الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ايران بين التورط وفقدان السيطرة بقلم : علي الياسري

تاريخ النشر : 2008-07-16
بقلم : علي الياسري


قيل قديما ان احد البلهاء الذين لايجيدون الاختيار قد وقف في اختبار على رأس مثلث متساوي الاضلاع وقد وضع في كل زاوية طعاما كثيرا وكان منهوك القوى بسبب الجوع الذي اعتراه . لم يستطع صاحبنا التفكير في أي الاتجاهين من مثلث المتساوي الاضلاع يسلك . بقي واقفا حتى اغمي عليه بسبب عدم قدرته على الاختيار .
وقد يكون القرار في بعض الاحيان صعبا يتعلق في الاستمرار والديمومة للفرد او المجتمع . وما اصعب تلك القرارات التي توجب علينا الاعتراف بعمل يوجب علينا العقوبة او التوبيخ او يلزمنا العار ماحيينا .
المقدمة التي سردناها لها تطبيقات واقعية في حياتنا اليومية كافراد ولها في حياة الشعوب ونظم الحكم قرارات تجعل منها قمة في المثالية لانها بالتاكيد ستكون عاملا مهما في تصحيح السلوك والعمل على استنهاض كل الطاقات من اجل تلافي ماصدر من سوء في الاحكام والتصرفات القديمة .
فاليابان التي كابرت ابان الحرب العالمية جاءها اليوم الذي تقف فيها عند حدودها وتعترف بالهزيمة الموجعة نتيجة التكبر والعنجهية العسكرية السائدة لديها انذاك . لتقوم من جديد فتبني مستقبلها مستندة على سوء تصرفها
وتحسين قراراتها مصحوبة بالحكمة مراعية بذلك المصلحة العامة .
ومااشبه اليوم بالبارحة . فاالاتهامات الواقعية التي تتعرض لها الجمهورية الاسلامية في ايران المستندة الى اعترافات وادلة تدين تدخلها السافر ودعمها اللامحدود للمليشيات الشيعية والتنظيمات السنية والعديد من الاسلحة والقذائف الصاروخية حديثة الصنع تجعلها امام الخيار الصعب .
فلم يبقى امام ايران سوى احتمالين . فالحكومة الايرانية تنكر ان قوة القدس التابعة للحرس الثوري الاسلامي وراء التدخل والنفوذ العسكري القاتل في العراق . فاما ان هذه كذبة واما ان تكون الحكومة الايرانية قد فقدت السيطرة على حدودها او مخازن اسلحتها . كما يعني ذلك ايضا ان هنالك عناصر مارقة تعمل في ايران منفصلة عن الحكومة ودون علمها وخارج سيطرتها ايضا وتقوم في الخفاء بامداد المليشات المتمردة وعناصر القاعدة في العراق بالاسلحة . وتحاول ايران التمادي في انكار هذه الانشطة ولكن الاحداث الاخيرة في ميناء البصرة كشفت للعالم عن مدى توغل ايران في العراق في العمليات العسكرية الشريرة التي تقوم قوة القدس بها لاثارة القلاقل في العراق فضلا عن مسئولية فيلق الحرس الثوري الايراني عن مصرع 923 مواطنا عراقيا في الشهر المنصرم والتي لاتزال ثابتة بالادلة القاطعة . فقد استعاد المسءولون العراقييون هاونات وصواريخ ومتفجرات عليها اختام بتواريخ حديثة وعلامات دالة على تصنيعها في ايران . والجماعات الخاصة والمليشيات غير القانونية تعتمد كليا على مواردها الايرانية لكي تقوض الحكومة العراقية وتستخدم ايران وكلائها من الشيعة المحليين كادوات للقوة الايرانية في داخل العراق . فاحمدي نجاد ووعوده الكثيرة بوقف الدعم لم تكن كافية لعملاء قوة القدس التابعة للحرس الثوري التي ترتكب الفضائع وتدرب الاخرين وتجهزهم للعمل بذات القدرة فلا نرى يوما جديدا قد وضحت فيه الصورة التي تكلم عنها احمدي نجاد بوقف ذلك الدعم .
وهنا ايضا للمرة الثانية اما ان ايران فاقدة للمصداقية واما انها فقدت السيطرة على دوائرها الاستخباراتية التي لابد انها تقوم بسرقة القنابل المضادة للدروع والصواريخ من عيار 107 ملم وتهريبها الى داخل العراق والمتلقي الرئيسي لهذا السخاء هو (مقتدى الصدر ) كبير المتمردين في العراق ووريث احدى كبار الاسر الدينية في العراق . وقد تصدر جيش المهدي بعضا من اشد القتال شراسة في الصراع الطائفي في العراق في محاولة منه لابعاد المسلمين السنة عن دائرة نفوذه . كما ان لايران دورا كبيرا في تشجيع هذا العنف الطائفي مستعينة بعدو الامس وصديق اليوم من القوميين العرب في اداء مهامها القذرة .
واعترافا من طهران بضعفها امام الاتهامات في التدخل المباشر . فهي تستخدم اسلوبا خفيا في العراق وبعد ان قبضت قوات الامن العراقية على 20 عميلا ايرانيا في كانون2 2007 زادت ايران تركيزها على تدريب المقاتلين المتمردين من الجماعات الخاصة على اراضيها وعلى توريد الاسلحة لتاجيج نيران الطائفية والعنف وسواءا كانت اساليبها خفية او لم تكن فهي مؤذية وفعالة ..
وقد صرح اللواء قاسم عطا : لقد تم اطلاق 712 صاروخا وقذيفة هاون خلال الشهر المنصرم من صواريخ الكاتيوشا والمتفجرات والقنابل الذكية من التي تزرع على جوانب الطرق وقنابل ذكية ايرانية الصنع ...
ويشير اعضاء المليشيات المعتقلين الى عمق التورط الايراني في اعمال العنف الاخيرة وقال الفريق الركن عبود كمبر هاشم :ان 82 شخصا لقوا مصرعهم واصيب 476 اخرين في اطلاق الصواريخ ونيران الهاونات في بغداد
ومعظمها اطلق من مدينة الصدر ويبدوا ان هدف ايران من استمرار تدخلها في العراق .
ولو اطلعنا على تصريحات القادة الايرانيين لراينا العجب العجاب في الكذب والخديعة فقد قال المتحدث بأسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي الحسيني . ان هذه الادعاءات غير المسئولة تتعارض مع علاقات الجوار الطيبة بين ايران والعراق . واننا نرفضها بشدة ولو كان صحيحا مايدعيه الحسيني من ان هدف ايران الحقيقي هو المساعدة في استعادة امن العراق وان الحدود المشتركة مع العراق هي من اكثر حدود ايران امنا ..
فاما ان الحسيني يكذب او ان ايران عاجزة تماما عن تحقيق اهداف سياستها الخارجية وانها فقدت بذلك كل سيطرة لها على حدودها وعلى جهاز امنها الداخلي وفي كلا الحالتين تواجه ايران مشكلة تتعلق بالمصداقية وهناك عديد من الاسباب التي يسيل لها لعاب حكام ايران في تاجيج الحرب الطائفية واثارة القلاقل التي تريدالحؤول دون حدوث المصالحة المرجوة بين اطياف المجتمع العراقي . ان النظام الديمقراطي الذي نامل ان يثبت اركانه في العراق على اساس احترام الانسان أي كان لونه وجنسه ودينه ودولة قوية قانونية ذات سيادة وصوت دولي مسموع هو جل ماتخشاه الجمهورية الاسلامية الايرانية . ان الذين يتوقعون او يرجون من سقوط الجمهورية الرابعة في العراق ان يكون هذا البلد ضعيفا وارض سهلة للاغتصاب سيكونون بعون الله خاطئين وستثبت الايام المقبلة ذلك
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف