الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

نتائج الثانوية العامة ( التوجيهي ) في فلسطين 2008 بقلم: د. كمال علاونه

تاريخ النشر : 2008-07-19
نتائج الثانوية العامة
( التوجيهي ) في فلسطين 2008

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله العزيز الحكيم جل جلاله : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9) قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (10)}( القرآن المجيد ، الزمر ) .
وجاء بصحيح البخاري - (ج 1 / ص 119) في بَاب الْعِلْمُ قَبْلَ الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ } فَبَدَأَ بِالْعِلْمِ وَأَنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَرَّثُوا الْعِلْمَ مَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ بِهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } وَقَالَ { وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ } { وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ } وَقَالَ { هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } . وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَإِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ ) .
في التاسع من حزيران 2008 ، بعد أن انتهى الفصل الدراسي العادي لطلبة المدارس في الصفوف الإحدى عشر التي تسبق الصف الثاني عشر وهو الثانوية العامة ( التوجيهي ) تسجل للامتحان الوزاري العام بصورة أولية أثناء العام الدراسي ، أكثر من 77 ألف طالب وطالبة في الثانوية العامة في فلسطين الصغرى ( الضفة الغربية وقطاع غزة ) وذلك للمرة الثانية حسب المنهاج الوطني الفلسطيني . في حين بلغ عدد طلبة المدارس في مختلف المراحل الدراسية الأساسية والثانوية نحو 2 ر 1 مليون تلميذ من الذكور والإناث أشرف عليهم أكثر من 45 ألف موظف من المعلمين والإداريين والمرشدين النفسيين والمشرفين والفنيين والموجهين . وقد بدأت عملية تقديم الامتحانات للثانوية العامة بالمبحث الأول للجميع وهو اللغة العربية الخالدة ، لغة القرآن المجيد ، في 9 حزيران الفائت ، ثم تلتها عملية تصحيح إجابات الطلبة على الأسئلة الوزارية العامة أولا بأول للتمكن من إخراج نتائج الثانوية العامة في أسرع وقت ممكن ، فبدأت عملية التصحيح من الطواقم المختصة من المعلمين ذوي الخبرة في التعليم الدراسي للثانوية العامة كل حسب تخصصه بإشراف إداري مختص من وزارة التربية والتعليم العالي . واختتمت الامتحانات بمسك الختام وهو مبحث التربية الإسلامية ، دين الله الخالد لعباده المتقين . وبعد الانتهاء من تصحيح الإجابات ، أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي في فلسطين عن نتائج الثانوية العامة قبل صلاة يوم الجمعة 18 تموز 2008 ، بعد أن أخذت عملية التصحيح والتدقيق فترة تراوحت ما بين 9 حزيران – 17 تموز 2008 ، وبينت الوزارة أنه بلغ عدد المسجلين المتقدمين في كافة محافظات الوطن في الضفة الغربية وقطاع غزة ، في جميع الفروع ( 75838) مشتركا ، شارك منهم (75147) مشتركا ، ونجح منهم (41651) مشتركا بنسبة نجاح منخفضة بلغت ( 55.4 % ) ، موزعين على الفروع كافة . وأشارت الوزارة إلى انه بلغ عدد المسجلين في العلوم الإنسانية وهو الفرع الأدبي (50178 ) مشتركا ، حضر منهم (49544) مشتركا ونجح منهم (25274) مشتركا بنسبة نجاح بلغت 51 % . وفي الفرع العلمي بلغ عدد المسجلين ( 15268) مشتركاً ، حضر منهم (15230) مشتركاً ونجح منهم (12147) بنسبة ( 79.8 % ) كما بلغ عدد المسجلين في الفروع المهنية ( 3096 ) مشتركاً، حضر منهم ( 3077) مشتركاً ونجح منهم ( 1750 ) مشتركاً بنسبة ( 9 . 56 % ) .
وسنلقي فيه هذه العجالة بعض النظرات التحليلية للثانوية العامة ( التوجيهي ) في فلسطين بجناحيها في الضفة الغربية وقطاع غزة هاشم ، التي أعلنت في موعد واحد ووقت واحد ، خلال العام الدراسي 2007 / 2008 ، كقراءة متأنية والتعليق عليها بإيجاز مختصر ، لأخذ العبر والعظات للطلبة والأهل والقائمين على مسيرة الثانوية العامة ، من هذه المسألة وذلك على النحو الآتي :

أولا : طبيعة الدراسة في الثانوية العامة 2008

التحق السواد الأعظم من الطلبة الذين تقدموا للثانوية العامة ( التوجيهي ) في فلسطين لجميع الفروع في أربعة أنظمة دراسية كالآتي :
1. المدارس الثانوية الحكومية وهي المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم العالي ، ويكون التعليم مجانيا باستثناء الرسوم الدراسية السنوية التي تدفع بداية كل عام .
2. المدارس الثانوية التابعة لجمعيات خيرية كالمدارس الإسلامية . وتكون مناهجها في غالبيتها متشابهة من مناهج التعليم العام الحكومي الرسمي مع التركيز على الثقافة الإسلامية . وتكون رسوم التعليم في هذه المدارس بأقساط فصلية أو سنوية يدفعها الطالب .
3. المدارس الثانوية الخاصة : وهي التي يديرها القطاع الخاص ويدفع فيها الطلبة رسوما مالية مرتفعة إلى حد ما .
4. الدراسة الخاصة : وهي الدراسة التي يعتمد فيها الطالب عن نفسه في الإعداد لامتحانات الثانوية العامة ، ولا يدفع فيها إلا رسوم التسجيل المعتمدة رسميا للثانوية العامة والتي يدفعها جميع الطلبة بلا استثناء .
5. دراسة الأسرى في سجون الاحتلال : وهم الفئة الطلابية التي أسرتها قوات الاحتلال الصهيوني ، ويحق لها التقدم لامتحانات الثانوية العامة وفق معايير محددة ، ويعتمد فيها الطالب على نفسه وعلى زملائه الأسرى في الإعداد للامتحانات وتأديتها . وتحسم وزارة التربية والتعليم العالي عادة نسبة معينة من المعدلات التي يتحصل على الأسرى الذين قدموا امتحانات الثانوية العامة . ولا يحتسب لها معدلات تزيد عن 70 % أو في بعض السنوات لا تزيد عن 65 % أو ما يقارب ذلك بأقل أو أكثر قليلا .

ثانيا : نسبة النجاح والرسوب
في الثانوية العامة ( التوجيهي ) 2008

1. كان عدد طلبة الفرع العلمي للعام الحالي 2008 ، ذكورا وإناثا ، 268 ر 15 طالبا وطالبة ، اشترك في تأدية الامتحانات منهم 230 ر 15 ونجح منهم 147 ر 12 بنسبة تعادل 8 ر 79 % ، وهي نسبة نجاح عالية إلى حد ما ، بمعنى رسوب نسبة 2 ر 20 % . ولوحظ تغيب 38 طالبا في الفرع العلمي ، لم يجلسوا لتأدية الامتحانات لأسباب شخصية أو عامة . وهي ظاهرة هروب من الامتحانات تتعلق معظمها بأسباب نفسية كالخوف من الامتحانات وعدم الاستعداد الكافي لها وتأجيلها للسنة القادمة أو الانسحاب كليا من الثانوية العامة .
2. كان المجموع الكلي لطلبة العلوم الإنسانية ( الأدبي ) للعام الحالي 2008 ، ذكورا وإناثا ، 178 ر 50 طالب وطالبة ، تقدم منهم 544 ر 49 ونجح منهم 274 ر 25 طالبا وطالبة بنسبة تعادل 51 % ، وهي نسبة متدنية كثيرا بمعنى رسوب نسبة 49 % من طلبة العلوم الإنسانية . وهو استهتار من الطلبة بالامتحانات وعدم الاستعداد الكافي لها مما أدى إلى نتائج غير مرضية لهم ولأهلهم ومجتمعهم وشعبهم . ولوحظ تغيب 634 طالبا وطالبة وهي نسبة مرتفعة في هذا الفرع الإنساني .
3. كان عدد المجموع الكلي لطلبة الفروع المهنية ( التجارية والصناعية والزراعية ) 096 ر3 طالبا وطالبة ، تقدم منهم للامتحانات 077 ر 3 طالبا وطالبة ، نجح منهم 750 ر 1 مشاركا بنسبة بلغت 9 ر56 % ، وهي نسبة غير مرضية ومتدنية بمعنى فشل في اجتياز الامتحانات نسبة 1 ر 43 % . وتغيب عنها 19 مسجلا ، وهو عدد متوسط إلى حد ما .
وهناك العديد من الأسباب والعوامل التي تسبب رسوب الطالب وفشله في اجتياز امتحانات الثانوية العامة ، لعل من أهمها ما يلي :
1. عدم الاستعداد النفسي والإرادي المناسب وانتشار حالة اللامبالاة بين الطلبة ، سواء للذين يتلقون تعليما منتظما في المدارس الحكومية الذين لا ينتبهون في الحصص الدراسية ولا يستوعبون ما يقوله المعلمون ، أو تغيب الطلبة الدارسين في المدارس الخاصة عن الحصص المدرسية أو الدارسين بالدراسة الخاصة الذين يعملون في مهن شتى ولا يعطون الوقت الكافي للدراسة .
2. عدم الانتظام الدراسي البيتي اليومي والأسبوعي في الاستعداد لتقديم الامتحانات ، فلا يخصص الطالب فترة دراسة معينة يوميا ، ويبقى الطالب يؤجل الدراسة حتى آخر أسبوع أو آخر شهر ، علما بأن المادة الدراسية لجميع الفروع هي مادة دسمة وعصرية وتحتاج لدراسة يومية متأنية لاستيعابها وفهمها .
3. اعتماد نسبة كبيرة من الطلبة على الدروس الخصوصية في البيوت أو المراكز التعليمية التجارية بالإضافة إلى التدريس المدرسي الحكومي ، فيضيع الطالب هنا وهناك ، فلا يركن على المعلم الحكومي على أمل أن يتابع مع المعلم الخصوصي وبالتالي لا يأخذ من هذا أو ذاك ، فيضيع هنا وهناك ولا يستفيد شيئا ولا ينوبه إلا دفع الأموال الطائلة على كل حصة دراسية .
4. الضعف العام وعدم التأسيس في المواد الأساسية لجميع الفروع ، وخاصة اللغة الأجنبية التي تسبب رسوب نسبة كبيرة من الطلبة سنويا .

على أي حال ، هناك فرصة إكمال للطلبة الذين لم يحالفهم الحظ في النجاح بالامتحان الوزاري العام ، وتكون هذه الفرصة بالتقدم لمادتين رسب بهما الطالب على الأكثر كما كان العام الماضي ، فإذا نجح بهما فإنه يلتحق بركب الناجحين وبإمكانه التسجيل والقبول في الجامعة والتخصص الذي يريده حسب المعدلات المنافسة في كل كلية وجامعة : فلسطينية أو عربية أو أجنبية .
ونصيحة عامة وخاصة للطلبة الناجحين والمتفوقين في الثانوية العامة على السواء ، التحقوا بالجامعات المحلية في فلسطين فلدينا 14 جامعة ، تضم 160 ألف طالب وطالبة للدرجتين الجامعيتين الأولي وهي البكالوريوس والثانية وهي الماجستير ، تنتشر في جميع المدن الفلسطينية المركزية ، ولا تغادروا خارج الوطن لمصلحتكم ومصلحة أهلكم ومصلحة وطنكم خاصة إذا كانت التخصصات التي ترغبون في دراستها متوفرة في الجامعة الفلسطينية القريبة منكم ولا تغتربوا داخل وطنكم أو خارجه في ظل الحواجز العسكرية الإجرامية للاحتلال المنتشرة على مداخل المدن والمحافظات الفلسطينية . وهذه الجامعات المحلية الفلسطينية لها مزايا وطنية سياسية واقتصادية وأكاديمية وجغرافية واجتماعية وثقافية ونفسية عامة أفضل من مثيلاتها في أي بقعة من بقاع العالم .
وغني عن القول ، إن الجامعة هي البيت الثاني للطالب أو الطالبة ولهذا لا بد من اختيار الجامعة الأنسب والأقرب للطالب ، ورب قائل يقول من الطلبة المتفوقين أو الناجحين في الثانوية العامة لهذا العام ، إن معدله يؤهله للحصول على منحة جامعية في الخارج وهذا صحيح ولكن الحصول على البعثة أو المنحة الدراسية يحتاج لوقت طويل نسبيا قد يستغرق شهرا أو عدة أشهر ، وبالتالي يكون العام الأكاديمي 2008 / 2009 مهددا بالضياع بالنسبة لهؤلاء الطلبة . وتجربتي الخاصة عندما كنت مديرا للعلاقات العامة بوزارة التعليم العالي لثلاث سنوات متواصلة ومعدا ومقدما لبرنامج في رحاب الجامعة في صوت فلسطين لمدة ثماني سنوات متتالية ، أن الحصول على بعثة يحتاج لوقت زمني لأن الوزارة تأخذ المنح أو البعثات من الدول ذات العلاقة ويمكن أن لا يحصل الطالب على مراده . وكذلك هناك عشرات الطلبة الذين قبلوا في بعثات ومنح دراسية خارجية في الجامعات العربية أو الأجنبية عادوا فورا أو بعد سنة أو سنتين لاختلاف البرامج الدراسية واختلاف لغة الدراسة أو طبيعة الدراسة هل هي وفق نظام السنوات أو وفق نظام الساعات المعتمدة ؟ فنظام الساعات المعتمدة المتبع حاليا في الجامعات الفلسطينية هو الأجدى والأوفر والأحسن للطالب مهما كانت الظروف والمنطلقات الفكرية والتعليمية العليا .
وبالنسبة للطلبة الذين سيلتحقون بالجامعات المحلية في فلسطين ، فهناك منح دراسية من الوزارة للطلبة المتفوقين من العشرة الأوائل ، وهناك عدد محدود من المنح للطالب الذي يكون ترتيبه الأول على الكلية العلمية أو الإنسانية التي سجل بها ولكن هذه المنحة يسري مفعولها بعد فصل دراسي واحد ، وكذلك الحال بالنسبة للقروض الجامعية فلا قروض جامعية بتاتا للطلبة المستجدين في الفصل الأكاديمي الأول بأي حال من الأحوال .
على العموم ، أبنائي الطلبة عندما تتوجهون للتسجيل في أي جامعة فلسطينية ، سجلوا أكثر من تخصص وليس تخصصا واحدا تحاشيا لعدم قبولكم بهذا التخصص بسبب نقص عشر أو أعشار قليلة من علامة من العلامات ، ولتفادي ذلك سجلوا في طلب التسجيل عدة تخصصات في كليات ترغبون بها ، الخيار الأول ثم الثاني ثم الثالث بالحد الأدنى لمصلحتكم ، وفي حال قبلتم في تخصص معين بكلية محددة فبادروا للتسجيل فورا ولا تنتظروا لئلا يضيع عليكم المقعد الجامعي الذي قبلتم به ، وإذا رغبتم في التحويل من هذا التخصص لآخر فيمكنكم ذلك قبل نهاية عملية القبول والتسجيل في الجامعة ذاتها وفق الزمن المحدد من إدارة الجامعة لذلك . ومن المعروف أن آلية اختيار التخصص الجامعي تعتمد على عدة معايير من أهمها : المعدل العام في الثانوية العامة ، والتخصص الأكاديمي المنشود ، والمقدرة الاقتصادية على الإنفاق على التعليم الجامعي ، ونوعية الفرع في الثانوية العامة علمي أو أدبي أو مهني ، وهناك تخصصات نسائية مناسبة ، كالتمريض والتربية والتعليم وغيرها . والأكثر مناسبة للطلبة الخاطبين أو المتزوجين أو الذين يريدون العمل إلى جانب الدراسة لتوفير نفقات التعليم العالي ، ذكورا وإناثا ، هي جامعة القدس المفتوحة التي تنتشر مناطقها ومراكزها التعليمية في جميع المدن الفلسطينية . وقبولا مرضيا أتمناه لكم ، وعاما دراسيا سعيدا في جنبات الحرم الجامعي الفلسطيني بالقرب من الأهل داخل الوطن العزيز .

ثالثا : أوائل الطلبة ذكورا وإناثا
في فروع الثانوية العامة ( التوجيهي ) 2008

من خلال نظرة فاحصة في نتائج الثانوية العامة ( التوجيهي ) في فلسطين للعام الدراسي 2008 الذي تشرف عليه وزارة التربية والتعليم في الضفة الغربية وقطاع غزة تبين أن توزع الأوائل على مختلف الفروع العلمية والمهنية كان على النحو الآتي :
1. عدد الأوائل المتحصلين على أعلى العلامات والمعدلات في الفرع العلمي بلغ 13 طالبا وطالبة بدلا من عشرة طلبة لتساوي المعدل الأخير لستة طلاب ، ذكرين وأربع إناث ، حيث حصل الأول وهو مكرر أربع مرات : ذكر وثلاث إناث على معدل 3 ر99 % ، من خانيونس ونابلس وغرب غزة وقباطية ، بينما حصل على المرتبة الخامسة طالبة أنثى من جنين بمعدل 2 ر 99 % ، وحصل على المرتبة السادسة ( من 8– 13 ) ستة طلاب من الوسطى ونابلس وطولكرم وغرب غزة وقباطية ونابلس ، إذ حصلوا على معدل 1 ر 99 % في ترتيب عجيب غريب في هذه السنة الدراسية للعام 2007 – 2008 . وحسب التوزيع الجغرافي ، فقد حاز أربعة من نابلس من هؤلاء الطلبة الذكور والإناث من العلامات الأولى العشرة نظريا وهم ثلاثة عشرة عمليا ، على الفوج المحسوب على العشرة ( الثلاث عشرة ) الأوائل . وثلاثة طلبة من قباطية : أنثيين وذكر ، وطالبة من خانيونس ، وطالبتين من غرب غزة ، وطالبة من جنين ، وطالبة من الوسطى ، وطالبة من طولكرم .
2. عدد الأوائل المتحصلين على أعلى العلامات والمعدلات في الفرع الأدبي بلغ 12 طالبا وطالبة ، فحصل الأول وهما طالبتين على معدل 1 ر 99 % من جنين وروجيب بمحافظة نابلس ، وجاء في المرتبة الثالثة بمعدل 8 ر98 % لطالبة من بلعا بمحافظة طولكرم بينما جاء في المرتبة الرابعة ( الرابعة والخامسة ) وهو مكرر لطالبتين من كفر ثلث بمحافظة قلقيلية ، وكفر راعي بمحافظة قباطية حيث حصلتا على معدل عام 6 ر 98 % ، وجاء في المرتبة السادسة بمعدل 5 ر 98 % من نزلة عيسى بمحافظة طولكرم ، وفي المرتبة السابعة بمعدل 4 ر98 % من صوريف بمحافظة شمال الخليل ، وفي المرتبة الثامنة بمعدل 3 ر 98 % من الساوية بمحافظة جنوب نابلس ، وفي المرتبة التاسعة بمعدل 2 ر98 % من نابلس ، وفي المرتبة العاشرة بمعدل 1 ر 98 % ( وهو مكرر ثلاث مرات ) لثلاث طالبات من شمال غزة وزيتا بمحافظة طولكرم وغرب غزة . أي بواقع 12 طالبة من الأوائل ولم يكن أي طالب ذكر في مجموعة الأدبي هذه .
3. عدد الأوائل المتحصلين على أعلى العلامات والمعدلات في الفرع التجاري بلغ 3 طلاب وهن من الإناث ، ففاز بالمرتبة الأولى طالبة بمعدل 5 ر 98 % من الخليل ، والثانية بمعدل 2 ر 98 % من نابلس ، والثالثة بمعدل 1 ر 97 % من نابلس أيضا .
4. عدد الأوائل المتحصلين على أعلى العلامات والمعدلات في الفرع الصناعي ثلاثة طلاب ذكور ، فحصل الأول على معدل 96 % من سلفيت ، والثاني على معدل 95 % من قباطية ، والثالث على معدل 9 ر 94 % من سلفيت أيضا .
5. الأول على الفرع الزراعي بمعدل 8 ر 87 % من مدرسة العروب الزراعية الثانوية المختلطة شمال الخليل .
وتجدر الإشارة إلى أن الطلبة المتفوقين في الثانوية العامة العشرة الأوائل في تخصصاتهم وخاصة الفروع العلمية والإنسانية ( الأدبي ) لهم منح دراسية من وزارة التعليم العالي سواء داخل فلسطين أو خارجها ، ولكن الأفضل التسجيل في الجامعات الفلسطينية لأن الشيكات التي تعطى كدفعات مالية للمتفوقين تتأخر أحيانا فصل دراسي أو أكثر .

رابعا : نسبة التسرب
في الثانوية العامة ( التوجيهي ) 2008

لم تسلم الثانوية العامة ( التوجيهي ) في فلسطين من ظاهرة التسرب والهروب من الامتحانات العامة ، سواء قبل الامتحانات التي عقدت في شهر حزيران 2008 ، أو في وقت سابق للامتحانات بعد بدء العام الدراسي أو أثنائه أو قبل نهايته . ويمكن أن تعزى أسباب التسرب من الصف الأخير في المدرسة التي يتيح المجال أمام الطالب في حالة حصوله على المعدل المطلوب المنافس لدخول الجامعة والانخراط في بداية حياة جديدة يختار فيها الطالب مهنة المستقبل على الأغلب الأرجح . ومن أسباب التسرب :
1. ظروف ذاتية للطالب : تتمثل في الملل والإحباط واليأس لدى فئة من الطلبة من مواصلة التدريس ، خاصة وأن الثانوية العامة تحتاج لترتيب وقت يومي وأوقات أسبوعية متواصلة للحصول على معدلات عالية ، وبالتالي عدم تحمل جزء من الطلبة لهذه المسؤولية التي ينهي به التعليم المدرسي العالم لينتقل للتعليم الجامعي العالي .
2. وجود ظروف قاهرة : تتمثل في المرض أو الأسر من قوات الاحتلال الصهيوني قبل أو أثناء الامتحانات ، وهي ظاهرة ملفتة للنظر سنويا ، أو الخروج للعمل لإعالة الأسرة في حالة مرض أو وفاة رب الأسرة ، أو وفاة أحد الأقارب كالأم أو الأب ، أو أحد الأخوة أو الأخوات أو غيرهم من أقارب الدرجة الأولى ، فيصبح بعض الطلبة لا يتمكنون من مواصلة التحصيل العلمي والحصول على معدلات مرتفعة فيهربون من الدراسة . وقد تكون هذه الظروف والعوامل مؤقتة ستزول في العام الدراسي المقبل 2008 / 2009 إن شاء الله تبارك وتعالى .
3. توفر فرصة عمل مناسبة لدى الأسرة كالتجارة أو مهنة حرة أو خروج العائلة لخارج فلسطين وبالتالي لا يتمكن بعض الطلبة من متابعة تحصيلهم العلمي .
4. رغبة بعض الطلبة في تأدية الامتحانات في السنة الدراسية المقبلة خوفا وفزعا أو بسبب الإرهاق التعليمي في السنوات الأخيرة لما قبل الثانوية العامة ، بمعنى تعب هذا الصنف من الطلبة ، فكسر عصاته قبل غزواته للثانوية العامة .
5. رغبة بعض الطلبة في تأدية امتحانات الثانوية العامة ( التوجيهي ) على مرحلتين في سنتين متتابعتين ، وخاصة ممن تركوا المدرسة لفترة طويلة ثم عادوا لإكمال الثانوية العامة بعدما رأوا بأم أعينهم مشقة العمل المهني أو التجاري أو الأعمال الحرة .
وفي التطبيق العملي ، رأينا أن عدد الطلبة ذكورا وإناثا ممن تغيبوا عن قاعات الامتحانات ، ولم يتقدموا لامتحانات الثانوية العامة التي استمرت نحو ثلاثة أسابيع ، بلغت 691 طالبا وطالبة ، منهم 38 طالبا في الفرع العلمي ، لم يجلسوا لتأدية الامتحانات لأسباب شخصية أو عامة ، ولوحظ تغيب 634 طالبا وطالبة في الفرع الأدبي وهي نسبة مرتفعة في هذا الفرع الإنساني . وتغيب عنها 19 مسجلا ، وهو عدد متوسط إلى حد ما وهناك تغيب في فروع أخرى . وبهذا بلغ إجمالي عدد المتغيبين عن امتحانات الثانوية العامة 691 طالبا وطالبا من أصل المسجلين في جميع الفروع ( 75838) مشتركا ، حيث حضر منهم (75147) مشتركا ) وتسرب الباقي كما أشرنا لأسباب سياسية أو اقتصادية أو عامة أو أسرية أو خاصة ، والنتيجة واحدة هي عدم التقدم للامتحانات الوزارية العامة في البلاد .
ألف ألف مبارك للناجحين في الثانوية العامة بجميع فروعها ، وبادروا للتسجيل في الجامعات المحلية الفلسطينية في التخصصات الأكاديمية التي ترغبون بها ، فهي مهنتكم في الحياة المستقبلية ، ولا تتأخروا ولا تتردوا في ذلك . وحظا أوفر في الإكمال القريب أو في السنة القادمة لمن لم يحالفهم الحظ في النجاح في هذه المرة ،
وكلمة لا بد منها ن قبل الختام ، وهي أيها الناجحون في الثانوية العامة لا تبذروا أموالكم في الاحتفالات وادفعوها للرسوم والأقساط الجامعية ، ولا تزعجوا الجيران أو الراسبين في الثانوية العامة واحفظوا كرامتكم ، ولا تستخدموا مكبرات الصوت في مهرجاناتكم واحتفالاتكم ، ولا تستهلكوا الألعاب النارية المؤذية لأسماع غيركم وخاصة الأطفال ، وتقض مضاجع نومهم ليلا .
ويمكننا القول ، إن الفشل في اجتياز الامتحان الوزاري للثانوية العامة ، لا يعني الفشل العام في الحياة التعليمية بل قد يكون مدعاة حثيثة وجريئة للنجاح الباهر مستقبلا ، فلا تيأسوا ولا تقطنوا من رحمة الله ، فرحمة الله واسعة لجميع خلقه ، وهناك مئات الطلبة ممن فشلوا في المرة الأولى وأفلحوا في المرة الثانية بمعدلات مرتفعة جدا ودخلوا أبواب الجامعات بثقة واقتدار كبيرين وثابروا وحصلوا على الدرجات الجامعية الأولى والثانية أو حتى حصل البعض منهم على درجة الدكتوراه فيما بعد ، إذ اتعظ من تقصيره الأول في الثانوية العامة .
والله ولي التوفيق . نترككم في أمان الله ورعايته ، سلام قولا من رب رحيم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف