الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لكي لا تتكرر جريمة 14 تموز بقلم: علاء الزيدي

تاريخ النشر : 2008-07-17
لكي لا تتكرر جريمة 14 تموز

بقلم: علاء الزيدي

الرابع عشر من تموز( يوليو ) يوم على قدر من الأهمية في حياتي . فهو يوم ميلادي الحقيقي رغم أن المدوّن في بطاقة هويتي هو اليوم الإجباري لميلاد معظم العراقيين ، أي 1 / 7 !

غير أن الأهمية الشخصية لهذا اليوم لاتلغي اقترانه بشؤم مستديم ، طبع حياة العراقيين بطابعه مـُذ سيطر العسكريون الإنقلابيون على حياة الناس ومقدراتهم ، طوال الحقبة التي بدا لنا أنها انتهت يوم التاسع من نيسان ( أبريل ) العام 2003 .

كثيرون كتبوا ، ومازالوا يكتبون عما جرى من مآس ٍ ومجازر صبيحة ذلك اليوم ، وأبرزها جريمة الإبادة الجماعية للعائلة المالكة العراقية وفي طليعتها المرحوم الملك فيصل الثاني . وكثيرون حاولوا أيضا ً إبعاد تهمة التخطيط لهذه الجريمة عن قائد الإنقلاب المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم . وربما كان لهؤلاء الكثيرين مبرراتهم ومنها الطبيعة غير الدموية والخجول للمرحوم قاسم ، لكن ثمة في قيادات الإنقلاب الرئيسية ، من كان يحرّض الغوغاء على اقتحام قصر الرحاب والبطش بالعائلة المالكة.

ليس من مهمة كاتب مـُـقـِلّ ومقالة موجزة تَـَـتــَـبـُّع التسلسل التاريخي لأحداث يوم الإنقلاب وماتلاه ، والخوض في فلسفة ماجرى ولماذا حدث ماحدث . لكن استخلاص العبر مهمة جميع من يسطرون .

إن أبرز العبر لذلك اليوم – في حسباني – أن يـُصار إلى تجفيف منابع احتمالات تكرره . ومن أهم أساليب تجفيف " منابع " تكراره ، وفق ما أرى ، أن يـُحصر العسكريون في أضيق نطاق من نطاقات الفعل والتأثير في الحياة السياسية والعامة . فالعسكرية والعسكريتاريا تعني امتلاك السلاح ، القادر على الإرغام والإجبار والقتل بغض النظر عن كونه صدئا ً أو مشحوذا ً ، متطورا ً أو مستهلكا ً ، قليلا ً أو كثيرا ً . ومما يزيد من درجة خطر الكثير من العسكريين على الحياة السياسية والاجتماعية واليومية بشكل عام ، أنهم ليسو نتاجا ً أو عصارة لدراسات أكاديمية تربي العسكري على الولاء للوطن أولا ً ثم الإخلاص للمهنة . وإنما هم حزبيون وأعضاء مليشيات تم منحهم رتبا ً عالية جدا ً قد لايمكنهم الوفاء بافتراضاتها والتزاماتها بموازاة وفائهم لأحزابهم وقياداتهم الحزبية . لقد منحت – على سبيل المثال – مليشيا أو منظمة " بدر " التابعة لـ " المجلس الأعلى الإسلامي " لأعضائها من الأسرى السابقين في إيران ( التوابون ) رتبا ً بالغة الرفعة تمهيدا ً للسيطرة من خلالهم وبهم على المؤسسات الأمنية والشـُرَطية .. وإذا أمكن العسكرية أيضا ً ! ومن هنا فقد فوجئت – ذات يوم – بأن صديقي المرحوم قاسم عبيد الشطري الذي اغتيل في البصرة قبل عدة أشهر ، تم إحراق المراحل له ليـُرَفـَّع من ملازم مجند لم يخدم في الجيش إلا فترة قصيرة قبل وقوعه في الأسر ، إلى عقيد في الشرطة ، كان قبل مقتله ( رحمه الله ) مديراً للتفتيش في شرطة البصرة .

أرى فيما أرى ، أن العسكريين المفتقرين إلى الأصالة الأكاديمية والخبرة المهنية الطويلة ، هم أخطر من انقلابيي 14 تموز ( يوليو ) . فإذا كان أولئك الإنقلابيون المتخرجون من مؤسسات تعليم ٍ عسكري عال ٍ قد تناسوا بين يوم وليلة مبادىء العسكرية الوطنية الحقة ، وانقضـّوا على الشارع العراقي ومؤسساته الدستورية ، هم وغوغاؤهم ورعاعهم كجوقة دموية مدمرة تكتسح كل ما يعترض طريقها من بشر وحجر ، فماذا سيفعل من لم يزل يجهل ألفباء العلم العسكري إن أتيحت له الفرصة للتغلب والسيطرة المطلقة ؟ ولماذا نسأل وقد شهدنا بأعيننا جرائم التنكيل بمناوئيهم من الصدريين وخاصة في مدينة سوق الشيوخ ، التي لم يكن ماجرى فيها ورأيناه على الإنترنت مختلفا ً عن مافعله علي حسن المجيد بحق المنتفضين العراقيين العام 1991 خلال حكم الرئيس صدام !

إن الإخلاص الوطني الذي نتلمسه ونرى مصاديقه يوميا ً عند رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي يفرض علينا أن نشير عليه – دون استشارة ! – بأن يتنبـّه إلى ضرورة الاستفادة من تجارب وعبر الرابع عشر من تموز ( يوليو ) العام 1958 . ومن أبرزها كما سلف القول مسألة تضييق النطاق على العسكريين فيما يتعلق بالشؤون السياسية والعامة . وهذا لايمكن أن يتحقق من دون منعهم من استسهال التصريحات السياسية والتعبير عن آرائهم إزاء شؤون البلاد اليومية مستفيدين من بريق النجوم والصقور المجانية على أكتافهم . فكمثال ، من الغريب أن لا نسمع إلا قليلا ً رأيا ً أو تصريحا ً لوزيري الدفاع والداخلية المدنيين والمستقلين تقريبا ً ، فيما تتواتر وتنهمر على رؤوسنا تصريحات القادة العسكريين في الوزارتين ، وخاصة النجم التلفزيوني ، أو السوبر ستار " اللواء محمد العسكري " الناطق باسم وزارة الدفاع !

إن أنجع طريقة للحؤول دون وصول العسكريين إلى سدة الحكم مجددا في العراق هي إخراج أي وسيلة للإرتباط والترابط فيما بين قياداتهم من أيديهم ، وتشكيل هيئة أركان مشتركة يقودها المدنيون بكل ماتعني كلمة القيادة من معان . فضلا ً عن منعهم من لعب أي دور سياسي حتى لو كان مقتصرا ً على التصريحات فقط .

تكتسب هذه النصائح أهميتها من كيفية تعاطي جيش الإحتلال الأميركي مع رئيس الوزراء السيد المالكي وآرائه " الناشزة " عن الهوى الأميركي . لذلك فمن المحتمل جدا ً أن نشهد في العراق الجديد ، يوما ما ، ً صورا ً أخرى لانقلابات تموز ( يوليو ) التي جرت في المنطقة العربية في خمسينات القرن الماضي ، إذا ما جرت الرياح العراقية بما لاتشتهي السـَّفــَن الأميركية !



[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف