الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

انقلاب 17 تموز / يوليو 1968 ...بداية تدمير العراق... ؟ بقلم:داود البصري

تاريخ النشر : 2008-07-19
إذا كان انقلاب الرابع عشر من يوليو العام 1958 الذي ما زال يمجده اليوم بعض أصحاب الفكر الفاشي بإعتباره يوما تحرريا, كما قالوا, أنصف الفقراء و المحرومين! قد أفرز جملة من المآسي السياسية و الاجتماعية و التي أدت في المحصلة النهائية لعصف واضح في أمن و استقرار العراق و ضياع بوصلة التنمية و التطور ثم الدخول في حقب متوالية من الإنقلابات العسكرية أو محاولات الإنقلاب الفاشلة حتى أضحى السكارى والمقامرون يفكرون بتدبير إنقلاب عسكري في نهاية السهرة باعلان البيان رقم واحد ويدعون فيه الى تحقيق الوحدة العربية الشاملة ثم الهرب في نهاية المطاف للقاهرة أو دمشق طلبا للجوء السياسي حتى تحولت السلطة في نهاية حكم الرئيس عبد الرحمن عارف ( البدل الفاقد ) الذي جاء للسلطة بمحض الصدفة البحتة و نتيجة لصراع القوى بين التيارات السياسية و العسكرية, لمهزلة حقيقية يتلاعب بها صغار الضباط العشائريين و الطائفيين من جماعة ضباط الفلوجة و الرمادي من المرتبطين بأجهزة المخابرات الدولية الأميركية و البريطانية , و حيث شهد العراق في منتصف الستينات أزمة حكم حقيقية توقفت خلالها كل مشاريع التنمية الموعودة و دخل العراق في جمود كبير و عجز واضح و فشل دائم للدولة العراقية و في ظل مشاريع دولية عملاقة كانت تتصارع على المنطقة و العراق في موقع القلب منها , فكان الصراع على إستثمار البترول العراقي من قبل شركة "إيراب الفرنسية" و التي أثارت شهية الشركات البريطانية و الأميركية التي عجلت في تحريك عملائها من الضباط العراقيين للقيام بإنقلاب عسكري ينهي ضعف السلطة العارفية و يؤسس لقيام نظام جديد يحقق الأهداف الغربية بأقل قدر من الخسائر , فتحركت خلية النحل العسكرية من العملاء و باشرت بإتصالاتها للقضاء على حكم عبد الرحمن عارف, وحيث دخل حزب البعث العراقي على الخط من خلال معرفته بتلك لإتصالات عبر أحد الضباط الذين يعملون لصالحه و المرتبطين في الوقت نفسه بشبكة المقدم عبد الرزاق النايف معاون مدير الاستخبارات العسكرية و المقدم عبد الرحمن الداود آمر الحرس الجمهوري اللذين تصدرا العمل الإنقلابي المقبل و كان لدخول حزب البعث على الخط تخويل عملي دولي لتسليم مقدرات العراق لذلك الحزب المرتبطة قياداته بالدوائر الغربية , وفعلا فقد تحقق الإنقلاب السهل و بطريقة ساذجة و سهلة للغاية إذ أن حماية الرئيس عارف هي التي فتحت بوابات القصر الجمهوري عبر المقدم سعدون غيدان, آمر دبابات الحرس الجمهوري و بتسهيل من عبد الرحمن الداود و كانت العملية الإنقلابية السهلة تعبير عن فجاجة السلطة و ضعفها الرهيب و حيث دخل الوانيت ( البيك آب ) الذي كان يضم بعض البعثيين من أمثال صدام حسين و برزان التكريتي و طه الجزراوي و عزة الدوري و صلاح عمر العلي و اخرين! بينما كانت تتقدمهم سيارة مرسيدس ضمت الضباط أحمد حسن البكر و صالح مهدي عماش و حردان عبد الغفار التكريتي ليعلن الإنقلاب بصوت أحمد حسن البكر عبر بيان اذيع في إذاعة و تلفزيون بغداد, وكان يقف خلفه حارس مسلح هو صدام حسين ذاته , و منذ اليوم الأول للإنقلاب بدأت خطط التصفيات المتبادلة بين الشركاء المشبوهين فالنايف أو رئيس الوزراء الجديد كان قد قرر الإطاحة بالبكر رئيس الجمهورية و جماعته في إنقلاب آخر كان يعد له في شهر اغسطس التالي بينما البكر و عصابته من الأشقياء و " السرسرية " و في طليعتهم صدام و برزان كان يستعد أيضا للإطاحة بالنايف بأسرع وقت وهو ما حصل فعلا في الثلاثين من شهر يوليو وحيث أعتقل النايف و أبعد كسفير للعراق في المغرب كما هرب الداود و ما زال في عوالم اللجوء لينفرد البعث بالسلطة و لتبدأ التصفيات السياسية في العراق تأخذ طابعا منهجيا متمرسا ووفق تنظيم إستخباري محكم و تأمين فائق للإنقلاب عبر الإستعانة بالقوة المفرطة في الإجهاز على الحركة الوطنية العراقية و فتح السجون الرهيبة و التي كان أبرزها الملكي سجن " قصر النهاية " و الذي هو يا لسخرية الأقدار " قصر الرحاب السابق" الذي إجتاحه الرعاع قبل عشرة أعوام ليتحول بعد مصرع العائلة المالكة الهاشمية و الغدر بها لمعتقل تعذيبي كبير و سلخانة بشرية رهيبة مارس فيها السفاح و المجرم البائد ناظم كزار بزون كل الجرائم الشنيعة من تعذيب للأحرار و قتل بالجملة و إذلال للبشرية في حفلات تعذيبية كانت القيادة القطرية لحزب البعث حاضرة في الكثير من فصولها, بل أن أعضاء تلك القيادة كانوا يمارسون التعذيب هناك كما كان يفعل صدام حسين و طه الجزراوي و عبد الكريم الشيخلي! ثم بدأ صراع اللصوص الذي انفجر عام 1973 عبر محاولة مدير ألأمن العام ناظم كزار تدبير إنقلاب آخر في مطار بغداد لقتل الرئيس البكر و قد قيل أن صدام ( النائب ) كان يقف خلف المحاولة لضرب عصافير عدة بحجر تتمثل في التخلص من رجال البكر العسكريين و الحزبيين من أمثال وزير الدفاع حماد شهاب التكريتي و القيادي البعثي البارز و اللامع عبد الخالق السامرائي و غيرهم و من أجل تجميد الرئيس البكر و إنهائه و هو ما حصل فعلا بعد سنوات قليلة , لقد كان إنقلاب 17 تموز "يوليو" قمة المد الفاشي في العراق و هرم الديكتاتورية التي ترسخت و أدخلت العراق في مصائب تاريخية و مآزق سياسية و عسكرية كبرى أدت في النهاية لتعبيد الطريق لإحتلال العراق أميركيا و إنهاء الدولة العراقية العصرية التي حاول النظام الملكي تشييدها ليتحول العراق اليوم الى" كانتون" طائفي متخلف و محتل, و ما حصل من مآس كان نتيجة طبيعية لإنقلاب 14 تموز"يوليو" 1958, إنها عقلية و مآسي الإنقلابات العسكرية الغبية.
[email protected]
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف