
المخيمات الصيفية الرسمية في الميزان...بقلم : حسان نزال
تشرفت صباح الثلاثاء 22/7 بزيارة واحد من مخيماتنا الصيفية التي تنظمها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية للطلبة في مدارسنا..كان ذلك في مدرسة جنين الأساسية التي أدخلها للمرة الأولى وأتعرف الى بعض معلميها .. في الطريق الى المدينة كانت حافلتان تقلان رحلتين لمخيمين صيفيين تجتازان مثلث الشهداء جنوبا ....داخلني شعور بالغبطة لهؤلاء الذين يقضون وقتهم باستجمام ويروحون عن بعض ضغوط الحياة وظننت أنني سأقابل بعد قليل مثل هؤلاء شادّي الرحال الى رحلة استجمام صيفية .....n كان الجو حارا رغم أننا ما زلنا في بداية واحد من نهارات جنين الحارة عادة وكانت مراوح القاعة التي التقينا فيها الطلبة تبث للوهلة الأولى هواء حارا يضغط الأنفاس ...وكان شيء مما لا أتوقع في وجوه الطلبة ومشرفي مخيمهم ....n المخيم في أيامه الأخيرة ولمّا يصل أي مبلغ لتمويل فعالياته .nــ إذن من أين تشترون ( وجبات للطلبة )؟ سألت مشرفا على المخيم ..nــ من تاجر صديق يبادلنا الثقة بانتظار وصول المبلغ العتيد من وزارتنا الموقرة nــ ومكافآتكم ؟؟nــ ومكافآتنا كذلك .....!!!n لقد سجل في المخيم الصيفي حوالي مئة طالب ..بدأوا يتناقصون منذ اليوم الأول ...واليوم هم دون نصف العدد المشار اليه ..لماذا ؟؟...سؤال بحاجة الى بحث ودراسة وتوصيات تؤخذ بعين الاعتبار ....n لا وجود لرحلة ترفيهية لطلبة المخيمات الصيفية. وإن كان ولو بـُدَّ فعلى حساب الطلبة وضمن اشتراطات الرحل المدرسية المعتادة ..منع الساحة في قيظ تموز مثلا n إذن الذين صادفتهم صباحا يشدون الرحال ليسوا من طلبة مخيمات وزارتنا ..هم من طلبة مخيم لمؤسسة أهلية أو خاصة ..وهذا أهم عامل يدفع الطلبة لترك مخيمات وزارتنا والالتحاق بالمخيمات الأخر حتى ولو كانت أكثر كلفة .......ثم إن الطلبة يتداولون فيما بينهم الفرق في الوجبات المقدمة ..فبينما يتحصل طلبتنا بالكاد على علبة عصير سعة 100ملل وقطعة معجنات ...ينعم طلبة المخيمات الأخرى بالشورما وأنواع العصائر الأخرى ....فهل يلام الطلبة على هجرهم لمخيماتنا الوزارية ..!!! n إن شعورا سائدا بين القائمين على تلك المخيمات يشير الى أن مخيماتنا تحصيل حاصل وإسقاط عذر...فما فائدة مخيمات إذن لا تحقق أهداف المخيمات أصلا ، من ترويح عن النفس وتعميم فائدة وغرس سلوك وتنمية اتجاهات وعادات ايجابية ....أي فائدة تتحقق لطالب يفكر بالرحلة منذ أول أيام المخيم ..ويجد أنه لن ينال مبتغاه ومراده ...nأعادني اللقاء الى أيام طفولتي الأولى في المدرسة وإن لم نكن نحظى بمثل هذه المخيمات ...حيث انتظار المجهول والركض نحو الغامض ...كان الطلبة من بيئات ومستويات اجتماعية اقتصادية متباينة ..وكان الفرق شاسع وواضح في المحيا بين هؤلاء ...أحببت لهم أن يتكلموا أكثر مما أفعل ..أن يتخيلوا ويعبروا عن مراد نفوسهم وأحلامهم وهواياتهم ..تحدثنا عن أهمية القراءة والأساليب المثلى لها سواء في اختيار الكتاب المناسب والوقت المناسب للقراءة أو بتدوين الملاحظات والاحتفاظ بكراس للتلخيص أو إعادة سرد ما قرأ من قصص أو غيرها شفويا ...nتحدثنا عن دور اللحن والوسيقى في حفظ الشعر وبقائه ...عن علاقة الطلبة بالمكتبات العامة والخاصة وحرصهم على اقتناء كتب لهم في بيوتهم ...ووجدت أن طلبتنا بحاجة لمن يمد لهم اليد وينتشلهم من حالة الضياع التي يعانون ..حالة الغربة التي يشعرون ....nكان مقررا أن أكون مشرفا على واحد من هذه المخيمات ولست أدري إن كان من سوء أو حسن الطالع أن الإقبال كان ضعيفا على التسجيل بسبب انهماك الطلبة في الإجازة بالعمل مع عائلاتهم ...لكنني كنت على يقين بأننا رسميا بعيدون عن إدراك أهمية هذه المخيمات ...ذلك أننا لم نوفيها حقها ولم نوفر لها مستلزماتها ووجدنا معلمين يبذلون ماء وجههم أمام هذا التاجر أو ذاك ليوفروا لطلبتهم أقل القليل. n قرأت للطلبة بعضا من القصائد ..وأتيح لي أن أميز بين الطلبة المهتمين ومن يلقون رعاية واهتمام من ذويهم ، وبين من لا يجدون حتى من يحدثهم عن وقت فراغهم الضائع في الإجازة ....وكم سعدت بأحمد ...هذا الطالب الذي وضع زملاءه أمام ( معضلة بيتي ......nطرقت الباب حتى كل متني فلما كلّ متنيَ كلمتني nفقالت لي أيا اسماعيل صبرا فقله لها أيا اسما عيل صبري nسادتي في قسم الأنشطة في وزارة التربية والتعليم ..همسة ...لا تقاد العربة دون فرس ودون فارس ..ومن غير المعقول وضع الفرس خلف العربة ...لن ينجح مخيم صيفي بلا رحلة ترفيهية أو رحلتين ..ولن يحقق مخيم صيفي أهدافه ما دام مشرفوه سينشغلون بالبحث عن تاجر يوفر لهم مستلزمات مخيمهم بانتظار حضرة المصون (شيك ) الوزارة ..فهل نستفيد من الدرس n
تشرفت صباح الثلاثاء 22/7 بزيارة واحد من مخيماتنا الصيفية التي تنظمها وزارة التربية والتعليم الفلسطينية للطلبة في مدارسنا..كان ذلك في مدرسة جنين الأساسية التي أدخلها للمرة الأولى وأتعرف الى بعض معلميها .. في الطريق الى المدينة كانت حافلتان تقلان رحلتين لمخيمين صيفيين تجتازان مثلث الشهداء جنوبا ....داخلني شعور بالغبطة لهؤلاء الذين يقضون وقتهم باستجمام ويروحون عن بعض ضغوط الحياة وظننت أنني سأقابل بعد قليل مثل هؤلاء شادّي الرحال الى رحلة استجمام صيفية .....n كان الجو حارا رغم أننا ما زلنا في بداية واحد من نهارات جنين الحارة عادة وكانت مراوح القاعة التي التقينا فيها الطلبة تبث للوهلة الأولى هواء حارا يضغط الأنفاس ...وكان شيء مما لا أتوقع في وجوه الطلبة ومشرفي مخيمهم ....n المخيم في أيامه الأخيرة ولمّا يصل أي مبلغ لتمويل فعالياته .nــ إذن من أين تشترون ( وجبات للطلبة )؟ سألت مشرفا على المخيم ..nــ من تاجر صديق يبادلنا الثقة بانتظار وصول المبلغ العتيد من وزارتنا الموقرة nــ ومكافآتكم ؟؟nــ ومكافآتنا كذلك .....!!!n لقد سجل في المخيم الصيفي حوالي مئة طالب ..بدأوا يتناقصون منذ اليوم الأول ...واليوم هم دون نصف العدد المشار اليه ..لماذا ؟؟...سؤال بحاجة الى بحث ودراسة وتوصيات تؤخذ بعين الاعتبار ....n لا وجود لرحلة ترفيهية لطلبة المخيمات الصيفية. وإن كان ولو بـُدَّ فعلى حساب الطلبة وضمن اشتراطات الرحل المدرسية المعتادة ..منع الساحة في قيظ تموز مثلا n إذن الذين صادفتهم صباحا يشدون الرحال ليسوا من طلبة مخيمات وزارتنا ..هم من طلبة مخيم لمؤسسة أهلية أو خاصة ..وهذا أهم عامل يدفع الطلبة لترك مخيمات وزارتنا والالتحاق بالمخيمات الأخر حتى ولو كانت أكثر كلفة .......ثم إن الطلبة يتداولون فيما بينهم الفرق في الوجبات المقدمة ..فبينما يتحصل طلبتنا بالكاد على علبة عصير سعة 100ملل وقطعة معجنات ...ينعم طلبة المخيمات الأخرى بالشورما وأنواع العصائر الأخرى ....فهل يلام الطلبة على هجرهم لمخيماتنا الوزارية ..!!! n إن شعورا سائدا بين القائمين على تلك المخيمات يشير الى أن مخيماتنا تحصيل حاصل وإسقاط عذر...فما فائدة مخيمات إذن لا تحقق أهداف المخيمات أصلا ، من ترويح عن النفس وتعميم فائدة وغرس سلوك وتنمية اتجاهات وعادات ايجابية ....أي فائدة تتحقق لطالب يفكر بالرحلة منذ أول أيام المخيم ..ويجد أنه لن ينال مبتغاه ومراده ...nأعادني اللقاء الى أيام طفولتي الأولى في المدرسة وإن لم نكن نحظى بمثل هذه المخيمات ...حيث انتظار المجهول والركض نحو الغامض ...كان الطلبة من بيئات ومستويات اجتماعية اقتصادية متباينة ..وكان الفرق شاسع وواضح في المحيا بين هؤلاء ...أحببت لهم أن يتكلموا أكثر مما أفعل ..أن يتخيلوا ويعبروا عن مراد نفوسهم وأحلامهم وهواياتهم ..تحدثنا عن أهمية القراءة والأساليب المثلى لها سواء في اختيار الكتاب المناسب والوقت المناسب للقراءة أو بتدوين الملاحظات والاحتفاظ بكراس للتلخيص أو إعادة سرد ما قرأ من قصص أو غيرها شفويا ...nتحدثنا عن دور اللحن والوسيقى في حفظ الشعر وبقائه ...عن علاقة الطلبة بالمكتبات العامة والخاصة وحرصهم على اقتناء كتب لهم في بيوتهم ...ووجدت أن طلبتنا بحاجة لمن يمد لهم اليد وينتشلهم من حالة الضياع التي يعانون ..حالة الغربة التي يشعرون ....nكان مقررا أن أكون مشرفا على واحد من هذه المخيمات ولست أدري إن كان من سوء أو حسن الطالع أن الإقبال كان ضعيفا على التسجيل بسبب انهماك الطلبة في الإجازة بالعمل مع عائلاتهم ...لكنني كنت على يقين بأننا رسميا بعيدون عن إدراك أهمية هذه المخيمات ...ذلك أننا لم نوفيها حقها ولم نوفر لها مستلزماتها ووجدنا معلمين يبذلون ماء وجههم أمام هذا التاجر أو ذاك ليوفروا لطلبتهم أقل القليل. n قرأت للطلبة بعضا من القصائد ..وأتيح لي أن أميز بين الطلبة المهتمين ومن يلقون رعاية واهتمام من ذويهم ، وبين من لا يجدون حتى من يحدثهم عن وقت فراغهم الضائع في الإجازة ....وكم سعدت بأحمد ...هذا الطالب الذي وضع زملاءه أمام ( معضلة بيتي ......nطرقت الباب حتى كل متني فلما كلّ متنيَ كلمتني nفقالت لي أيا اسماعيل صبرا فقله لها أيا اسما عيل صبري nسادتي في قسم الأنشطة في وزارة التربية والتعليم ..همسة ...لا تقاد العربة دون فرس ودون فارس ..ومن غير المعقول وضع الفرس خلف العربة ...لن ينجح مخيم صيفي بلا رحلة ترفيهية أو رحلتين ..ولن يحقق مخيم صيفي أهدافه ما دام مشرفوه سينشغلون بالبحث عن تاجر يوفر لهم مستلزمات مخيمهم بانتظار حضرة المصون (شيك ) الوزارة ..فهل نستفيد من الدرس n