خصّصت قناة البي بي سي برنامجا مطوّلا للزّبالة في مصر وقد صُـوّر ، في معظمه، في حيّ يسمـّـى "حيّ الزّبـّـالين"، ولا ريبَ في أنـّـه قد أصابَ الذين شاهدوه بالتـّـقزّز وأوقع في نفوسهم اشمئزازا واستياءً وقرفا لا مثيل لهم، ولعلّ الكثير منهم أغلق التـّـليفيريون ولم يشاهده لأنـّـه يصيب بالغثيان منذ الوهلة الأولى. ولقد زكـّـز المصوّر عدسة الكاميرا على أكوام القمامة التي تشكـّـل أطوادا وتلالا وهضابا ممتدّة داخل الأحياء السّكـّـانية وعلى الأطفال وهم ينبشون تلك القاذورات وعلى الرّجال والنـّـساء وهم غارقون في البحث عمـّـا قد يصلح للإستعمال أو اليبع من الأشياء التي قد تكون مدفونة في تلك الرّكامات من القمامة وعلى الجرذان السّمينة المتكاثرة التي ترتع وتركض هنا وهناك ولم يعد يعبأ بوجودها متساكنو ذلك الحيّ المنكود الحظ. إنّ المصريّين الذين قد يقرؤون هذه الأسطر سيعلمون تمام العلم عن أيّ حيّ أتحدّث وسيتقبـّـلون ما كتبت لأنـّـهم يعلمون أنـّـي على حقّ فيما ذكرت.
البرنامج، باختصار، وإن كان يدخل في إطار الدّعاية المُـغرضة التي هدفها تلويث سمعة مصر، يسلـّـط الضـّـوء على ما تعانيه شرائح المجتمع المصريّ من فقر مدقع وخصاصة واحتياج. وفي حين نشاهد على القنوات الأجنبيّة بالصّوت والصّورة دلائل لا تـُـدحَـر على معاناة الشـّـعب المصريّ الأبيّ نسمع تصريحات لحكـّـام مصر حول الإسلام وتخلـّـف النـّـسوة المرتديات للحجاب وغير ذلك... أفليس من الأحرى والأجدى بهؤلاء أن يركـّـزوا اهتمامهم على ما يعانيه أبناء مصر من فقر وشقاء وعذابات؟ أفليس لمصر العزيزة علينا، وهي أعظم بلد عربيّ، حفـّـارات وجرّافات ورجال يحفرون حفرة في أعماق الصّحراء المصريّة ليطمروا تلك القاذورات إلى الأبد وبذلك يطهـّـرون ذلك البلد العظيم من الزّبالة ويضعون حدّا لكلّ الهجمات المغرضة؟
وليس غرضي من هذا التـّـجريحُ والتـّـقريعُ وإنـّـما لفتُ الانتباه إلى مثل هذه المشاكل التي تـُـتـّـخذ كمادّة للتـّـشويه والاستنقاص وتعلـّـة للتـّـدخـّـل في شؤون البلدان العربيّة فالمعذرة المعذره إن كتبت عن موضوع لا يمتّ بصلة لفلسطين في منبر فلسطينيّ ولكنّ فلسطين في القلب لهيبا مستعرا وستظلّ كذلك إلى أن ينال الشّعب الفلسطينيّ حرّيته واستقلاله ولقد خيّرتُ الكتابة في "دنيا الوطن" لإيمانيَ بأنّها منبر الحقّ ولأنـّـه لم يعد لنا من منبر نعبّر فيه عن آرائنا سوى هذا المنبر.
البرنامج، باختصار، وإن كان يدخل في إطار الدّعاية المُـغرضة التي هدفها تلويث سمعة مصر، يسلـّـط الضـّـوء على ما تعانيه شرائح المجتمع المصريّ من فقر مدقع وخصاصة واحتياج. وفي حين نشاهد على القنوات الأجنبيّة بالصّوت والصّورة دلائل لا تـُـدحَـر على معاناة الشـّـعب المصريّ الأبيّ نسمع تصريحات لحكـّـام مصر حول الإسلام وتخلـّـف النـّـسوة المرتديات للحجاب وغير ذلك... أفليس من الأحرى والأجدى بهؤلاء أن يركـّـزوا اهتمامهم على ما يعانيه أبناء مصر من فقر وشقاء وعذابات؟ أفليس لمصر العزيزة علينا، وهي أعظم بلد عربيّ، حفـّـارات وجرّافات ورجال يحفرون حفرة في أعماق الصّحراء المصريّة ليطمروا تلك القاذورات إلى الأبد وبذلك يطهـّـرون ذلك البلد العظيم من الزّبالة ويضعون حدّا لكلّ الهجمات المغرضة؟
وليس غرضي من هذا التـّـجريحُ والتـّـقريعُ وإنـّـما لفتُ الانتباه إلى مثل هذه المشاكل التي تـُـتـّـخذ كمادّة للتـّـشويه والاستنقاص وتعلـّـة للتـّـدخـّـل في شؤون البلدان العربيّة فالمعذرة المعذره إن كتبت عن موضوع لا يمتّ بصلة لفلسطين في منبر فلسطينيّ ولكنّ فلسطين في القلب لهيبا مستعرا وستظلّ كذلك إلى أن ينال الشّعب الفلسطينيّ حرّيته واستقلاله ولقد خيّرتُ الكتابة في "دنيا الوطن" لإيمانيَ بأنّها منبر الحقّ ولأنـّـه لم يعد لنا من منبر نعبّر فيه عن آرائنا سوى هذا المنبر.