تناقض نسائي صارخ !
أتعجب وأدهش من من التناقض الغريب بين نسائنا اللواتي ينادين بالحرية والمساواة التامة مع الرجل، فهن يقعن في تناقض يصل حد الفصام الذي يسيطر على الكثير من أمور حياتنا في المنطقة العربية ، ووجوه الدهشة كثيرة ، ولكنني سأقصر الحديث على أمرين منها ، الأول هو تغييرالمراة لاسم عائلتها فور زواجها والانتساب إلى عائلة زوجها، فكيف يتسق هذا مع مناداتها بالحرية والكينونة المستقلة التي لا تقبل التبعية ؟ فهل المرأة سلعة أم شئ _ عذرا على هذه الألفاظ _ تنتقل ملكيته من شخص إلى آخر ؟ والمدهش واللامعقول أن الكثير من المناديات بالمساواة فعلن هذا الأمر وغيرن اسم العائلة تبعا لعائلة الزوج، ولولا المحاذير لذكرت الكثير منهن ، وهن في الضوء ومن المشهورات . وبعض منهن غيرن اسم العائلة أكثر من مرة بسبب زواجهن وطلاقهن ثم زواجهن، فقد كان اسم فلانة ( س ص )ثم أصبح (س ع )ثم أضحى (س ق )، فيبدو أن الأمر لدى بعضهن هو عملية تنازل ، وفي هذا الأمر قولان : أحدهما أنها تعشق كل زوج جديد وتخلص له فتريد التعبير عن ذلك بالانتساب إليه، والثاني أنها ترى هذا يحدث في الغرب فتريد التقليد .فبما أنه يحدث عندهم فلا بد أنه دليل تحضر ورقي فلأفعل فعلهم، وتخرج علينا تاليا مطالبة بالمساواة في توافه الأمور وسخيفها .
أما الأمر الثاني ؛ فهو مباهاة بعضهن بأنها ا لوزير كذا أو النائب كذا أو رئيس مجلس كذا ، مع أن العربية مطواعة ولا يضيرها عبارة النائبة كذا والوزيرة كذا ، ولن ألتفت لبعض السذج الذين يقولون إن كلمة النائبة تعني فيما تعني المصيبة ولهذا فليس من اللائق إطلاقها على عضوة مجلس الشعب، فلذلك يفضلون ويفضلن لفظة النائب الذكورية.أفلا يعلم هؤلاء أن من طبيعة لغتنا تعدد المعاني للفظة الواحدة ؟ أفلا تعني كلمة العين فيما تعنيه الجاسوس والنبع وعضو الإبصار ؟ فلماذا نطلقها على عضو مجلس الشعب ما دام من معانيها الجاسوس وهو معنى أبشع من معنى المصيبة للنائبة ؟ هذا على سبسيل المثال فالكثير الكثير من الكلمات في العربية تحمل المعنى الجميل المحبب والمعنى البشع المكروه ، فهذه لغتنا، وكذلك يحدث هذا الأمر في غيرها من اللغات . وإذا آمنا بصحة الموقف من كلمة نائبة ، مع أنه غير صحيح إطلاقا فماذا عن كلمة وزيرة ؟ هل من العيب إطلاقها على المرأة الوزيرة ؟ وهل يجب أن نقول السيدة الوزير ؟إذن الأمر لا علاقة له بالمعنى بل هو تفلسف وتفذلك من البعض أصبح قانونا لا يستطيع أحد أن يناقشه .قرأت احتجاجا صارخا مرة لإحدى الأكاديميات العربيات بسبب دعوة وجهت إليها لحضور مؤتمر علمي، وكان مكتوبا على غلاف الدعوة : الدكتور فلانة فرفضت حضور المؤتمر معللة ذلك ؛ بأن الدعوة لا تخصها فهي: الدكتورة فلانة وليس الدكتور فلانة ، فما بال الكثير من النائبات والدكتورات والوزيرات وعضوات المجالس ورئيسات البلديات لا يحتججن بل هن يعبرن عن أنفسهن بالألفاظ المذكرة ؟ .
انور الوريدي
أتعجب وأدهش من من التناقض الغريب بين نسائنا اللواتي ينادين بالحرية والمساواة التامة مع الرجل، فهن يقعن في تناقض يصل حد الفصام الذي يسيطر على الكثير من أمور حياتنا في المنطقة العربية ، ووجوه الدهشة كثيرة ، ولكنني سأقصر الحديث على أمرين منها ، الأول هو تغييرالمراة لاسم عائلتها فور زواجها والانتساب إلى عائلة زوجها، فكيف يتسق هذا مع مناداتها بالحرية والكينونة المستقلة التي لا تقبل التبعية ؟ فهل المرأة سلعة أم شئ _ عذرا على هذه الألفاظ _ تنتقل ملكيته من شخص إلى آخر ؟ والمدهش واللامعقول أن الكثير من المناديات بالمساواة فعلن هذا الأمر وغيرن اسم العائلة تبعا لعائلة الزوج، ولولا المحاذير لذكرت الكثير منهن ، وهن في الضوء ومن المشهورات . وبعض منهن غيرن اسم العائلة أكثر من مرة بسبب زواجهن وطلاقهن ثم زواجهن، فقد كان اسم فلانة ( س ص )ثم أصبح (س ع )ثم أضحى (س ق )، فيبدو أن الأمر لدى بعضهن هو عملية تنازل ، وفي هذا الأمر قولان : أحدهما أنها تعشق كل زوج جديد وتخلص له فتريد التعبير عن ذلك بالانتساب إليه، والثاني أنها ترى هذا يحدث في الغرب فتريد التقليد .فبما أنه يحدث عندهم فلا بد أنه دليل تحضر ورقي فلأفعل فعلهم، وتخرج علينا تاليا مطالبة بالمساواة في توافه الأمور وسخيفها .
أما الأمر الثاني ؛ فهو مباهاة بعضهن بأنها ا لوزير كذا أو النائب كذا أو رئيس مجلس كذا ، مع أن العربية مطواعة ولا يضيرها عبارة النائبة كذا والوزيرة كذا ، ولن ألتفت لبعض السذج الذين يقولون إن كلمة النائبة تعني فيما تعني المصيبة ولهذا فليس من اللائق إطلاقها على عضوة مجلس الشعب، فلذلك يفضلون ويفضلن لفظة النائب الذكورية.أفلا يعلم هؤلاء أن من طبيعة لغتنا تعدد المعاني للفظة الواحدة ؟ أفلا تعني كلمة العين فيما تعنيه الجاسوس والنبع وعضو الإبصار ؟ فلماذا نطلقها على عضو مجلس الشعب ما دام من معانيها الجاسوس وهو معنى أبشع من معنى المصيبة للنائبة ؟ هذا على سبسيل المثال فالكثير الكثير من الكلمات في العربية تحمل المعنى الجميل المحبب والمعنى البشع المكروه ، فهذه لغتنا، وكذلك يحدث هذا الأمر في غيرها من اللغات . وإذا آمنا بصحة الموقف من كلمة نائبة ، مع أنه غير صحيح إطلاقا فماذا عن كلمة وزيرة ؟ هل من العيب إطلاقها على المرأة الوزيرة ؟ وهل يجب أن نقول السيدة الوزير ؟إذن الأمر لا علاقة له بالمعنى بل هو تفلسف وتفذلك من البعض أصبح قانونا لا يستطيع أحد أن يناقشه .قرأت احتجاجا صارخا مرة لإحدى الأكاديميات العربيات بسبب دعوة وجهت إليها لحضور مؤتمر علمي، وكان مكتوبا على غلاف الدعوة : الدكتور فلانة فرفضت حضور المؤتمر معللة ذلك ؛ بأن الدعوة لا تخصها فهي: الدكتورة فلانة وليس الدكتور فلانة ، فما بال الكثير من النائبات والدكتورات والوزيرات وعضوات المجالس ورئيسات البلديات لا يحتججن بل هن يعبرن عن أنفسهن بالألفاظ المذكرة ؟ .
انور الوريدي