
الرد على أبو العلاء السبعاوي
هذا عرض خاطف لصفات البادية لطبائع البدو التي يورثونها لأبنائهم فيها الحسن و السيئ وهي سنة الله في خلقه إن التحركات للقبائل من الجزيرة العربية عندما أصبحت بسكانها خزان هائل ضاق بما فيه خرجوا من جزيرتهم على شكل هجرات وموجات متعاقبة ولم يكن أمامهم الا الاتجاه شرقا الى بلاد الرافدين او غربا الى شبه جزيرة سيناء ومنها الى وادي النيل الخصيب ترتب على هذه التحركات نتائج تضع امام اعيننا حقيقة ناصعة تبهر البصر وتفرض ذاتها تلك هي ان العربي الانسان البسيط في مأكله و ملبسه الصبور المقاتل المضياف الشجاع الديمقراطي الفصيح الشاعر الفارس هو المصدر الاصيل والمنبع النقي لتلك الشعوب استقرت منذ ازمان في العراق والشام و انتجت تلك الحضارات الخصبة الزاهرة التي منحت الإنسانية أقدس وأجمل وأنفس ما في تراثها من دين و فن و علم فالعرب فضلهم على حمل الرسالة وضخامة الدين الذي تدين به الانسانية لهؤلاء العرب فيهم الكرم ونجدة الحي أخلاقهم عجيبة ولو كانوا يعبدون الاصنام لكن الادب مع الله تعظيمه تمتلئ قلوبهم هيبة من الله وخشيته والحياء من الله زمن اندثر في خلق الادب .
لو تسلقت ذروة التأمل عبر الأفق الخفي لترى البادية و ما بها من الاوصاف و الأحوال وما للبدو من الاخبار ومن الاقوال التي اهتم بها أدباء العربية فيما مضى وشدو الرحال الى مواطنها ومصادرها وأطالوا البحث والكتابة عنها وهم جديرون بكل دراسة وعناية لان لهم خطر وشأن كبيرين في مجتعنا ومعاشنا من قبل ومن بعد فكل السمون و أكثر اللحوم التي نأكلها و الأصواف التي ننسجها و المطايا التي نركبها منهم كثير مما كانوا في صدر الإسلام يتجشمون مشاق السفر الى البادية و يدخلون المضارب ويحادثون البدو ويتمعنون منظوم كلامهم ومنثوره ويلتقطون أخبارهم ودقائق وقائعهم ونوادرهم ويدونونها وحسبك المستشرقون الذين كانوا ينزلون ويرحلون معهم ويتحملون خشونة عيشهم وهؤلاء العلماء الذين يكشفون مجاهلنا ويجمعون اقوالنا و اثارنا وينشرون منظوم باديتنا ويسجلون للأجيال القادمة توالدها وطرائفها ونحن عن ذلك غافلون .
إليك هذه القصيدة تمثل لحياة البادية ومحاسنها ووصف لشغف البدو وتفضيلهم إياها على حياة الحضر ومساويها
يا عاذراً لامرئ قد هام في الحضر وعازلاً لمحب البدو و القفر
لا تذممن بيوتاً خف محملها وتمدحن بيوت الطين و الحجر
لو كنت ما في البدو تعذرني لكن جهلت وكم في الجهل من ضرر
او كنت اصبحت في الصحراء مرتقبا بساط رمل فيه الحصباء كالدرر
او جلت في روضة قد راق منظرها بكل لون جميل شيق عطر
فاستنشقن نسيما طاب منتشقاً يزيد في الروح لم يمرر على قدر
او كنت في صبح ليل هاج هانئه علوت في مرقب او جلت بالنظر
رأيت في كل وجه من بسائطها سرباً من الوحش يرعى اطيب الشجر
فيالها وقفة لم تبق من حزن في قلب مضني ولا كد لذي ضجر
نباكر الصيد احياناً فنبغته فالصيد منا مدى الاوقات في ذعر
يوم الرحيل اذا شدت هوادجنا شقائق عمها مزن من المطر
فيها العذارى وفيها قد جعلن كوى مرقعات باحداق من الحور
تمشي الحداة لها من خلفها زجل اشهى من الناي و السنطير و الوتر
ونحن فوق جياد الخيل نركضها شليلها زينة الاكمال و الخصر
نطارد الوحش و الغزلان نلحقها على البعاد و ما تنجو من الضمر
نروح للحي ليلا بعد ما نزلوا منازل ما بها لطخ من الوضر
نلقى الخيام وقد صفت بها فغدت مثل السماء زهت بالانجم الزهر
ترابها المسك بل انقى وجاد بها صوب الغمائم بالاصال و البكر
قال الاولى قد مضوا قولا يصدقه نقل وعقل وما للحق من غير
الحسن يظهر في بيتين رونقه بيت من الشعرِ او بيت من الشَعَر
انعامنا ان اتت عند العشي تخل اصواتها كدوي الرعد بالسحر
سفائن البر بل انجى لراكبه سفائن البحر كم فيها من الخطر
لنا المهاري وما للريم سرعتها بها و بالخيل ذللنا كل مفتخر
فخيلنا دائماً للحرب مسرجة من استغاث بنا بشره بالظفر
لا نحمل الضيم ممن جار نتركه وارضه و جميع العز في السفر
وان اساء علينا الجار عشرته نبين عنه بلا ضر ولا ضرر
تبيت نار القرى تبدو لطارقنا فيها المداوة من جوع ومن خصر
عدونا ما له ملجأ ولا وزر وعندنا عاديات السبق و الظفر
شرابه من حليب لا يخالطه ماء وليس حليب النوق كالبقر
ما في البداوة من عيب تذم به الا المروءة و الاحسان بالبدر
وصحة الجسم فيها غير خافية و العيب و الداء مقصور على الحضر
من لم يمت عندنا بالطعن عاش مداً فنحن اطول خلق الله في العمر
هذه القصيدة تمثل حياة البادية ومحاسنها تمعن به جيدا ترى الحقيقة لوصف البادية وقد عشناها قبل الهجرة ولكن أصبنا بمصيبة أفزعت قلوبنا نكبة 48 والانشقاق 2006 و إلى اللقاء .
23/7/2008
الأستاذ / محمود احمد أبو ستة
منسق علاقات ووجهاء اللاجئين
في جميع محافظات قطاع غزة
منظمة التحرير الفلسطينية
هذا عرض خاطف لصفات البادية لطبائع البدو التي يورثونها لأبنائهم فيها الحسن و السيئ وهي سنة الله في خلقه إن التحركات للقبائل من الجزيرة العربية عندما أصبحت بسكانها خزان هائل ضاق بما فيه خرجوا من جزيرتهم على شكل هجرات وموجات متعاقبة ولم يكن أمامهم الا الاتجاه شرقا الى بلاد الرافدين او غربا الى شبه جزيرة سيناء ومنها الى وادي النيل الخصيب ترتب على هذه التحركات نتائج تضع امام اعيننا حقيقة ناصعة تبهر البصر وتفرض ذاتها تلك هي ان العربي الانسان البسيط في مأكله و ملبسه الصبور المقاتل المضياف الشجاع الديمقراطي الفصيح الشاعر الفارس هو المصدر الاصيل والمنبع النقي لتلك الشعوب استقرت منذ ازمان في العراق والشام و انتجت تلك الحضارات الخصبة الزاهرة التي منحت الإنسانية أقدس وأجمل وأنفس ما في تراثها من دين و فن و علم فالعرب فضلهم على حمل الرسالة وضخامة الدين الذي تدين به الانسانية لهؤلاء العرب فيهم الكرم ونجدة الحي أخلاقهم عجيبة ولو كانوا يعبدون الاصنام لكن الادب مع الله تعظيمه تمتلئ قلوبهم هيبة من الله وخشيته والحياء من الله زمن اندثر في خلق الادب .
لو تسلقت ذروة التأمل عبر الأفق الخفي لترى البادية و ما بها من الاوصاف و الأحوال وما للبدو من الاخبار ومن الاقوال التي اهتم بها أدباء العربية فيما مضى وشدو الرحال الى مواطنها ومصادرها وأطالوا البحث والكتابة عنها وهم جديرون بكل دراسة وعناية لان لهم خطر وشأن كبيرين في مجتعنا ومعاشنا من قبل ومن بعد فكل السمون و أكثر اللحوم التي نأكلها و الأصواف التي ننسجها و المطايا التي نركبها منهم كثير مما كانوا في صدر الإسلام يتجشمون مشاق السفر الى البادية و يدخلون المضارب ويحادثون البدو ويتمعنون منظوم كلامهم ومنثوره ويلتقطون أخبارهم ودقائق وقائعهم ونوادرهم ويدونونها وحسبك المستشرقون الذين كانوا ينزلون ويرحلون معهم ويتحملون خشونة عيشهم وهؤلاء العلماء الذين يكشفون مجاهلنا ويجمعون اقوالنا و اثارنا وينشرون منظوم باديتنا ويسجلون للأجيال القادمة توالدها وطرائفها ونحن عن ذلك غافلون .
إليك هذه القصيدة تمثل لحياة البادية ومحاسنها ووصف لشغف البدو وتفضيلهم إياها على حياة الحضر ومساويها
يا عاذراً لامرئ قد هام في الحضر وعازلاً لمحب البدو و القفر
لا تذممن بيوتاً خف محملها وتمدحن بيوت الطين و الحجر
لو كنت ما في البدو تعذرني لكن جهلت وكم في الجهل من ضرر
او كنت اصبحت في الصحراء مرتقبا بساط رمل فيه الحصباء كالدرر
او جلت في روضة قد راق منظرها بكل لون جميل شيق عطر
فاستنشقن نسيما طاب منتشقاً يزيد في الروح لم يمرر على قدر
او كنت في صبح ليل هاج هانئه علوت في مرقب او جلت بالنظر
رأيت في كل وجه من بسائطها سرباً من الوحش يرعى اطيب الشجر
فيالها وقفة لم تبق من حزن في قلب مضني ولا كد لذي ضجر
نباكر الصيد احياناً فنبغته فالصيد منا مدى الاوقات في ذعر
يوم الرحيل اذا شدت هوادجنا شقائق عمها مزن من المطر
فيها العذارى وفيها قد جعلن كوى مرقعات باحداق من الحور
تمشي الحداة لها من خلفها زجل اشهى من الناي و السنطير و الوتر
ونحن فوق جياد الخيل نركضها شليلها زينة الاكمال و الخصر
نطارد الوحش و الغزلان نلحقها على البعاد و ما تنجو من الضمر
نروح للحي ليلا بعد ما نزلوا منازل ما بها لطخ من الوضر
نلقى الخيام وقد صفت بها فغدت مثل السماء زهت بالانجم الزهر
ترابها المسك بل انقى وجاد بها صوب الغمائم بالاصال و البكر
قال الاولى قد مضوا قولا يصدقه نقل وعقل وما للحق من غير
الحسن يظهر في بيتين رونقه بيت من الشعرِ او بيت من الشَعَر
انعامنا ان اتت عند العشي تخل اصواتها كدوي الرعد بالسحر
سفائن البر بل انجى لراكبه سفائن البحر كم فيها من الخطر
لنا المهاري وما للريم سرعتها بها و بالخيل ذللنا كل مفتخر
فخيلنا دائماً للحرب مسرجة من استغاث بنا بشره بالظفر
لا نحمل الضيم ممن جار نتركه وارضه و جميع العز في السفر
وان اساء علينا الجار عشرته نبين عنه بلا ضر ولا ضرر
تبيت نار القرى تبدو لطارقنا فيها المداوة من جوع ومن خصر
عدونا ما له ملجأ ولا وزر وعندنا عاديات السبق و الظفر
شرابه من حليب لا يخالطه ماء وليس حليب النوق كالبقر
ما في البداوة من عيب تذم به الا المروءة و الاحسان بالبدر
وصحة الجسم فيها غير خافية و العيب و الداء مقصور على الحضر
من لم يمت عندنا بالطعن عاش مداً فنحن اطول خلق الله في العمر
هذه القصيدة تمثل حياة البادية ومحاسنها تمعن به جيدا ترى الحقيقة لوصف البادية وقد عشناها قبل الهجرة ولكن أصبنا بمصيبة أفزعت قلوبنا نكبة 48 والانشقاق 2006 و إلى اللقاء .
23/7/2008
الأستاذ / محمود احمد أبو ستة
منسق علاقات ووجهاء اللاجئين
في جميع محافظات قطاع غزة
منظمة التحرير الفلسطينية