الأخبار
لماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروت
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس معاناة وألم بقلم : تحسين يحيى أبو عاصي

تاريخ النشر : 2008-07-22
الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس .... معاناة وألم
بقلم : تحسين يحيى أبو عاصي
إن من أهم أهداف كل حركة تحرر في العالم هو المواطن ؛ لأنه الشريان الرئيس والدم المتدفق لكل حركة تحررية في العالم ، ومن خلال المواطن ومن اجله يحتدم الاستقطاب والتنظير والخلافات الفكرية بين الحركات والتنظيمات والأحزاب ، والتي قد تصل أحيانا إلى حد الصراع المسلح ، كما وقع بين حركتي فتح وحماس.
إن مبادئ وأهداف كل حركة في العالم ، إنما تنطلق من رؤية سياسية تنسجم مع تفكير وقناعة قادتها ، معتبرة أن رؤيتها السياسية ومبادئها وأفكارها هي الأقرب لتحقيق النصر والتحرير ، وهي تنطلق أساسا من خلال رغبة تلك الحركة في تقديم خدمة للمواطن ، عن طريق الدعم المالي والمؤسساتي والخدماتي ، والعمل من أجل تحقيق أمنه ، وتوفير ما أمكن من خدمات حياتية تنسجم وفكر تلك الحركة ، ويتحقق ذلك كله من خلال تحقيق أهداف الحركة التكتيكية والإستراتيجية .
ولا شك أن وتيرة استقطاب العناصر المغذية لهذه الحركة أو تلك ، تتأثر تبعا في الأحداث والمواقف السياسية ، والأداء الميداني والسلوك اليومي لقادتها ، وأن للأحداث والمواقف والأداء والسلوك تأثيرا قويا على عقول ونفوس الناس ، يفوق جلجلة التصاريح وبريق الشعارات ورنين الأفكار والنظريات والمبادئ ، ومن المؤكد أن كل حركة في العالم لا تتمكن من معرفة الطبيعة النفسية لمواطنيها ، ولا تتمكن من فهم التركيبة الذهنية والعقلية للناس ، مآلها إلى التراجع والأفول ، مهما أوتيت من أسباب النفوذ والقوة .
ما حدث في فلسطين بعد اتفاقيات كثيرة منها أوسلو وباريس ومدريد وغيرها ، وما أفرزته تلك الاتفاقيات بجميع تداخلاتها وتفاعلاتها ، وما وقع من أحداث سياسية وعسكرية وأمنية على الساحة الفلسطينية ، منذ التوقيع على وثيقة الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل حتى هذه اللحظة ، وطبيعة الخطاب السياسي ، وآليات انتزاع الحقوق المغتصبة ، وأشكال التعاطي الميداني لحركة فتح مع حركتي حماس والجهاد ، كان لكل ذلك دوراً كبيراً في ما وصل إليه الشعب الفلسطيني من حالة الانقسام الداخلي والصراع الدموي بين الأشقاء ، وانعكاس ذلك الخطير على القضية الفلسطينية وتعاطي العالم معها ، يجعلنا نجزم وبالقطع أن الفلسطينيين يكتوون بنار الحركتين ، وأن قادة الحركتين لا بد من أن يتحملوا المسئولية الكاملة عن حالة المعاناة والآلام التي نتجت عن أدائهم .
ففي غزة عجزت حركة حماس وبسبب قراءتها الخاطئة للواقع وما يعصف به من متغيرات ، عجزت عن اتخاذ القرار السليم في تعاطيها مع المرحلة ، الأمر الذي أوصل الفلسطينيين في قطاع غزة إلى ما هم عليه اليوم ، حتى صار الفلسطيني يئن ألما من كل شيء ؛ بسبب عجز حركة حماس عن توفير الاستحقاقات المرحلية اللازمة لشعبها ، بما تخدم به المواطن وتحافظ على ديمومة نهجها ، وصحيح أن المواطن مطلوب منه التضحية والصمود ، ولكنه من غير الصحيح أن يقبل المواطن بهرطقات ومراهقات وفذلكات ، ثم نطلب منه التضحية والصمود ، والنتيجة صفر اليدين .
كما أن حركة فتح وبالمقابل تماما ، تتحمل المسئولية الكاملة في عدم قدرتها على القراءة الصحيحة شأنها بذلك شأن حركة حماس ، لأن كل قراءة خاطئة تؤدي بالقطع إلى نتيجة خاطئة ، يدفع ثمنها المواطن المثقل قبل هذه الحركة أو تلك .
وإن عدم اتفاق الحركتين ، وغياب مرجعية سياسية عليا تبت في كل القضايا ، يجعل الحركتين في خانة واحدة من حيث تسببهما في معاناة المواطن وآلامه ، لا من حيث التوجه السياسي والتعاطي مع القضية الفلسطينية فقط .
كما أن السلوك اليومي لقادة الحركتين اليوم ، هو قريب من سلوك الأمس من حيث الظلم والواسطة والنفعية ، والدوران السياسي في نفس الدائرة المغلقة ، وعدم مقدرة أي طرف على كسر الجليد أو اختراق الدائرة ، حتى أصيح المواطن يعتبر من حيث معاناته أن فتح وحماس وجهان لعملة واحدة ، وأن الحركتين عجزتا في فهم نفسية وعقلية المواطن الفلسطيني ومداخل استقطابه والتعامل معه .
كل حركة تعجز عن تقديم البديل ، بل هي تطرح نفسها كبديل عن الحركة الأخرى والنتيجة صفر اليدين .
كل حركة تدعي أنها الأقرب إلى التحرير ، وكل حركة تعلن حرصها على مصلحة المواطن والنتيجة صفر اليدين .
كل حركة تدعي ملكيتها للوطنية وأحقيتها في توزيع النعوت والألقاب ، والمواطن الفلسطيني بين المطرقة والسندان ، بل هو كجذع شجرة من تحت منشار حاد يأكل به ذهابا وإيابا .
ولو استطاعت حركة واحدة منهما القراءة الصحيحة لما تدحرجت بنا الأمور إلى أخطر المربعات التي مرت بها القضية الفلسطينية ، فهل ما ينتظرنا أعظم ؟ .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف