في الثاني والعشرين من ابريل 1979 قاد سمير القنطار مجموعه من افراد جبهة التحرير الفلسطينيه مكونه من عبد المجيد أصلان، مهنا المؤيد، احمد الأبرص، وتسللوا الى شمالي فلسطين بقارب مطاطي، عند وصولهم لمدينة نهارياً اطلقوا النار على سيارة شرطة وقتلوا شرطياً واقتحمت المجموعه منزلاً فيها وحصل اشتباك بين المجموعه وقوات الشرطه الصهيونيه استشهد على خلالها عبد المجيد اصلان ومهنا المؤيد واعتقلت الشرطه سميرالقنطار واحمد الأبرص الذي أُطلق صراحه في العام 1985 في اطار صفقة تبادل مع الجبهه الشعبيه وحكمت المحكمه على سمير بخمس مؤبدات مضافاً اليها 47 عاماً (أي بما يزيد 540 سنه) لأنه يعتبر مسؤولاً عن موت خمسة أشخاص واصابة اخرين، وكانت خلال عمليات التبادل ترفض اطلاق سراحه كون يديه ملوثتين حسبما يدّعون بدماءهم، لكن سنوات السجن الثلاثين لم تثبط من عزيمة العميد حيث التحق بالجامعه المفتوحه وحصل على شهادة البكالوريس وكان قد رفض اقتراحاً بترشيح نفسه للبرلمان اللبناني لأنه لا يريد استغلال معاناته بمكاسب شخصيه، ولم تمنعه قضبان السجان من متابعة ما يجري من احداث في لبنان فوجه اكثر من رسالة لمختلف الاطياف السياسي، ويذكر ان العميد اعتقل لأول مره في العام 1978 عندما تجاوز الحدود الاردنيه متوجهاً الى فلسطين لتنفيذ عملية فدائيه حيث قضى (11) شهراً في السجون الاردنيه وأطلق سراحه شرط ألا يدخل الاردن مرة ثانيه.
سمير قنطار عميد الاسرى العرب سجل اطول فترة سجن لعربي من خارج فلسطين في سجون الاحتلال تقارب الثلاثين عاماً، أما على المستوى الارقام القياسيه فقد سجل الاسير الفلسطيني سعيد العتبه أطول فترة سجن على الاطلاق عن الواحد والثلاثين عاماً ولا زال ابو الحكم خلف قضبان السجان الصهيوني، بالطبع لا يمكن نسيان وجود 11 ألف اسير فلسطيني خلف قضبان السجن بينهم 83 أسيره اضافة للاطفال، والفرق أن الاسرى الفلسطينيين "لا بواكي لهم".
فسمير القنطار كان تحريره بتصميم من حزب الله الذي وعد ألا يترك اسيراً في سجون المحتل وبخروجه والاربعة أسرى الاخرين يكون قد تم تحرير جميع الاسرى اللبنانيين من قيد المحتل الصهيوني، لكن تحرير العميد ذو مغزى مهم جداً وهو أن المحتل الصهيوني كان يصر بشكل لا جدال فيه أنه لا يمكن مبادلة من تلوثت يديه بدماء الصهاينه، وكذلك تفعل بالنسبة للاسرى الفلسطينيين، لكن اتمام صفقة التبادل يعطي الأمل لتحرير من ينطبق عليهم الوصف الصهيوني من أسرانا عندما توجد الارادة الصادقة التي تعمل بشكل جدي لتحريرهم، لكن وللأسف الشديد لا تحظى قضية اسرانا تحظى بأية أهمية، ففي الوقت الذي يخوض الكيان الصهيوني حرباً شرسة على لبنان صيف العام 2006 كان على رأس أولوياتها تحرير اسراه من حزب الله، لكن الزلزال اصابهم ولم يستطيعوا تحقيق أيا من اهدافهم، بل فرضت عليهم المقاومه اللبنانيه شروطها التي انصاعت لها مرغمة فكان لها موقفاً يُحسب لها بأن أصرت على اطلاق سراح جميع الاسرى اللبنانيين وعلى رأسهم العميد بالرغم من مماطلة الصهيوني إلا انه رضخ للأقوى، فالأقوى دائماً هو الذي يفرض شروطه والضعيف ينصاع لها وينفذها مرغماً، وعلى رجال المقاومه الفلسطينيه الاستفادة من هذا الدرس في صفقة تبادل الاسرى بالجندي جلعاد شاليط، فبالرغم من دخوله السنة الثالثة من الاسر وتوظيف الكيان الصهيوني دولاً للتجسس ومهاجمته القطاع تحت ذريعة تحريره إلا أنه فشل في معرفة مكانه وهذا يُحسب للمقاومه الفلسطينيه بقدرتها على اخفاءه كل هذه المدة دون توصل اولئك العملاء على أية معلومه تدل على مكانه، وبالرغم مما تمارسه بعض الدول من حصار اجرامي ظالم للضغط ومحاولة الاستدلال على مكان ذلك الجندي الذي دخل على ظهر دبابه ليقتل وينتهك الحرمات الا ان كل المحاولات باءت بالفشل فعلى المقاومه ان تصر على تحرير العدد الاكبر من الاسرى الفلسطينيين وألا تستمع لأولئك الذين يعتبرون انفسهم وسطاء وكأن الامر لا يعنيهم بل بات واضحاً انهم أصبحوا يمارسون دورهم باعتبارهم طرفاً منحازاً للصهيوني، وعلى المقاومه ان تستغل ما يرزح تحته مجرمي الكيان الصهيوني من ضغط شعبي لتحرير القاتل وأن تفرض شروطها ولا ترضي بما يمليه عليها الكيان الصهيوني بل تفرض شروطها عليه ولا تتنازل، فالاقوى هو الذي يفرض الشروط والمقاومه الفلسطينيه ليست بالضعف الذي يعاني منه الكيان الصهيوني فيما يتعلق بالاسير المجرم.فهل تعي المقاومه الفلسطينيه هذا الدرس؟؟؟؟؟؟؟
راضي الغوري / فلسطين
سمير قنطار عميد الاسرى العرب سجل اطول فترة سجن لعربي من خارج فلسطين في سجون الاحتلال تقارب الثلاثين عاماً، أما على المستوى الارقام القياسيه فقد سجل الاسير الفلسطيني سعيد العتبه أطول فترة سجن على الاطلاق عن الواحد والثلاثين عاماً ولا زال ابو الحكم خلف قضبان السجان الصهيوني، بالطبع لا يمكن نسيان وجود 11 ألف اسير فلسطيني خلف قضبان السجن بينهم 83 أسيره اضافة للاطفال، والفرق أن الاسرى الفلسطينيين "لا بواكي لهم".
فسمير القنطار كان تحريره بتصميم من حزب الله الذي وعد ألا يترك اسيراً في سجون المحتل وبخروجه والاربعة أسرى الاخرين يكون قد تم تحرير جميع الاسرى اللبنانيين من قيد المحتل الصهيوني، لكن تحرير العميد ذو مغزى مهم جداً وهو أن المحتل الصهيوني كان يصر بشكل لا جدال فيه أنه لا يمكن مبادلة من تلوثت يديه بدماء الصهاينه، وكذلك تفعل بالنسبة للاسرى الفلسطينيين، لكن اتمام صفقة التبادل يعطي الأمل لتحرير من ينطبق عليهم الوصف الصهيوني من أسرانا عندما توجد الارادة الصادقة التي تعمل بشكل جدي لتحريرهم، لكن وللأسف الشديد لا تحظى قضية اسرانا تحظى بأية أهمية، ففي الوقت الذي يخوض الكيان الصهيوني حرباً شرسة على لبنان صيف العام 2006 كان على رأس أولوياتها تحرير اسراه من حزب الله، لكن الزلزال اصابهم ولم يستطيعوا تحقيق أيا من اهدافهم، بل فرضت عليهم المقاومه اللبنانيه شروطها التي انصاعت لها مرغمة فكان لها موقفاً يُحسب لها بأن أصرت على اطلاق سراح جميع الاسرى اللبنانيين وعلى رأسهم العميد بالرغم من مماطلة الصهيوني إلا انه رضخ للأقوى، فالأقوى دائماً هو الذي يفرض شروطه والضعيف ينصاع لها وينفذها مرغماً، وعلى رجال المقاومه الفلسطينيه الاستفادة من هذا الدرس في صفقة تبادل الاسرى بالجندي جلعاد شاليط، فبالرغم من دخوله السنة الثالثة من الاسر وتوظيف الكيان الصهيوني دولاً للتجسس ومهاجمته القطاع تحت ذريعة تحريره إلا أنه فشل في معرفة مكانه وهذا يُحسب للمقاومه الفلسطينيه بقدرتها على اخفاءه كل هذه المدة دون توصل اولئك العملاء على أية معلومه تدل على مكانه، وبالرغم مما تمارسه بعض الدول من حصار اجرامي ظالم للضغط ومحاولة الاستدلال على مكان ذلك الجندي الذي دخل على ظهر دبابه ليقتل وينتهك الحرمات الا ان كل المحاولات باءت بالفشل فعلى المقاومه ان تصر على تحرير العدد الاكبر من الاسرى الفلسطينيين وألا تستمع لأولئك الذين يعتبرون انفسهم وسطاء وكأن الامر لا يعنيهم بل بات واضحاً انهم أصبحوا يمارسون دورهم باعتبارهم طرفاً منحازاً للصهيوني، وعلى المقاومه ان تستغل ما يرزح تحته مجرمي الكيان الصهيوني من ضغط شعبي لتحرير القاتل وأن تفرض شروطها ولا ترضي بما يمليه عليها الكيان الصهيوني بل تفرض شروطها عليه ولا تتنازل، فالاقوى هو الذي يفرض الشروط والمقاومه الفلسطينيه ليست بالضعف الذي يعاني منه الكيان الصهيوني فيما يتعلق بالاسير المجرم.فهل تعي المقاومه الفلسطينيه هذا الدرس؟؟؟؟؟؟؟
راضي الغوري / فلسطين