هل أنت من أهل الخشية ؟؟؟!
حسين علي الهنداوي
لا شك أن الحكمة من بعث الرسل ، وإنزال الكتب هو إقامة الشريعة وتسهيل المسيرة الإنسانية على هذه الأرض ،ذلك أن الإنسان منذ أن نزل آدم من الجنة إلى الأرض وهو يكابد آلاف الويلات ويعيش حالة من الألم والوجد والمعاناة ....وأية معاناة إنها الموت والجوع والقتل والمرض والتشرد والضياع ، وكلما ابتعد الإنسان عن منهج الله كلما زاد شقاء قال تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)) / طه/ ولا يمكن للمسيرة الإنسانية أن تعود إلى منهج الحق إلا إذا عادت إلى تزكية النفس المتمثلة بالصلاح العملي المنبثق من معرفة الحق والعمل به ومعارضة هوى النفس بالموعظة الحسنة مع الخوف من عقاب الله وعتابه ولومه وكل ذلك لا يتأتى إلا من العلم بالحق الذي يتضمنه التذكر والذكر الذي يحدثه القرآن ومن الخشية المانعة من اتباع الهوى وهذا هو سبب صلاح الإنسان ولذلك فإن الله قد لفت انتباهنا إلى الخشية بمعناها العملي والتي فسرها ابن عباس بقوله : ( العالم بالرحمن من عباده من لم يشرك شيئا وأحل حلاله وحرم حرامه وحفظ وصيته وأيقن أنه ملاقيه ومحاسب بعمله ) وهذا يعني أن الخشية سلوك عملي يسلكه الإنسان ليصل في النهاية إلى محطة السلامة، قال تعالى : (أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)) فاطر ولا ينسيك ذلك أن تنظر إلى من فهم حركة الحياة من علماء الطبيعة والكون على حقيقتها أنهم قد نزلوا المنزلة العالية من الخشية إن لاحظوها واعتبروا بقدرة الله تعالى وعودة بسيطة إلى سورة الأعلى لنستدل على ذلك ، قال تعالى(سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5) سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى (6) إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا (13) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)الأعلى/ ولهذا فأنه جاء في الأثر : أن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها لا سيما أصول الحسنات التي تستلزم سائرها (( كالصدق )) ولا سيما أصول السيئات التي تستلزم سائرها ((كالكذب )) فالصدق أصل الخير ، والكذب أصل الشر لأن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة ولأن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار فماذا تريد أن يكتب لك وأنت تعلم أن الطريق الموصل إلى الخشية هو التقوىبما في مضامينها من حفظ للرأس وما حوى (الفكر ) وللبطن وما حوى ( الحلال والحرام ) وذكر للموت والبلى ( النهاية الموت ) ، قال تعالى في سورة الحشر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (19) لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ الْفَائِزُونَ (20) لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)// الحشر.
إذا : نحن أمام معادلة واحدة ( اعتقاد سليم وعبادة صادقة ومعاملة حسنة ) تساوي خشية من الله تعالى .
سوريا ـ درعا
[email protected]
موبايل : 0999178266
حسين علي الهنداوي
لا شك أن الحكمة من بعث الرسل ، وإنزال الكتب هو إقامة الشريعة وتسهيل المسيرة الإنسانية على هذه الأرض ،ذلك أن الإنسان منذ أن نزل آدم من الجنة إلى الأرض وهو يكابد آلاف الويلات ويعيش حالة من الألم والوجد والمعاناة ....وأية معاناة إنها الموت والجوع والقتل والمرض والتشرد والضياع ، وكلما ابتعد الإنسان عن منهج الله كلما زاد شقاء قال تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)) / طه/ ولا يمكن للمسيرة الإنسانية أن تعود إلى منهج الحق إلا إذا عادت إلى تزكية النفس المتمثلة بالصلاح العملي المنبثق من معرفة الحق والعمل به ومعارضة هوى النفس بالموعظة الحسنة مع الخوف من عقاب الله وعتابه ولومه وكل ذلك لا يتأتى إلا من العلم بالحق الذي يتضمنه التذكر والذكر الذي يحدثه القرآن ومن الخشية المانعة من اتباع الهوى وهذا هو سبب صلاح الإنسان ولذلك فإن الله قد لفت انتباهنا إلى الخشية بمعناها العملي والتي فسرها ابن عباس بقوله : ( العالم بالرحمن من عباده من لم يشرك شيئا وأحل حلاله وحرم حرامه وحفظ وصيته وأيقن أنه ملاقيه ومحاسب بعمله ) وهذا يعني أن الخشية سلوك عملي يسلكه الإنسان ليصل في النهاية إلى محطة السلامة، قال تعالى : (أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)) فاطر ولا ينسيك ذلك أن تنظر إلى من فهم حركة الحياة من علماء الطبيعة والكون على حقيقتها أنهم قد نزلوا المنزلة العالية من الخشية إن لاحظوها واعتبروا بقدرة الله تعالى وعودة بسيطة إلى سورة الأعلى لنستدل على ذلك ، قال تعالى(سَبِّحْ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى (1) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (2) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (3) وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى (4) فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (5) سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنسَى (6) إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (7) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَى (8) فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتْ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى (11) الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا (13) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19)الأعلى/ ولهذا فأنه جاء في الأثر : أن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ومن عقوبة السيئة السيئة بعدها لا سيما أصول الحسنات التي تستلزم سائرها (( كالصدق )) ولا سيما أصول السيئات التي تستلزم سائرها ((كالكذب )) فالصدق أصل الخير ، والكذب أصل الشر لأن الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة ولأن الكذب يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار فماذا تريد أن يكتب لك وأنت تعلم أن الطريق الموصل إلى الخشية هو التقوىبما في مضامينها من حفظ للرأس وما حوى (الفكر ) وللبطن وما حوى ( الحلال والحرام ) وذكر للموت والبلى ( النهاية الموت ) ، قال تعالى في سورة الحشر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (19) لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ الْفَائِزُونَ (20) لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)// الحشر.
إذا : نحن أمام معادلة واحدة ( اعتقاد سليم وعبادة صادقة ومعاملة حسنة ) تساوي خشية من الله تعالى .
سوريا ـ درعا
[email protected]
موبايل : 0999178266