الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شكراً حزب الله.. لقد أنصفتم الجميع أحياءاً وأموات بقلم:ناظم عمر

تاريخ النشر : 2008-07-18
بسم الله الرحمن الرحيم

شكراً حزب الله.. لقد أنصفتم الجميع أحياءاً وأموات

تمت عملية تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل كما خطط لها، حيث تم إطلاق سراح جميع الأسرى اللبنانيين، ورفاة جميع الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين والعرب. تمت هذه العملية باحتفال جماهيري بهيج تحت عنوان " عصر الإنتصارات"، شاهده العالم أجمع، دغدغ هذا العنوان عواطف الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم أجمع، وأعاد لهم الثقة بالنفس، وأخرجهم من حالة الإحباط التي وصلوا إليها نتيجة الهجمة الشرسة لقوى القهر والظلم والعدوان منذ بداية القرن الماضي حتى اليوم.

يبدو أن حزب الله أراد لهذا القرن أن يكون مختلفاً، فقد بدأه بالنصر على الاحتلال الصهيوني وتحرير الجنوب اللبناني، ثم انتصر عام 2006م وتمكن من إفشال إسرائيل من تحقيق أي هدف من أهداف الحرب على بنان، وها هو اليوم يؤكد على هذا النهج، بأن هذا العصر هو عصر انكسار قوى الظلم والطغيان، وأعداء الحرية، وعصر انتصار القوى المحبة للحرية والسلام.

كان مشهد الأسرى وهم في طريق عودتهم إلى أهلهم وبلدهم وهم يُستقبلون استقبال الأبطال يبعث الأمل في نفوس أبناء الأمة، ويعيد الثقة إلى جميع الأسرى في سجون الاحتلال. الكل تمنى أن يُستقبل استقبال الأبطال ويحظى بهذا التشريف، وهذا المستوى من التعظيم الذي يصل إلى درجة القداسة. مشهد الأسرى وهم يلبسون زي المقاومة في إشارة رمزية إلى التمسك بها كخيار استراتيجي في سبيل قهر قوى الظلام، يدفع المقاومة إلى الأمام، ويجعل منها نهجاً وسلوكاً لا رجعة عنه. لا بد أن الأسرى في سجون الاحتلال رقصوا فرحاً وعاشوا أحلى لحظات حياتهم وهم يشاهدون هذا المشهد العظيم، ولا بد أنهم ينتظرون الآن اللحظة التي يلعبون فيها دور هؤلاء الأبطال لينالوا حقهم في التكريم. هذا المشهد العظيم أنصف الأسرى المفرج عنهم، وأنصف الذين ما زالوا في سجون الاحتلال، كما أنه أنصف كل من تعرض للأسر يوماً في حياته. الكل شعر أنه يستحق هذا الشرف العظيم من التكريم والاحترام.

لم ينصف المشهد الأحياء فقط، بل الأموات أيضاً، فقد كانت دلال المغربي، عروسة شهداء أحرار العالم، وباقي شهداء الأمة الذين قدًّموا أنفسهم قرابين على مذبح الحرية فداءً لفلسطين والأمة هم نجوم الحدث. هذا التكريم العظيم الذي ناله هؤلاء الشهداء كان بمثابة رسالة واضحة لقوى الشر وعلى رأسهم الاحتلال الصهيوني، رسالة مفادها أنه مهما حاولتم النيل من الشهداء، سواء بدفنهم بطريقة غير لائقة في مقابر رقمية، وتعريض أجسامهم الطاهرة للكلاب الضالة، والطيور الجارحة لتنهشها وتمزقها، أو بتشويه الأهداف النبيلة التي انطلقوا من أجلها، ووصفهم بالقتلة والمجرمين، فإنكم لن تستطيعوا النيل من شرف ورفعة ودرجة هؤلاء العظماء في أمة تقدس الشهادة، وتحتفل بالموت في سبيل الله والوطن. هذا المشهد أنصف هؤلاء الشهداء إلى درجة أن كل مشاهد كان يتمنى أن يكون دلال أو أحد رفاقها لكي يحظى بهذا الشرف العظيم.

المشهد في الجهة المقابلة كان تراجيدياً مليئاً بالحزن والدموع والقلق. تعودت إسرائيل أن تحتفل بالنصر وتشرب أنخابه، والعرب كل الوقت يندبون حظهم ويذرفون الدمع على هزائمهم المتكررة. المشهد الآن عكس ما كان تماماً. هذا شئ بديهي، فإذا كان هذا العصر هو عصر انتصارات العرب فإنه حتما سيكون عصر انكسارات الاحتلال. المشهد مقلقاً رسمياً وشعبياً بالنسبة للاحتلال، بالإضافة إلى ما شاهدناه من دموع وبكاء وعويل هناك تصريحات رسمية تنم عن قلق كبير وتوجس من المستقبل. فها هو رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) يصف الصفقة بالمؤلمة، وأنها تمت بسبب ضعف وهشاشة وتراجع إسرائيل. وها هي صحيفة (معاريف) الصهيونية تعتبر الصفقة إهانة لإسرائيل، وتكريس لصورة حسن نصر الله البطولية. كما اعتبر كثير من السياسين والمحللين أن العملية بشكل عام كانت ضارة بإسرائيل ومصالحها، وأنها ستفتح الباب على مصراعية أمام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتطالب بالإفراج عن المزيد من المعتقلين في عملية مبادلة الجندي الأسير (جلعاد شاليط) الذي لديها. هذا المشهد أنصف إسرائيل ووضعها في حجمها الحقيقي الذي لا يتجاوز كونها كيان هش ضعيف يمكن وقفه عند حده.

أقول في الختام شكراً حزب الله، لقد أنصفتم الجميع، الأحياء والأموات، لقد أنصفتم الأمة، كل الأمة، ووضعتموها على السكة الصحيحة، سكة النصر لا الهزائم. المهم أن يتعلم الجميع الدرس، ويهتدي إلى لبوصلة الصحيحة التي تقود إلى العزة والنصر. أول من يجب عليهم تعلم الدرس هم الفلسطينيون، هم أحق الناس بتعلم الدرس، وأكثرهم حاجة إلى معرفة البوصلة التي تهديهم إلى الطريق السليم، وتضعهم على السكة الصحيحة التي تقود إلى العودة والتحرير. لا بد أن يتعلم الفلسطينيون درس الوحدة والاتفاق من لبنان لكي يشاركوا في صنع عصر الانتصارات، وإلا فإن التاريخ لن يرحم.
الأستاذ ناظم عمر-محاضر بجامعة القدس المفتوحة-طولكرم
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف