الأخبار
كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهالإعلان عن مقتل جندي إسرائيلي وأحداث أمنية جديدة في القطاع20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائي
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ملامح ومعطيات نحو ساعة الصفر بين إيران وإسرائيل بقلم:د. محمد احمد جميعان

تاريخ النشر : 2008-07-20
د. محمد احمد جميعان


عندما نتحدث عن الصراع او المواجهة بين إيران وإسرائيل يجب ان لا نستبعد امريكا عن حليفتها إسرائيل ، إذ ان إسرائيل بمفردها عاجزة عن المواجهة او توجية ضربة قوية ومؤثرة وفاعلة الى إيران ، ولكن هذا التحالف الاستراتيجي لن يتم هذه المرة إلا بشكل غير مباشر ، من خلال دعم سياسي وإسناد عسكري لوجستي واستخباري وتشويش الكتروني وقواعد انطلاق بحرية وبرية من القواعد الأمريكية في المنطقة إضافة الى إدامة الإمداد العسكري والمادي المتواصل ، حيث تضع إسرائيل نفسها هذه المرة في المواجهة المباشرة مع إيران على غير عادتها في كل مرة عندما كانت امريكا تشن الحروب المباشرة من اجل عيون إسرائيل وبقائها كما حدث في العراق وأفغانستان وغيرها.



استبعاد المشاركة الأمريكية المباشرة واحتمالية تدخلها



رغم استبعاد المشاركة الأمريكية المباشرة إلا ان هناك احتمالية تدخلها في مرحلة لاحقة على ضوء المستجدات الميدانية ، ويمكن اختصار هذا التوضيح بما يسمح له المقام في النقاط التالية :

1ـــ ان مواجهة مع إيران تعني فتح جبهة ثالثة تبدوا فيها امريكا مرتبكة وضعيفة ومتوحلة اكثر أضعافا مما هو حاصل الآن قد تؤدي الى نتائج كارثية غير مسبوقة على امريكا وتواجدها في المنطقة ، وقد أشار بذلك العديد من القادة العسكريين ومنهم رئيس الأركان الأمريكي نفسه الى مخاطر مثل تلك المواجهة التي قد تؤدي الى فتح جبهة ثالثة وتهديد الأسطول الأمريكي في الخليج .

2 ـــ هناك استعدادات إيرانية كبيرة ومكثفة لقواتها البحرية وتركيز واضح على تطوير قدراتها وأسلحتها وتقنياتها لمواجهة القطع البحرية الأمريكية في المنطقة وهو تهديد خطير لهيبة امريكا وأسطولها البحري الذي تهيمن به على المنطقة لاسيما اذا علمنا ان بعض هذه القطع عبارة عن بوارج ومدمرات وحاملات طائرات عملاقة تسير بالطاقة النووية وتحمل على متنها الآلاف من الجنود بما يعادل مدن متنقلة ، وقد عبر عن ذلك قائد الأسطول الخامس الأمريكي الذي اعتبر المواجهة كارثة على البحرية الأمريكية .

3 ــــ ان تواجد قوات أمريكية في العراق بقواعد أرضية وثكنات ثابتة يتواجد فيها ما يزيد على مئة وعشرين ألفا جندي يعتبر هدفا سهلا لإيران وحلفائها في العراق ومقتلا مفصليا لأمريكا التي قد تجد نفسها محاصرة ومحرجة وغير قادرة للخروج من العراق إلا أشلاء او أسرى بالعشرات بين المقاومة السنية والمقاومة الشيعية الحليفة لإيران والقصف الإيراني المتواصل لها الذي قد يتحول الى عمليات خاصة وسريعة في المستقبل مع تطور العمليات .

4 ـــ ان إغلاق مضيق هرمز الذي تهدد به إيران يشكل مقتلا اقتصاديا لأمريكا والعالم في اغلبه وان أي مواجهة أمريكية مع إيران سوف يكون الهدف الأول لرد الاعتداء وتهديد المصالح الأمريكية في المنطقة والعالم في بعده الاقتصادي باعتبار امريكا مسوؤلة عن هذه المواجهة ، وهنا من يشكك في القدرة التقنية والعسكرية الإيرانية على إغلاق المضيق لان عرض المضيق يزيد على (35) كم، ويتناسى هؤلاء او ربما تنقصهم المعرفة ان إغلاق المضيق لا يحتاج الى إغلاق مادي بالمعنى الكامل للكلمة إذ يكفي ان توجه إيران تهديدا باعتبار المضيق منطقة عسكرية خطرة يمنع المرور فيها مع قيامها بزراعته بشكل عشوائي بألغام بحرية يرافق ذلك قصف عشوائي او انتقائي للسفن التي تخترق الحظر عندها لن تجرؤ أية شركة او دولة او سفينة المرور من المضيق ..

5 ــــ هناك معارضة قوية من الشعب الأمريكي والرأي العام العالمي للمواجهة مع إيران بل أصبحت هذا المواجهة كابوسا عند الحديث عنها في الإعلام الأمريكي ، وهذا يتناغم مع المعارضة التي تبديها دول المنطقة لهذه المواجهة التي تراها تشكل خطرا على مصالحها وبقاء أنظمتها.

6ـــ ولكن لهذه القاعدة استثناء مهم وخطير للغاية إذ ان امريكا قد تتخذ قرار التدخل المباشرة لضرب إيران اذا وجدت ان رد الفعل الإيراني على الضربة الإسرائيلية ضعيف وباهت وغير مؤثر عندها سوف تدرك امريكا مدى الضعف العسكري الإيراني الذي كان يعلو صوته ادعاءا وتهديدا كلاميا دون فعل يذكر مما يشجع امريكا الدخول المباشر في المواجهة وتوجيه ضربات قاصمة للقدرات الإيرانية لتحقق بذلك هدفين هما نسف وتعطيل القدرات النووية والعسكرية الإيرانية لأجيال قادمة والثاني التعويض عن هزيمتها او لنقل فشلها في العراق وأفغانستان واسترداد هيبتها كدولة عظمى من جديد ، أما اذا وجدت ردا إيرانيا قويا او بالاحرى اذا أفسح المجال لرد أيراني قوي وحاسم فان امريكا سوف تأخذ جانب توفيقي من اجل الحفاظ على إسرائيل وعدم وقوع مزيدا من الخسائر فيها .



حتمية المواجهة وطبيعتها :



لقد ظهرت كثير من المعطيات التي تشير وربما تؤكد ان الضربة الإسرائيلية قادمة لا محالة وان المواجهة حتمية لا بد منها وقد تسعفنا الذاكرة في سرد ما يلي:

أ ــ تبريد إسرائيل لملفاتها الساخنة في المنطقة ، مع حزب الله في موضوع الأسرى واستعدادها للرحيل عن مزارع شبعا، والتهدئة مع حماس وحوارها حول شاليط ، ومحادثات السلام مع سوريا وهذا الكرم الاسرائيلي المفاجئ حول إعادة الجولان والوعود الإسرائيلية لإقامة الدولة الفلسطينية .

ب ـــ الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية الموسعة من نظم الدفاع وطائرات التجسس والمناورات المحمومة التي أشارت بصراحة حول إيران وكيفية تهيئة الجبهة الداخلية لحرب غير تقليدية .

ج ـــ تصريحات قادة إسرائيل السياسيين والعسكريين وأخرهم رئيس الموساد السابق الذي أعطى مهلة أقصاها سنة واحدة لضرب إيران فإما زوال إسرائيل على يد إيران او توجيه ضربة حاسمة لإيران تنهي التهديد وخطر الزوال ...

د ـــ تصريحات بيريز على وجه الخصوص التي أكدت على ان مواجهة إيران ضرورة والا سوف نواجه محرقة جديدة من السماء على يد إيران .

ه ـــ الجهود الإسرائيلية المحمومة في واشنطن من اجل الحصول على إذن أمريكي لضرب إيران قبل انتهاء فترة ولاية الرئيس بوش والتي فضحها الرئيس بوش نفسه حين قال بالأمس انه سوف يعطي الإذن للاسرائيلين بضرب إيران اذا توقف الحوار ولم تتجاوب إيران في ملفها النووي..

و ـــ ولتعزيز كل ما يجري على الساحة من استعدادات ميدانية وتصريحات إعلامية لا بد من التذكير بالدراسات الاسقاطية للعقلية الصهيونية التي أوجدت إسرائيل والمنهجية العسكرية والاستخبارية للقائدة الاسرائيلين التي تؤكد ان إسرائيل لم تصبر يوما على تهديد وجودها او خطر بقاء كيانها وأنها تسارع فورا الى ضربة استباقية تنهي الخصم وتوقف التهديد والخطر عليها ولو كان في العمل مخاطرة او مغامرة وهي بالتالي لن تصبر طويلا دون توجيه ضربة استباقية مؤثرة وقد تكون شاملة ونووية تحقق ثلاثة أهداف هي :

ــــ منع وإلجام الرد الإيراني على الضربة الإسرائيلية لإيران او إضعاف أي رد قوي وحاسم من قبل إيران على إسرائيل.

ــــ تدمير المواقع النووية او تعطيل القدرات النووية الإيرانية لسنوات طويلة قادمة .

ـــ تحطيم القوة العسكرية او شل القدرات العسكرية الإيرانية ان استطاعت الى ذلك سبيلا .

ولان إيران ( وهنا محور الفعل والقرار) في التقييمات الأمريكية والدراسات الغربية وتقدير الموقف العسكري الإسرائيلي تشكل خطرا حقيقيا وداهما على وجود إسرائيل وبقائها من خلال ما يتحدثون عنه على النحو التالي :

ـــ التطور الكبير والتقدم المذهل والمستمر في التقنيات والقدرات العسكرية الإيرانية .

ــــ الإصرار الحثيث والمتسارع في التخصيب وإنتاج السلاح النووي رغم نفي الإيرانيون ذلك .

ــــ كل ذلك يرتبط باستراتيجية عقائدية دينية وثورية منهجية وتاريخية متأصلة في الفكر والأثر ومصلحية ترتبط بالمشروع والدور الإقليمي وهي ظاهرة ولا يخفيها الإيرانيون بإزالة دولة إسرائيل والذي ظهر جليا لهم من خلال تصريحات الرئيس الإيراني والسيد حسن نصر الله وقادة إيرانيين آخرين حول زوال إسرائيل من الوجود .

أما احتمالية ان تكون الضربة شاملة ونووية فانا أرجح هذا الاحتمال بشكل كبير للأسباب والاعتبارات التسلسلية التالية :

أولا ـــ شح المعلومات الاستخبارية حول إيران وبالذات حول نشاطها النووي لدى امريكا وإسرائيل وأصدقائهم وهذا الشح مرده الى ان إيران دولة عقائدية وتعبوية وصارمة لا تتهاون مع العملاء ويصعب اختراقها إلا بشق الأنفس وجهد جهيد.

ثانيا ــــ الاستعدادات الإيرانية المتواصلة لإخفاء المواقع والمواضع الحقيقية للإنتاج والتخزين النووي وهذا طبيعي في ظل التهديد الدائم لها .

ثالثا ـــ أساليب التمويه للمواقع والمواضع وتضليل الأقمار الصناعية التجسسية وكذلك المعلومات المغلوطة والمموه التي تقدمها إيران سواء بطرق استخبارية او غيرها والتي استخدمها حزب الله نفسه أيضا وهي تمثل طعم وتبدد قدرة الخصم على تحقيق هدفه .

رابعا ـــ وهنا نشير الى تجربة حزب الله في حرب تموز التي أثبتت وكشفت للاسرائيلين وللجميع فشل الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية في رصد أهداف سرية لحزب الله وهم على مرمى نظرهم فكيف بإيران واستعداداتها في هذا المجال وهي تبعد عنهم آلاف الأميال وتفصلها دول بينهم ولديها استخبارات قوية ومتمكنة وعقائدية ولديها تحصينات مادية ومعنوية خاصة وهي دولة ممتدة وقائمة بذاتها ليس هناك من يناكفها او يبدد خططها .

خامسا ــــ لذلك فان ضربة محدودة وسريعة على غرار ضربة المفاعل النووي العراقي للمواقع النووية الإيرانية المعلنة والمعروفة للمفتشين او اعتمادا على معلومات استخبارية غير مؤكدة او مموه سوف تكون بمثابة نكته مضحكة للإيرانيين سوف يردون عليها بقسوة وسوف تكون إسرائيل في خسارة مزدوجة ، فلا هي حققت الهدف من الضربة وهي بالمقابل تتلقى من إيران صفعة قد تكون قاسمة لسنوات قادمة .

سادسا ـــ لذلك فان الضربة الشاملة لمواقع عسكرية ونووية ومرافق اقتصادية وتجمعات سكانية إيرانية حساسة مؤذية ومدمرة قد يكون هو السبيل الوحيد أمام الإسرائيليين لتحقيق الهدف الإسرائيلي بإبعاد الخطر الإيراني على وجودها او على الأقل بتعطيل خطر التهديد الإيراني بإزالة دولة إسرائيل.

سابعا ـــ ولان إيران كبيرة المساحة وممتدة جغرافيا ومتناثرة المواقع والتجمعات والمرافق وهذا ما تشير إليه الدراسات الإسرائيلية فان ضربة شاملة بأسلحة تقليدية مهما بلغ عدد الطائرات المستخدمة والصورايخ المقذوفة تحتاج الى أيام طويلة وإمدادات متواصلة وكثيفة قد تفسح المجال أمام إيران لرد عنيف ومزلزل على إسرائيل وهو ما لا تريده إسرائيل لذلك فان الخيار الوحيد أمام إسرائيل هو استخدام قنابل نووية تكتيكية محدودة تخدم الهدف الإسرائيلي من الضربة وهو شل القدرات العسكرية الإيرانية في الرد السريع والحاسم على إسرائيل وإزالة او تعطيل التهديد الإيراني بإزالة إسرائيل من الوجود ...



احتمالية عدم المواجهة او منعها :



رغم حتمية المواجهة التي يدركها الإيرانيون من عمق معرفتهم بالعقلية والمنهجية الإسرائيلية إلا ان احتمالية عدم وقوعها تبقى حلم يسعى الإيرانيون الى تحقيقه باعتبار أنها واردة ولكنها محدودة وتدخل في دائرة المعجزات التي يمكن تحقيقها في ظل اعتبارات ضيقة ، إذ ولا شك ان إيران تسعى جاهدة لمنع أية ضربة إسرائيلية لها وهي تسعى عموما لتعطيل او تأخير المواجهة مع إسرائيل وأمريكا ، لذلك جاءت تصريحات الرئيس احمدي نجادا في هذا الإطار في أعقاب اجتماع مجلس وزرائه هذا اليوم انه يرحب بالتبادل الدبلوماسي مع امريكا اذا طلبت امريكا ذلك ، وهي تسعى الى عدم المواجهة من اجل تحقيق ثلاثة أهداف رئيسة تتمثل في:

ـــ استكمال إيران لاستعداداتها العسكرية والتقنية للمواجهة التي تحقق لها الغلبة .

ـــ إتمام عمليات التخصيب والدورة النووية الكاملة لاستكمال بناء قدراتها النووية والإنتاجية في هذا المجال .

ـــ اختيار الزمان والمكان والظروف المناسبة لها ولحلفائها في المنطقة للمواجهة المحتملة او المقررة مستقبلا مع الكيان الإسرائيلي.

ولكن المسالة هنا تتعلق بالقرار الإسرائيلي الذي تحكمه عقدة البقاء وهواجس الزوال، لذلك فان الاندفاع والمغامرة الإسرائيلية في حتمية المواجهة و ضرب إيران لن يردعها او يوقفها او يعطلها مؤقتا سوى أربعة عوامل منفردة او متحدة وهي :

أولا ـــ ان تسلم إيران للوكالة الدولية وللأمريكان بما يريدون ويطلبون على غرار ما حدث مع العراق بحيث تصل الأمور الى تفتيش الحوزات العلمية والمراقد المقدسة والعباءات والعمائم وربما قبر مؤسس الثورة الإيرانية الخميني لتصل في النهاية الى ضرب إيران دون حسابات تذكر ، وما الحوافز الأوروبية سوى طعم أولي لاصطياد فم السمكة وسحبها الى الشاطئ للإجهاز عليها وطبخها او بيعا في سوق الحواتين ( بائعي السمك ) .

ثانيا ــــ ان لا تأذن امريكا لإسرائيل بضرب إيران حقيقة وليس خداعا وبالتالي امتناع امريكا عن تقديم الدعم السياسي والإسناد اللوجستي والإمداد العسكري والتسهيلات وقواعد الانطلاق وغيرها عندها لا تستطيع إسرائيل ان تتولى على عاتقها مسؤؤلية العمل وتنفيذه ولا تستطيع القيام بذلك إطلاقا ، وهنا أمر خطير لا بد من التنويه عنه وهو تضليل للرأي العام العالمي والأمريكي والقادة الإيرانيين بحيث تعلن امريكا إعلاميا وعلى مستوى دبلوماسي وليس رئاسي أنها لا تأذن لإسرائيل بضرب إيران بل وقد تعلن اكثر من ذلك عدم موافقتها على ضرب إيران ولكن في حقيقة الأمر تعمل امريكا بسرية تامة على تقديم كل سبل الدعم والإسناد والتسهيلات العسكرية والتشويش الالكتروني على إيران على ان يتبع ذلك دعم سياسي لإسرائيل بعد الضربة وتبعا لردود الفعل الإيرانية ومجريات المواجهة وما ينجم عنها بحيث تجنب امريكا نفسها رد الفعل الإيراني على قواعدها العسكرية في المنطقة وقواتها في العراق في الوقت نفسه تقدم كل الدعم المطلوب لإسرائيل بشكل سري وعلى ضوء النتائج يتطور الموقف لاحقا ما بعد الضربة ..

ثالثا ــــ ان تقتنع إسرائيل وأمريكا استخباريا وعسكريا بمعلومات موثقة ان إلجام إيران ومنعها من رد حاسم مدمر على إسرائيل من الصعب تحقيقة حتى ولو تم بضربة نووية تكتيكية شاملة ، عندها سوف تختار إسرائيل مجبرة اجلها المؤقت مستقبلا على يد الإيرانيين على خسائرها الفورية التي قد تؤدي الى انهيارها لاسيما ان الكيان الإسرائيلي يعاني من عقدة المحرقة الإسرائيلية ومن ضعف كيانه جغرافيا وتجمع نصف سكانه اليهود في محور ضيق في تل أبيب وما حولها مما يؤدي الى سهولة انهياره في حال توجيه ضربة صاعقة حاسمة له ، ولذلك سوف تعيد إسرائيل وأمريكا الحسابات وسوف يجدون مخارج دبلوماسية لحفظ ماء الوجه ومهادنة إيران ولو اقتضى الأمر إعادة تقسيم المنطقة بينها وبين إيران على ان يزول التهديد القائم على إسرائيل، ولكن المعلومات الصحفية والتقديرات الغربية ومنها الروسية تفيد ان قدرات إيران الصاروخية محدودة ويمكن احتوائها وان إيران عاجزة عن إغلاق مضيق هرمز وبالتالي فان هذه القناعات من الصعب تولدها ووقف الضربة على اساسها ، هذا ان صحت هذه التقديرات التي قد تكون في إطار التكتيكات والحرب النفسية المضادة .

رابعا ـــ ان توجه إيران ضربة استباقية حاسمة وشاملة تربك المؤسسة العسكرية وتفزع المجتمع الاسرائيلي بخسائر مذهلة تشل القدرة الإسرائيلية على الرد وتضع الكيان الاسرائيلي أمام خيارين ؛ إما السكوت على الضربة وطلب التدخل الغربي لاحتواء الصراع سلميا من اجل لملمة الكيان الاسرائيلي لأشلائه وإعادة ترتيب أوضاعه بما لا يؤدي الى إفراغ سريع وهجرة يهودية معاكسة وبوادر انهيار وتحولات في المعادلات الإقليمية والدولية لا تخدم إسرائيل على ضوء ما حدث ، وإما ان ترد إسرائيل على الضربة الإيرانية وهو احتمال ضعيف إذ يأتي هنا الدور الإيراني في توجيه تهديد لإسرائيل وأمريكا ان أي رد من قبل إسرائيل وأمريكا سوف يترتب عليه توجيه ضربة ثانية اكثر قسوة وعنفا قاصمة ومدمرة ولا اعتقد ان الكيان الاسرائيلي سكانيا وجغرافيا ونفسيا وحتى عسكريا قادر على تحمل ضربة متتالية أخرى لا سيما اذا التقى معه فيها الحلفاء في حزب الله وحماس وسوريا، وهي بالتالي ستقبل السكوت وعدم الرد على رد قد يؤدي الى انهيار الكيان الاسرئيلي او تدميره بشكل كبير وهي تعرف أنها تتعامل مع إيران العقائدية المستعدة للمواجهة ومع حلفاء لها يطوقونها وتعرف إرادة القتال والمواجهة معهم.





ساعة الصفر :



ان ساعة الصفر في هذه المواجهة يمكن ان يحددها احد الطرفين وليس كلاهما، لان المباغتة سيدة الموقف لتحقيق الهدف والبادئ فيها صاحب الضربة الأولى هو الذي يحدد ساعة الصفر وهو الذي يحقق الظفر ويلجم الأخر ولو نسبيا ، ومن ينتظر الضربة ليرد عليها فهو خاسر ولو نسبيا لان الحسابات كلها تشير ان الحسم والشمولية والأسلحة غير التقليدية واردة لتحقيق الهدف لان الفشل في تحقيق الهدف أسوأ من المباشرة فية كما يؤكد بذلك الاسرئيليون انفسهم بان السكوت وقبول الأمر الواقع أفضل من ضربة فاشلة لا تحقق الهدف لذلك فهم عازمون على ضربة قوية شاملة تحقق الهدف بما يعني ذلك من استخدام لأسلحة غير تقليدية وتقنيات متطورة وأهداف حساسة تحقق لهم الغاية المطلوبة .

أما ساعة الصفر بالنسبة للاسرائيلين فتحكمها اعتبارات أهمها أولا يجب ان تكون خلال ولاية الرئيس بوش خلال الأشهر القليلة القادمة ولا يمكن تأجيلها الى الإدارة الأمريكية القادمة التي قد لا تلبي لهم الإذن ، وثانيا تلبية الرئيس بوش لهم بإعطاء الإذن والإسناد والذي وعدهم به في حال توقف الحوار مع إيران كما صرح بذلك علنا ، وثالثا الاستعدادات الأمريكية في الخليج لتقديم الدعم والإسناد لهم ، ورابعا التوقيت المناسب للعمليات والذي لا بد ان يكون مباغتا لتحقيق الغاية وتدمير الأهداف بالأسلحة المناسبة وحسب الخطة .

وأما ساعة بالنسبة للإيرانيين فهي تحكمها قناعة القادة العسكريين الإيرانيين واستجابة القادة السياسيين ومباركة القادة الروحانيين وعلى رأسهم مرشد الثورة الخامنئي بان ضربة استباقية حاسمة وشاملة على إسرائيل لا بد منها لأنها سوف تدفع عنهم الحقد الاسرائيلي واندفاعه بأسلحة قد تكون غير تقليدية وتضع حدا للمواجهة الأمريكية الإسرائيلية معهم وتحقق لهم الاستمرار في المشاريع العسكرية والنووية , أما اذا انتظر الإيرانيون الضربة الإسرائيلية المقدرة والمتوقعة والموصوفة كما حصل للعراق والرئيس صدام عندما انتظر الضربة الأمريكية مع اختلاف جوهري وكبير في نوعية الأسلحة المستخدمة هذه المرة من قبل الاسرائيلين فاعتقد ان الوضع العسكري والميداني سوف يحسم ضد إيران وحلفائها في المنطقة وسوف تبقى التهديدات الإيرانية التي نسمعها الآن ذكرى للذاكرين وإحباطا لليائسين وتندرا للضاحكين كما كانت سيرة من سبقهم في هذا السياق .



[email protected]

://majcenter.maktoobblog.com

00962795849459 خلوي/
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف