النقد والنقد الذاتي في الحوار الفلسطيني
خالد عبد القادر احمد
[email protected]
يعكس المستوى الهابط للحوار الفلسطيني ان على مستوى القوى او الافراد حجما كبير من ارتباك العقل في ترتيب المقولة الفلسفية حتى ليهط بالنقد والنقد الذاتي من مستوى التعبير عن كفاءة العقل الى مستوى التعبير عن اولوية رد الاحاسيس والمشاعر لذلك لا نستفيد نحن في الوضع الفلسطيني من الحوار السائد بين الاطراف , وعوضا عن تطوير الوعي والخبرة التي هي فائدة ومحتوى ممارسة النقد والنقد الذاتي فاننا نثير اعصارا تتسع دائرته كلما تصاعد وعوضا عن الاستفادة تتاجج مشاعر التقييم الايجابي والسلبي ولكن الشخصية.
ليست هذه مهمة النقد ولم تكن ابدا كذلك بصورة مناكفات الديوانيات والضرب تحت الحزام ورد الصاع صاعين واللي ما اله فزعة حلال دمه , هذه ديموقراطية الغاب بين زئير الاسد ونعاق البوم وتغريد الكنار وفحيح الافاعي , والشطارة والقدرة على التكميم ...............الخ . من قال ان اي مقولة مقدسة او غير مقدسة دينية او فلسفية سياسية او غيرها تحمل هذه المعاني لممارسة النقد والنقد الذاتي , من يمكن ان يعطي مثالا من حوار عظماء التاريخ يرتكز الى عدم الاستماع او الى توحيد الفكرة بالذات او عكس الشخصية على الفكرة ,
من قال ان من بادر بحاجة الى من يسنده عبر (قفع) الاكمام الى الخلف او فتح الصدر او حمل العصا , ومن قال ان النقد والنقد الذاتي ( مباطحة ) وهي اشهر الرياضات الفلسطينية او ضرب بالنبوت , من قال ان اللسان يجب ان يكون اعلى من العقل وهو حر في حركته ولا ضرورة لتحكم العقل فيه , ان الصور السابقة ليست صورة النقد والنقد الذاتي انها صورة الانفلات الفوضوي التي تجعل اعداء فلسطين ينامون بهدو وسكينة واطمئنان لا يتوقعون خطرا من الوطنية الفلسطينية الا بمقدار تمثيلها لفهمنا الفوضوي للنقد والنقد الذاتي
ان النقد هو الممارسة الديموقراطية الحامل والناقل والمورث للخبرة ان في مجال النقد لطرف اخر او في مجال النقد الذاتي وما عدا ذلك هو قصور عقلي في ممارسة النقد ينتهي الى اخفاق مهمته والوقوع في انحراف اخلاقي غير صحيح , وهو مسالة سلوك ثقافي لا سلوك حرفي مهني وفقط حين يعكس النقد والنقد الذاتي نقل الخبرة كدليل علمية يصبح نقدا ونقدا ذاتيا ثقافيا راقي المستوى
لقد مارست التجارب الوطنية والديموقراطية النقد والنقد الذاتي بمعنى نقد التجربة واكتساب الخبرة وتربية الكادر القيادي بها , ولم تنحدر قط الى العكس , لذلك هي لم تخشى فقدان الجمهور بل على العكس كانت ممارستها السليمة للنقد والنقد الذاتي دليلا عند الجمهور على الامانة والعلمية ومبعث ثقة الجمهور بها في حين ان طريقة الاستجابة الفلسطينية في الحوار لم تعد تسمح بهذه الامانة في ممارسة النقد والنقد الذاتي حيث (العور) سيد النقد بل اصبح سيد كل ممارسة في الوضع الفلسطيني , وبعد ممارسة العورنعود الى الشموخ والتفاخر بالتعليم والثقافة والرقي والحضارة ومع اقل نكشة كما يقال نمد رجل الجاهلية قي تحد لمن يقطعها
ان السؤال الذي لا بد من طرحه هنا هل الطريقة غير الصحيحة لممارسة النقد والنقد الذاتي هي في الحقيقة انعكاس للبنية الثقافية المقروءة ؟ ام انها دليل عدم ايمان قاطع بما نقراء من بنية ثقافية ( في مختلف المجالات المقدسة وغير المقدسة) وكما قال مظفر النواب واستعيرها للتدليل على الشمولية في الممارسة وبعيدا عن المساس الشخصي ( لا استثني منكم احدا)
من اين تبدا الممارسة الصحيحة للنقد والنقد الذاتي
انها تبدا من القراءة ولا اعني المرور على احرف اللغة ومفرداتها وتركيباتها , بل من حث قدرة العقل على ادراك بوابة الدخول لما نقرا بغض النظر عن الموقف النفسي من الكتابة نفسها , فالقاريء يجب ان يمسك بمدخل الموضوع واهدافه ويحدد حجم موضوعيته بغض النظر عن اتفاقه او اختلافه مع الموضوع وتحليل الكاتب واستنتاجاته او حتى علميتها من عدم هذه العلمية والموضوعية , وبمقدار اتفاقه واختلافه مع ( الخبرة ) الواردة في المقروء يعرض ( خبرته ) بالشروط ذاتها فينتقد بالحجم المطلوب وبغض النظرعن اختلاف الاتجاه او اتفاقه فعلى كلا الحالين يجب ان يبرز ما يعكس خبرته لا ما يعكس مشاعره
وحتى في الاختلاف البرامجي للقوى فيجب ان يكون الحوار متسما بهذه الشروط التي يبدو انها اصبحت مطلبا مثاليا ومن الاصول مثلا الرد على ما هو نظري بما هو نظري وكذلك ما هو سياسي بما هو سياسي اما الرد على ما هو نظري او سياسي او تنظيمي او برنامجي او.............الخ بما هو اخلاقي او معاكسة السياسي بالتنظيمي اومعاكسة الاقتصادي بالاجتماعي ....الخ فهذا دليل عجز في القدرة على النقد السليم وهروب باتجاهات انتهازية وتنطح بسلاح غير ما تحتاجه المعركة فكيف مثلا يمكن محاورة من يطرح برنامج سياسي بمقولة دينية او محاورة من يطرح مقولة دينية بتهمة اخلاقية ..........الخ اين الحوار والنقد حامل الخبرة هنا ؟
النقد ليس تاشيرا بالخط الاحمر على الاخطاء فحسب وان يكن التاشير بالخط الاحمر عليها جزءا من العملية النقدية وهنا ياتي الفهم الصحيح للضرورة الجماعية للنقد حيث يبرز الروح التعاوني والتكاملي في ممارسة عملية النقد بان نستكمل ما بداه المؤشر بالخط احمر على الاخطاء فنمتلك بذلك الصورة الصحيحة عبر التفكير الجماعي التعاوني , لا التكفير والتخوين الجماعي دفاعا عن الفصيل والحمولة والاخ في خروج عن الفكر المقدس وغير المقدس لمفهوم الحوار وسقوط في الشللية والعصبوية وخروج عن ادب التمثل بالله عز وجل وايضا خروج عن التمثل بالتجربة البشرية
خالد عبد القادر احمد
[email protected]
يعكس المستوى الهابط للحوار الفلسطيني ان على مستوى القوى او الافراد حجما كبير من ارتباك العقل في ترتيب المقولة الفلسفية حتى ليهط بالنقد والنقد الذاتي من مستوى التعبير عن كفاءة العقل الى مستوى التعبير عن اولوية رد الاحاسيس والمشاعر لذلك لا نستفيد نحن في الوضع الفلسطيني من الحوار السائد بين الاطراف , وعوضا عن تطوير الوعي والخبرة التي هي فائدة ومحتوى ممارسة النقد والنقد الذاتي فاننا نثير اعصارا تتسع دائرته كلما تصاعد وعوضا عن الاستفادة تتاجج مشاعر التقييم الايجابي والسلبي ولكن الشخصية.
ليست هذه مهمة النقد ولم تكن ابدا كذلك بصورة مناكفات الديوانيات والضرب تحت الحزام ورد الصاع صاعين واللي ما اله فزعة حلال دمه , هذه ديموقراطية الغاب بين زئير الاسد ونعاق البوم وتغريد الكنار وفحيح الافاعي , والشطارة والقدرة على التكميم ...............الخ . من قال ان اي مقولة مقدسة او غير مقدسة دينية او فلسفية سياسية او غيرها تحمل هذه المعاني لممارسة النقد والنقد الذاتي , من يمكن ان يعطي مثالا من حوار عظماء التاريخ يرتكز الى عدم الاستماع او الى توحيد الفكرة بالذات او عكس الشخصية على الفكرة ,
من قال ان من بادر بحاجة الى من يسنده عبر (قفع) الاكمام الى الخلف او فتح الصدر او حمل العصا , ومن قال ان النقد والنقد الذاتي ( مباطحة ) وهي اشهر الرياضات الفلسطينية او ضرب بالنبوت , من قال ان اللسان يجب ان يكون اعلى من العقل وهو حر في حركته ولا ضرورة لتحكم العقل فيه , ان الصور السابقة ليست صورة النقد والنقد الذاتي انها صورة الانفلات الفوضوي التي تجعل اعداء فلسطين ينامون بهدو وسكينة واطمئنان لا يتوقعون خطرا من الوطنية الفلسطينية الا بمقدار تمثيلها لفهمنا الفوضوي للنقد والنقد الذاتي
ان النقد هو الممارسة الديموقراطية الحامل والناقل والمورث للخبرة ان في مجال النقد لطرف اخر او في مجال النقد الذاتي وما عدا ذلك هو قصور عقلي في ممارسة النقد ينتهي الى اخفاق مهمته والوقوع في انحراف اخلاقي غير صحيح , وهو مسالة سلوك ثقافي لا سلوك حرفي مهني وفقط حين يعكس النقد والنقد الذاتي نقل الخبرة كدليل علمية يصبح نقدا ونقدا ذاتيا ثقافيا راقي المستوى
لقد مارست التجارب الوطنية والديموقراطية النقد والنقد الذاتي بمعنى نقد التجربة واكتساب الخبرة وتربية الكادر القيادي بها , ولم تنحدر قط الى العكس , لذلك هي لم تخشى فقدان الجمهور بل على العكس كانت ممارستها السليمة للنقد والنقد الذاتي دليلا عند الجمهور على الامانة والعلمية ومبعث ثقة الجمهور بها في حين ان طريقة الاستجابة الفلسطينية في الحوار لم تعد تسمح بهذه الامانة في ممارسة النقد والنقد الذاتي حيث (العور) سيد النقد بل اصبح سيد كل ممارسة في الوضع الفلسطيني , وبعد ممارسة العورنعود الى الشموخ والتفاخر بالتعليم والثقافة والرقي والحضارة ومع اقل نكشة كما يقال نمد رجل الجاهلية قي تحد لمن يقطعها
ان السؤال الذي لا بد من طرحه هنا هل الطريقة غير الصحيحة لممارسة النقد والنقد الذاتي هي في الحقيقة انعكاس للبنية الثقافية المقروءة ؟ ام انها دليل عدم ايمان قاطع بما نقراء من بنية ثقافية ( في مختلف المجالات المقدسة وغير المقدسة) وكما قال مظفر النواب واستعيرها للتدليل على الشمولية في الممارسة وبعيدا عن المساس الشخصي ( لا استثني منكم احدا)
من اين تبدا الممارسة الصحيحة للنقد والنقد الذاتي
انها تبدا من القراءة ولا اعني المرور على احرف اللغة ومفرداتها وتركيباتها , بل من حث قدرة العقل على ادراك بوابة الدخول لما نقرا بغض النظر عن الموقف النفسي من الكتابة نفسها , فالقاريء يجب ان يمسك بمدخل الموضوع واهدافه ويحدد حجم موضوعيته بغض النظر عن اتفاقه او اختلافه مع الموضوع وتحليل الكاتب واستنتاجاته او حتى علميتها من عدم هذه العلمية والموضوعية , وبمقدار اتفاقه واختلافه مع ( الخبرة ) الواردة في المقروء يعرض ( خبرته ) بالشروط ذاتها فينتقد بالحجم المطلوب وبغض النظرعن اختلاف الاتجاه او اتفاقه فعلى كلا الحالين يجب ان يبرز ما يعكس خبرته لا ما يعكس مشاعره
وحتى في الاختلاف البرامجي للقوى فيجب ان يكون الحوار متسما بهذه الشروط التي يبدو انها اصبحت مطلبا مثاليا ومن الاصول مثلا الرد على ما هو نظري بما هو نظري وكذلك ما هو سياسي بما هو سياسي اما الرد على ما هو نظري او سياسي او تنظيمي او برنامجي او.............الخ بما هو اخلاقي او معاكسة السياسي بالتنظيمي اومعاكسة الاقتصادي بالاجتماعي ....الخ فهذا دليل عجز في القدرة على النقد السليم وهروب باتجاهات انتهازية وتنطح بسلاح غير ما تحتاجه المعركة فكيف مثلا يمكن محاورة من يطرح برنامج سياسي بمقولة دينية او محاورة من يطرح مقولة دينية بتهمة اخلاقية ..........الخ اين الحوار والنقد حامل الخبرة هنا ؟
النقد ليس تاشيرا بالخط الاحمر على الاخطاء فحسب وان يكن التاشير بالخط الاحمر عليها جزءا من العملية النقدية وهنا ياتي الفهم الصحيح للضرورة الجماعية للنقد حيث يبرز الروح التعاوني والتكاملي في ممارسة عملية النقد بان نستكمل ما بداه المؤشر بالخط احمر على الاخطاء فنمتلك بذلك الصورة الصحيحة عبر التفكير الجماعي التعاوني , لا التكفير والتخوين الجماعي دفاعا عن الفصيل والحمولة والاخ في خروج عن الفكر المقدس وغير المقدس لمفهوم الحوار وسقوط في الشللية والعصبوية وخروج عن ادب التمثل بالله عز وجل وايضا خروج عن التمثل بالتجربة البشرية