الأخبار
لماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروت
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فوزي المجادي شهيد الكويت من أجل فلسطين يعود إلى أهله نقله الفهد الفارس الحر الابي

تاريخ النشر : 2008-07-23
ابوظبي-دنيا الخليج
بعد تسعة عشرة عاماً من الغياب عاد فوزي عبد الرسول المجادي إلى وطنه شهيداً وهب حياته دفاعاً من فلسطين وقضيتها.
منذ مولده وحتى اليوم, عاش في بلده الكويت والنصف الآخر قضاه, جثماناً طاهراً في ثرى فلسطين التي أحب حين سقط على أرضها في عملية فدائية في مستوطنة مسكفعام قرب الحدود مع لبنان.
في العام 1989 وتحديداً في الرابع يونيو انطلق الشهيد فوزي مع مجموعة من رفاقه في الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في عملية فدائية كان يعلم مسبقاً أنها ستجعله شهيداً من شهداء فلسطين. حزن الأهل لغيابه وافتقدوه, وبكته الوالدة حتى وفاتها. ولكن عزاءً وحيداً كان يخفف من وطأة الفراق وهو أن الشهيد اختار دربه واختار قضيته بدقة, موجهاً سلاحه إلى المكان الصحيح. وبعدها بأعوام قليلة غدر بعض العرب ببلده الكويت فقاتل أخوه العقيد عبد العزيز المجادي "الغزو ألصدامي" الغادر, فسقط هو الآخر شهيداً دفاعاً عن أرض الوطن.
وقد لف الحزن محيط مجمع شاهد على طريق مطار رفيق الحريري الدولي حيث وضع جثمان الشهيد فوزي بانتظار أن يتسلمه الأهل ليعيدوه إلى أرض الوطن. فالانتظار كان ثقيلاً لشقيق الشهيد عبد النبي المجادي ومن معه من مسؤولين في السفارة الكويتية في لبنان, لأن إجراءات التسليم تطلبت وقتاً بسبب كثرة النعوش لشهداء فلسطينيين وعرب بانتظار التسليم.
مسؤول الشؤون القنصلية في السفارة الكويتية في بيروت بدر المفرج الذي حضر على رأس وفد إلى مجمع شاهد قال ل¯"السياسة": حضرنا لاستلام رفات الشهيد فوزي المجادي لنقله إلى الكويت لكي يكون إلى جانب أهله وأحبائه ونأمل أن يكون مثواه الجنة بإذن الله, وأن يصبر أهله.
عبد النبي المجادي شقيق الشهيد قال بدوره ل¯"السياسة": اليوم هو يوم فرح بالرغم من مرارة خسارة أخي فوزي, لأننا نستعيد جثمان الشهيد, لقد سبق وأقمنا العزاء في العام 1989 ثم فقدنا الأمل نهائياً باستعادة رفاته إلى أن حصلت عملية التبادل, وكنا نتابع عبر وسائل الإعلام عملية تحرير الأسرى اللبنانيين, وعلمنا عندها وجود جثمان كويتي مع الشهداء فاستطلعنا الأمر. وعلمنا أن الرفات تعود لأخي فوزي. لذا نحن مرتاحون لأننا استعدناه شهيداً. ونتوجه بالشكر إلى كل من ساهم في هذه العملية.
وقال: المحزن في الأمر أن والدتي المرحومة توفيت وهي تبكي فقدان فوزي من دون أن ترى جثمانه أو تودعه.
* وكيف عرفتم وتابعتم موضوع استلام الرفات?
اجاب عبدالنبي: بعد أن ذكرت وسائل الإعلام وجود كويتي بين الشهداء باشرت اتصالات بقناة "المنار" لأتأكد من الأمر, ثم بدأت الاتصالات تردني من أصدقاء ومن لبنانيين مقيمين في الكويت فأكد لي أحد الصحافيين أن الرفات عائدة بالفعل لأخي, وأن الجبهة الديموقراطية ستتسلم الجثمان لتتولى دفنه, ولكنني رفضت وأصريت أن تتولى دولة الكويت وعائلته الأمر. وهكذا قررت الحضور إلى لبنان مع بعض أفراد العائلة.
* ماذا تذكر عن رحيل أخيك فوزي في العام 1989?
اجاب: كان فوزي على علاقة صداقة مع بعض الفلسطينيين في الكويت, وكان يغيب لفترات غير طويلة عن البيت. ولكن العائلة لم تكن تعرف أنه ينتمي إلى أي جبهة فلسطينية. إلى أن غادر يوماً وانقطعت أخباره نهائياً. ولكن بعد فترة أرسل رسالة إلى الوالد يستسمحه لأنه غادر من دون مشورته ومن دون إذنه. وأبلغه أنه سينفذ عملية فدائية قد لا يعود منها حياً.
اضاف: يومها سلمنا أمرنا لله على اعتبار أنه اختار طريقه. ولاحقاً سمعنا خبر العملية في مسكفعام وعلمنا أن المنفذين هم فلسطيني وكويتي. وقبل أن نتبلغ الخبر اليقين أحسسنا أن فوزي هو الكويتي. وبعد ذلك تم الاتصال بالجبهة الديموقراطية في الكويت فسلمونا بيانات وصوراً لأخي الشهيد, بالإضافة إلى معلومات عن العملية. وعلمنا يومها أنه من المستحيل استعادة الجثمان. فأقمنا العزاء في منزل العائلة.
* ألم تكن العائلة على علمٍ بنشاط فوزي?
اجاب عبدالنبي: أبداً, كان فوزي رحمه الله كتوماً, وكل ما عرفناه أنه كان على علاقة صداقة مع بعض الفلسطينيين في الكويت. ولاحقاً علمنا أنه غادر إلى سورية ومنها إلى لبنان للالتحاق بصفوف الجبهة الديموقراطية. قبل ذلك كان يغيب لأسبوعين أو ثلاثة ويعود, ولعله كان آنذاك يتلقى تدريبات عسكرية.
* وانقطع الاتصال معه تماماً?
اجاب: الاتصال الوحيد كان الرسالة الوداعية التي أرسلها.

استلام الجثمان

وكانت عملية استلام رفات الشهيد فوزي تمت عند الواحدة والنصف بعد ظهر أمس (بتوقيت بيروت) في مجمع شاهد بحضور مسؤولين من "حزب الله" والسفارة الكويتية في بيروت وعائلة الشهيد.
وكانت محطة اللقاء مؤثرة, فوجوه الحاضرين حزينة والعيون خاشعة صوب النعش الملفوف بعلم الكويت, وعلى مقدمه ألصقت ورقة التعريف التي تحمل المعلومات التالية:
الرقم: 80.
الاسم: فوزي عبد الرسول المجادي.
البلد: الكويت.
المنظمة: الجبهة الديموقراطية.
مكان وتاريخ الاستشهاد: مسكفعام 4/6/1989.
شقيق الشهيد حبس دموعه واقترب من النعش فقبله قائلاً: إنه شهيد, والشهداء مثواهم الجنة بإذن الله. اليوم نلتقي أخي بعد 19 عاماً من الغياب وغداً سيكون له عرس في منزلي في الجابرية, وعرس آخر للنساء في الدعية.
"السياسة"
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف