
حزب الله..وحزب الليل..!!
توفيق الحاج
لم أكن يوما شيعيا ، ولا شيوعيا..!! ، ولم يعرف عني منذ ولادة الوعي ،إلا ناصرية القوميين العرب التي نضجت عبر الانكسارات والهزائم والخطايا على نار غسانية يسارية هادئة سكبتها القراءات العاشقة في عروق شخصيتي الفلسطينية الغضة فأكسبتها فضاء مصبوغا بشفق حزين دائم الهم بالوطن ، وسؤالا لا يتوقف عن نبش الجليل المريب، ولسانا ساخرا يعكس مرارة المفارقات حتى في اشد اللحظات صرامة ..!!
و حبتني كذلك بروح لا تصد أ، ولا تعدم الأمل في القادم رغم أنها لا تؤمن بمعسول الخرافات ، وتكرار المعجزات.
لا أدري إن كانت هذه المقدمة الذاتية مقحمة لا لزوم لها أو ضرورية لرفع حرج التزلف عني سلفا لأي تنظيم أو كيان أو حزب حتى ولو كان قائما على مرتكزات دينية ،خاصة وان غرامي بتفكيك وتركيب التاريخ جعلني دائم الشك في نوايا دوافع أي ممارسة كهنوتية..!! ،إلا أن إعجابي الخاص والمؤسس منذ زمن على تجارب حية بحزب الله والسيد حسن نصر الله يبتعد كثيرا وبحق عن مقصلة الشك تلك .
حزب الله في تموز2008 يتوسد قمة الاهتمام الإعلامي العربي والإسلامي والدولي تماما كما توسده في تموز2006 برصيد طازج من الدم وصمود المقاومة الشريفة..!!
لقد تحمل الحزب في سبيل حصاد أو قل عرس تموز هذا ما لا يتحمله بشر ولا تتحمله دول من لوم وتعريض وتربص وتآمر وتدمير وشهداء ولكنه استطاع بإصرار ورباطة جأش أن يفعل ما لم يفعله عجم أو عرب على مدى ستين عاما وذلك بإجبار إسرائيل على الإفراج عن عميد الأسرى سمير قنطار بعد اعتقال دام 29 عاما وقد كان مهددا وفي أكثر من مناسبة بالاهتراء حتى الموت في السجن حسب تصريحات القيادة والصحافة الإسرائيلية..!!
عدا طبعا استعادة أربعة من أسراه ،ورفات ما يقرب من 200 شهيد فلسطيني وعربي وعلى رأسهم أميرة الفدائيين الشهيدة " دلال المغربي " ،والتي أظنها - رغم الامتنان، وفرحة عظامها الطاهرة بالتحرر من مقبرة الأرقام الموحشة – تبكي بصمت حالة الانقسام والتشرذم الفلسطينية ،وقد كانت تتمنى ان تستعيدها يد فلسطينية نظيفة من باب أولى..!!
لن أزيد أو أزايد على كلمات القنطار المرتجلة.. أو كلمات السيد الصادقة..ولكنى كنت أتمنى أن ينظر حزب الليل- الذي يجمع بين متناقضين ظاهرا هما الفساد والحقد وقد نبت بيننا ببطء، وعلى غفلة منا كالشوك في الحناجر- إلى تجربة حزب الله كاملة ،وليس فقط إلى كيفية الإمساك البندقية وإطلاق النار في كل اتجاه ،فليس كل من يشهر البندقية مقاوما حقا ..!!
وليس كل من يغازل أو يتغزل بفلسطين صادق العشق..!!
لقد كانت البندقية الفلسطينية منذ النكبة ولازالت للأسف الشديد جزءا من لعبة سياسية مرتهنة لمصالح عربية وإسلامية وغربية ، وهذا ما أدى بها إلى مزالق صراع أخوي مؤسف رغم بريق الشعارات وروعة العبارات..!!
حزب الله ..انتصر على نفسه أولا قبل أن ينتصر على إسرائيل فلم نسمع عنه في ساعات زهو الانتصار الكثيرة التي مر بها أن قتل بفتوى أو بغيرها لبنانيا أو عذب مواليا للحريري في قبو مسجد حتى الموت..!!
ولم نسمع عنه انه هدم معتقلات و بنى غيرها ليملأها بما شاء ويقدر من معارضيه..!!
ولم نسمع عنه حتى في اشد لحظات المناكفة مع الموالين انحدارا أخلاقيا في تصريحات قادته ومرئيا ته نحو التخوين والسب والشتم بألفاظ يتورع عنها حتى الأطفال..!!
لقد استطاعت قطر أن تجسر الهوة ولو مؤقتا بين صلابة المقاوم عند حزب الله وبين مرونة المساوم عند السنيورة..لأن لبنان كان حاضرا على الطاولة
بينما لم تستطع مكة، والدوحة ،وصنعاء ،والقاهرة جميعا أن تقرب بين فصيلين فلسطينيين تغلبت على كليهما الشهوة المفرطة للانتصار على الآخر وحسم الأمر كما يرى ويرتئي..،لان فلسطين كانت غائبة عن الطاولة وحلت محلها الغنائم والأسلاب..!!
هنيئا لحزب الله عرسه وعرسنا .. وتعسا لحزب الليل ليله وليلنا.. بينما عيون الناس هنا لا تزال تأمل في أن تهب عليهم النسائم الطيبة في تموز أو أغسطس كما هبت على لبنان..!!
ولن يمر وقت إن استمر حالنا على حاله أن يجأر الصامتون ،والمتململون بصيغة الماضي من قول الشاعر محمود درويش
"خذوا حصتكم من دمنا...،وارحلوا "...!!
توفيق الحاج
لم أكن يوما شيعيا ، ولا شيوعيا..!! ، ولم يعرف عني منذ ولادة الوعي ،إلا ناصرية القوميين العرب التي نضجت عبر الانكسارات والهزائم والخطايا على نار غسانية يسارية هادئة سكبتها القراءات العاشقة في عروق شخصيتي الفلسطينية الغضة فأكسبتها فضاء مصبوغا بشفق حزين دائم الهم بالوطن ، وسؤالا لا يتوقف عن نبش الجليل المريب، ولسانا ساخرا يعكس مرارة المفارقات حتى في اشد اللحظات صرامة ..!!
و حبتني كذلك بروح لا تصد أ، ولا تعدم الأمل في القادم رغم أنها لا تؤمن بمعسول الخرافات ، وتكرار المعجزات.
لا أدري إن كانت هذه المقدمة الذاتية مقحمة لا لزوم لها أو ضرورية لرفع حرج التزلف عني سلفا لأي تنظيم أو كيان أو حزب حتى ولو كان قائما على مرتكزات دينية ،خاصة وان غرامي بتفكيك وتركيب التاريخ جعلني دائم الشك في نوايا دوافع أي ممارسة كهنوتية..!! ،إلا أن إعجابي الخاص والمؤسس منذ زمن على تجارب حية بحزب الله والسيد حسن نصر الله يبتعد كثيرا وبحق عن مقصلة الشك تلك .
حزب الله في تموز2008 يتوسد قمة الاهتمام الإعلامي العربي والإسلامي والدولي تماما كما توسده في تموز2006 برصيد طازج من الدم وصمود المقاومة الشريفة..!!
لقد تحمل الحزب في سبيل حصاد أو قل عرس تموز هذا ما لا يتحمله بشر ولا تتحمله دول من لوم وتعريض وتربص وتآمر وتدمير وشهداء ولكنه استطاع بإصرار ورباطة جأش أن يفعل ما لم يفعله عجم أو عرب على مدى ستين عاما وذلك بإجبار إسرائيل على الإفراج عن عميد الأسرى سمير قنطار بعد اعتقال دام 29 عاما وقد كان مهددا وفي أكثر من مناسبة بالاهتراء حتى الموت في السجن حسب تصريحات القيادة والصحافة الإسرائيلية..!!
عدا طبعا استعادة أربعة من أسراه ،ورفات ما يقرب من 200 شهيد فلسطيني وعربي وعلى رأسهم أميرة الفدائيين الشهيدة " دلال المغربي " ،والتي أظنها - رغم الامتنان، وفرحة عظامها الطاهرة بالتحرر من مقبرة الأرقام الموحشة – تبكي بصمت حالة الانقسام والتشرذم الفلسطينية ،وقد كانت تتمنى ان تستعيدها يد فلسطينية نظيفة من باب أولى..!!
لن أزيد أو أزايد على كلمات القنطار المرتجلة.. أو كلمات السيد الصادقة..ولكنى كنت أتمنى أن ينظر حزب الليل- الذي يجمع بين متناقضين ظاهرا هما الفساد والحقد وقد نبت بيننا ببطء، وعلى غفلة منا كالشوك في الحناجر- إلى تجربة حزب الله كاملة ،وليس فقط إلى كيفية الإمساك البندقية وإطلاق النار في كل اتجاه ،فليس كل من يشهر البندقية مقاوما حقا ..!!
وليس كل من يغازل أو يتغزل بفلسطين صادق العشق..!!
لقد كانت البندقية الفلسطينية منذ النكبة ولازالت للأسف الشديد جزءا من لعبة سياسية مرتهنة لمصالح عربية وإسلامية وغربية ، وهذا ما أدى بها إلى مزالق صراع أخوي مؤسف رغم بريق الشعارات وروعة العبارات..!!
حزب الله ..انتصر على نفسه أولا قبل أن ينتصر على إسرائيل فلم نسمع عنه في ساعات زهو الانتصار الكثيرة التي مر بها أن قتل بفتوى أو بغيرها لبنانيا أو عذب مواليا للحريري في قبو مسجد حتى الموت..!!
ولم نسمع عنه انه هدم معتقلات و بنى غيرها ليملأها بما شاء ويقدر من معارضيه..!!
ولم نسمع عنه حتى في اشد لحظات المناكفة مع الموالين انحدارا أخلاقيا في تصريحات قادته ومرئيا ته نحو التخوين والسب والشتم بألفاظ يتورع عنها حتى الأطفال..!!
لقد استطاعت قطر أن تجسر الهوة ولو مؤقتا بين صلابة المقاوم عند حزب الله وبين مرونة المساوم عند السنيورة..لأن لبنان كان حاضرا على الطاولة
بينما لم تستطع مكة، والدوحة ،وصنعاء ،والقاهرة جميعا أن تقرب بين فصيلين فلسطينيين تغلبت على كليهما الشهوة المفرطة للانتصار على الآخر وحسم الأمر كما يرى ويرتئي..،لان فلسطين كانت غائبة عن الطاولة وحلت محلها الغنائم والأسلاب..!!
هنيئا لحزب الله عرسه وعرسنا .. وتعسا لحزب الليل ليله وليلنا.. بينما عيون الناس هنا لا تزال تأمل في أن تهب عليهم النسائم الطيبة في تموز أو أغسطس كما هبت على لبنان..!!
ولن يمر وقت إن استمر حالنا على حاله أن يجأر الصامتون ،والمتململون بصيغة الماضي من قول الشاعر محمود درويش
"خذوا حصتكم من دمنا...،وارحلوا "...!!