احتمالات/ نتائج الانتخابات الامريكية وموقع القضية الفلسطينية منها
خالد عبد القادر احمد
[email protected]
العولمة / اصبحت تشد اهتمام الناس الى مجريات الاحداث في كل بقاع الارض وذلك ان الناس اصبحت تدرك ترابط تاثير الحدث المحلي والاقليمي والعالمي , واصبحت تتلمس اثره في حياتها اليومية , فتذبذب اسعار العملات يترك اثره على اسعار المواد , واضطراب في بلد ما له اثره كذلك ونتائج الانتخابات ايضا , حقا ان العالم اصبح قرية مترابطة , ومثال ذلك الاهتمام والمتابعة اليومية لاسعار النفط واخبار ازمة الغذاء العالمية , ومن ضمنها ايضا الانتخابات الامريكية
في هذا المقال سنتعرض للنتائج المحتملة للانتخابات الامريكية , وما هو الفارق المحتمل ان يحدثه فوز الديموقراطيين او الجمهوريين على ما يهمنا هنا وهو في الجانب السياسي حيث نحاول تحسس اثر فوزاي من الفريقين على الحركة السياسية واتجهاتها في المنطقة , هل ستدفع نحو الاستقرار والسلام ام نحو مزيد من التوتر والعنف ؟
ان كثير من المتابعين لا يزالون يتلمسون الاثار المحتملة على الصعيد السياسي محتكمين في ذلك الى مسالتين مهمتين ,
الاولى : منها مستنتجة عندهم من حكم مسبق تكون عندهم من تاريخ العلاقات الامريكية مع المنطقة وتاريخ الموقف الامريكي من الصراع بها , وهو الموقف الذي يزال يستند الى مواقف استراتيجية امريكية من التعهد بالحفاظ على وجود وامن اسرائيل والذي يشكل انحيازا امريكيا واضحا ( بالحدود المشار اليها ) مسنودا بمساندة ودعم اقتصادي وعسكري ودبلوماسي للكيان الصهيوني , غير ان هؤلاء للاسف لا ياخذون بعين الاعتباران حدود هذا الموقف والنهج كان خلال الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي حتى يكاد يكون بلا رقابة ولا ضوابط وهو موقف ونهج الدعم المطلق للكيان الصهيوني بلا رقابة على جموحه التوسعي مثل ما حدث في العام 1967 , والتغير الذي احدثه انهيار المعسكر الشرقي وانتهاء الحرب الباردة على الموقف الامريكي بل والعالمي ايضا في رفض استمرارالاتجاه الصهيوني في التوسع ودعوة هذا الكيان للانخراط في تسوية تجرده من مكتسبات حرب 1967 وكانت اتفاقيات كامب ديفد والانسحاب الاسرائيلي من سيناء اولها ,وهو جاتب برز بصورة كبيرة منذ ذلك الوقت ويشكل الان مرتكزا محوريا في الاتجاه العالمي ومن ضمنه الاتجاه الامريكي مع وجود حقيقة تفاوت وتباين بين توقيتات مراكز القوى العالمية
الثانية : فهي ادراك المتابعين والمراقبين السياسيين ان الرؤية الاستراتيجية للمصالح القومية الامريكية هي ضابط حركة وتاكتيك كل ادارة امريكية تصل الى ادارة الشان الامريكي بغض النظر عن ان تكون ديموقراطية او جمهورية , وفي ذلك صحة نسبية كبيرة الا اننا لا نستطيع اهمال فارق خصوصية العامل الاداري للمصالح الامريكية ولنقارن مثلا موقف الادارة الديموقراطية في عهد كلينتون وفارقها عن عهد بوش الابن ,
ان ما نود الاشارة له هنا ان تقاطع العاملين /عامل رفض النهج التوسعي الصهيوني وعامل الادارة هو اما ان يعيق او يسهل الحركة في المنطقة ويعيد رسم حدود حجم الضغط الذي يمكن ممارسته اما على الكيان الصهيوني او على باقي الاطراف الاقليمية بما فيهم الطرف الفلسطيني , فمن الواضح انه بالقدر المشار اليه سابقا كما فانه سينعكس ايضا على العلاقات بين الاطراف الاقليمية نفسها فهو اما ان يدفع لتوتر هذه العلاقات او ان يدفعها لتناغم وانسجام اما مؤشر اتجاه الحركة فهو برنامج الادارة الامريكية واتجاه تركيزه ان في مجال الوضع الامريكي الداخلي حيث سيخفف ذلك الضغط عن الكيان الصهيوني وبهذا الصدد يمكن ان نتوقع تراخي الية التفاوض في المسار السوري الاسرائيلي حيث ستجنح اسرائيل الى اعاقة التسوية على المسارين السوري والفلسطيني معا ويمكن هنا ان تركز اسرائيل على محاولة فتح المسار الاسرائيلي اللبناني , او ان تركز الادارة الجديدة في مجال العلاقات الخارجية وحينها سيكون ولا شك هناك تسارعا على المسار السوري الاسرائيلي وربما اللبناني ايضا ولكنه في كلا الحالتين سيكون هناك تهربا اسرائيليا واعاقة للمسار الفلسطيني , ولكن في ظل مواجهة مع الاتجاه العالمي الهادف لتحجيم الكيان الصهيوني , ان هذه الرؤية تطرح طبعا وضع الحالة الانقسامية الفلسطينية وامكانية علاجها تبعا لتاثير التجاذب العالمي لكنه من الواضح ان الحالة الانقسامية والتي تصل حد انقسام استقلالية القرار سيبقي موضوع اعادة اللحمة لها مؤجلا ولا يتوقع له ان يستبق نتائج الانتخابات الامريكية جراء ارتباطا حركة ومبادرة القرار الانقسامي بالمركزين الاسرائيلي والسوري
تعيش الولايات المتحدة الامريكية في ظل فترة الانتخابات الامريكية ازمتين عاصفتين
• الاولى الازمة الاقتصادية الداخلية الطاحنة الناتجة عن الادارة الجمهورية للاقتصاد الامريكي خلال فترتي بوش الابن والذي ارهق بالتكلفة العسكرية في كل من افغانستان والعراق ميزان المدفوعات الامريكي وجاءت ازمة النفط لتعمق في الازمة الداخلية الامريكية
• الثانية ازمة ثقة وعلاقات دولية في مقابل قصور من قبل الادارة الامريكية الجمهورية في ادارة هذه الازمات الامر الذي سمح لمراكز غير امريكية بالسطوع دوليا على حساب خفوت القدرة الامريكية السابقة , مثال ذلك دور الصين في ادارة الازمة الكورية والدور الروسي في منطقة البلقان والدور الفرنسي في الشرق الاوسط وكل ذلك صنع خلخلة في متانة علاقة الولايات المتحدة الامريكية بدول العالم الى الدرجة التي شجعت الدول الضعيفة والصغيرة على الاعلان جهرا انها تعيد النظر بحجم علاقتها بالولايات المتحدة
من الواضح ان بين الازمتين علاقة شديدة الصلة , واختلاف جمهوري ديموقراطي على تحديد ان التركيز على اي منهما سيكل المدخل لحل وعلاج هذه الازمتين , ومن الواضح ان الاتجاه الجمهوري هو التركيز على حل الازمة الداخلية وينعكس ذلك في تهكمات ماكين المرشح الجمهوري على جولة المرشح الديموقراطي باراك في الخارج وهي الجولة التي بها نقاط الانهاك الاقتصادي
في حين ان جولة باراك تشير الى الراي الديموقراطي في ان معالجة ازمة الثقة العالمية هي المدخل لمعاجة الازمتين , فاي من الاتجاهين سيختار الناخب الامريكي ؟
خالد عبد القادر احمد
[email protected]
العولمة / اصبحت تشد اهتمام الناس الى مجريات الاحداث في كل بقاع الارض وذلك ان الناس اصبحت تدرك ترابط تاثير الحدث المحلي والاقليمي والعالمي , واصبحت تتلمس اثره في حياتها اليومية , فتذبذب اسعار العملات يترك اثره على اسعار المواد , واضطراب في بلد ما له اثره كذلك ونتائج الانتخابات ايضا , حقا ان العالم اصبح قرية مترابطة , ومثال ذلك الاهتمام والمتابعة اليومية لاسعار النفط واخبار ازمة الغذاء العالمية , ومن ضمنها ايضا الانتخابات الامريكية
في هذا المقال سنتعرض للنتائج المحتملة للانتخابات الامريكية , وما هو الفارق المحتمل ان يحدثه فوز الديموقراطيين او الجمهوريين على ما يهمنا هنا وهو في الجانب السياسي حيث نحاول تحسس اثر فوزاي من الفريقين على الحركة السياسية واتجهاتها في المنطقة , هل ستدفع نحو الاستقرار والسلام ام نحو مزيد من التوتر والعنف ؟
ان كثير من المتابعين لا يزالون يتلمسون الاثار المحتملة على الصعيد السياسي محتكمين في ذلك الى مسالتين مهمتين ,
الاولى : منها مستنتجة عندهم من حكم مسبق تكون عندهم من تاريخ العلاقات الامريكية مع المنطقة وتاريخ الموقف الامريكي من الصراع بها , وهو الموقف الذي يزال يستند الى مواقف استراتيجية امريكية من التعهد بالحفاظ على وجود وامن اسرائيل والذي يشكل انحيازا امريكيا واضحا ( بالحدود المشار اليها ) مسنودا بمساندة ودعم اقتصادي وعسكري ودبلوماسي للكيان الصهيوني , غير ان هؤلاء للاسف لا ياخذون بعين الاعتباران حدود هذا الموقف والنهج كان خلال الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي حتى يكاد يكون بلا رقابة ولا ضوابط وهو موقف ونهج الدعم المطلق للكيان الصهيوني بلا رقابة على جموحه التوسعي مثل ما حدث في العام 1967 , والتغير الذي احدثه انهيار المعسكر الشرقي وانتهاء الحرب الباردة على الموقف الامريكي بل والعالمي ايضا في رفض استمرارالاتجاه الصهيوني في التوسع ودعوة هذا الكيان للانخراط في تسوية تجرده من مكتسبات حرب 1967 وكانت اتفاقيات كامب ديفد والانسحاب الاسرائيلي من سيناء اولها ,وهو جاتب برز بصورة كبيرة منذ ذلك الوقت ويشكل الان مرتكزا محوريا في الاتجاه العالمي ومن ضمنه الاتجاه الامريكي مع وجود حقيقة تفاوت وتباين بين توقيتات مراكز القوى العالمية
الثانية : فهي ادراك المتابعين والمراقبين السياسيين ان الرؤية الاستراتيجية للمصالح القومية الامريكية هي ضابط حركة وتاكتيك كل ادارة امريكية تصل الى ادارة الشان الامريكي بغض النظر عن ان تكون ديموقراطية او جمهورية , وفي ذلك صحة نسبية كبيرة الا اننا لا نستطيع اهمال فارق خصوصية العامل الاداري للمصالح الامريكية ولنقارن مثلا موقف الادارة الديموقراطية في عهد كلينتون وفارقها عن عهد بوش الابن ,
ان ما نود الاشارة له هنا ان تقاطع العاملين /عامل رفض النهج التوسعي الصهيوني وعامل الادارة هو اما ان يعيق او يسهل الحركة في المنطقة ويعيد رسم حدود حجم الضغط الذي يمكن ممارسته اما على الكيان الصهيوني او على باقي الاطراف الاقليمية بما فيهم الطرف الفلسطيني , فمن الواضح انه بالقدر المشار اليه سابقا كما فانه سينعكس ايضا على العلاقات بين الاطراف الاقليمية نفسها فهو اما ان يدفع لتوتر هذه العلاقات او ان يدفعها لتناغم وانسجام اما مؤشر اتجاه الحركة فهو برنامج الادارة الامريكية واتجاه تركيزه ان في مجال الوضع الامريكي الداخلي حيث سيخفف ذلك الضغط عن الكيان الصهيوني وبهذا الصدد يمكن ان نتوقع تراخي الية التفاوض في المسار السوري الاسرائيلي حيث ستجنح اسرائيل الى اعاقة التسوية على المسارين السوري والفلسطيني معا ويمكن هنا ان تركز اسرائيل على محاولة فتح المسار الاسرائيلي اللبناني , او ان تركز الادارة الجديدة في مجال العلاقات الخارجية وحينها سيكون ولا شك هناك تسارعا على المسار السوري الاسرائيلي وربما اللبناني ايضا ولكنه في كلا الحالتين سيكون هناك تهربا اسرائيليا واعاقة للمسار الفلسطيني , ولكن في ظل مواجهة مع الاتجاه العالمي الهادف لتحجيم الكيان الصهيوني , ان هذه الرؤية تطرح طبعا وضع الحالة الانقسامية الفلسطينية وامكانية علاجها تبعا لتاثير التجاذب العالمي لكنه من الواضح ان الحالة الانقسامية والتي تصل حد انقسام استقلالية القرار سيبقي موضوع اعادة اللحمة لها مؤجلا ولا يتوقع له ان يستبق نتائج الانتخابات الامريكية جراء ارتباطا حركة ومبادرة القرار الانقسامي بالمركزين الاسرائيلي والسوري
تعيش الولايات المتحدة الامريكية في ظل فترة الانتخابات الامريكية ازمتين عاصفتين
• الاولى الازمة الاقتصادية الداخلية الطاحنة الناتجة عن الادارة الجمهورية للاقتصاد الامريكي خلال فترتي بوش الابن والذي ارهق بالتكلفة العسكرية في كل من افغانستان والعراق ميزان المدفوعات الامريكي وجاءت ازمة النفط لتعمق في الازمة الداخلية الامريكية
• الثانية ازمة ثقة وعلاقات دولية في مقابل قصور من قبل الادارة الامريكية الجمهورية في ادارة هذه الازمات الامر الذي سمح لمراكز غير امريكية بالسطوع دوليا على حساب خفوت القدرة الامريكية السابقة , مثال ذلك دور الصين في ادارة الازمة الكورية والدور الروسي في منطقة البلقان والدور الفرنسي في الشرق الاوسط وكل ذلك صنع خلخلة في متانة علاقة الولايات المتحدة الامريكية بدول العالم الى الدرجة التي شجعت الدول الضعيفة والصغيرة على الاعلان جهرا انها تعيد النظر بحجم علاقتها بالولايات المتحدة
من الواضح ان بين الازمتين علاقة شديدة الصلة , واختلاف جمهوري ديموقراطي على تحديد ان التركيز على اي منهما سيكل المدخل لحل وعلاج هذه الازمتين , ومن الواضح ان الاتجاه الجمهوري هو التركيز على حل الازمة الداخلية وينعكس ذلك في تهكمات ماكين المرشح الجمهوري على جولة المرشح الديموقراطي باراك في الخارج وهي الجولة التي بها نقاط الانهاك الاقتصادي
في حين ان جولة باراك تشير الى الراي الديموقراطي في ان معالجة ازمة الثقة العالمية هي المدخل لمعاجة الازمتين , فاي من الاتجاهين سيختار الناخب الامريكي ؟