الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

السنبلة التي تغطي حقول القمح؟ بقلم : أسامة وحيد

تاريخ النشر : 2008-07-17
بقلم: أسامة وحيد (الجزائر)
[email protected]
السنبلة التي تغطي حقول القمـح؟
سيناريو الفيـلم الأمريكي المدبلج الذي لا يعلم عدد حلقاته إلا العلي القدير وبطلته "كوندليزا رايس" ، قادنا في غمرة ثملنا بمشـاهد العناق بين مصر وأمريكا إلى حيث لم تكن حتى كاميرا المصور تدري ،ففي الحين الذي كان فيه ساركوزي يحي حفله الراقص متوسطيا بتنشيط من القادة العرب على رأسهم فرعون مصر المحنط أمريكيا، وتزامنا مع النووي الإيراني وما يثيره من حساسية مفرطة في الأوساط الحاكمة لمصير العالم ، تداخلت المشـاهد وتلاعب بنا المخرج والسيناريست بعدما اتضح بأن عقدة الفيلم لم تكن في "باريس" ولا في ايران ولكنها كانت في السـودان..
السـودان البلد الذي حباه الله ثـروة الماء من خلال نهر "النيل الأزرق" و"النيل الأبيض" ،جنى عليه ماءوه ،وبعدما كنا نظن بأن امريكا ومن خلالها تل أبيب لا يسكرها إلا النفط ،ظهر بأن للماء سحر أقوى من سحر النفط ،فخطر أن تكون السودان قبلة للبطون العربية الجائعة ،أكبر وأعظم من خطر أن تكون إيران نووية ، وفهمنا بأنه كما النفط شبهة ،فإن الماء أضحى تهمة،يجب تجفيفها دوليا ،وجرم السودان ليس في نفطه ولكن في ماءه ،ولأن الزمن القادم زمن الماء فإن امريكا قررت أن تغرق السودان في أنهاره حتى تستبق الفيضان "القمحي" الذي يمكنه أن ينهي استعمار البطن الممارس ضدنا منذ أضـحت أمريكا آلهة القمح ..
السـودان البلد العربي الذي يمكنه عبر نهري النيل "الأزرق والأبيض " أن يحرر العرب من "بطونهم " و أن يبعث أسطورة "خزانة روما" التي تنتج وتصدر قمحا،يعيد لأمة البطن كرامتها وحياء "معدتها" ، انتهى إلى وضعه في خانة الدولة المطلوب إزالتها ،كونها تشكل مصدر إرهاب "قمحي" لمستـقبل أمريكا،وقضـية عمر البشير رئيس السـودان الذي صدر في حقه أمر دولي بالتوقيف، ما هي إلا سنـبلة تغطى حقول القمح الأمريكي المهددة بالكساد ،في حالة استمرار نظام عمر البشير في تصنيع "المناجل" النووية قمحيا ، وبين قرار محكمة لاهاي في حق الرئيس السوداني ،وقمة باريس علاقة "بطن " كبـيرة ففي الحين الذي كان فيه ساركوزي يجر رؤوساء الدول العربية من حبل بطونهم السري بوكالة أمريكية، كانـت لاهاي تصـدر قرارها القاتل في حق البديل الذي يمكنه أن يحرر العرب من سطوة بطونهم..
عملية الهجوم العسكري الكاسح على "الخرطوم" ،والتي حدثت منذ ما يفوق الشهر، أطلق عليه المتمردون من أتباع "حركة العدل والمساواة" اسم عملية " الذراع الطويل" ،ورغم أن الإنقلاب فشل والمتمردون تفرقوا شيعا، إلا أن "الذراع الطويل" لم يقطع ، وظهر بأنه أكبرمن ضربة عسكرية مخطط لها، فبمجرد انتهاء سيناريو الفصل العسكري لإسقاط "الخرطوم" إلى الفشل ، مدت أمريكا "ذراعها الطويل " من خلال لاهاي وأعطت أوامـرها بإسقاط عمر البشير عبر قانون العدل الدولي ،المفصل على مقاس ،من لم يدر في فلك القمح الأمريكي فرقبته مشـروع "منجل" ومقصلة..
لمن لا يعرف السودان فإن بلد عربي مسلم مساحته واسعة جدا تبلغ نحو مليون ونصف مليون ميل مربع ويتمتع بمناخ معتدل وجاف وصيفي وقاري واستوائي شامل ومتنوع يصلح للزراعة المتعددة في جميع فصول السنة ويثمن مكانته الزراعية مرور نهر النيل الكبير من أراضيه ، فهو صاحب الرافدين وهما النيل الأزرق والنيل الأبيض ،ولمن لا يعـرف أمريكا فإنها الدولة التي بها وزارة للزراعة مكانتها وأهميتها أكبر من مكانة "البانتغون" ومن "البيت الأبيض" نفسه ،كونها تتحكم –أي وزارة الزراعة- بلا طائرات نفاثة ولا سلاح نووي في مصير الملايين من البطون العربية وسلاحـها قمحي بحت ومفعوله أقوى من آبار نفـط الأمة العربية مجتمعة، وآخر احصائـيات رسمية مصرح بها امريكيا، أن الدول العربية زادت وارداتها من القمح الأمريكي المرتفع الثمن في السنة التسويقية الحالية ،أربعة أضعاف عن مستوياتها العادية، كما أن اسعار القمح تضـاعفت نتيجة الجفاف العام الذي اجتاح سماء الوطن العربي ، والنتـيجة أن ما نقبضه نفطا باليد اليـمنى ،نقتنيه قمحا باليد اليسرى، و النفط لم يعد هاجس امريكا مادام قمحنا بأيديها..ولأن السودان حالة شاذة ومصدر خطر زراعي قادم فإن عملية "الذراع الطويل" لا تستهدف عمر البشير كشخص ولكن كنـهر يمكنه أن يضرب في الصفر معادلة "القمح" مقابل "النفط "..
الرئيس السـوداني الذي علقـوا له تهمة "دارفور" تحركوا له في إتجاه آخر ،ووكالات الانباء العالمية أوردت أخبار عن اجتماع شخصيات يهودية مع المتمردين لحثهم ودعمهم وتحريضهم على تقسيم السودان إلى دويلات، لكل منها قمحها ورئيسها ،وقد ظهرت أصوات سودانية تنادي بأن السودان بلد افريقي وليس عربي ،وأن العرب "غزاة" رغم أنهم يمثلون نسبة 54% من سكان السودان، وحينما يصبح هذا هو الحال ،فإننا نعرف بأن القضية ليست في ضحايا عمـر البشير من سكان أقليم دارفور ولكن في مؤامرة "الذراع الطويل" التي امتدت إلى مزارع السودان لحرق قمحها..
وزراء الخارجية العرب الذين سيجتمعون بداية الأسـبوع بقاهرة المعز لمناقشة تداعيات قرار محكمة العدل الدولية في حق الرئيس السوادني، عليهم أن يطالبوا فـرعون مصر بفواتير القمح التي يقتنيها بطـنه من المزارع الأمريكية ،ليعرفوا لماذا يجب ان يقفوا مع عمر البشير ليس لشخصه ،ولكن لمستقبل بطون شعوبهم العربية الواقعة تحت الأسر والتي بصم قادتها بشفاههم في قمة "باريس" بأنهم مع "بطونهم" ظالمين أو مظلومين..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف