الأخبار
مقتل نائب قائد البحرية الروسية بهجوم صاروخي أوكرانيغولان يتهم حكومة نتنياهو بالمماطلة السياسية في صفقة الأسرىتدهور الحالة الصحية للأسيرة فداء عساف وظروف مأساوية للأسيرات في "الدامون"البرلمان العربي يدين التصريحات الإسرائيلية الداعية لضم الضفة الغربية"الداخلية" بغزة: نحذّر من التعامل مع"مؤسسة غزة الإنسانية" وسنتخذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق المتورطينتقرير أممي يكشف عن 60 شركة عالمية كبرى متورطة في دعم حرب الإبادة الإسرائيليةالاحتلال يعتقل 21 مواطنا بينهم طلبة ثانوية عامة من سلفيتاليابان تستعد لزلزال محتمل قد يودي بحياة 300 ألف شخصاستشهاد ثلاثة أسرى محررين مبعدين إلى قطاع غزة بينهم مقدسيتفاصيل اتصال هاتفي بين ويتكوف ووزير الخارجية المصري بشأن الصفقة المرتقبة في غزة"العفو الدولية": إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين في غزةلبنان: جيش الاحتلال يتسلل إلى بلدة كفركلا ويفجر منزلاًتحقيق لـ(الغارديان) ينشر معلومات مروّعة عن القنبلة التي استخدمها الاحتلال في قصف كافتيريا "الباقة"طائرة غامضة في سماء إيران: مسيّرة إسرائيلية غير معروفة تُسقطها الدفاعات الجوية قرب كاشان"العليا الإسرائيلية" تصدر قراراً بتجميد هدم 104 مبانٍ في مخيم طولكرم
2025/7/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

للمصالحة مقدمات بقلم:محمد مخربان

تاريخ النشر : 2008-07-15
يبدو أن المبادرة التي أطلقها السيد نايف حواتمه إرتد صداها ولاقت تجاوباً من كل الفصائل بما فيها حركة فتح والرئاسة، وكان التعبير بإطلاق مبادرة تدعو لتشكيل لجنة حوار ، هذه الدعوة التي لم وتجد أذاناً صاغية لدى قيادة حماس، وبالإعلان عن رفضها. بما يعني أن كل مبادرة أو حراك لا يتناسب مع شروط حماس محكوم سلفاً بالرفض، وبما يكشف بوضوع كامل حقيقة وجوهر السلوك الحمساوي.
وعندما سألنا في مقال سابق عن مدى إستعداد قيادة حماس لتقبل مبادرة السيد نايف حواتمه، كنا ندرك أن قيادة حماس تنأى بنفسها بعيداً عن الخوض في القضايا الإستراتيجية، وتحاول جاهدة الإبتعاد عن الدخول في جدل المواقف المفصلية، أو تلك التي تعتبرها " إنجازات" حمساوية.
لقد إتفق الجميع في الساحة الفلسطينية أن حركة الأنقلاب الذي نفذته حماس ، لم تكن مجرد ردة فعل، أو إجراء تصحيحي لبعض السلوكيات السلبية، بل عملية منظمة ومهيأة كان قد جرى الإعداد لها سلفاً، ولأن الإنقلاب موفقاً نجم عن إنقساماً حاداً في الكينونة الفلسطينية، السياسية والجغرافية، فقد شكل نقطة إنعطاف حادة في الخارطة السياسية والجغرافية الفلسطينية، بما خلق نظاميين وموقفين متناقضين ومتناحرين، أضعفا الموقف الكلي أثراُ عميقاً في الحراك السياسي على المستويين الإقليمي والدولي.هذه القضية هي التي تشغل المساحة الأكبر في المساعي الحثيثة لمعظم القادة الفلسطينيين، على إختلاف أطيافهم، من حيث هي الهم والهاجس اليومي الذي ينذر بمخاطر كبيره تطال المشروع الوطني برمته.
المشكلة تكمن اليوم في قناعات الفصائل والقوى الوطنية التي لم تصل بعد إلى حد اليقين بأن ما قامت به قيادة حماس في قطاع غزة سينعكس سلباً على كل الكيانية الفلسطينية ونسيجها الإجتماعي والسياسي. هو مشروع يتعاطى ويتناقض مع المشروع الوطني، مشروع ظلامي يسعى لهدم وتدمير كل إنجاز سابق، مشروع شمولي لا يعترف بالآخر وحقه بالشراكة. هذا هو بإختصار شديد جوهر المشروع الحمساوي. لذلك ينبغي أن تدرك فصائل وقوى العمل الوطني أن الأزمة لا تتعلق بالخلاف بين فتح وحماس ولا بإشكالية حماس مع السلطة، الأزمة الراهنة تطال الجميع. وعليه، فعلى الجميع تحمل مسؤولية إنهاء الأزمة والإقلاع كلياً عن لعب دور الوسطية الذي لن يقود إلا إلى المزيد من تمادي حماس والسير قدماً في تنفيذ مشروعها. المطلوب موقف واضح وحازم يسهم في خلق مناخ جديد يدفع القيادة إلى إعادة حساباتها .
أما الدعوة التي أطلقها الرئيس اليمني على عبد الله صالح والتي دعى فيها حركتي فتح وحماس لللقاء في الدوحة لإجراء مصالحة بين الطرفين على غرار إتفاق المصالحة الذي عقدته القوى السياسية اللبنانية في العاصمة القطرية. ودون الخوض في تفاصيل هذه الدعـــوة وإشكالـيــاتـهـا، نلحظ الحماسة الفائقة التي تبديها قيادة حماس لهذه الدعوة، بما يعني تعمدها حصر المشكلة مع حركة فتح والسلطة، وبما يعني إستبعاد وتهميش دور الفصائل. ومع كل الإحترام والتقدير لدعوة الرئيس اليمني إلا أنه ينبغي التشديد على أن تكون المصالحة بمشاركة كافة قوى العمل الوطني الفلسطيني وأن يكون الحوار جماعياً وشاملاً، لأن مشكلة حماس ليست مع فتح والسلطــة وحسب، بل مع الكل الفلسطيني. الإنقلاب طال بتداعياته السياسية والميدانية كل الشعب الفلسطيني بكل تلاوينه الإجتماعية والفكرية والسياسية، لذلك نرى الكل معني وذي صلة بالحل.
قيادة السلطة وحركة فتح معنيتان أكثر من غيرهما، وفي هذه اللحظة الخاصة، التمسك بمبدأ الحوار الجماعي. ينبغي توسيع دائرة الإصطفاف حول الشرعية، توسيع وتعميق الوحدة الوطنية لأن في ذلك قوة للسلطة ولفتح وعزلاً وتهميشاً لحماس.

محمد مخربان
كاتب فلسطيني- لبنان
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف