الى الاخ منذر ؤشيد :
اذا كنت حاجا لبيت حزب الله فلا تذبح الوطنية الفلسطينية اضحية لحسن نصر الله
خالد عبد القادر احمد
[email protected]
عزيزي واخي منذر
لا بد وان ابدأ معك بتحية الثورة التي اسهمت انت في بناءها كما فهمت من كتاباتك , ولا اقول انك كنت من قيادتها حتى لا تحمل من نقدي هذا لمقالك بعنوان (الثورة تصنعها الشعوب والنصر يصنعه القادة ) , مع ملاحظة الخلل في فكرة العنوان نفسها , مسئولية اكبر من ما يحتمله موقعك في بناء الثورة , ولكن كما فهمت من كتاباتك فانك على الاقل من الذين واكبوا مسار الثورة الفلسطينية , وفي هذا عامل مشترك بيننا لا احب في العادة ان اشير اليه , غير ان ضرورة الاشارة اليه هنا تتاتى من كوننا كمتحاورين حول فكرة عن مسار الثورة , إلا اننا ايضا شاهدين على العصر مع الاعتذار عن الاستعارة لمقدم البرنامج المعروف
ولا شك في ان كثير من ( الملاحظات) التي ابديتها على سلوك جسم الثورة الفلسطينية في مسار حركتها كان موجودا , وهي ملاحظات سبق وان تم الاشارة اليها اولا في سياق تحضير الانظمة لضرب نقاط قوة التبلور الاستقلالي الفلسطيني وفي مقدمتها
• علنية الثورة الفلسطينية واتصالها السياسي بدول المجتمعات الاخرى
• شرعية اتصال الثورة الفلسطينية بالجمهور الفلسطيني
• الاتصال الجغرافي العسكري بالعدو الصهيوني يوميا وما يحمله من زخم للمهمة النضاليةالفلسطينية سياسيا وتنظيميا وجماهيريا
لذلك لا بد وانك تتذكر مثلا ان قرية الكرامة كانت في حالة حصار عسكري اردني مسبق على الاجتياح الاسرائيلي الذي حدث , ليس هذا فحسب بل ان المحاولات الاردنية لضرب الثورة الفلسطينية ابتدأت مبكرا عن ذلك ان في الاغوار الاردنية او في مخيمات عمان التي كانت تحتوي على بؤر الثورة ولا تنسى مثلا احداث 4/11 تحت حجة ضرب تنظيم كتائب النصر , ولم يقتصر الامر حينها على المحاولات العسكرية بل محاولات تشويه العمل الفدائي عبر انشاء منظمات تخريبية ( فداء الاقصى) لتشويه سمعة العمل الفدائي الوطني الفلسطيني , واتساءل طالما انك من معاصري هذه الفترة , لماذا لم تحتوي الموضوعية على ذكر وتحليل سلوك الانظمة هذا؟
اما المسالة الثانية التي تحتويها كتابتك فهي مقارنة السلوك القيادي الفلسطيني برؤية سلبية مع ايجابية النظرة في تقييم السلوك القيادي لمنظمة حزب الله , فاسمح لي يا عزيزي ان اقول ان هذه المقارنة كانت ظالمة ومجردة عن شروطها , واصلا لا يجوز كما يفعل كثير من الكتاب خطأ سحب تجربة على تجربة عبر تجريد كل منهما عن شروطه الخاصة
والحقيقة انني لست من الذين يقيمون خارج نطاقهم الوطني , لا خطا ولا شخصا , ولا ادفع ايضا تبرعا , حيث ان نطاقي الوطني له الاولوية في ذلك , مع انني لا املك امكانية التبرع خاصة في الظروف الراهنة , اعاننا الله ( نحن الفلسطينيون جميعا ) واظن ان منحى السلوك الوطني يتطلب تركيز جهدنا على متطلبات مهمتنا الوطنية مهما كان شرطها وظرفها ووضعها , بل على العكس فكلما ساءت شروط وضعنا الوطني فاننا بحاجة الى تركيز اكبر , ومن هذه النقطة بالذات تبدا وجهة نظري في التعامل مع ماكتبته انت يا عزيزي منذر
فانا لا اشك للحظة واحدة في حرصك الوطني وفي تطلعلك للفرح باي انجاز وطني فلسطيني يتحقق كما انني متاكد من انك تفاخر العالم بهويتك وتتمنى ان يزيد الانجاز الوطني تفاخرك هذا مثلنا كلنا , وان موقف الدفاع عن تجربة حزب الله وشروط النهج القيادي فيه انما تنظر اليها كخبرة ايجابية وتود لو ان شروط النهج القيادي الفلسطيني تتحسن , ومن منا لا يود ذلك إلا المشكوك بامرهم ,
عزيزي منذر
ان الخطأ الرئيس الذي يمكن ان يقع به المراقب السياسي او النظري , هو ان يكون رغبويا حتى لو كانت رغباته ايجابة وطيبة , بل انني ارى ان كثير من الحوارات بين مختلفي وجهات النظر المنشورة تنطلق جميعا من الرغبة والنيةالطيبة والوطنية المخلصة ولكن من الحب ما قتل كما يقولون لذلك لن نحقق شيئا غلا اذا دخلنا من المدخل السليم
رغم ان الثورة الفلسطينية انطلقت من مقولة الخصوصية الفلسطينية وضعا ومبادرة . إلا انه وللاسف لم نتقدم عن هذه الصياغة ( الشعاراتية ) قيد انملة , ورغم ان البحث عن ( البديل الثوري ) للتهج القيادي في الوضع الفلسطيني طرح من سبعين القرن الماضي , إلا اننا ايضا لم نلتقط حتى معنى شمولية هذه المقولتين ( الخصوصية والبديل) وطيفية تقاطعها النظري وانعكاسها الخطي الي الذي يجب ان تبلوره , فعدنا لتقييد مقولة الخصوصية الفلسطينية بمقولة القومية العربية , وقزمنا بحثنا عن البديل الثوري الى بديل طبقي وبديل اشخاص ’ رغم ان تقاطع المقولتين ينتهي علميا الى مقولة بديل خطي نظري سياسي , ينعكس بصورة منهاجية على صورة برنامج ياخذ خصوصية الشروط وايضا تنوعية التاكتيك كما انه يحددعلاقاتنا واهتماماتنا ومهماتنا ولا ينتهي الى ما هو الحال عليه الان شعب قضية بلا مهمة وطنية والمهمة الوحيدة التي ينجزها تلقي الضربات بصمود لا مثيل له بالتاريخ
هذه هي يا عزيزي منذر عقدة الوضع الفلسطيني والمعيق الرئيسي لحركة تقدمه والتي تحرم العقل والاحساس الفلسطيني من تلمس الانجاز الوطني وبالتالي يكون من السهل جدا ضياعه مرة اخرى ,
هنالك طبعا كثير من الملاحظات التي يمكن نقاشها في مقالك المذكور , لكنني ادرك تماما ان النقاش في الجوهري ( العامل الرئيسي ) هو الاهم وهو مفتاح تجاوز كثير من مسافة الاختلاف في وجهات النظر التي لا تفسد للاخوة , وخاصة الوطنية قضية
احترامي والامنيات بالتوفيق
اذا كنت حاجا لبيت حزب الله فلا تذبح الوطنية الفلسطينية اضحية لحسن نصر الله
خالد عبد القادر احمد
[email protected]
عزيزي واخي منذر
لا بد وان ابدأ معك بتحية الثورة التي اسهمت انت في بناءها كما فهمت من كتاباتك , ولا اقول انك كنت من قيادتها حتى لا تحمل من نقدي هذا لمقالك بعنوان (الثورة تصنعها الشعوب والنصر يصنعه القادة ) , مع ملاحظة الخلل في فكرة العنوان نفسها , مسئولية اكبر من ما يحتمله موقعك في بناء الثورة , ولكن كما فهمت من كتاباتك فانك على الاقل من الذين واكبوا مسار الثورة الفلسطينية , وفي هذا عامل مشترك بيننا لا احب في العادة ان اشير اليه , غير ان ضرورة الاشارة اليه هنا تتاتى من كوننا كمتحاورين حول فكرة عن مسار الثورة , إلا اننا ايضا شاهدين على العصر مع الاعتذار عن الاستعارة لمقدم البرنامج المعروف
ولا شك في ان كثير من ( الملاحظات) التي ابديتها على سلوك جسم الثورة الفلسطينية في مسار حركتها كان موجودا , وهي ملاحظات سبق وان تم الاشارة اليها اولا في سياق تحضير الانظمة لضرب نقاط قوة التبلور الاستقلالي الفلسطيني وفي مقدمتها
• علنية الثورة الفلسطينية واتصالها السياسي بدول المجتمعات الاخرى
• شرعية اتصال الثورة الفلسطينية بالجمهور الفلسطيني
• الاتصال الجغرافي العسكري بالعدو الصهيوني يوميا وما يحمله من زخم للمهمة النضاليةالفلسطينية سياسيا وتنظيميا وجماهيريا
لذلك لا بد وانك تتذكر مثلا ان قرية الكرامة كانت في حالة حصار عسكري اردني مسبق على الاجتياح الاسرائيلي الذي حدث , ليس هذا فحسب بل ان المحاولات الاردنية لضرب الثورة الفلسطينية ابتدأت مبكرا عن ذلك ان في الاغوار الاردنية او في مخيمات عمان التي كانت تحتوي على بؤر الثورة ولا تنسى مثلا احداث 4/11 تحت حجة ضرب تنظيم كتائب النصر , ولم يقتصر الامر حينها على المحاولات العسكرية بل محاولات تشويه العمل الفدائي عبر انشاء منظمات تخريبية ( فداء الاقصى) لتشويه سمعة العمل الفدائي الوطني الفلسطيني , واتساءل طالما انك من معاصري هذه الفترة , لماذا لم تحتوي الموضوعية على ذكر وتحليل سلوك الانظمة هذا؟
اما المسالة الثانية التي تحتويها كتابتك فهي مقارنة السلوك القيادي الفلسطيني برؤية سلبية مع ايجابية النظرة في تقييم السلوك القيادي لمنظمة حزب الله , فاسمح لي يا عزيزي ان اقول ان هذه المقارنة كانت ظالمة ومجردة عن شروطها , واصلا لا يجوز كما يفعل كثير من الكتاب خطأ سحب تجربة على تجربة عبر تجريد كل منهما عن شروطه الخاصة
والحقيقة انني لست من الذين يقيمون خارج نطاقهم الوطني , لا خطا ولا شخصا , ولا ادفع ايضا تبرعا , حيث ان نطاقي الوطني له الاولوية في ذلك , مع انني لا املك امكانية التبرع خاصة في الظروف الراهنة , اعاننا الله ( نحن الفلسطينيون جميعا ) واظن ان منحى السلوك الوطني يتطلب تركيز جهدنا على متطلبات مهمتنا الوطنية مهما كان شرطها وظرفها ووضعها , بل على العكس فكلما ساءت شروط وضعنا الوطني فاننا بحاجة الى تركيز اكبر , ومن هذه النقطة بالذات تبدا وجهة نظري في التعامل مع ماكتبته انت يا عزيزي منذر
فانا لا اشك للحظة واحدة في حرصك الوطني وفي تطلعلك للفرح باي انجاز وطني فلسطيني يتحقق كما انني متاكد من انك تفاخر العالم بهويتك وتتمنى ان يزيد الانجاز الوطني تفاخرك هذا مثلنا كلنا , وان موقف الدفاع عن تجربة حزب الله وشروط النهج القيادي فيه انما تنظر اليها كخبرة ايجابية وتود لو ان شروط النهج القيادي الفلسطيني تتحسن , ومن منا لا يود ذلك إلا المشكوك بامرهم ,
عزيزي منذر
ان الخطأ الرئيس الذي يمكن ان يقع به المراقب السياسي او النظري , هو ان يكون رغبويا حتى لو كانت رغباته ايجابة وطيبة , بل انني ارى ان كثير من الحوارات بين مختلفي وجهات النظر المنشورة تنطلق جميعا من الرغبة والنيةالطيبة والوطنية المخلصة ولكن من الحب ما قتل كما يقولون لذلك لن نحقق شيئا غلا اذا دخلنا من المدخل السليم
رغم ان الثورة الفلسطينية انطلقت من مقولة الخصوصية الفلسطينية وضعا ومبادرة . إلا انه وللاسف لم نتقدم عن هذه الصياغة ( الشعاراتية ) قيد انملة , ورغم ان البحث عن ( البديل الثوري ) للتهج القيادي في الوضع الفلسطيني طرح من سبعين القرن الماضي , إلا اننا ايضا لم نلتقط حتى معنى شمولية هذه المقولتين ( الخصوصية والبديل) وطيفية تقاطعها النظري وانعكاسها الخطي الي الذي يجب ان تبلوره , فعدنا لتقييد مقولة الخصوصية الفلسطينية بمقولة القومية العربية , وقزمنا بحثنا عن البديل الثوري الى بديل طبقي وبديل اشخاص ’ رغم ان تقاطع المقولتين ينتهي علميا الى مقولة بديل خطي نظري سياسي , ينعكس بصورة منهاجية على صورة برنامج ياخذ خصوصية الشروط وايضا تنوعية التاكتيك كما انه يحددعلاقاتنا واهتماماتنا ومهماتنا ولا ينتهي الى ما هو الحال عليه الان شعب قضية بلا مهمة وطنية والمهمة الوحيدة التي ينجزها تلقي الضربات بصمود لا مثيل له بالتاريخ
هذه هي يا عزيزي منذر عقدة الوضع الفلسطيني والمعيق الرئيسي لحركة تقدمه والتي تحرم العقل والاحساس الفلسطيني من تلمس الانجاز الوطني وبالتالي يكون من السهل جدا ضياعه مرة اخرى ,
هنالك طبعا كثير من الملاحظات التي يمكن نقاشها في مقالك المذكور , لكنني ادرك تماما ان النقاش في الجوهري ( العامل الرئيسي ) هو الاهم وهو مفتاح تجاوز كثير من مسافة الاختلاف في وجهات النظر التي لا تفسد للاخوة , وخاصة الوطنية قضية
احترامي والامنيات بالتوفيق