الأخبار
كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهالإعلان عن مقتل جندي إسرائيلي وأحداث أمنية جديدة في القطاع20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائي
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الثورة تصنعها الشعوب والنصر يصنعه القادة الصادقون بقلم : منذر ارشيد

تاريخ النشر : 2008-07-20
الثورة تصنعها الشعوب والنصر يصنعه القادة الصادقون بقلم  : منذر ارشيد
بسم الله الرحمن الرحيم

الثورة تصنعها الشعوب والنصر يصنعه القادة الصادقون
بقلم : منذر ارشيد


ثورة وعشرات الثورات قامت ولكن كم ثورة حققت النصر ..!
كثيرون من حملوا السلاح ولكن المهم كيف يستعملوه وعلى من يطلقوه .!
كثيرون هم من قاوموا وناضلوا ولكن المهم من حقق الهدف .!!!
ويحضرني هنا القول ... وما اروع المبادرين والقادة ولكن ما اعظم الدارسين والتلامذه المتفوقين

(( الثورة الفلسطينية ))

نعم الثورة تصنعها الشعوب عندما تقع تحت الظلم والقهر والأحتلال " تثور الأمة وهذه طبيعة البشر ولكن أي أمة تحتاج الى رأس وقيادة تقودها حتى تحقق أهدافها

أمام المشهد العظيم الذي صنعه حزب الله بنهاية آخر فصل من فصول الوعد الصادق الذي اطلقه نصر الله في اكثر من مناسبة وعلى مدار عقد من الزمن تمثل امامي المشهد الفلسطيني بكل فصوله منذ انطلاقة حركة فتح العظيمة حتى يومنا هذا " فتكسرت المرآة التي أشاهد نفسي من خلالها وبدت صورتي مشوهة مجزئه لا اعرف ملامح الوجه
( من أعلى الرأس الى الذقن ) صورة تتراقص مع كل حركة لعيوني لأتبين ملامحي فلا أجدها"" تارة أراها ضاحكة وتارة أخرى أراها باكية وتارة اراها مخيفة موحشة ..!
ولعلي هنا اطرح موضوعاً ثقيلاً على مسامع أو عيون من سيقرأ هذا الموضوع الذي سيبدوا عجيباً غريباً لدى البعض وخاصة من الذين يدعون اننا ما زلنا نسير على الطريق المستقيم الذي انتهجناه منذ انطلاقنا نحو الهدف " وهؤلاء الذين اغرقونا بالأوهام وهم يرددون أننا حققنا كذا وكذا ودخلنا في بطن الحوت لنعمل فيه تخريباً من داخله "وأن ما حصلنا عليه انما هو مقدمة للحصول على كل شيء " أو اننا في استراحة محارب " وغيرها من النغمات والترانيم التي باتت معروفة لدى أي طفل يرى التحول الرهيب على أرض فلسطين وما وصل اليه حال القدس .!
وكم من الشهداء سقطوا على أكذوية التفاوض .........
( والسلالم التي درجات للهبوط وليس فيها اي درجة للصعود )
علماً اننا نسير في اكثر من طريق وقد تباعدت الأهداف مع تعدد الآراء والأهواء ونحن نسير بعدة رؤوس كل رأس يسير باتجاه يختلف عن الراس الاخر وما عاد شعبنا الفلسطيني يرتكز الى قاعدة استراتيجية ينطلق من خلالها ما عدا المجهول الذي اصبح هاجسنا منتظرين معجزة
فالحلم الفلسطيني بات غامضاً أمام قضية باتت أصبحت ورقة تتلاعب بها الرياح " تارة تُشَرِق وتراة أخرى تُغَرِب .
انطلقت فتح والهدف تحرير فلسطين وجمعت الطيف الفلسطيني وخاصة بعد معركة الكرامة التي اعادت للأمة جزءً مهماً من كرامتها وعزتها وقد تعزز ذلك بالدعم الشعبي الكبير الذي عزز قوة الثورة والمقاومة من خلال انضمام الآلآف الى صفوف حركة فتح والجبهة الشعبية كأقوى فصيلين كانا موجودان وبقوة على الساحة وقبل ان تنقسم الجبهة لشعبية وللأسف مع بداية تألق الثورة لتشكل اول حتالة انقسام فلسطينية وفي عهد مبكر مما جعل التناقضات تأخذ دوراً فاعلاً ومؤثرا وبشكل سلبي من خلال إغراق الساحة بكثير من المتناقضات فوجدنا تنظيمات هبطت على الساحة وبقدرة قادر وخاصة تلك التي لا تمتلك أي خلفية نضالية ودون سابق انذار اصبحت تناطح وتسجل المواقف على فتح التي كانت هي الأم والأب والقائد "( والتي كان من الواجب وقفها في حينه ) ناهيك عن التصرفات التي اسائت لكل العمل الوطني ذلك الوقت حيث تحولنا الى صراعات محلية مع بلدان عربية نتيجة الأحتكاك الغير مبرر بداية من الأردن والذي دَفعنا كثورة وكشعب كثيراً من الأثمان وفي وقت مبكر لم نكن مهيئين لمثل هذه الأثمان الباهظة وقد بدأنا نصل الى مراحل متقدمة ومؤثرة على العدو الصهيوني وخاصة ان عملياتنا المسلحة توزعت على اغلبية خطوط التماس مع العدو وعلى طول جبهة تمتد من الجولان شمالاً حتى العقبة جنوباً وهو أمر تعجز عنه أو عجزت عنه جيوش عربية "
ربما أننا ارتكبنا خطأً في عدم تقييم الوضع وبشكل استراتيجي ذلك الوقت وهنا يكمن أحد مواطن الخلل التخطيطي و القيادي (وليس هذا موضوعي )
كان الخطأ الأول حيث دفعنا ثمنه من خلال فقدان قوة المكان والزمان
فتحول الصراع وبشكل مفاجيء مع الداخل العربي بتخطيط بمؤآمرات بدفع من الخارج بخيانات عربية بكل المبررات التي تخطر على البال
المهم أننا وقعنا في كل ما نُصب لنا من مصائد وكنا مهيئين لا بل وسهلنا للمصائد ان تصطادنا .... باختصار "
كان حضورنا في لبنان له أساس وليس عفوياً حيث كان لنا قواعد ارتكاز في الجنوب من خلال فلسطيني اللجوء وابطال مرو من هناك مع بداية الأنطلاقة الفتحاوية وقوات العاصفة
ولم نستفد من الدرس الذي حصل في الأردن والذي كلفنا خسارة اكبر قاعدة انطلاق واكبر تجمع شعبي فلسطيني كرصيد بشري لدعم المقاومة " وبعيداً عن التفاصيل والتي من الممكن ان اضعها في مواضيع أخرى "اقول نعم المؤآمرة الدولية والعربية كان كبيرة وكبيرة جداً "ولكننا أعطينا كل المؤآمرات أرضية خصبة لكي تمر بدون عوائق
وحتى لا أطيل فالتجربة في لبنان باتت معروفة ولكن استطيع القول أننا انشغلنا بلبنان وبتفاصل لبنان وزواريب بيروت بشكل كبير وخطير حتى انقسم لبنان بكل أطيافه معهنا وعلينا ودبت النزاعات والحروب التي دفعنا خلالها أكثر مما يتصوره العقل والمنطق حتى أتت اللحظة المناسبة لسرائيل وأعوانها ليجتاحوا كل ما بنيناه خلال عقد من الزمن

(( تجربة حزب الله المقاومة اللبنانية ))

حزب الله وكما اعترف السيد نصر الله هي مقاومة جائت بنتيجه التراكم النضالي للثورة الفلسطينية على اختلاف التنظيمات التي تواجدت في لبنان وبدون ادنى شك حركة فتح كرأس حربة وكقائد ومعلم لكل من تلاها من حركات مقاومة وهذا بشهادة الجميع وليس فيه مِنَه على أحد
وبعيداً عن كل تفاصيل حزب الله كحزب شيعي وخلفيته السياسية كقوة مدعومة من إيران وغيرها من المور التفصيلية وكل ما تبع ذلك من تحليلات وخاصة فيما يتعلق بالنظرة الطائفية والتي لا أحبذ الدخول اليها " اولا : لعدم تعمقي بهذه المسالة مع احترامي لأصحاب هذه النظرة والذين لهم وجهة نظر وهم أحرار بها " وثانياً : لأني اكتب هذا الموضوع فقط بنظرة تحليلة عسكرية وتنظيمية بحتة

بعيداً عن الفئوية والحزبية والطائفية وهنا أتحدث وبشكل منهجي وعملي عن المقاومة الأسلامية لحزب الله كمجموعة تدربت وتعلمت المقاومة على يد حركة فتح وهذا ليس سراً ولا خيالا بل هو حقيقة نعرفها وعايشناها
وأكبر دليل ان القائد العسكري الكبير الشهيد عماد مغنية هو أحد أشبال حركة فتح وكوادرها الى أن خرجت الثورة من لبنان
ظهر حزب الله وبعد اجتياح لبنان وخروج الثورة الفلسطينية "وبدأ نجمه بالظهور تدريجياً الى ان وصل الى القمة من حيث التنظيم والأعداد والتخطيط "
فبعد المقاومة العنيفة التي جرت في الجنوب مع جيش لحد العميل والقوات الأسرائيلية واندحارهم بفعل الضربات القوية والتي دفع ثمنها من خيرة أبنائه وقادته (عباس موسوي والشيخ رائد حرب )
تربع السيد حسن نصر الله على راس الهرم كقائد للحزب والمقاومة الأسلامية حيث عزز مكانته بعد ان قدم فلذه كبد هادي كمثال للقائد الذي يبدأ بنفسه قبل الآخرين مما عزز من مكانته الرمزية بين جموع المقاتلين والحزبيين " وبدون ادنى شك فالأسلوب الذي اتبعه الحزب في التعامل مع فلول جيش لحد كان له تأثير ايجابي وخاصة أن الأمور لم تنفلت كما يحصل عادة عندما تنتصر فئة وتدخل الى منطقة وتستعمل الأبادة لكل أعدائها " وهذا لم يحصل لا بل الذي حصل عزز من قوة حزب الله ومتن العلاقة مع الجيش اللبناني والسلطة المحلية عندما سلموا العملاء الى السلطة وتركوا لها تنفيذ القانون
هنا نجد ان الأمور كانت مدروسة ومن قيادة حاضرة بكل ما تعني الكلمة
وهذه مسألة احب ان أركز عليها هنا وهي ( حضور القيادة ) والمعنى هنا واضح تماماً في أن اي عمل مهما كان صفته يجب أن يكون له متابعين ومراقبين وتنفيذيين " ولا يكفي ان يقعد القائد في مركز قيادته يتلقى الأخبار من مستشاريه " لا بل يجب أن يكون حاضرا يستمع رأي الناس من خلال كل الوسائل المتاحة وهذا سر من أسرار النجاح في اي عمل أيضاً فما بالك بعمل بحجم المقاومة ..!
ولو استعرضنا ما حققه حزب الله منذ عشر سنوات الى الان لوجدنا ان هذا ما كان يمكن ان يتحقق لو حدث اي خلل في الأداء او التكتيك ناهيك عن الأستراتيجية المعتمدة
كثراً ما تسائلنا سؤآلاً كبيراً ومشروعاً لماذا اقتصرت المقاومة اللبنانية على حزب الله والشيعة تحديداً ..!!! والحقيقة هنا ورغم أني نأيت بنفسي عن البعد المذهبي الا أني وجدت من الضرورة طرح هذا التساؤل في سياق موضوعي " ووجدت الأجابة عليه من خلال الأحداث التي حدثت على مر التاريخ المعاصر فوجدت ان حزب الله حقق نجاحاً باهراً من خلال تأطير وضعه وحصره في جماعته ومناطقه الجنوبية " وكأني به يستفيد من اخطاء الآخرين وخاصة الثورة الفلسطينية التي كان من أهم أسباب تراجعها التنوع وكثرة التنظيمات مما سهل الأختراقات وشتت العمل الفلسطيني .... وفي النهاية سهل عمليات الأنقضاض عليها وإيصالها الى ما وصلت اليه ..!!
إن ما جرى في المرحلة الخيرة وبعد حرب تموز من مؤآمرات على حزب الله كانت كافية للقضاء على عشرة احزاب من الذين مرت علينا في ما حَضَرنا " ولكن حزب الله وبقدرته التنظيمية المتسلسلة والمتجدرة والتمكنة والواعية والراشده وهذا اهم من كل شيء " استطاعت ان تتعامل مع كل الأمور ومهما كانت معقدة وخطيرة بكل يُسر وسهولة ففككت كثيراً من الألغام والمصائد التي زُرعت من خلال خبراء السياسة والمخابرات ودهاقلة السياسة الدولية والعربية "
كان المطلوب ان تنقلب الطاولة على حزب الله ويُلغى من الذهن العربي شيء اسمه " انتصار " وهذا كان أخطر ما خشيته الدوائر الصهيونية والأمريكية على شعوب المنطقة .! وخاصة بعد أن تكرست ثقافة الأنهزام لدى انساننا العربي على مدى عقود من الزمن وبدأ اليأس والقنوط والهوان يتسرب إلى نفوس الناس " مما كان سيسهل تمرير المخططات الجاهزة لتغيير ملامح المنطقة العربية والشرق أوسطية وجعل العالم العربي كله في خدمة اسرائيل وأمريكا فقط .
وحتى لا أطيل فالموضوع يستحق ولكن ساختصر ما أمكن حتى نوصل الفكرة دون ملل " وأستطيع القول أن حزب الله الذي أدار المعركة الحربية بكل جدارة واقتدار استطاع ان يدير المعركة السياسية بنفس القدرة والذكاء
ورغم ان البعض اخذ عليه نزوله الى الشارع الداخلي وبقوة السلاح " الا أن الأمر وحسب رؤيا موضوعية كان لا بد منه وهو امر مر بسرعة البرق ولم يترك آثاراً كبيرة لمحدودية المكان والزمان وحسمه بالسرعة القصوى وتسليمه للجيش الرسمي مما دعم الثقة من جديد مع المؤسسة العسكريه التي يقودها قائد عسكري في طريقه الى القصر الجمهوري.
نعم انتهت الخلافات وتشكلت حكومة الوحدة الوطنية وبزمن قياسي وبمفاجئآت ربما تكون صدف كما قال البعض ولكن أثني على ما قاله السيد حسن نصر الله بانها ليست صدفه وانما بتدبير وتوفيق من الله
والا كيف كان كل هذا وتجتمع الحكومة في نفس الوقت الذي يحتفل به لبنان باستقبال الأحرار الأسرى وعلى رأسهم البطل سمير القنطار ومئآت جثامين الشهداء ....!!
انه نصر بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ورغم ان هناك من يدعي باوصاف اخرى ويحاولون تشويه هذا النصر من خلال ادعائآت واتهامات حتى ولو بالتقليل من شأنه وقيمته " ولكني انا شخصيا أكتفي بعبارة قالها سمير القنطار وهو ليس فلسطيني ولا حتى من حزب الله " تكفيني عبارته التي قالها ورددها أكثر من مرة (( أنا عائد الى فلسطين )) .

أعتقد ان ما جرى في لبنان يستحق منا نحن الفلسطينيين كثيراً من جرد الحساب والقعود مع الذات والتفكير بكل ما فات " ووضع التجربة اللبنانية
امام البحث والتمحيص والتدقيق ووضع تجربتنا الفلسطينية على طاولة اعادة النظر والتجديد والتطهير والتصويب لعلنا نبدأ من جديد اليوم غداً بعد عام بعد عشرة المهم أن لا ننسى أن فلسطين ستعود حتماً
وهذا وعد الله
منذر ارشيد
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف