اسرائيل ... سلام واستيطان 25-7-2008
بقلم : حمدي فراج
برزت اسرائيل في الحقبة الاخيرة اكثر ما برزت على صعيدين اثنين أكثر من اي شيء آخر ، السلام والاستيطان ، الاول وهمي والثاني حقيقي ، وأكثر من يستطيع ادراك ذلك اكثر من غيره هو المفاوض الفلسطيني الذي دخل هذا المعمان ولا يستطيع الخروج .
وقعت اسرائيل خلال الحقبة الاخيرة جملة من الديباجات السلامية التي استهلتها في مؤتمر مدريد ثم اوسلو وطابا والقاهرة والخليل وشرم الشيخ وخارطة الطريق ، وادي عربة مع الاردن ، ومؤخرا المفاوضات غير المباشرة مع سوريا في اسطنبول والتهدئة مع حماس واغلاق محاور الاحتكاك مع حزب الله بإطلاق سراح المأسورين اللبنانيين في السجون والقبور على حد سواء .
الاستيطان أيضا ازداد بشكل مضطرد ومتسارع ، رغم القرارات الدولية التي اعتبرته على الأقل حجر عثرة في طريق السلام ، المعنى الذي يفيد ان ازدياده يبدد السلام ومفاهيمه والجهود المبذوله على صعيد تحقيقه وارساء مداميكه .
المداميك الحقيقية التي نراها هي مداميك هذا الاستيطان والتوسع ، وأبرزها على الاطلاق الجدار الذي قالت عنه اسرائيل انه أمني وقالت عنه محكمة لاهاي انه عنصري .
الاستيطان في القدس ، وما هي بالقدس اصلا ، معالي ادوميم في منطقة الخان الاحمر هي تابعة لأريحا ، ولم تكن في يوم من الايام محسوبة على القدس ، وإن حسبت او ألحقت تكون في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل عام 1967 . ما ينسحب على هذه المستوطنة ينسحب على أفرات من اراضي بيت لحم ، وقد وصل امتدادها وتوسعها الى ان اصبحت الشاخصات المثبتة على شوارعها تشير الى أن هذا المدخل يقود الى شمالها وذاك الى جنوبها ، ومجمع مستوطنات عصيون أصبح يضم ما لايقل عن عشر مستوطنات من اراضي الخضر وبتير وحوسان وبيت أمر وبيت فجار ووادي رحال وتقوع والفردوس والعساكرة والرشايدة وكيسان والشواورة وصولا الى بيت ساحور وبيت جالا .
منذ مؤتمر انابوليس الذي لم يمض على عقده تسعة اشهر ، ازداد الاستيطان في هذه الأشهر التسعة 12% من حجم العمل الاستيطاني كله الذي باشرته اسرائيل عبر اربعين سنة وأكثر .
بالأمس أعلنت اسرائيل انها ستخفف من عملياتها الامنية في نابلس وجنين بعد تهديدات فلسطينية بسحب قواتها التي كانت قد دخلتها وفق الاتفاقيات التي ابرمها المبعوث الأمني الامريكي دايتون . وسر الفلسطينيون بهذا الاعلان الاسرائيلي ، للدرجة الذي اعتبره البعض نزولا اسرائيليا عند التهديد الفلسطيني ، ثم قال البعض انه "توقيف" للعمليات الاسرائيلية ، لا "تخفيف" ، وهذا يذكرنا بالحواجز التي توسطت كونداليزا رايس في رفعها ، فنكتشف انها ازدادت ، وبدلا من ان تكون ثابتة اصبحت مرنة ومتحركة ومتنقلة . قبل توسط رايس في رفعها كان هناك حاجزان بين بيت لحم ورام الله ، وبعد الاعلان عن رفعهما فوجئت لدى ذهابي الى رام الله قبل ايام انها اصبحت اربعة .
المهم ان المفاوض الفلسطيني الذي سر لاعلان تخفيف العمليات العسكرية في نابلس ، قد عاوده الاسى من جديد اثر الاعلان الجديد جدا ان اسرائيل صادقت على بناء عشرين وحدة استيطانية جديدة جدا جدا في الغور الشمالي .
بقلم : حمدي فراج
برزت اسرائيل في الحقبة الاخيرة اكثر ما برزت على صعيدين اثنين أكثر من اي شيء آخر ، السلام والاستيطان ، الاول وهمي والثاني حقيقي ، وأكثر من يستطيع ادراك ذلك اكثر من غيره هو المفاوض الفلسطيني الذي دخل هذا المعمان ولا يستطيع الخروج .
وقعت اسرائيل خلال الحقبة الاخيرة جملة من الديباجات السلامية التي استهلتها في مؤتمر مدريد ثم اوسلو وطابا والقاهرة والخليل وشرم الشيخ وخارطة الطريق ، وادي عربة مع الاردن ، ومؤخرا المفاوضات غير المباشرة مع سوريا في اسطنبول والتهدئة مع حماس واغلاق محاور الاحتكاك مع حزب الله بإطلاق سراح المأسورين اللبنانيين في السجون والقبور على حد سواء .
الاستيطان أيضا ازداد بشكل مضطرد ومتسارع ، رغم القرارات الدولية التي اعتبرته على الأقل حجر عثرة في طريق السلام ، المعنى الذي يفيد ان ازدياده يبدد السلام ومفاهيمه والجهود المبذوله على صعيد تحقيقه وارساء مداميكه .
المداميك الحقيقية التي نراها هي مداميك هذا الاستيطان والتوسع ، وأبرزها على الاطلاق الجدار الذي قالت عنه اسرائيل انه أمني وقالت عنه محكمة لاهاي انه عنصري .
الاستيطان في القدس ، وما هي بالقدس اصلا ، معالي ادوميم في منطقة الخان الاحمر هي تابعة لأريحا ، ولم تكن في يوم من الايام محسوبة على القدس ، وإن حسبت او ألحقت تكون في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل عام 1967 . ما ينسحب على هذه المستوطنة ينسحب على أفرات من اراضي بيت لحم ، وقد وصل امتدادها وتوسعها الى ان اصبحت الشاخصات المثبتة على شوارعها تشير الى أن هذا المدخل يقود الى شمالها وذاك الى جنوبها ، ومجمع مستوطنات عصيون أصبح يضم ما لايقل عن عشر مستوطنات من اراضي الخضر وبتير وحوسان وبيت أمر وبيت فجار ووادي رحال وتقوع والفردوس والعساكرة والرشايدة وكيسان والشواورة وصولا الى بيت ساحور وبيت جالا .
منذ مؤتمر انابوليس الذي لم يمض على عقده تسعة اشهر ، ازداد الاستيطان في هذه الأشهر التسعة 12% من حجم العمل الاستيطاني كله الذي باشرته اسرائيل عبر اربعين سنة وأكثر .
بالأمس أعلنت اسرائيل انها ستخفف من عملياتها الامنية في نابلس وجنين بعد تهديدات فلسطينية بسحب قواتها التي كانت قد دخلتها وفق الاتفاقيات التي ابرمها المبعوث الأمني الامريكي دايتون . وسر الفلسطينيون بهذا الاعلان الاسرائيلي ، للدرجة الذي اعتبره البعض نزولا اسرائيليا عند التهديد الفلسطيني ، ثم قال البعض انه "توقيف" للعمليات الاسرائيلية ، لا "تخفيف" ، وهذا يذكرنا بالحواجز التي توسطت كونداليزا رايس في رفعها ، فنكتشف انها ازدادت ، وبدلا من ان تكون ثابتة اصبحت مرنة ومتحركة ومتنقلة . قبل توسط رايس في رفعها كان هناك حاجزان بين بيت لحم ورام الله ، وبعد الاعلان عن رفعهما فوجئت لدى ذهابي الى رام الله قبل ايام انها اصبحت اربعة .
المهم ان المفاوض الفلسطيني الذي سر لاعلان تخفيف العمليات العسكرية في نابلس ، قد عاوده الاسى من جديد اثر الاعلان الجديد جدا ان اسرائيل صادقت على بناء عشرين وحدة استيطانية جديدة جدا جدا في الغور الشمالي .