الأخبار
كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهالإعلان عن مقتل جندي إسرائيلي وأحداث أمنية جديدة في القطاع20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائي
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ما الذي تريده نابلس ..؟؟ بقلم:خالد منصور

تاريخ النشر : 2008-07-20
ما الذي تريده نابلس ..؟؟ بقلم:خالد منصور
ما الذي تريده نابلس..؟؟
بقلم : خالد منصور


ما ان دخلت التهدئة في غزة ( التي ابرمتها حماس مع اسرائيل بالوساطة المصرية ) حيز التنفيذ.. الا وانفتحت جميع ابواب جهنم الاسرائيلية على مدينة نابلس.. فتعاظمت فيها الاجتياحات وتوالت عليها المداهمات وتكثفت الاعتقالات واشتد الحصار، بل وحصل تطور جديد وخطير في مسلسل الانتهاكات الاسرائيلية لحقوق الانسان الفلسطيني، فقد اعلنت قوات الاحتلال وعلى لسان قائد جيشها في مناطق الضفة الغربية عن تملك ارض وعقار يقعان داخل المنطقة التي تعتبر من المناطق التي تخضع للسيادة الكاملة للسلطة الوطنية الفلسطينية.. وهي سابقة جديدة لم يعهد شعبنا مثيلا لها منذ قدوم السلطة الوطنية ولغاية الان.
والتطور الملحوظ في عمليات جيش الاحتلال.. ان تلك العمليات لم تعد تقتصر على استهداف الافراد والجماعات من النشطاء بل انها اخذت تستهدف وتطال مؤسسات الخدمة المجتمعية الصحية والتعليمية والمساجد ودور الايتام والجمعيات، التي تقدم الخدمة لالاف الاسر الفلسطينية من الفقراء والمعدمين، وتستهدف ايضا بشراسة منقطعة النظير المؤسسات الاقتصادية والتجارية وكل ذلك تحت دعاوي باطلة مكررة ( خدمة تلك المؤسسات لاغراض مشبوهة او ارهابية ..!! )، الامر الذي احدث بلبلة وخلق اجواء متوترة.. ودفع قوى ومؤسسات وفعاليات وجماهير نابلس للتحرك والاستنفار لمواجهة تلك الاجراءات.. وخصوصا ان مدينة ومحافظة نابلس مازالت تخضع لحصار مشدد منذ العام 2002 ولغاية اليوم، حيث ان الحواجز مازالت تحيط بنابلس من جميع جهاتها، وتمنع الدخول الحر من والى المدينة، متسببة باضرار اقتصادية واجتماعية هائلة، فالمدينة اليوم تعاني من كساد تجاري خطير جدا، وتمر معظم مؤسساتها الاقتصادية بحالة كبيرة من الركود والتدهور، وتفيد الاحصائيات بان نسبة البطالة قد فاقت ال 50% من الايدي العاملة، كما ويعيش اكثر من 60% من سكان المدينة ومخيماتها وقراها تحت مستوى خط الفقر، والواضح ان الاجراءات العقابية وكذلك الاغلاقات قد ادت الى نزوح عدد كبير من اصحاب رؤوس الى خارج المحافظة، مما افقدها مكانتها الاقتصادية السابقة كاكبر المراكز التجارية والصناعية في المناطق الفلسطينية.
ومن المؤكد ان استمرار وتصاعد وتيرة الضغوط الاحتلالية على مدينة نابلس ما هو الا لاخضاعها ولاذلالها، لما لعبته وتلعبه من دور سياسي نشط معاد للاحتلال، ولما تحتله من مكانة كبيرة في قلوب كل ابناء الشعب الفلسطيني، ويظهر ان لدى المحتلين اعتقاد جازم بان انكسار مدينة نابلس وركوعها لارادتهم سيسهل عليهم كثيرا عملية اخضاع باقي المدن والمحافظات الفلسطينية الاخرى، وقد اراد الاحتلال بهجمته المسعورة الاخيرة ضد مدينة نابلس تحقيق اهداف كثيرة منها اعادة التاكيد على انه هو وحده ( اي الاحتلال ) صاحب السيادة والنفوذ ولا شريك له.. الامر الذي يلحق افدح الضرر بهيبة وسمعة السلطة الفلسطينية، وهي التي بذلت جهودا كبيرة في اعادة الامن والسلم الداخليين الى المدينة والى حياة سكانها، ويظهر ان اجراءات الاحتلال تستهدف اعادة عقارب الساعة في المدينة الى الوراء، لتفشل ما بذلته السلطة من جهود جبارة، ولتعيد المدينة الى سابق وضعها حيث الفوضى والفلتان.
ومع حالة الارتياح التي عمت مدينة نابلس اثر نجاح السلطة الوطنية الفلسطينية في فرض الامن والقانون ومنع الفوضى والفلتان.. الا ان اصوات اهل نابلس بدات ترتفع اليوم اكثر، وتردد سوالا يحيرها تبحث له عن جواب ( من يحمينا من عسف الاحتلال..؟؟ )..
وفي كل مرة كانت تتعرض فيها مدينة نابلس الى هجمة شرسة، كان يبدا مباشرة موسم للحجيج اليها من قبل شتى اصناف ودرجات المسئولين ( الفلسطينيين والاجانب )، ليكرروا كلمات التاييد لاهلها، والاستعداد الكامل لتقديم الدعم لها، ويشجبون ويستنكرون باشد العبارات مختلف جرائم الاحتلال.. لكن شيئا جديدا لم يكن يحدث، ولم يتلمس المواطنون تغيرا جديا في حياتهم، حيث مازالت الهجمات الاحتلالية تتكرر، ومازالت الخسائر بازدياد، بل ويتدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي بشكل اسرع، الامر الذي ادى الى ترسخ حالة من انعدام الثقة بين اهل نابلس المحاصرين المنكوبين وبين مختلف المراتب من الزعامات والقيادات.
ان اهل نابلس يعرفون ان قضيتهم سياسية في المقام الاول، ويعرفون ان المطلوب هو تحرك سياسي فلسطيني رسمي قوي وواضح، يضع موضوع نابلس في راس سلم اولويات السلطة في لقاءاتها مع المسئولين الاسرائيليين وكذلك مع الضيوف الاجانب، وهم يطالبون السلطة بان تتخذ موقفا واضحا لا تتزحزح عنه-- يربط مواصلة المفاوضات بوقف سلسلة الاعتداءات والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال-- ومع التقدير لما قامت به السلطة الوطنية الفلسطينية من تحركات، وما ادلى به بعض رموزها من تصريحات ( وخصوصا رئيس الوزراء سلام فياض ) الا ان اهل نابلس يقولون بان ذلك غير كاف ابدا، ويضيفون بان جدية دعم السلطة لمدينة نابلس وصدقية مسعاها لانعاش الحياة الاقتصادية فيها يتطلب منها ومن كل الضيوف الاجانب الذين يقومون بزيارتها تضامنا معها في محنتها.. يتطلب من الجميع بذل اقصى الجهود السياسية والدبلوماسية للضغط على اسرائيل كي ترفع حصارها عن مدينة نابلس وتزيل حواجزها التي تتسبب بالموت البطئ لسكانها وتدمر حياتها الاقتصادية والاجتماعية.. الامر الذي سيطلق العنان بالتاكيد لابداعات اهل نابلس المتعددة الاوجه، وهو ما سيعيد نابلس الى سابق عهدها كعاصمة للاقتصاد الفلسطيني.
ان الذي تريده نابلس هو معالجة سياسية لقضيتها، وهي ترفض ان يكون ابراز الجانب الانساني لقضيتها على حساب الجانب السياسي ( على الرغم من اهمية الجانب الانساني والاقتصادي ).. كما ان سكان نابلس يريدون تجنيب المدينة في محنتها عن اثار وانعكاسات حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني.. فامام الخطر والتحديات لا بد من القفز فوق الجراحات، ولا بد من توحيد الصفوف، لتعظيم القدرة على مواجهة ما يدبر لنابلس من مكائد وما ينتظرها من اجراءات عقابية، وهو ما يتطلب من الجميع الكف عن المناكفات-- اللا مقبولة والغير منطقية-- ووقف كل عمليات تصفية الحسابات.

مخيم الفارعة – نابلس
20/7/2008
[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف