ماذا وراء الأكمة 18-7-2008
بقلم : حمدي فراج
الأكمة هذه المرة هي اسرائيل التي نزلت خلال الأشهر المعدودة الأخيرة عن ثلاث شجرات باسقة استغرقها جزء كبير من عمرها الى أن تسلقتها ، وكان يتطلب النزول عنها بالتتالي وقتا طويلا موازيا ، فكيف حين يكون هذا النزول دفعة واحدة بمثل هذه السرعة الفلكية .
الشجرة الأخيرة هي التي تمثلت في صفقة حزب الله وإغلاق ملف الأسرى اللبنانيين في سجونها بمن فيهم المناضل سمير القنطار "الملطخة يداه بالدم اليهودي" والمعروف عنه من الوجهة اليهودية أنه دم نقي يختلف عن بقية دماء الناس في كافة أنحناء المعمورة لما له من علاقة وثقى بالرب ، ولهذا كان راب اسرائيل يقول بعد مقتل اي يهودي حتى لو كان تاجرا للمخدرات ان هذا القتل من شأنه ان يغضب الرب . اليوم تطلقهم اسرائيل من مقابرها ( سجونها و مقابرها السرية على حد سواء).
عند هذه الشجرة الأخيرة لا بد من التوقف عند بعض الاغصان ، من على شاكلة ان الموافقة الحكومية على الصفقة كانت كبيرة جدا : 23 وزيرا مقابل ثلاثة معارضين فقط ، وقد بدت أجهزة مخابرات الدولة بموسادها وشاباكها انها لا تعرف إن كان الجنديان لدى حزب الله أحياء ام أموات ، وفي معرض دفنهما قال باراك لجنوده مطمئنا إياهم ان لايخافوا إذا ما وقعوا غدا في الأسر ، سيعيدهم مهما غلي الثمن .
ونتساءل : أين سيكون هذا الأسر ومن الذي سيقوم به ، وهذا يقودنا مباشرة للشجرتين الأخرتين ، الشجرة الأولى هي شجرة سوريا حيث اعلن عن مفاوضات بوساطة تركية بين الطرفين استعدت فيها اسرائيل للانسحاب الكامل من الجولان المحتلة منذ ما يزيد على اربعين سنة ، والتي كانت حتى وقت قريب "مهمة لأمن اسرائيل" ، وكان حتى رؤساء الدول الذين يزورونها يكررون هذا القول محاباة لاسرائيل او نكاية في سوريا ، وفجأة تصبح مجرد هضبة او تلة لا بأس من إعادتها لصحابها مقابل بعض الشروط .
وبغض النظر إن إنسحبت اسرائيل من الجولان الآن ام بعد اربعين سنة أخرى ، بشروط سهلة ام مذلة ، فإن النزول الاسرائيلي عن شجرتها قد ابتدأ ، وها هم الاخوان السوريون والاسرائيليون يتفاوضون في اسطنبول .
أما الشجرة الثالثة ، فهي شجرة حماس ، وصفقة التهدئة التي ابرمت معها بوساطة مصرية ومباركة فلسطينية قتحاوية جبهاوية جهادية شيوعية ، ومن الضروري النظر هنا الى حماس على انها ليست فصيلا بقدر ما هي حكومة تتربع على دفة المقادير في غزة ، صحيح ان الرئيس عباس أقالها ، لكن اسرائيل وقعت التهدئة معها ، وهي التي تضبط الاوضاع الأمنية وتمنع اطلاق الصواريخ على سديروت .
ماذا وراء نزول اسرائيل المفاجيء والمتسارع عن هذا الشجر دفعة واحدة إن لم يكن صعودا على شجرة بعينها ، و بصعودها تحتل الغابة برمتها ؟
إن وراء الأكمة ما وراءها
بقلم : حمدي فراج
الأكمة هذه المرة هي اسرائيل التي نزلت خلال الأشهر المعدودة الأخيرة عن ثلاث شجرات باسقة استغرقها جزء كبير من عمرها الى أن تسلقتها ، وكان يتطلب النزول عنها بالتتالي وقتا طويلا موازيا ، فكيف حين يكون هذا النزول دفعة واحدة بمثل هذه السرعة الفلكية .
الشجرة الأخيرة هي التي تمثلت في صفقة حزب الله وإغلاق ملف الأسرى اللبنانيين في سجونها بمن فيهم المناضل سمير القنطار "الملطخة يداه بالدم اليهودي" والمعروف عنه من الوجهة اليهودية أنه دم نقي يختلف عن بقية دماء الناس في كافة أنحناء المعمورة لما له من علاقة وثقى بالرب ، ولهذا كان راب اسرائيل يقول بعد مقتل اي يهودي حتى لو كان تاجرا للمخدرات ان هذا القتل من شأنه ان يغضب الرب . اليوم تطلقهم اسرائيل من مقابرها ( سجونها و مقابرها السرية على حد سواء).
عند هذه الشجرة الأخيرة لا بد من التوقف عند بعض الاغصان ، من على شاكلة ان الموافقة الحكومية على الصفقة كانت كبيرة جدا : 23 وزيرا مقابل ثلاثة معارضين فقط ، وقد بدت أجهزة مخابرات الدولة بموسادها وشاباكها انها لا تعرف إن كان الجنديان لدى حزب الله أحياء ام أموات ، وفي معرض دفنهما قال باراك لجنوده مطمئنا إياهم ان لايخافوا إذا ما وقعوا غدا في الأسر ، سيعيدهم مهما غلي الثمن .
ونتساءل : أين سيكون هذا الأسر ومن الذي سيقوم به ، وهذا يقودنا مباشرة للشجرتين الأخرتين ، الشجرة الأولى هي شجرة سوريا حيث اعلن عن مفاوضات بوساطة تركية بين الطرفين استعدت فيها اسرائيل للانسحاب الكامل من الجولان المحتلة منذ ما يزيد على اربعين سنة ، والتي كانت حتى وقت قريب "مهمة لأمن اسرائيل" ، وكان حتى رؤساء الدول الذين يزورونها يكررون هذا القول محاباة لاسرائيل او نكاية في سوريا ، وفجأة تصبح مجرد هضبة او تلة لا بأس من إعادتها لصحابها مقابل بعض الشروط .
وبغض النظر إن إنسحبت اسرائيل من الجولان الآن ام بعد اربعين سنة أخرى ، بشروط سهلة ام مذلة ، فإن النزول الاسرائيلي عن شجرتها قد ابتدأ ، وها هم الاخوان السوريون والاسرائيليون يتفاوضون في اسطنبول .
أما الشجرة الثالثة ، فهي شجرة حماس ، وصفقة التهدئة التي ابرمت معها بوساطة مصرية ومباركة فلسطينية قتحاوية جبهاوية جهادية شيوعية ، ومن الضروري النظر هنا الى حماس على انها ليست فصيلا بقدر ما هي حكومة تتربع على دفة المقادير في غزة ، صحيح ان الرئيس عباس أقالها ، لكن اسرائيل وقعت التهدئة معها ، وهي التي تضبط الاوضاع الأمنية وتمنع اطلاق الصواريخ على سديروت .
ماذا وراء نزول اسرائيل المفاجيء والمتسارع عن هذا الشجر دفعة واحدة إن لم يكن صعودا على شجرة بعينها ، و بصعودها تحتل الغابة برمتها ؟
إن وراء الأكمة ما وراءها