استراتيجية الملحمة والمرحمة
ما يميز الدين الإسلامي عن غيره من الأديان الأخرى أنه، أوجد توازناً بين متطلبات الحياة الدنيا والحياة الآخرة وبين الجسد والروح وبين الواقع والمثل وبين القيم بحيث أنك لو أردت أن تسقط هذا الدين ومبادئه على الواقع لما وجدت صعوبة أو عسر بل لوجدت أن هذه المبادئ وهذه القيم ما جاءت إلا لتكون قميصاً لهذا الواقع جاء على مقاسه.
فالله سبحانه تعالى أرسل رسله وحملهم أمانة الشرائع ليعيش الإنسان على هذه الأرض آمناً مستقراً متوازناً حنيفاً يحقق الفطرة الصحيحة في تعامله مع مفردات هذا الكون ومن هنا كان نبينا ورسولنا محمد يحمل رسالة الملحمة في كفه اليمنى ورسالة الرحمة في الكف الآخر فهو على أهبة الاستعداد لقتال الأعداء إن كانوا منحرفين عن الحق يحاولون جر غيرهم إلى الموت والخراب والدمار ويحمل رسالة المرحمة إن وجد مجالاً لقبول الآخر لتلك المرحمة فقد أرسله الله تعالى بنص كتابه رحمة للعالمين وطلب منه في الوقت نفسه أن يعدَّ لأعدائه ما استطاع من قوة ومن رباط الخيل. إن ثنائية الملحمة والمرحمة هي عنصر البقاء والحفاظ على توازن الوجود الإنساني الذي من خلاله يمكن لنا أسلمة الكون وبعث روح الرحمة والمحبة فيه ولسنا بصدد إثبات أغلبية المرحمة على الملحمة في الدين الإسلامي فتلك قضية مبسوطة في كتب التاريخ ولكنا نريد أن نؤكد على ضرورة غلبة هذه الصفة بين المسلمين في زمن استحكم فيه العداء بين أبناء الدين الواحد أكثر من استحكام العداء مع أعداء المسلمين والإسلام فقد انقسم المسلمون إلى أحزاب ومذاهب وطوائف كل فئة تسعى إلى إلغاء وجود الأخرى عن طريق الملحمة والموت ناسين أو متناسين أن الرسول صلّى الله عليه وسلم لم يستعمل القوة إلا عندما كان أعداؤه يهددون وجوده ووجود الدين وأن أولى الناس بتعميم خاصية الرحمة الإسلامية هم المسلمون وبين أنفسهم أولاً ثم مع الآخرين ثانياً (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله سيماهم في وجوههم من أثر السجود(1)) .
إننا في هذا الزمن الصعب أحوج ما نكون إلى اتباع سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم في صنع استراتيجية الملحمة والمرحمة مع أنفسنا أولاً ومع أعدائنا ثانياً. هؤلاء الأعداء الذين أخذوا يجيشون جيوشهم ويعدون العدة من أجل ابتلاع هذا الدين وسحق أبنائه ومن ثم نهب خيرات هذه البلاد وما دعوات الجهاد التي أطلقها القرآن الكريم والرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلا حفاظاً على الأمة واستمرارية كيانها (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين (2))
كما وأن الدعوة إلى السلم الذي يحفظ لهذا الدين كيانه ولهذه الأمة كرامتها هو عنصر من عناصر البقاء وبناء الحياة الحرة الكريمة إن كانت مصلحة المسلمين تتطلب ذلك (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين(1)).
ما يميز الدين الإسلامي عن غيره من الأديان الأخرى أنه، أوجد توازناً بين متطلبات الحياة الدنيا والحياة الآخرة وبين الجسد والروح وبين الواقع والمثل وبين القيم بحيث أنك لو أردت أن تسقط هذا الدين ومبادئه على الواقع لما وجدت صعوبة أو عسر بل لوجدت أن هذه المبادئ وهذه القيم ما جاءت إلا لتكون قميصاً لهذا الواقع جاء على مقاسه.
فالله سبحانه تعالى أرسل رسله وحملهم أمانة الشرائع ليعيش الإنسان على هذه الأرض آمناً مستقراً متوازناً حنيفاً يحقق الفطرة الصحيحة في تعامله مع مفردات هذا الكون ومن هنا كان نبينا ورسولنا محمد يحمل رسالة الملحمة في كفه اليمنى ورسالة الرحمة في الكف الآخر فهو على أهبة الاستعداد لقتال الأعداء إن كانوا منحرفين عن الحق يحاولون جر غيرهم إلى الموت والخراب والدمار ويحمل رسالة المرحمة إن وجد مجالاً لقبول الآخر لتلك المرحمة فقد أرسله الله تعالى بنص كتابه رحمة للعالمين وطلب منه في الوقت نفسه أن يعدَّ لأعدائه ما استطاع من قوة ومن رباط الخيل. إن ثنائية الملحمة والمرحمة هي عنصر البقاء والحفاظ على توازن الوجود الإنساني الذي من خلاله يمكن لنا أسلمة الكون وبعث روح الرحمة والمحبة فيه ولسنا بصدد إثبات أغلبية المرحمة على الملحمة في الدين الإسلامي فتلك قضية مبسوطة في كتب التاريخ ولكنا نريد أن نؤكد على ضرورة غلبة هذه الصفة بين المسلمين في زمن استحكم فيه العداء بين أبناء الدين الواحد أكثر من استحكام العداء مع أعداء المسلمين والإسلام فقد انقسم المسلمون إلى أحزاب ومذاهب وطوائف كل فئة تسعى إلى إلغاء وجود الأخرى عن طريق الملحمة والموت ناسين أو متناسين أن الرسول صلّى الله عليه وسلم لم يستعمل القوة إلا عندما كان أعداؤه يهددون وجوده ووجود الدين وأن أولى الناس بتعميم خاصية الرحمة الإسلامية هم المسلمون وبين أنفسهم أولاً ثم مع الآخرين ثانياً (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله سيماهم في وجوههم من أثر السجود(1)) .
إننا في هذا الزمن الصعب أحوج ما نكون إلى اتباع سياسة الرسول صلى الله عليه وسلم في صنع استراتيجية الملحمة والمرحمة مع أنفسنا أولاً ومع أعدائنا ثانياً. هؤلاء الأعداء الذين أخذوا يجيشون جيوشهم ويعدون العدة من أجل ابتلاع هذا الدين وسحق أبنائه ومن ثم نهب خيرات هذه البلاد وما دعوات الجهاد التي أطلقها القرآن الكريم والرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلا حفاظاً على الأمة واستمرارية كيانها (يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله خير لكم إن كنتم تعلمون يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز العظيم وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين (2))
كما وأن الدعوة إلى السلم الذي يحفظ لهذا الدين كيانه ولهذه الأمة كرامتها هو عنصر من عناصر البقاء وبناء الحياة الحرة الكريمة إن كانت مصلحة المسلمين تتطلب ذلك (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين(1)).