الأخبار
(حماس): قدمنا رداً إيجابياً وجاهزون للدخول فوراً في مفاوضات حول آلية التنفيذلماذا على حماس أن توافق لا أن تناور؟(أونروا): الناس يسقطون مغشياً عليهم في غزة من شدة الجوعفلسفة المصلحةقناة إسرائيلية: جدال كبير بين نتنياهو وقيادة الجيش حول استمرار العمليات العسكرية في غزةغزة: 138 شهيداً و452 جريحاً غالبيتهم من طالبي المساعدات في آخر 24 ساعة(رويترز): مصرفان عالميان يرفضان فتح حسابات لـ"مؤسسة غزة الإنسانية"كاتس: الجيش الإسرائيلي يعد خطة لضمان ألا تتمكن إيران من العودة لتهديدناترقُّب لرد حماس.. وإعلام إسرائيلي: ترامب قد يعلن الاثنين التوصل لاتفاق بغزة(فتح) ترد على تصريحات وزير الصناعة الإسرائيلي الداعية لتفكيك السلطة الفلسطينية30 عائلة تنزح قسراً من تجمع عرب المليحات شمال أريحا بفعل اعتداءات الاحتلال ومستوطنيهمقتل جنديين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة في معارك قطاع غزة20 شهيداً في غارات للاحتلال على مواصي خانيونس وحي الصبرة بمدينة غزةغوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسط
2025/7/5
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

بين رئيس "مشنوق " و آخر "مطارد" عالم عربي في مهب الريح؟ بقلم:داود البصري

تاريخ النشر : 2008-07-17
التطورات الخطيرة في ملف أزمة دارفور السودانية, قد رسمت خطوطها الواضحة على الرمال ليس في السودان فقط بل في العالم العربي برمته! فالسيناريوهات التراجيدية المتفوقة على أعتى سيناريوهات الأفلام الهندية بات صداها يتردد بشكل واضح و ملموس في العالم العربي الذي يعيش إرهاصات المتغيرات الدولية بفاعلية و حساسية مطلقة , فقرار المدعي العام لمحكمة جرائم الحرب الدولية بإلقاء القبض على رئيس جمهورية السودان الجنرال عمر البشير على خلفية إتهامات بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية في إقليم دارفور السوداني ليس مجرد مماحكة إعلامية أو تهديد هوائي عابر, بل أنه تعبير عن حقيقة و فاعلية دور التدخل الدولي في حسم الكثير من الملفات الشائكة و المعقدة و المثيرة للجدل! فالجميع يعلم بأن باكورة التدخل الدولي في العالم العربي كان عبر إسقاط الولايات المتحدة بقوتها العسكرية الجبارة لنظام صدام حسين في العراق, وهو النظام الذي عمل كثيرا لخدمة المصالح الأميركية و الدولية منذ مطلع الثمانينات و إجتهد لتكريس الوجود العسكري الأميركي و الغربي في الخليج العربي و عموم الشرق الاوسط, و أرتكب في سبيل ذلك من الإنتهاكات البشرية ما إرتكب من دون أن يحاسبه أحد وقتذاك أو حتى أن يعاتبه, لا بل أن الحكومة الأميركية و جميع الحكومات الغربية قد أنكرت و رفضت يومها أي إتهامات للنظام العراقي بشأن ما حصل في عمليات الأنفال و في مدينة حلبجة بالذات في ربيع العام !1988 و أعتبروا تلك القضية الشائنة بمثابة ملف مهمل لا قيمة له ,رغم أنه أسفر عن آلاف الضحايا من المدنيين الأبرياء من إخوتنا الأكراد! وهذه هي طبيعة النفاق الغربي المعروف و المسجل و المؤرشف في ذاكرة الشعوب المحرومة , و لكن بعد أن تجاوز النظام العراقي أصول اللعبة و حاول اللعب مع الكبار و غزا دولة الكويت في واضحة النهار في العام 1990 تغيرت المعاملة المتميزة و الحظوة الكبيرة التي كان يحظى بها في دوائر رسم و صنع القرارات الدولية, و حيث سلط الإعلام الغربي ماكنته الرهيبة ليفضح الواضح و المستور من جرائم النظام و لتؤلف الكتب و المؤلفات و الملاحم في جرائمه و بمختلف اللغات بعد أن حلت عليه اللعنة الهمايونية الغربية لتحيله في ما بعد لهشيم تذروه الرياح و لتعاقب معه الشعب العراقي بأسره في حصار دولي طويل كان يمكن إختصاره منذ معركة تحرير الكويت أوائل العام1991 ليبقى النظام العراقي جاثما على صدور العراقيين المحاصرين طيلة ثلاثة عشر عاما, أخمدت خلالها العديد من المحاولات الإنقلابية في العراق, و التي كانت باستطاعتها حسم الموقف بأقل الخسائر, و لكن الستراتيجية الدولية كانت تهدف بشكل واضح ليس لإسقاط النظام الصدامي فهو كان في حالة سقوط فعلي و قائم منذ ربيع العام 1991 و لكن الهدف كان إحتلال العراق بأسره و هو ما حصل بالفعل في التاسع من إبريل العام 2003 , فسقط النظام الذي دام حكمه لأكثر من 34 عاما ثقيلة ليس بيد العراقيين و لا المعارضة العراقية العاجزة عن الفعل و الفصيحة بالكلام بل, تحت أحذية "المارينز" وحدهم... واليوم يتكرر في السودان السيناريو العراقي, و لكن وفق موازين و حسابات مختلفة , فصدام حسين مختلف تماما في النوعية و الشكل عن الرئيس السوداني , وصدام حسين الذي كانت نهايته معلقا على حبل المشنقة بإرادة و تخطيط أميركيين لا تخطيء العين الخبيرة قراءة دلالاته و مغازيه و أبعاده, يختلف ملفه بالكامل عن بقية الملفات, فالتهم ضد صدام و نظامه كانت جاهزة و معروفة و مقررة سلفا , أما الحالة السودانية فهي واحدة من أعجب الغرائب في عالم السياسة الدولية فلم يحصل أبدا أن طلب رئيس دولة للتحقيق و إلقاء القبض عليه فهي قضية مستجدة تماما و مستحدثة بالكامل و ستثير زوابع و عواصف سياسية كبرى, خصوصا و أن ملف الصراع في المنطقة كان موجها نحو إحتمالات المواجهة الاميركية الايرانية التي لن تحدث.
فإذا بالملف ينتقل بأسره نحو السودان المنهك و هو ما يجعل النظام السياسي العربي في أزمة حقيقية , فهل تقبل دول الجامعة العربية تسليم احد الرؤساء العرب لمحكمة جرائم الحرب الدولية ? و ماهي إحتمالات و نتائج رفض السودان لتسليم رئيسه للمحكمة ? وهل ستدخل السودان في حالة حصار هو قائم فعليا منذ زمن ? و الأمر الأهم هل ستتعرض السودان للحرب الخارجية و الغزو و إسقاط النظام بالقوة ? أم أن إنقلابا آخر سيظهر ليحسم الأمور المتشابكة بمتوالية حسابية غريبة? كل الإحتمالات قائمة و ممكنة , و لكن الحقيقة الستراتيجية الكبرى تقول بإن العالم العربي قد أضحى فعلا في مهب الريح!
كاتب عراقي
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف