الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من له أذنان للسماع فليسمع.. كل الدلائل تشير.. اهمال متعمد للقدس!!! بقلم:ندى الحايك خزمو

تاريخ النشر : 2008-07-17
ندى الحايك خزمو

القدس أصبحت هاجسي الكبير بل ربما هاجسي الوحيد، وكيف لا وأنا وأبناء القدس نتأكد مع طلوع كل فجر جديد بأن القدس في طريقها الى الضياع بل ربما قد ضاعت فعلاً ، وبأن حلم القدس عاصمة الدولة الفلسطينية ، الذي هو مصدر الصبر والتحمل الوحيد لدينا والأمل الذي يكاد أن يخبو بين لحظة وأخرى والقشة التي نتعلق بها، أن هذا الحلم بات حلماً ليس إلا ..

هل تلومونني على تشاؤمي هذا ؟! بل هل تلومون تشاؤم أبناء القدس ونحن نرى أن القدس تضيع منا .. يُنتهش جسدها كل يوم بل كل لحظة، فحتى الأصوات التي كانت تعلو وتعلو أخذت تخبو وكأن الناس قد تعبوا من الحديث ومن الصراخ ومن الحث على التحرك من أجل القدس وقد وجدوا أن لا حياة لمن تنادي ..

لا تستغربوا ولا تتعجبوا من موقفي هذا فالدلائل كلها تشير الى حقيقة ما أقول وبأني لا أهول الأمور وأضخمها فكل يوم هناك دليل جديد على أننا قد وصلنا الى وضع يائس بائس في موضوع القدس، وبأن الجميع يتجاهلون، وعن عمد، ما يجري في المدينة .. ففي الثاني من هذا الشهر أصدر آفي ديختر وزير الامن الداخلي الاسرائيلي، قراراً باغلاق مكتب مجلس الاسكان الفلسطينـي في القدس لينضم الى عشرات المؤسسات التي أغلقتها سلطات الاحتلال، ولتخسر المدينة احدى مؤسساتها الفاعلة النشيطة التـي هدفها مساعدة المقدسيين وتثبيت وجودهم حيث يقوم المجلس بمنح قروض ميسرة لمن يملك تراخيص بناء سارية المفعول..

كنا نتوقع مع اغلاق هذه المؤسسة الحيوية أن تكون هناك ردود فعل قوية على هذا الاجراء الذي يستهدف التضييق على المقدسيين واغلاق مؤسساتهم بحجة أو بأخرى أو ترحيلها الى خارج القدس عن طريق الضغوطات الضريبية الباهظة والاجراءات الشديدة التي تتخذ بحقها . كنا نتوقع أن تقوم الدنيا ولا تقعد على هذا الاجراء، ولكن وللأسف وكأن الأمر لا يعنـي أحد ، فلم نلمس أي تحرك ضده وحتى لم نسمع مجرد اعتراض أو كلمة احتجاج أو حتى استنكار لاغلاق هذه المؤسسة الحيوية التي يشهد لها القاصي والداني بمدى مساعدتها للمواطنين المقدسيين وخدماتها في تثبيت وترسيخ وجودهم في المدينة المقدسة.. أليس هذا بدليل على عدم الاهتمام بالقدس بل على الاهمال المتعمد والمقصود لها ..

وليس هذا فحسب، ففي الوقت الذي تغلق فيه سلطات الاحتلال المؤسسات المقدسية، وتستخدم كل الأساليب والوسائل لتهجير مواطني القدس عنها، فانها لم تأل جهداً في استكمال مخطط تهويد المدينة المقدسة حيث كشفت السلطات الاسرائيلية عن مخطط استيطاني جديد في القدس لينهش مع المستوطنات الأخرى من أراضيها الآلاف من الدونمات تلو الآلاف، فقد أعلنت بلدية القدس مؤخراً عن موافقة لجنة تخطيط مدني اسرائيلية على مشروع لبناء 920 مسكنا جديدا في حي "هار حوما" الاستيطاني الذي يسكنه أكثر من عشرة آلاف شخص والذي هو جزء من مخطط لبناء 40 ألف منزل جديد خلال السنوات العشر المقبلة في القدس الشرقية، والذي تحدثت عنه في العدد قبل الأخير، وبموافقة وزارة الاسكان الاسرائيلية بحسب تصريحات مسؤول في الوزارة . وأيضاً لم نشهد أية ردة فعل على هذا المخطط والذي سبقه وسبقه سوى بعض الاستنكارات الخجولة التي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة!! أليس هذا أيضاً دليلاً واضحاً على الاهمال المتعمد والمقصود للمدينة؟!

فماذا جرى لكم ؟! وأين أنتم مما يحدث؟!

ان اصرار سلطات الاحتلال على تنفيذ هذه المخططات الاستيطانية الخطيرة وغيرها وغيرها رغم تعهدها في مؤتمر أنابوليس للسلام بوقف كافة نشاطاتها الاستيطانية في الضفة الغربية ، واغلاقها مجلس الاسكان وغيره من المؤسسات لهي دلائل أخرى على أن اسرائيل لم تكن لتنفذ مثل هذه المخططات أو هذه الاغلاقات لو وجدت من يعترض عليها ولولا – وبكل أسف أقول- لولا القبول والرضى المخفي للأمر الواقع بأن القدس الموحدة بأكملها هي العاصمة "الأبدية " لاسرائيل، وبأننا كما سبق وقلتها - وسأظل أقولها الى أن ألمس غير ذلك – بأنه تم القبول بـ"أبو ديس الشريف" أو "رام الله الشريف" أو... عاصمة لدولتنا..

هذا هو الواقع المأساوي للحال الذي وصلنا اليه ، وقد سمعت من أحد أعضاء اللجان التي انبثقت عن المؤتمر الشعبي للقدس بأن تلك اللجان مجرد واجهة ومناصب ومراكز ليضع فلان في سيرته الذاتية بأنه عضو اللجنة الفلانية أو العلانية .. فاجتماع لمرة واحدة فقط عُقد لبعض تلك اللجان وبأجندة مفروضة عليها وحتى بعضها ربما لم تجتمع بالمرة ، .. أليس هذا هو قمة المأساة وقمة الضحك على ذقون المقدسيين بأن هناك من يعمل من أجلهم.. فاذا كنا لم نسمع حتى اعتراضات من تلك اللجان على اغلاق مجلس الاسكان أو على المخططات الاستيطانية، فلماذا هي تلك اللجان وما هو عملها .. أخبرونا فنحن نريد أن نستنير ... فلعلنا لسنا على اطلاع ولسنا على معرفة بما يجري .. ولكن يبدو أنه ليس هناك من شيء لنطلع عليه، وهذا أكبر دليل على أن ما أقوله ليس تشاؤماً أو تهويلاً للأمور ..

أعلن أن القدس ستكون عاصمة الثقافة العربية للعام 2009 وهذا شيء جميل يعطي بارقة أمل، حتى ولو أن القدس ما زالت تحت الاحتلال وبأن الفعاليات ستكون خارج القدس وحتى خارج البلاد، ولكن على الأقل ربما تكون الموقظ للعالم العربي والاسلامي ليتذكروا بأن القدس تئن تحت سياط محتليها وتحت جراح مهمليها وخاذليها فيسارعوا الى العمل من أجل القدس ومن أجل مواطنيها الذين يعانون الأمرين وهم يحاولون الصمود في وجه محاولات تهجيرهم وتهويد مدينتهم ..

وكل ما أخشاه أن لا يستيقظ أحد من هؤلاء لتتم فيهم نبوءة النبي اشعيا التي تحدث عنها السيد المسيح (له المجد) كما وردت في انجيل متى (13:15) – قالها في العبرانيين – ولكنها تنطبق عليهم :

"فقد غَلُظَ قَلبُ هذا الشَّعب وأَصَمُّوا آذانَهم وأَغمَضوا عُيونَهم لِئَلاَّ يُبصِروا بِعيونِهم ويَسمَعوا بِآذانِهم ويَفهَموا بِقُلوبِهم ... " .

* كاتبة وصحافية في مجلة البيادر المقدسية
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف