
الجرافة الفلسطينية مؤشر جديد لحركة النضال الوطني الفلسطيني
للمرة الثانية وفي خلال شهر وبمدة زمنية لا تزيد عن 21 يوما ً يقوم استشهادي فلسطيني يوم الثلاثاء الموافق22/7/2002م بقيادة الجرافة الثانية في شارع يافا بالقدس القريب من فندق الملك داوود ذو التاريخ والامتداد لحركة الاغتصاب الصهيونية لفلسطين وما مارسته هذه الحركة العدوانية الاستيطانية من ممارسات ارهابية فكان لابد من الرد المتنوع في المواجهة مع تلك العصابات من قبل الشعب الفلسطيني .
تنوعت أساليب المواجهة بين الشعب الفلسطيني وقوات الاحتلال الصهيوني وارتبط هذا التنوع بالظرف الذاتي والموضوعي المحدد لنوعية المواجهة وأخذ هذا التنوع عدة أوجه :-
1/ الكفاح المسلح كنقطة بداية تحكمه تطورات المواجهة من عمليات محدودة إلى مواجهات شبه شاملة من الساحة الأردنية إلى الساحة اللبنانية وعندما دخلت منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها حركة فتح في المسار السياسي الغير متكافئ مع الانجاز العسكري والنضالي اتجه الشعب الفلسطيني إلى وسائل أخرى ، هذا التحول في البرنامج السياسي والوطني الفلسطيني الذي تخلى عن فكرة الكفاح المسلح كوسيلة هامة لانجاز مرحليات العمل الوطني والبرنامج الوطني ووقوع هذا البرنامج في مخالب البرنامج الامريكي والصهيوني وتحت ارادته وتحت طائلة مؤثراته بالإضافة إلى المؤثر الإقليمي كان هناك خيار اخر للشعب الفلسطيني ليدافع عن مصالحه الوطنية .
2 / الانتفاضة الأولى عام 87 وهي مرحلة من مراحل الانجاز الوطني وتجاوز لقيادة منظمة التحرير التي انغمست في مستنقع التسوية الذي يقود الى الاستسلام كان انجاز الحجر الذي شكل من الخطورة على البنية السيكولوجية والاقتصادية للعجلة العسكرية الصهيونية وكالعادة تم احتواء الانتفاضة باغتيال أهم مهندسيها ومطوريها أبو جهاد الوزير ولا ننسى هنا الانجاز المتكامل لحركة النضال الوطني الفلسطيني ببعدها التقدمي والاسلامي واستغل هذا الانجاز للدخول في دهاليز مقدمات أوسلو والمفاوضات التي تمت في الدول الأوروبية وأمريكا اللاتينية نحو الوصول إلى أوسلو المنحنى الخطر والمؤثر الخطر على حركة النضال الوطني الفلسطيني .
3
4 / الانتفاضة الثانية وهي أيضا انتفاضة الحجر والتطور المذهل في أسلوب المواجهة الذي تميزت بالكم من الاستشهاديين في عمق كيان الاحتلال الصهيوني ومرة أخرى كان رد الشعب الفلسطيني على فشل القيادة الفلسطينية في ادارة الصراع وقرار من القوى الوطنية تجاوز أوسلو ويقظة أبو عمار المتأخرة لمخاطر هذه الاتفاقية التي لا معنى لها إلا حماية أمن إسرائيل فقط .
5
6 / أمام الالتزامات المفرطة من جانب سطلة الحكم الذاتي سلطة أوسلو تجاه أمن إسرائيل والوفاء بتعهداتها الملزمة بحكم اتفاقية أوسلو وملحقاتها وأكذوبة خارطة الطريق دفعت السلطة استحقاقات مطلوبة منها :-
7
1 / ازدياد الفجوة بين البرنامج الوطني وبرنامج سلطة أوسلو والذي تمخض عنه انفصال الضفة عن غزة وفشل جميع المحاولات للم الشمل في برنامج وطني واحد .
2/ ملاحقة رجال العمل الوطني والأجنحة العسكرية في الضفة الغربية حيث أصبحت أجهزة الأمن الفلسطينية وبموجب التزاماتها مع الجانب الصهيوني مطلوب منها البيانات الارشادية والملاحقة لفصائل المقاومة الفلسطينية وكوادرها تحت ذريعة توفير الأمن في الضفة الغربية وهذا ما يحدث باستمرار في نابلس والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وفي الخليل وكل مدن وقرى الضفة الغربية .
3/ قامت قوى الامن الفلسطينية بافشال أكثر من عملية عسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية سواء من كتائب شهداء الاقصى جناح الكفاح المسلح أو جناح دلال المغربي أو كتائب سرايا القدس أو القسام أو أبو علي مصطفى .
4/ بموجب الالتزامات أيضا أصبح من شبه المستحيل التآلف المرحلي أو الاستراتيجي بين فصائل المقاومة وبرنامج سلطة أوسلو ومن هنا كانت الضغوط على غزة واستخدام رغيف الخبز والدواء والطاقة كمادة تألف فيها البرنامج الأمريكي بمقوماته ومحدداته في المنطقة بالضغط على قوى الممانعة في غزة لكي تعترف قوى الممانعة الفلسطينية بالعدو الصهيوني مقابل فتح محدود للمعابر واخراج البرنامج الوطني من توجهاته الاساسية نحو المقاومة والتحرير أي تقزيم للورقة النضالية الفلسطينية .
أمام هذه المرحليات كان لابد للشعب الفلسطيني أن يبحث في وسائل أخرى وخيارات أخرى ليحافظ على نهجه وبرنامجه الوطني ولكي يصنع حالة من الرعب الأمني وخاصة أمام حركة الاستيطان الصهيوني التي فشلت جميع الوسائل في الحد منه في القدس ومناطق الضفة بل بالعكس تستمر المفاوضات بين حكومة رام الله وسلطة أوسلو في ظل التهام الأرض الفلسطينية وفي عجز كامل لتلك السلطة لممارسة أي ضغوط أو توفير أي حماية للأرض أو الانسان الفلسطيني في الضفة الغربية في السابق ابتدع الشعب الفلسطيني أمام الوسائل التكنولوجية للعدو الصهيوني الطيران الشراعي في عمليات نفذت في العمق الصهيوني والطفل فارس عودة وبالحجر الفلسطيني الطهور واجه الميركافا وأجهزة التكنولوجيا الصهيونية .
وأمام الحصار المزدوج للشعب الفلسطيني في الضفة كان لابد من الابداع المواجه الذي تمرس فيه الشعب الفلسطيني عبر سنوات النضال وتأتي الجرافة كخيار له رمزية معنوية ورمزية أمنية ورمزية التمرد على الواقع وعلى التخاذل وعلى البرامج المهتزة والمتذبذبة في الساحة الفلسطينية الجرافة الفلسطينية التي تقول للكيان الصهيوني ومستوطناته لا مكان لكم ولا لمغتصباتكم ولا لشوارعكم المشروعية في القدس وباقي الأرض الفلسطينية وان أصيب البرنامج الفلسطيني وبعض الفصائل بقصر النظر فالجرافة قادرة على تعديل المسار من جديد ومن هنا تجهظ الجرافة الفلسطينية المقولة التي تعودت عليها فئة أوسلو أن المفاوضات خيار استراتيجي تلك المفاوضات العبثية التي تتيح للعدو الصهيوني أن يلتهم ما تبقى من أراضي القدس والمناطق الاستراتيجية في الضفة .
سلمت سواعدكم ايها المناضلين والمجاهدين في مدينة القدس العربية الخالدة وسلمت ابداعات الشعب الفلسطيني التي دائما تتجاوز وبخطوات متقدمة قياداته .
بقلم /.سميح خبلف
للمرة الثانية وفي خلال شهر وبمدة زمنية لا تزيد عن 21 يوما ً يقوم استشهادي فلسطيني يوم الثلاثاء الموافق22/7/2002م بقيادة الجرافة الثانية في شارع يافا بالقدس القريب من فندق الملك داوود ذو التاريخ والامتداد لحركة الاغتصاب الصهيونية لفلسطين وما مارسته هذه الحركة العدوانية الاستيطانية من ممارسات ارهابية فكان لابد من الرد المتنوع في المواجهة مع تلك العصابات من قبل الشعب الفلسطيني .
تنوعت أساليب المواجهة بين الشعب الفلسطيني وقوات الاحتلال الصهيوني وارتبط هذا التنوع بالظرف الذاتي والموضوعي المحدد لنوعية المواجهة وأخذ هذا التنوع عدة أوجه :-
1/ الكفاح المسلح كنقطة بداية تحكمه تطورات المواجهة من عمليات محدودة إلى مواجهات شبه شاملة من الساحة الأردنية إلى الساحة اللبنانية وعندما دخلت منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها حركة فتح في المسار السياسي الغير متكافئ مع الانجاز العسكري والنضالي اتجه الشعب الفلسطيني إلى وسائل أخرى ، هذا التحول في البرنامج السياسي والوطني الفلسطيني الذي تخلى عن فكرة الكفاح المسلح كوسيلة هامة لانجاز مرحليات العمل الوطني والبرنامج الوطني ووقوع هذا البرنامج في مخالب البرنامج الامريكي والصهيوني وتحت ارادته وتحت طائلة مؤثراته بالإضافة إلى المؤثر الإقليمي كان هناك خيار اخر للشعب الفلسطيني ليدافع عن مصالحه الوطنية .
2 / الانتفاضة الأولى عام 87 وهي مرحلة من مراحل الانجاز الوطني وتجاوز لقيادة منظمة التحرير التي انغمست في مستنقع التسوية الذي يقود الى الاستسلام كان انجاز الحجر الذي شكل من الخطورة على البنية السيكولوجية والاقتصادية للعجلة العسكرية الصهيونية وكالعادة تم احتواء الانتفاضة باغتيال أهم مهندسيها ومطوريها أبو جهاد الوزير ولا ننسى هنا الانجاز المتكامل لحركة النضال الوطني الفلسطيني ببعدها التقدمي والاسلامي واستغل هذا الانجاز للدخول في دهاليز مقدمات أوسلو والمفاوضات التي تمت في الدول الأوروبية وأمريكا اللاتينية نحو الوصول إلى أوسلو المنحنى الخطر والمؤثر الخطر على حركة النضال الوطني الفلسطيني .
3
4 / الانتفاضة الثانية وهي أيضا انتفاضة الحجر والتطور المذهل في أسلوب المواجهة الذي تميزت بالكم من الاستشهاديين في عمق كيان الاحتلال الصهيوني ومرة أخرى كان رد الشعب الفلسطيني على فشل القيادة الفلسطينية في ادارة الصراع وقرار من القوى الوطنية تجاوز أوسلو ويقظة أبو عمار المتأخرة لمخاطر هذه الاتفاقية التي لا معنى لها إلا حماية أمن إسرائيل فقط .
5
6 / أمام الالتزامات المفرطة من جانب سطلة الحكم الذاتي سلطة أوسلو تجاه أمن إسرائيل والوفاء بتعهداتها الملزمة بحكم اتفاقية أوسلو وملحقاتها وأكذوبة خارطة الطريق دفعت السلطة استحقاقات مطلوبة منها :-
7
1 / ازدياد الفجوة بين البرنامج الوطني وبرنامج سلطة أوسلو والذي تمخض عنه انفصال الضفة عن غزة وفشل جميع المحاولات للم الشمل في برنامج وطني واحد .
2/ ملاحقة رجال العمل الوطني والأجنحة العسكرية في الضفة الغربية حيث أصبحت أجهزة الأمن الفلسطينية وبموجب التزاماتها مع الجانب الصهيوني مطلوب منها البيانات الارشادية والملاحقة لفصائل المقاومة الفلسطينية وكوادرها تحت ذريعة توفير الأمن في الضفة الغربية وهذا ما يحدث باستمرار في نابلس والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وفي الخليل وكل مدن وقرى الضفة الغربية .
3/ قامت قوى الامن الفلسطينية بافشال أكثر من عملية عسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية سواء من كتائب شهداء الاقصى جناح الكفاح المسلح أو جناح دلال المغربي أو كتائب سرايا القدس أو القسام أو أبو علي مصطفى .
4/ بموجب الالتزامات أيضا أصبح من شبه المستحيل التآلف المرحلي أو الاستراتيجي بين فصائل المقاومة وبرنامج سلطة أوسلو ومن هنا كانت الضغوط على غزة واستخدام رغيف الخبز والدواء والطاقة كمادة تألف فيها البرنامج الأمريكي بمقوماته ومحدداته في المنطقة بالضغط على قوى الممانعة في غزة لكي تعترف قوى الممانعة الفلسطينية بالعدو الصهيوني مقابل فتح محدود للمعابر واخراج البرنامج الوطني من توجهاته الاساسية نحو المقاومة والتحرير أي تقزيم للورقة النضالية الفلسطينية .
أمام هذه المرحليات كان لابد للشعب الفلسطيني أن يبحث في وسائل أخرى وخيارات أخرى ليحافظ على نهجه وبرنامجه الوطني ولكي يصنع حالة من الرعب الأمني وخاصة أمام حركة الاستيطان الصهيوني التي فشلت جميع الوسائل في الحد منه في القدس ومناطق الضفة بل بالعكس تستمر المفاوضات بين حكومة رام الله وسلطة أوسلو في ظل التهام الأرض الفلسطينية وفي عجز كامل لتلك السلطة لممارسة أي ضغوط أو توفير أي حماية للأرض أو الانسان الفلسطيني في الضفة الغربية في السابق ابتدع الشعب الفلسطيني أمام الوسائل التكنولوجية للعدو الصهيوني الطيران الشراعي في عمليات نفذت في العمق الصهيوني والطفل فارس عودة وبالحجر الفلسطيني الطهور واجه الميركافا وأجهزة التكنولوجيا الصهيونية .
وأمام الحصار المزدوج للشعب الفلسطيني في الضفة كان لابد من الابداع المواجه الذي تمرس فيه الشعب الفلسطيني عبر سنوات النضال وتأتي الجرافة كخيار له رمزية معنوية ورمزية أمنية ورمزية التمرد على الواقع وعلى التخاذل وعلى البرامج المهتزة والمتذبذبة في الساحة الفلسطينية الجرافة الفلسطينية التي تقول للكيان الصهيوني ومستوطناته لا مكان لكم ولا لمغتصباتكم ولا لشوارعكم المشروعية في القدس وباقي الأرض الفلسطينية وان أصيب البرنامج الفلسطيني وبعض الفصائل بقصر النظر فالجرافة قادرة على تعديل المسار من جديد ومن هنا تجهظ الجرافة الفلسطينية المقولة التي تعودت عليها فئة أوسلو أن المفاوضات خيار استراتيجي تلك المفاوضات العبثية التي تتيح للعدو الصهيوني أن يلتهم ما تبقى من أراضي القدس والمناطق الاستراتيجية في الضفة .
سلمت سواعدكم ايها المناضلين والمجاهدين في مدينة القدس العربية الخالدة وسلمت ابداعات الشعب الفلسطيني التي دائما تتجاوز وبخطوات متقدمة قياداته .
بقلم /.سميح خبلف