هؤلاء العلمانيون كان أولى بهم أن يدّعوا لأي فكر سوى فكر الإسلام ، ومن هؤلاء أنيس منصور ومن شاكله بالسير على هذا الطريق المعوج ...
فقد قرأت له إحدى المقلات في كتابه (( أنها الأشياء الصغيرة )) والمقالة بعنوان (( من اجل عذاب اقل ! )) يذكر فيها قصة التمثال تنتالوس الشخصية الإغريقية القديمة التي تمثل رمز تلاعب القدر بالإنسان فيخلص إلى نتيجة :
(( وكل ما يعمله أو يحلم به الإنسان في حياته هو استبدال عذاب اكبر بعذاب اقل .. ووجع أعمق بوجع سطحي ، ولكنه في جميع الحالات هو هذا التمثال الذي فرض عليه العذاب من داخله أو من خارجه ولا أمل في حل ، فهذه حياته وهذا قدره ولا اختيار له ...
هذا إذا كانت آلامك وأوجاعك بسيطة إلى هذه الدرجة ، أما إذا كانت آلامك مبرحة فالوسيلة لفهمها بصورة مجسمة ومقنعة ويائسة هي أن تنظر إلى تمثال تنتالوس . وبعد ذلك لا أمل في شيء )) اه
ولا ادري وكأني بهذا الكاتب يكتب بالفعل إلى عالم غير إسلامي أو كأني به لا يحمل أي فكر إسلامي حتى وصل به الأمر إلى اليأس والتيئيس والإحباط والتحبيط والقنوط والتفنيط ، وبدلا من أن يتكلم بهذه الكلام التافه ويتذكر قول الله عز وجل : (( الم ، أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ، أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ )) العنكبوت 1 – 4 ، وان يذكر للناس حديث الرسول (( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلَا نَصَبٍ وَلَا سَقَمٍ وَلَا حَزَنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ إِلَّا كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ )) رواه مسلم ، وغيرها مما ورد من آيات وأحاديث تسري عن الإنسان المسلم فيكون بذلك داعيا إلى التفاؤل والأمل وحسن ظن المرء بالله وان هناك حياة أخرى غير هذه الحياة وان هذه الدنيا دار بلاء وفناء وان السعيد من فاز بالدار الآخرة ، لا أن يتكلم بما يفقد الناس الأمل (( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا )) الفرقان 44 .
وهناك الكثير ممن شاكلة هؤلاء الكتاب ، ومن هذه أيضا بعض القنوات الفضائية التي تسعى إلى نشر الفساد والانحلال الخلقي من خلال ما تظهره من دعايات شبة عارية ومسلسلات خليعة وخصوصا انه قد ظهر في هذه الأوقات مسلسلات تركية مدبلجة وحلقاتها تتجاوز المئات تسعى ويسعى مخرجوها ومن قام بتعريبها إلى العربية ، إلى نشر الفتن والفساد والفاحشة في المجتمع المسلم من خلال السفور الذي يظهر به النساء والصداقات الغير شرعية وقبول فكرة أولاد غير شرعيين كما هو عليه حال الدول الغير إسلامية ، وان تكون هناك صداقات وعلاقات بين المرأة المتزوجة وأشخاص آخرين بعيدا عن عيون زوجها ، وكذلك إلى أن تتزوج الحوامل المطلقة قبل انتهاء عدتها بوضع حملها ، وان يدعى الولد إلى غير أبيه .
أنها خطط خبيثة من أشخاص يدعون تطبيق الإسلام في بلادهم وان لديهم هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، في الوقت الذين يعملون فيه على نشر هذه الرذائل في المجتمع وكأنهم يسلون أنفسهم هم من ينشر الرذيلة ثم يسعى للقضاء عليها ، أي ضحك على العقول هذا والله تعالى يقول (( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) النور 19 .
ويزيد الأمر حزنا وسوءا أن يخرج مفتيهم العبيكان على هذه القناة – التي لها كل الأثر السيئ في نشر هذه الرذائل والقنوات الأخرى التي أصحابها أصحاب السمو والسعادة من أمراء دولة الحرمين الشريفين ، والملاحظ والمتتبع للأمر يجد أن هذه القنوات خصوصا فيها دعايات شبه عارية في الوقت الذي لا نجده في باقي القنوات الأخرى سوى القنوات الخاصة بالأغاني والأفلام – ليزيد من ضلالتها وغيها بدلا من أن يقوم بتأليب الرأي العام على مقاطعتها ومن ثم منعها بشكل قطعي .
وإلا كيف يجمع بين الهيئة وبين هذه القنوات والأشخاص هم أنفسهم ، والله أننا أصبحنا في زمن المتناقضات والعجائب حتى صرنا حيارى وتاه الناس وصدق رسول الله القائل : ((بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا )) رواه مسلم .
وكذلك المسلسل الآخر الذي ظاهره فيه الرحمة ومن قبله العذاب وتشويه حاضرة من حواضر الإسلام والطعن في شخصية عظيمة من الشخصيات التي مزقتها أقلام الفرس ومثلتها النصرانية الحاقدة مجددا .
هذا المسلسل هو أعقل المجانين الذي يمثل شخصيته رجل يقرا القران ويدعوا الأدعية ويصحح الأخطاء المشوهة للدولة العباسية مظهرة خليفة المسلمين هارون الرشيد الذي كان يحج عاما ويغزو عاما بأنه إنسان لا هم له سوى اللهو والطرب وأن يضع أشخاصا كل همهم الحياة ومتاعها وإتباع الشهوات والملذات وللأسف أن الذي قام بهذا الدور ممثل نصراني ، هل بلغ بنا الهوان إلى هذا الحد !!! بينما يمثل الشخص الآخر وهو القاضي الذي يظهر بمظهر الإنسان المرتشي الذي لا يحكم بالشرع ولا تهمه سوى معدته شخص نصراني كذلك ، ومن هذه الأفكار الهدامة الكثير التي يطول الوقت في سردها .
ما الذي سيقوله هؤلاء لربهم من هذه الأوزار التي حملوها ومن أوزار الذين يضلونهم ، (( ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون )) النمل 85 .
ولكنني لا استغرب كثيرا أن يكون هؤلاء على غير ما هم عليه ، فقد وصفهم القران الكريم في مواضع كثيرة منها (( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ، وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ )) الزخرف 36 – 37 ، ولكن الذي يحز في البال هو أننا سمحنا لمثل هؤلاء أن يفسدوا في الأرض ، ليس لشيء سوى أننا أصبحنا في ذيل الأمم من ذنوبنا ومعاصينا .
ليتق الله من في قلبه ذرة من ضمير فضلا عن دين في أنفسنا وأزواجنا وأولادنا ، إنها خطط مأفونة مدروسة لتشويه حضارتنا ولنزعنا عن تعاليم ديننا ولذلك علينا أن نشمر ساعد الجد بان نجنب أنفسنا وأهلينا نارا وقودها الناس والحجارة وان لا نكتوي بلظى هذه الأفكار السامة متذكرين قول الرسول : (( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ فَسَمِعْتُ هَؤُلَاءِ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْسِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )) متفق عليه ، قبل أن يأتي يوم لن يفيد فيه الندم ((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا )) الفرقان 27 – 29 .
وهذا اقل ما يمكننا فعله
احمد النعيمي
فقد قرأت له إحدى المقلات في كتابه (( أنها الأشياء الصغيرة )) والمقالة بعنوان (( من اجل عذاب اقل ! )) يذكر فيها قصة التمثال تنتالوس الشخصية الإغريقية القديمة التي تمثل رمز تلاعب القدر بالإنسان فيخلص إلى نتيجة :
(( وكل ما يعمله أو يحلم به الإنسان في حياته هو استبدال عذاب اكبر بعذاب اقل .. ووجع أعمق بوجع سطحي ، ولكنه في جميع الحالات هو هذا التمثال الذي فرض عليه العذاب من داخله أو من خارجه ولا أمل في حل ، فهذه حياته وهذا قدره ولا اختيار له ...
هذا إذا كانت آلامك وأوجاعك بسيطة إلى هذه الدرجة ، أما إذا كانت آلامك مبرحة فالوسيلة لفهمها بصورة مجسمة ومقنعة ويائسة هي أن تنظر إلى تمثال تنتالوس . وبعد ذلك لا أمل في شيء )) اه
ولا ادري وكأني بهذا الكاتب يكتب بالفعل إلى عالم غير إسلامي أو كأني به لا يحمل أي فكر إسلامي حتى وصل به الأمر إلى اليأس والتيئيس والإحباط والتحبيط والقنوط والتفنيط ، وبدلا من أن يتكلم بهذه الكلام التافه ويتذكر قول الله عز وجل : (( الم ، أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ، أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ )) العنكبوت 1 – 4 ، وان يذكر للناس حديث الرسول (( عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُمَا سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ وَلَا نَصَبٍ وَلَا سَقَمٍ وَلَا حَزَنٍ حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ إِلَّا كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ )) رواه مسلم ، وغيرها مما ورد من آيات وأحاديث تسري عن الإنسان المسلم فيكون بذلك داعيا إلى التفاؤل والأمل وحسن ظن المرء بالله وان هناك حياة أخرى غير هذه الحياة وان هذه الدنيا دار بلاء وفناء وان السعيد من فاز بالدار الآخرة ، لا أن يتكلم بما يفقد الناس الأمل (( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا )) الفرقان 44 .
وهناك الكثير ممن شاكلة هؤلاء الكتاب ، ومن هذه أيضا بعض القنوات الفضائية التي تسعى إلى نشر الفساد والانحلال الخلقي من خلال ما تظهره من دعايات شبة عارية ومسلسلات خليعة وخصوصا انه قد ظهر في هذه الأوقات مسلسلات تركية مدبلجة وحلقاتها تتجاوز المئات تسعى ويسعى مخرجوها ومن قام بتعريبها إلى العربية ، إلى نشر الفتن والفساد والفاحشة في المجتمع المسلم من خلال السفور الذي يظهر به النساء والصداقات الغير شرعية وقبول فكرة أولاد غير شرعيين كما هو عليه حال الدول الغير إسلامية ، وان تكون هناك صداقات وعلاقات بين المرأة المتزوجة وأشخاص آخرين بعيدا عن عيون زوجها ، وكذلك إلى أن تتزوج الحوامل المطلقة قبل انتهاء عدتها بوضع حملها ، وان يدعى الولد إلى غير أبيه .
أنها خطط خبيثة من أشخاص يدعون تطبيق الإسلام في بلادهم وان لديهم هيئات للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، في الوقت الذين يعملون فيه على نشر هذه الرذائل في المجتمع وكأنهم يسلون أنفسهم هم من ينشر الرذيلة ثم يسعى للقضاء عليها ، أي ضحك على العقول هذا والله تعالى يقول (( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) النور 19 .
ويزيد الأمر حزنا وسوءا أن يخرج مفتيهم العبيكان على هذه القناة – التي لها كل الأثر السيئ في نشر هذه الرذائل والقنوات الأخرى التي أصحابها أصحاب السمو والسعادة من أمراء دولة الحرمين الشريفين ، والملاحظ والمتتبع للأمر يجد أن هذه القنوات خصوصا فيها دعايات شبه عارية في الوقت الذي لا نجده في باقي القنوات الأخرى سوى القنوات الخاصة بالأغاني والأفلام – ليزيد من ضلالتها وغيها بدلا من أن يقوم بتأليب الرأي العام على مقاطعتها ومن ثم منعها بشكل قطعي .
وإلا كيف يجمع بين الهيئة وبين هذه القنوات والأشخاص هم أنفسهم ، والله أننا أصبحنا في زمن المتناقضات والعجائب حتى صرنا حيارى وتاه الناس وصدق رسول الله القائل : ((بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا )) رواه مسلم .
وكذلك المسلسل الآخر الذي ظاهره فيه الرحمة ومن قبله العذاب وتشويه حاضرة من حواضر الإسلام والطعن في شخصية عظيمة من الشخصيات التي مزقتها أقلام الفرس ومثلتها النصرانية الحاقدة مجددا .
هذا المسلسل هو أعقل المجانين الذي يمثل شخصيته رجل يقرا القران ويدعوا الأدعية ويصحح الأخطاء المشوهة للدولة العباسية مظهرة خليفة المسلمين هارون الرشيد الذي كان يحج عاما ويغزو عاما بأنه إنسان لا هم له سوى اللهو والطرب وأن يضع أشخاصا كل همهم الحياة ومتاعها وإتباع الشهوات والملذات وللأسف أن الذي قام بهذا الدور ممثل نصراني ، هل بلغ بنا الهوان إلى هذا الحد !!! بينما يمثل الشخص الآخر وهو القاضي الذي يظهر بمظهر الإنسان المرتشي الذي لا يحكم بالشرع ولا تهمه سوى معدته شخص نصراني كذلك ، ومن هذه الأفكار الهدامة الكثير التي يطول الوقت في سردها .
ما الذي سيقوله هؤلاء لربهم من هذه الأوزار التي حملوها ومن أوزار الذين يضلونهم ، (( ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون )) النمل 85 .
ولكنني لا استغرب كثيرا أن يكون هؤلاء على غير ما هم عليه ، فقد وصفهم القران الكريم في مواضع كثيرة منها (( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ، وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ )) الزخرف 36 – 37 ، ولكن الذي يحز في البال هو أننا سمحنا لمثل هؤلاء أن يفسدوا في الأرض ، ليس لشيء سوى أننا أصبحنا في ذيل الأمم من ذنوبنا ومعاصينا .
ليتق الله من في قلبه ذرة من ضمير فضلا عن دين في أنفسنا وأزواجنا وأولادنا ، إنها خطط مأفونة مدروسة لتشويه حضارتنا ولنزعنا عن تعاليم ديننا ولذلك علينا أن نشمر ساعد الجد بان نجنب أنفسنا وأهلينا نارا وقودها الناس والحجارة وان لا نكتوي بلظى هذه الأفكار السامة متذكرين قول الرسول : (( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ فَسَمِعْتُ هَؤُلَاءِ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَحْسِبُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَالرَّجُلُ فِي مَالِ أَبِيهِ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ )) متفق عليه ، قبل أن يأتي يوم لن يفيد فيه الندم ((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا )) الفرقان 27 – 29 .
وهذا اقل ما يمكننا فعله
احمد النعيمي