الأخبار
لماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروت
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من الخيال السياسي : يوم بالمجان لفقراء فاس بقلم:محمد بنيس

تاريخ النشر : 2008-07-22
من وحي الخيال السياسي
من الخيال السياسي : يوم بالمجان لفقراء فاس
بقلم . محمد بنيس
طلبا لامتصاص غضب ساكنة مدينة فاس وطمعا في مصالحتهم بعد سنوات التدبير العجاف , سارع المجلس البلدي الحالي إلى التفكير في فقراء الأحياء الفقيرة والهامشية بعد أن لاحظ غضبتهم الهادئة عن صرف أموال مدينتهم .فاس في كماليات وبذخ الشارع الرئيسي وسط المدينة وشارع السعديين الذي لم يكن في حاجة إلى توسيع ما دام يتوفر على أربع ممرات للسيارات وليس بجواره سكان يستمتعون بجماليته , كل شارع بامتداداته و بنخيله العقيم ووروده الملونة ونافورات تكريس النخبوية بمصابيحه العمودية والمعلقة , تقول : المزوق من برا آش خبرك من الداخل

بالقدر الذي يزيد من حسرة السكان على بؤس حالهم أمام حال هذه الشوارع. سارع إلى تخصيص يوم للفقير بفاس , ليتغلب على زمنه بعد أن أصبحت كسرة الخبز أغلى من لتر دم , لا يسع المرء إلا أن يتخيل أن رئيس الجماعة قد دعا فقراء فاس إلى إنشاء منتداهم الخاص لدراسة كافة المشاكل وسبل فرض الحلول وتجاوز الأمر الواقع , حتى لا يبقى وحده المنفرد بالقرارات , ويبادرون بالتحرك الإجرائي لفعل المستطاع بدل انتقاد المكتب المسير بالجماعة وتوزيع الشتائم على الموالين لمجلس مدينتهم ومقاطعاته . وفي هذا اليوم المخصص لفقراء فاس يبرم اتفاقية تضامن ومؤازرة مع كل المؤسسات والمحلات الاقتصادية والتجارية خصوصية وعمومية وشبه عمومية والتعاونيات الاستهلاكية التابعة لكل القطاعات , وهي اتفاقية إطار واتفاقية مبادئ , تفتح بموجبها هذه المؤسسات أبوابها للتبضع منها ومما يعرض في الأسواق الشعبية وفروعها الموازية في كل الأزقة بالمجان وفي جو احتفالي يلبي التجار وأصحاب دكاكين الخضر والفواكه والدقيق والسكر والزيت وكل مواد التموين , يلبون طلبات الفقراء بتوزيع موادهم الغذائية مجانا , كما دعا التعاونيات الاستهلاكية من كافة القطاعات لتوزيع المواد بالمجان وبدون بطائق الدخول للتزود, وهو نفس التضامن الذي دفع أصحاب الأسواق الكبرى والعصرية لتستبدل أسبوع التخفيض الكبير بيوم التزود بالمجان من كل المعروضات بما فيها أدوات التجهيز المنزلي . كما ألزم الحافلات وأصحاب سيارات الأجرة لنقل المواطنات والمواطنين بالمجان لحمل ما يحتاجه أبناؤهم من لوازم الدخول المدرسي , لتستقبلهم مدارس التعليم الخصوصي بالمجان كما تستقبل مدارس التعليم العمومي تلاميذها بدون واجبات رسوم التسجيل , خاصة وأن افتتاح المدارس هذه السنة يصادف بداية شهر رمضان المبارك حيث أصدر المجلس أوامره لوقف مساعدات عمال وموظفي البلديات التي سنها لهم المجلس البلدي الاتحادي منذ الثمانينيات , وذلك حتى يستفيدوا مع أبناء فقراء فاس في هذه اليوم , وعدم الاقتصار على معونة الدقيق والسكر والشاي والفواكه الجافة
وحتى يصدق الجميع فإن جميع المسابح الخصوصية ومسابح الفنادق ستفتح في وجه الفقراء للتمتع بها ولو مرة في العمر خاصة بعد أن حرمهم المجلس من مسبح الحسن الثاني بتمكين جمعيات وهمية تضايق المغرب الفاسي وجمعيات خاصة بمستشارين موالين لاحتكاره في جميع الأوقات وباشتراكات شهرية , وليصدق فقراء فاس أكثر فإن ألبسة الكسوة ستوزع أيضا بالمجان على كبار وصغار السن من الفقراء وذلك بحمل جمعية تخليد ذكرى مرور 12 قرنا على تأسيس مدينة فاس , على تخصيص غلاف مالي لهذا العمل الإنساني من الرصيد المالي الكبير المخصص للاحتفال حتى لا يقال عنها ورئيس المجلس عضو من أعضائها أنها وقفت عند احتفالات النخبة . ففي هذا اليوم المخصص لفقراء فاس ومن أجل بلورة شعار أموال فاس تنفق على أبنائها , جعل لكل فقير نصيبا من ريع تفويت القطع الأرضية التي كانت متنفس المدينة وحماية بيئتها كمساحة ملعب الخيل 32 هكتارا ومساحة ويسلان ومساحة حدائق واد فاس وتجزئة البركة " السلام " وعدة بقع أرضية كانت في ملك المدينة وسط الأحياء , وهذا الغلاف المالي العائد من هذه التفويتات , لن يخسر الجماعة شيئا لأنه سيخصم من ضرائب الجماعة ويؤخذ من عائد أموالها المودعة في الخزينة وبعض الحسابات الخصوصية للمجلبة والحي الصناعي سيدي ابراهيم والحي الصناعي بالدكارات كمساهمة من هذه الأحياء في يوم فقير فاس مثل مساهمة وكالة توزيع الماء والكهرباء التي ستعمل على التوزيع بالمجان لاستهلاك ذلك اليوم الموعود , والدي لا يبقى على المجلس سوى تحديد موعده شريطة أن لا يخرج عن سنة الاحتفال بذكرى فاس وتكريم فقراء فاس , وحتى لا يدخل في إطار الوعود الانتخابية الكاذبة . كوعود هذا الحزب في بداية الاستقلال وهو يجمع الذهب وهيادر عيد الأضحى . وبهذا يطبق رئيس المجلس شعار التعادلية دون أن يطفف في الميزان , ولم يبق عليه إلا أن يقنع أسرة الأمن في فاس لتنخرط في تنظيم العملية بسلام إبعادا لأي فوضى أو شغب
بكل أسف لا زال مكتب المجلس البلدي متذبذبا في الموضوع – لأنه لا يدخل ضمن الصفقات التي تستوجب السرعة – أخذ يقدم رجلا ويؤخر أخرى أمام أصوات الذين يحسبونها طايرة انطلاقا من حساباتهم الضيقة , فهذا السياسي منهم يصرخ رافضا استغلال فقراء المدينة على حساب كرامتهم الإنسانية " هكذا " واختبأت بعض الأصوات في الدين تتضرع بحجة الخوف من الفتنة والفتنة أشد من القتل , وتعالت أصوات الاقتصاديين العالمين بخبايا اقتصاد الجماعة وطرق تدبير أموالها وفق التوجيهات الرئاسية , منبهة إلى أن هدر سيولة الأموال في هذا اليوم المجاني , ستؤدي إلى عجز طويل في ميزانية الجماعة , تجعلها مكرهة على الالتفات إلى المتملصين من أداء ضرائب الجماعة وجباياتها , وكأن المدينة لا تغرق في الديون وضمان الديون , وطلب المجلس فتوى الاجتماعيين الذين نصحوه بأنه يوم سيكرس ثقافة الفقر بين الناس , ومن الأفضل أن يطعم الفقير بالقليل المداوم بدل الكثير الزائل بزوال اليوم ومروره
هكذا انتهت أحلام الخيال وحلت أحلام الرئيس تبشر المرضى النفسانيين بأن علاجهم يكمن في زيارتهم لفاس , وذهبت حجايتنا مع الواد , ونحن بقينا مع الجواد , وكل يوم وفقراء فاس بخير
فاس . محمد التهامي بنيس
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف