتيال القنطار ـ وهي قادرة على ذلك ـ ما دامت قد وصلت إلى القائد الميداني عماد مغنية في عاصمة سوريا المنيعة أكثر من مناعة لبنان ، فهل ستكون الصفقة مربحة باغتيال القنطار بعد تحريره ؟. ولقد كان القنطار ذكيا في جوابه عندما سأله مذيع الجزيرة غسان بنجدو عن رأيه في تهديد إسرائيل لحياته فقال :أرجو أن يكون ذلك بعد أن تدفع إسرائيل ثمن اغتيالي. وهل ثمن اغتياله سيكون كثمن اغتيال عماد مغنية ؟ ، أم أن الوعد الصادق ما زال لم يحدد ثمن اغتيال مغنية؟
فريثما يتفق العرب عن كيفية قياس النصر ؟ وعن مفهوم النصر أيكون بربح أم بخسارة ؟ وكم يكون حجم الخسارة التي هي ثمن النصر ؟ أرجو أن تهدأ العواطف الهادرة لتنصت لمنطق العقل الرصين الذي يثمن النصر ويقومه بميزان غير ميزان هذه العواطف الهادرة التي يصعب إقناعها في هذا الظرف بالذات والهلال لم يقمر بعد كما يقال.