بسم الله الرحمن الرحيم
[email protected]
انتفاضة الأقصى الشريف
كتابة : يحيى عفوري .
مدرسة الكندي الثانوية .
تاريخ الثامن والعشرين من أيلول عام ألفين يؤرخ ويوثق ملحمة وانتفاضة قادها أبطال حقيقيون ,صنعوا التاريخ وما زالوا وهذا التاريخ بالذات يؤرخ ويوثق تاريخ أسودٍ للاحتلال الإسرائيلي بكل جرائمه البشعة والتي لن تنسى أبداً فنحن الذين لن ننسى أنصاف أرواحنا المحلقة في السماء والتي ستحلق لاحقاً وهم شهداء هذا الوطن ,ونحن الذين لن ننسى حقيبة طفل مدرسي تطل من تحت ركام المنزل الذي دمره الاحتلال , أو بقايا شجرة زيتون بعمر القرية أو عمر القضية أحرقها أو اقتلعها المستوطن فلن ننسى الحصار الخانق على مدننا وقرانا ومخيماتنا , ومن خلاله نوثق المعاناة اليومية للمتنقلين من المدينة واليها باسم ما حصل بهذا الشعب العربي الإسلامي ألا وهو تفجير(قنبلة انتفاضة الأقصى الشريف ),التي أصبح يتكلم بها الصغير والكبير و الغني والفقير .
كان لانتفاضة الأقصى الشريف أسباباً كثيرة , فكان السبب المباشر لها هو زيارة " ارئيل شارون "_رئيس حزب الليكود الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى المبارك أما الأسباب غير المباشرة فكانت كثيرة أبرزها فشل قمة كامب ديفيد الثانية التي عقدها الرئيس الأمريكي "بيل كلينتون "بين رئيس السلطة الفلسطينية "ياسر عرفات "ورئيس وزراء إسرائيل "أيهود باراك" لوضع الخطوط العريضة للحل النهائي للقضية الفلسطينية ،ومماطلة إسرائيل في تنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع القيادة الفلسطينية ،ومحاولتها فرض الأمر الواقع من خلال الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية وقطاع غزة ، واستمرار عملياتها البشعة ضد الفلسطينيين داخل الوطن ،فلجأت إسرائيل إلى العديد من النكبات و العمليات الإسرائيلية في حق المواطنين الأبرياء قبيل انتفاضة الأقصى الشريف فمن تلك النكبات : نكبة عام 1948م،ونكبة عام1956م ونكبة وانتفاضةعام1987م ،ونكبة عام 1967م، إلى وان وصلت إلى قنبلتها المتواصلة حتى الآن، والتي هي الانتفاضة الثانية عام 2000م ،التي تواصل فيها القتل والدمار والاعتقال والتشريد الذي ما زلنا نشاهده ونقرأ عنه ونسمع به حتى يومنا هذا , فبالرغم من توقيع اتفاقيات السلام بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل في الثالث عشر من أيلول عام 1993م، في واشنطن ،التي تم فيها إعلان المبادئ (اتفاقية أوسلو)، وفي الرابع من أيار عام 1994م، تم التوقيع على اتفاقية تنفيذ الحكم الذاتي في كل من قطاع غزة ومدينة أريحا ،في القاهرة وكان من بنود هذه الاتفاقية :
أولا : الاعتراف المتبادل بين كل من منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل. ثانيا : قيام حكم ذاتي في كل من قطاع غزة وأريحا أولاً على أن يشمل هذا الحكم بقية أجزاء الضفة الغربية لاحقا .
وعادت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى فلسطين في شهر أيار من عام 1994 للميلاد .
ورغم توقيع هذه الاتفاقيات للسلام بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل في ذلك العام 1993 للميلاد ,إلا أن إسرائيل لم تلتزم بها واستمرت في طرد المواطنين الفلسطينيين وتدمير منازلهم , ومن ذلك احتلال المستوطنين لقرية اليانون التابعة لمحافظة نابلس وطرد سكانها , وهدم البيوت فوق رؤوس أصحابها , كما تم تدمير أحياء كاملة في كل من رفح وخان يونس بحجج انطلاق المقاومة منها , كما تم طرد وهدم منازل البدو ومن ذلك عرب التعامرة شرق بيت لحم , وعرب الكعابنة شرق الخليل , وعرب الرشايدة والجهالين شرق الخليل أيضا .
فها هو الاحتلال الإسرائيلي الذي ما زال وحتى الآن يمارس مخططاته البشعة ضد حقوق الشعب الفلسطيني , فها نحن نسمع بأعمال القتل والاعتقال والتدمير والهدم والخيانات وعمليات الاغتيال وزج المواطنين الأبرياء داخل السجون الإسرائيلية دون أي ذنب جنته أيديهم .
فالشعب الفلسطيني قد أصابه الملل والكسل , لأنه أصبح لا يتكلم إلا عن السياسة والاحتلال , وأصبح قلبه فارغا ولا يجد ما يملئه ويملئ حياته , ويجعله مرتاحا ., فنحن نأمل من الله عز وجل أن يجعل طريق النصر على أيدي من يسير وراء القوافل المليئة بالدماء , ألا وهي قوافل الشهداء , والتي هي بمثابة قوافل الشهداء الأطفال الصغار الذين يحافظون على كل شبر من هذه الأرض المعطاءة الموجود بها الخير الوفير .
فها هو الشهيد " محمد الدرة " ينادي كل الأطفال وكل البراعم – بأن هبوا لنجدة الأقصى ... ولترسموا بأجمل الألوان صورة الوطن في كراساتكم ... ولتكتبوا جداول أسماء الشهداء في دفاتركم .
وها هو الشهيد " فارس عودة " يقف بحجره في وجه الدبابة العسكرية قبل أن يستشهد ليعلم العالم كله , وليقدم الدرس لكل الأشبال وأطفال الحجارة بان إرادة الإيمان هي الأقوى ... وأمَ الحجر الغاضب الذي يحمل اسم فارس يستطيع أن يفجر ثورة عارمة .
وها هي الشهيدة " سارة" التي تنادي على زهرات الوطن الزكية ... أن ارفعن علم فلسطين عالياً, واقطفن الورود الحمراء المضمخة بدماء الشهداء من بستان فلسطين الممتد من البحر إلى النهر .
فيا أشبال فلسطين الفرسان .
يا زهرات فلسطين الجميلات .
يا براعم الوطن الأخضر ... يا كل الأطفال .
اطمئنوا لا تخافوا ... فانتم منكم محمد الدرة وفارس عودة ... وانتم تملكون الإيمان ... وسلاح الحجر ... فانتم رجال الغد وصنّاع الانتصارات .
فزيتنا لشعلتنا ... وأرواحنا لقدسنا , لأن القدس مسرانا وراياتنا تجوب الأفق نحو الشمس , هتافنا الخالد من اجل القدس لن اضجر ... من اجل القدس لن اتعب ... فإذا أردنا أن نحرر أرضنا من الأيدي النجسة , يلزمنا ما لزم المقاومين من قبلنا ألا وهو " العلم " .
فالعلم سلاحنا , وسلاحنا حامينا ... وحامينا ربنا رب العلمين .
والشهداء طريق ممتد لا نهاية له ... فكما ينبت القمح بأرضنا, ينبت الشهداء
أما بعد كل هذه الرايات والمشاعر والأحاسيس , ينطلق بداخلنا استيطان المستوطنين على أرضنا .
فما هي الأرض التي يأخذونها ؟؟!! وما هي الأرض التي يحتلونها ؟؟!! ومن هم الفتية والفتيات الذين يطمئن منهم ولهم الاحتلال ؟؟!!؟!
إن الأرض التي يستوطنها المستوطنين هي الأرض التي لا زرع فيها ولا بناء , فهيا لنبني الأشجار والخضار في أراضينا , حتى نستفيد منها الشئ الكثير , حيثُ تعطي الأرض المزروعة منظراً جميلاً لنفسها , وبذلك تبعد المستوطنين عن حالها , ومنها نكون قد استفدنا باعتبارها كمدخل رئيس لمستلزمات الحياة والأسرة الفلسطينية , وباعتبار ذلك فان الفائدة منها كثيرة حيث تبعد الظلم والقهر والاحتلال عن الأمة العربية الإسلامية عامة , والشعب الفلسطيني خاصة , بدلاً من أن نعيش تحت ظلم إنسان ظالم وتحت قهر قاهر للأمة الإسلامية التي عاشت حياتها كلها فداء لله ولسيرة الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم , عاشت من أيام ادم ونوح وإسماعيل ويحيى عليهم السلام جميعاً , ومن أيام أبو بكر وعمر وعثمان وعلي , ولا سيما من أيام قوم نوح وفرعون وصالح وثمود , وحتى من أيام العثمانيين والكنعانيين والجرجاشيين والفينيقيين وحتى ما نشاهده من الفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين وغيرهم الكثير بل الكثير .
إحنا للوطن متراس --- إحنا للمجد نبراس --- إحنا للأقصى حراس .
ونؤمن بان الحياة تضحك مرتين : مرةً حين تستقبل الوليد
ومرةً حين تُودعُ الشهيد .
ونأمل من الله عز وجل أن يحمي الشعوب الإسلامية التي ترفع راية الإسلام , وراية " لا اله إلا الله محمدا رسول الله " .
ونسألهُ العلي القدير أن يُبعد الاحتلال عن أرضنا المقدسة اُرض المحشر التي سيحشر بها يوم القيامة جميع الأمةُ والبشرية ماضيها وحاضرها ومستقبلها ،لأنه أصبح هناك أكثر من اثنا عشر ألف أسير وأسيرة معتقلين داخل الزنازين الصهيونية التي لا ترحم إنسان , هؤلاء جميعهم يعيشون تحت الذل والضرب والاهانة والقهر للأطفال والشيوخ ( كبار السن) , والنساء , والأمهات , والآباء وحتى الشباب (عماد الوطن ) , الشباب هم الذين تُبنى الأوطان على أيديهم يُضربون ويُهانون , تحتُ أيُّ بندٍ من بُنود العالم يوضعون ؟؟!! أم هو تحت بند أطفال فلسطين الإرهابيين ؟؟!!م هل هو تحت بند الأطفال المحرومون ؟؟!! أم هو تحت بند (شباب فلسطين قد ماتوا وهم على قيد الحياة) .
فأين لجان حقوق الدفاع عن المواطن ؟؟!! وأين التشريعات والقوانين التي تأمر وتحث على الحرية والعيش بسلامٍ وأمنٍ واستقرار ؟؟!! وأين المدافعون عن الأوطان يسمعون ما يُقال؟؟!! أكثر من اثنا عشر ألف أسيرٍ وأسيرة لدى الأعداء ؟؟!! بالله عليكم أين وصلنا ؟؟! أهل وصلنا إلى زمن القتل والتشريد والدمار والاعتقال ؟؟! أم هل هو زمن الحقد والأعاصيف؟؟!! لا والله بل هو زمن الأوغاد؟؟! الزمن الذي أصبح معروفاً لدى شعوب العالم أجمع بما يشمل ذلك جميع العبارات والتعابير بأن الشعب الفلسطيني هو الشعب الأقوى الذي سيتبعه حافلة من الانتصارات اللاحقة بعد سقوط الدولة الأمريكية والإسرائيلية , فستكون كلمة الله هي الأعلى , ونصرُ المسلمينَ هو الأقوى , وأما خرافات الخرافيين , وزعامات المنجمين , وأقوال سائر الأمم , فسوف لن تفيد شيئا أمام كلمة الله .
" فانا أريد , وأنت تريد , والله يفعل ما يريد " .
وأما ثرى فلسطين الحبيبة , وخيرها الدائم اللا منقطع فلسوف يعود , ويعود الشعب الفلسطيني سوءاً كانَ مهجَّراً , أو مشَّرداً , أو مبعداً , أو ما كان قد غادر ثرى الوطن الطاهر الثمين بسبب الضغط السياسي أولاً , والضغط الاقتصادي ثانيا , أو ما غادر الوطن من أجل استكمال دراسته الجامعية وأهدافه العلمية التي يطمح بها , ولكنه لم يتمكن من الرجوع إلى ارض الوطن لعدم وجود الفرص المتاحة لاستكمال أهدافه وبحوثاته , وأيضاً لعدم وجود العامل التشجيعي الذي يشجع ذوات الخبرات والكفاءات وأصحاب العقول الراجحة المفكرة المبدعة في الوطن , وذلك بسبب الاحتلال الإسرائيلي بمساعدة الدول الصهيونية كالأمريكية منها والبريطانية , التي أدت إلى قصف العامل الاقتصادي والتعليمي والثقافي , الذي هجاه الكثيرون.
أما الانتفاضة فهي العامل المساعد الأكبر لقتل الروح النفسية والمعنوية لأيُّ شعبٍ كان , لأنها تزرع في نفوس المظلومين كل معاني الحقد والكراهية والظلم , وبذلك تجعل الإنسان لا يحب أخاه الإنسان , مما يؤدي إلى بيع كل منهم الأخر وخيانتهم لبعضهم من اجل مصلحتهم الشخصية ومن اجل بضعة قروش يقبضها الخائن من أعداء وطنه , ومن أجل الاعتراف على شخص ما , سواءً كانَ على صعيد ما يسميهم الاحتلال :
" المطلوبين والمطاردين " أو بعبارة أخرى " الإرهابيين " .
من هم الإرهابيين : أهل هم المدافعين عن الأوطان ؟؟!! أم هلْ كُلَّ من يدافع عن دينه الإسلامي وعن شرفه ووطنه وأهله وأبناء أمه وأبيه .
أما الغاية الأخيرة لشعوب العالم أجمع عامة والشعب العربي الإسلامي خاصة ما هي سوى رفع راية الإسلام التي بوساطتها رفع وإعلاء راية الحق والوجدان ,فمن هنا تنبع أهمية الدفاع عن الوطن , لان الوطن هو أغلى ما نملك , في الحقيقة ما يجب علينا سوى الدفاع عن تلك الأوطان لأنها بمثابة أُماً حنونا , وأباً يخاف على أبناءه لأنهم هم الذين سيعينونه في كبره , إذ قال تعالى في محكم التنزيل :" إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما " . صد ق الله العظيم .
وكذلك فهم الذين سيعينونه ويحسنوا إليه لقوله عز وجل :" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحساناً " صدق القائل عز شأنه .
أما الشعب الفلسطيني الذي يواجه أزمةً حادة تعرقل عملية ازدواجه بشعوب العالم كافة , وتقوده إلى مقبرة حسبها تفقد وجوده ووجدانه بين شعوب العالم , فما على ذلك الشعب الفلسطيني سوى الإيمان بالخالق عزوجل لأنه وحده المسيطر .
والحمد لله رب العالمين .
[email protected]
انتفاضة الأقصى الشريف
كتابة : يحيى عفوري .
مدرسة الكندي الثانوية .
تاريخ الثامن والعشرين من أيلول عام ألفين يؤرخ ويوثق ملحمة وانتفاضة قادها أبطال حقيقيون ,صنعوا التاريخ وما زالوا وهذا التاريخ بالذات يؤرخ ويوثق تاريخ أسودٍ للاحتلال الإسرائيلي بكل جرائمه البشعة والتي لن تنسى أبداً فنحن الذين لن ننسى أنصاف أرواحنا المحلقة في السماء والتي ستحلق لاحقاً وهم شهداء هذا الوطن ,ونحن الذين لن ننسى حقيبة طفل مدرسي تطل من تحت ركام المنزل الذي دمره الاحتلال , أو بقايا شجرة زيتون بعمر القرية أو عمر القضية أحرقها أو اقتلعها المستوطن فلن ننسى الحصار الخانق على مدننا وقرانا ومخيماتنا , ومن خلاله نوثق المعاناة اليومية للمتنقلين من المدينة واليها باسم ما حصل بهذا الشعب العربي الإسلامي ألا وهو تفجير(قنبلة انتفاضة الأقصى الشريف ),التي أصبح يتكلم بها الصغير والكبير و الغني والفقير .
كان لانتفاضة الأقصى الشريف أسباباً كثيرة , فكان السبب المباشر لها هو زيارة " ارئيل شارون "_رئيس حزب الليكود الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى المبارك أما الأسباب غير المباشرة فكانت كثيرة أبرزها فشل قمة كامب ديفيد الثانية التي عقدها الرئيس الأمريكي "بيل كلينتون "بين رئيس السلطة الفلسطينية "ياسر عرفات "ورئيس وزراء إسرائيل "أيهود باراك" لوضع الخطوط العريضة للحل النهائي للقضية الفلسطينية ،ومماطلة إسرائيل في تنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع القيادة الفلسطينية ،ومحاولتها فرض الأمر الواقع من خلال الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية وقطاع غزة ، واستمرار عملياتها البشعة ضد الفلسطينيين داخل الوطن ،فلجأت إسرائيل إلى العديد من النكبات و العمليات الإسرائيلية في حق المواطنين الأبرياء قبيل انتفاضة الأقصى الشريف فمن تلك النكبات : نكبة عام 1948م،ونكبة عام1956م ونكبة وانتفاضةعام1987م ،ونكبة عام 1967م، إلى وان وصلت إلى قنبلتها المتواصلة حتى الآن، والتي هي الانتفاضة الثانية عام 2000م ،التي تواصل فيها القتل والدمار والاعتقال والتشريد الذي ما زلنا نشاهده ونقرأ عنه ونسمع به حتى يومنا هذا , فبالرغم من توقيع اتفاقيات السلام بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل في الثالث عشر من أيلول عام 1993م، في واشنطن ،التي تم فيها إعلان المبادئ (اتفاقية أوسلو)، وفي الرابع من أيار عام 1994م، تم التوقيع على اتفاقية تنفيذ الحكم الذاتي في كل من قطاع غزة ومدينة أريحا ،في القاهرة وكان من بنود هذه الاتفاقية :
أولا : الاعتراف المتبادل بين كل من منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل. ثانيا : قيام حكم ذاتي في كل من قطاع غزة وأريحا أولاً على أن يشمل هذا الحكم بقية أجزاء الضفة الغربية لاحقا .
وعادت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى فلسطين في شهر أيار من عام 1994 للميلاد .
ورغم توقيع هذه الاتفاقيات للسلام بين السلطة الوطنية الفلسطينية وإسرائيل في ذلك العام 1993 للميلاد ,إلا أن إسرائيل لم تلتزم بها واستمرت في طرد المواطنين الفلسطينيين وتدمير منازلهم , ومن ذلك احتلال المستوطنين لقرية اليانون التابعة لمحافظة نابلس وطرد سكانها , وهدم البيوت فوق رؤوس أصحابها , كما تم تدمير أحياء كاملة في كل من رفح وخان يونس بحجج انطلاق المقاومة منها , كما تم طرد وهدم منازل البدو ومن ذلك عرب التعامرة شرق بيت لحم , وعرب الكعابنة شرق الخليل , وعرب الرشايدة والجهالين شرق الخليل أيضا .
فها هو الاحتلال الإسرائيلي الذي ما زال وحتى الآن يمارس مخططاته البشعة ضد حقوق الشعب الفلسطيني , فها نحن نسمع بأعمال القتل والاعتقال والتدمير والهدم والخيانات وعمليات الاغتيال وزج المواطنين الأبرياء داخل السجون الإسرائيلية دون أي ذنب جنته أيديهم .
فالشعب الفلسطيني قد أصابه الملل والكسل , لأنه أصبح لا يتكلم إلا عن السياسة والاحتلال , وأصبح قلبه فارغا ولا يجد ما يملئه ويملئ حياته , ويجعله مرتاحا ., فنحن نأمل من الله عز وجل أن يجعل طريق النصر على أيدي من يسير وراء القوافل المليئة بالدماء , ألا وهي قوافل الشهداء , والتي هي بمثابة قوافل الشهداء الأطفال الصغار الذين يحافظون على كل شبر من هذه الأرض المعطاءة الموجود بها الخير الوفير .
فها هو الشهيد " محمد الدرة " ينادي كل الأطفال وكل البراعم – بأن هبوا لنجدة الأقصى ... ولترسموا بأجمل الألوان صورة الوطن في كراساتكم ... ولتكتبوا جداول أسماء الشهداء في دفاتركم .
وها هو الشهيد " فارس عودة " يقف بحجره في وجه الدبابة العسكرية قبل أن يستشهد ليعلم العالم كله , وليقدم الدرس لكل الأشبال وأطفال الحجارة بان إرادة الإيمان هي الأقوى ... وأمَ الحجر الغاضب الذي يحمل اسم فارس يستطيع أن يفجر ثورة عارمة .
وها هي الشهيدة " سارة" التي تنادي على زهرات الوطن الزكية ... أن ارفعن علم فلسطين عالياً, واقطفن الورود الحمراء المضمخة بدماء الشهداء من بستان فلسطين الممتد من البحر إلى النهر .
فيا أشبال فلسطين الفرسان .
يا زهرات فلسطين الجميلات .
يا براعم الوطن الأخضر ... يا كل الأطفال .
اطمئنوا لا تخافوا ... فانتم منكم محمد الدرة وفارس عودة ... وانتم تملكون الإيمان ... وسلاح الحجر ... فانتم رجال الغد وصنّاع الانتصارات .
فزيتنا لشعلتنا ... وأرواحنا لقدسنا , لأن القدس مسرانا وراياتنا تجوب الأفق نحو الشمس , هتافنا الخالد من اجل القدس لن اضجر ... من اجل القدس لن اتعب ... فإذا أردنا أن نحرر أرضنا من الأيدي النجسة , يلزمنا ما لزم المقاومين من قبلنا ألا وهو " العلم " .
فالعلم سلاحنا , وسلاحنا حامينا ... وحامينا ربنا رب العلمين .
والشهداء طريق ممتد لا نهاية له ... فكما ينبت القمح بأرضنا, ينبت الشهداء
أما بعد كل هذه الرايات والمشاعر والأحاسيس , ينطلق بداخلنا استيطان المستوطنين على أرضنا .
فما هي الأرض التي يأخذونها ؟؟!! وما هي الأرض التي يحتلونها ؟؟!! ومن هم الفتية والفتيات الذين يطمئن منهم ولهم الاحتلال ؟؟!!؟!
إن الأرض التي يستوطنها المستوطنين هي الأرض التي لا زرع فيها ولا بناء , فهيا لنبني الأشجار والخضار في أراضينا , حتى نستفيد منها الشئ الكثير , حيثُ تعطي الأرض المزروعة منظراً جميلاً لنفسها , وبذلك تبعد المستوطنين عن حالها , ومنها نكون قد استفدنا باعتبارها كمدخل رئيس لمستلزمات الحياة والأسرة الفلسطينية , وباعتبار ذلك فان الفائدة منها كثيرة حيث تبعد الظلم والقهر والاحتلال عن الأمة العربية الإسلامية عامة , والشعب الفلسطيني خاصة , بدلاً من أن نعيش تحت ظلم إنسان ظالم وتحت قهر قاهر للأمة الإسلامية التي عاشت حياتها كلها فداء لله ولسيرة الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم , عاشت من أيام ادم ونوح وإسماعيل ويحيى عليهم السلام جميعاً , ومن أيام أبو بكر وعمر وعثمان وعلي , ولا سيما من أيام قوم نوح وفرعون وصالح وثمود , وحتى من أيام العثمانيين والكنعانيين والجرجاشيين والفينيقيين وحتى ما نشاهده من الفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين وغيرهم الكثير بل الكثير .
إحنا للوطن متراس --- إحنا للمجد نبراس --- إحنا للأقصى حراس .
ونؤمن بان الحياة تضحك مرتين : مرةً حين تستقبل الوليد
ومرةً حين تُودعُ الشهيد .
ونأمل من الله عز وجل أن يحمي الشعوب الإسلامية التي ترفع راية الإسلام , وراية " لا اله إلا الله محمدا رسول الله " .
ونسألهُ العلي القدير أن يُبعد الاحتلال عن أرضنا المقدسة اُرض المحشر التي سيحشر بها يوم القيامة جميع الأمةُ والبشرية ماضيها وحاضرها ومستقبلها ،لأنه أصبح هناك أكثر من اثنا عشر ألف أسير وأسيرة معتقلين داخل الزنازين الصهيونية التي لا ترحم إنسان , هؤلاء جميعهم يعيشون تحت الذل والضرب والاهانة والقهر للأطفال والشيوخ ( كبار السن) , والنساء , والأمهات , والآباء وحتى الشباب (عماد الوطن ) , الشباب هم الذين تُبنى الأوطان على أيديهم يُضربون ويُهانون , تحتُ أيُّ بندٍ من بُنود العالم يوضعون ؟؟!! أم هو تحت بند أطفال فلسطين الإرهابيين ؟؟!!م هل هو تحت بند الأطفال المحرومون ؟؟!! أم هو تحت بند (شباب فلسطين قد ماتوا وهم على قيد الحياة) .
فأين لجان حقوق الدفاع عن المواطن ؟؟!! وأين التشريعات والقوانين التي تأمر وتحث على الحرية والعيش بسلامٍ وأمنٍ واستقرار ؟؟!! وأين المدافعون عن الأوطان يسمعون ما يُقال؟؟!! أكثر من اثنا عشر ألف أسيرٍ وأسيرة لدى الأعداء ؟؟!! بالله عليكم أين وصلنا ؟؟! أهل وصلنا إلى زمن القتل والتشريد والدمار والاعتقال ؟؟! أم هل هو زمن الحقد والأعاصيف؟؟!! لا والله بل هو زمن الأوغاد؟؟! الزمن الذي أصبح معروفاً لدى شعوب العالم أجمع بما يشمل ذلك جميع العبارات والتعابير بأن الشعب الفلسطيني هو الشعب الأقوى الذي سيتبعه حافلة من الانتصارات اللاحقة بعد سقوط الدولة الأمريكية والإسرائيلية , فستكون كلمة الله هي الأعلى , ونصرُ المسلمينَ هو الأقوى , وأما خرافات الخرافيين , وزعامات المنجمين , وأقوال سائر الأمم , فسوف لن تفيد شيئا أمام كلمة الله .
" فانا أريد , وأنت تريد , والله يفعل ما يريد " .
وأما ثرى فلسطين الحبيبة , وخيرها الدائم اللا منقطع فلسوف يعود , ويعود الشعب الفلسطيني سوءاً كانَ مهجَّراً , أو مشَّرداً , أو مبعداً , أو ما كان قد غادر ثرى الوطن الطاهر الثمين بسبب الضغط السياسي أولاً , والضغط الاقتصادي ثانيا , أو ما غادر الوطن من أجل استكمال دراسته الجامعية وأهدافه العلمية التي يطمح بها , ولكنه لم يتمكن من الرجوع إلى ارض الوطن لعدم وجود الفرص المتاحة لاستكمال أهدافه وبحوثاته , وأيضاً لعدم وجود العامل التشجيعي الذي يشجع ذوات الخبرات والكفاءات وأصحاب العقول الراجحة المفكرة المبدعة في الوطن , وذلك بسبب الاحتلال الإسرائيلي بمساعدة الدول الصهيونية كالأمريكية منها والبريطانية , التي أدت إلى قصف العامل الاقتصادي والتعليمي والثقافي , الذي هجاه الكثيرون.
أما الانتفاضة فهي العامل المساعد الأكبر لقتل الروح النفسية والمعنوية لأيُّ شعبٍ كان , لأنها تزرع في نفوس المظلومين كل معاني الحقد والكراهية والظلم , وبذلك تجعل الإنسان لا يحب أخاه الإنسان , مما يؤدي إلى بيع كل منهم الأخر وخيانتهم لبعضهم من اجل مصلحتهم الشخصية ومن اجل بضعة قروش يقبضها الخائن من أعداء وطنه , ومن أجل الاعتراف على شخص ما , سواءً كانَ على صعيد ما يسميهم الاحتلال :
" المطلوبين والمطاردين " أو بعبارة أخرى " الإرهابيين " .
من هم الإرهابيين : أهل هم المدافعين عن الأوطان ؟؟!! أم هلْ كُلَّ من يدافع عن دينه الإسلامي وعن شرفه ووطنه وأهله وأبناء أمه وأبيه .
أما الغاية الأخيرة لشعوب العالم أجمع عامة والشعب العربي الإسلامي خاصة ما هي سوى رفع راية الإسلام التي بوساطتها رفع وإعلاء راية الحق والوجدان ,فمن هنا تنبع أهمية الدفاع عن الوطن , لان الوطن هو أغلى ما نملك , في الحقيقة ما يجب علينا سوى الدفاع عن تلك الأوطان لأنها بمثابة أُماً حنونا , وأباً يخاف على أبناءه لأنهم هم الذين سيعينونه في كبره , إذ قال تعالى في محكم التنزيل :" إما يبلغن عندك الكبر احدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما " . صد ق الله العظيم .
وكذلك فهم الذين سيعينونه ويحسنوا إليه لقوله عز وجل :" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحساناً " صدق القائل عز شأنه .
أما الشعب الفلسطيني الذي يواجه أزمةً حادة تعرقل عملية ازدواجه بشعوب العالم كافة , وتقوده إلى مقبرة حسبها تفقد وجوده ووجدانه بين شعوب العالم , فما على ذلك الشعب الفلسطيني سوى الإيمان بالخالق عزوجل لأنه وحده المسيطر .
والحمد لله رب العالمين .