الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عبد الكريم قاسم مجرم قتلته جرائمه بقلم:د.علي جواد الكاظم

تاريخ النشر : 2008-07-15
عبد الكريم قاسم مجرم قتلته جرائمه
د.علي جواد الكاظم
تمكن عبد الكريم قاسم بعد قيام ثورة 14 تموز من التسلط على مقادير السلطة و تحكم بمصير البلاد و العباد وذلك عن طريق الغدر بإخوانه قادة ثورة 14 تموز الآخرين، الذين ساقهم إلى السجون و ساحات الإعدام، وجعل السلطة حكرا له و لعصابته من المجرمين القتلة أمثال عبد الكريم الجدة و طه الشيخ احمد ووصفي طاهر كما فعل صدام عندما جعل السلطة و الحزب مجرد أدوات لخدمة الذات.

لم يتوانى هذا الزعيم الدكتاتوري الأوحد الذي كان يحلو له أن يسمي نفسه بهذا اللقب عن ارتكاب أفظع الجرائم و اكبر المذابح و الجرائم بحق العراق و أهله، وأول جرائمه هي استفراده بالسلطة وتحويل حكمه إلى أبشع حكم دكتاتوري فردي اسود حيث أصبح هو المتحكم با لرقاب و الأموال و الأعراض و النواميس، وانتقى أربعة وخمسين لقبا من ألقاب الطغيان التي تعبر عن جنون العظمة التي ملأت أركان نفسيته المريضة معتقدا أن العناية الإلهية هي التي اصطفته لحكم العراق، وهو الأمي الذي يقول عنه مرافقه جاسم كاظم العزاوي انه لم يقرا كتابا واحدا طيلة مدة حكمه الأسود الذي دام أربعة سنوات ونصف، و بذلك فكان بدكتاتوريته وفرديته هو القاضي و هو الشاهد وهو الجمهور وهو قاعة المحكمة و هو المحامي و هو الجلاد.

ومن جرائم عبد الكريم قاسم الأخرى الكبيرة تجرؤه على القران الكريم بإصداره قانون المساواة بين الرجل و الأنثى في الإرث وهو الحاكم الوحيد في العراق الذي تجرا على هذه الجريمة الكبرى، وبما إن الإرث من حدود الله فانه تعدى بذلك حدود الله وظلم نفسه تقول نص الآيات الكريمات عن موضوع الإرث بالذات ( تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ) وبذلك عصى عبد الكريم قاسم الله و رسوله و تعدى حدوده و بذلك دخل نار جهنم خالدا فيها وله عذاب مهين.

ومن جرائمه الكبرى الأخرى استناده في حكمه إلى الحزب الشيوعي الخائن فأطلق يد الشيوعيين الملحدين ليرتكبوا أفظع الجرائم وأبشع الماسي وأسالوا الدماء الغزيرة في حمامات دم يخجل منها هولاكو وجنكيز خان، وقام الشيوعيون بسحل الناس في الشوارع وهم أحياء أو بعد قتلهم وأقاموا المحاكم الدموية الوحشية كمحكمة المهداوي ابن خالة الزعيم الأوحد ومحكمة حسن الركاع في المسيب ومحكمة عدنان القصاب في الموصل والتي كانت تقام في الشوارع و الساحات العامة، إذ كانوا يربطون الضحية من رجليها بسيارتين تسيران اتجاهين اتجاهين مختلفين ليشقوا الضحية إلى نصفين و هي حية، وأقام الشيوعيون المذابح في الموصل و كركوك والدملماجة والكاظمية و المسيب و البصرة وقتلوا النساء و الأطفال ومنها مذبحة الأطفال في كركوك حيث جلبوا إلى عبد الكريم قاسم رؤوس الأطفال المقطوعة، ومن جرائمهم بحق النساء جريمة قتل و سحل الشهيدة حفصة العمري وهي شابة تبلغ من العمر (22) عاما حيث قتلوها بالمدي و العصي وسحلوها في شوارع الموصل و علقوا ما بقي من جثتها الطاهرة على أعمدة الكهرباء، وذلك بعد ان قتلوا والدها الشهيد الحاج علي العمري وسحلوه في الشوارع، و من جرائمهم كذلك قتل وسحل الإمام الشهيد الشيخ هاشم عبد السلام و الإمام الشهيد الشيخ توفيق النعيمي، وكذلك جريمتهم البشعة في مدينة الكاظمية المقدسة حيث قتلوا الشهيد أموري الطويل بقناني المياه الغازية و السكاكين وسحلوا جثته الطاهرة عبر شوارع المدينة و عبروا جسر الأئمة وهم يسحلونها حيث تصدى لها أهالي الاعظمية الكرام وردوهم على أعقابهم و استلموا الجثة و غسلوها و كفنونها و صلي عليها وغير ذلك كثير و كثير.

كانت تتم كل هذه الجرائم و الماسي و حمامات الدم تحت ظل حكم الدكتاتور المستبد عبد الكريم قاسم و هتافات الشيوعيين القائلة ( عيني كريم للإمام ديمقراطية و سلام) و ( ما كو مؤامرة اتصير و الحبال موجودة) وهتافهم الأسود ( اعدم اعدم لا تكول ما عندي وقت أعدمهم الليلة) و( ارواح الشعب فدوه لابن قاسم) و بدعم الجواهري الذي قال في قصيدته مخاطبا الزعيم الأوحد:-

فضيق الحبل واشدد من خناقهم /// فربما كان في إرخائه ضرر





وذلك قبل أن ينشق عن الزعيم الأوحد ليعيش لاجئا في الخارج ويصف عبد الكريم قاسم بأبشع النعوت و الصفات ومنها أن عبد الكريم قاسم كان يحمل في نفسه جبنا فظيعا وكما ذكر ذلك في مذكراته المنشورة مؤخرا.

ومن جرائمه غدره بالضباط الأحرار قادة ثورة 14 تموز الذين عاشوا معه في بيت واحد وقاسموه رغيف الخبز و شظف العيش و الحياة المشتركة لسنين طويلة.

ومن جرائم عبد الكريم قاسم هي خطيئته الكبرى التي ارتكبها في يوم 20 -9-1959 عندما أقدم على إعدام تسعة عشر ضابطا من ضباط الجيش العراقي ومنهم أخوانه قادة ثورة 14 تموز الشهيد ناظم الطبقجلي و الشهيد رفعت الحاج سري و غيرهم، و ذلك بعد طالب المقبور فاضل عباس المهداوي بمحاكمتهم بتهمة الاشتراك في ثورة الشهيد عبد الوهاب الشواف التي قامت في 8-3-1959 و هو يعلم ان الشهيد الطبقجلي و الحاج سري لم يشتركا فيها بدليل أن الشهيد الطبقجلي بعد ان عاد إلى مسكنه في بغداد بعد ثورة الشواف و بكامل صفته العسكرية و حرسه فقد طلب عبد الكريم قاسم طلب منه تولي وزارة الأعمار إلا أن الشهيد الطبقجلي رفض ذلك لأنه تيقن إن الزعيم الأوحد يقصد من ذلك التغطية على جرائمه.

لقد اصدر المجرم المهداوي على هؤلاء الشهداء البررة حكم الاعدام في يوم 16 9 1959 ولم يتورع الطاغية عبد الكريم قاسم على التصديق على الحكم و تنفيذ في 20 9 1959 فكان الأمر كله يدور بين الزعيم و ابن خالته الذي اصدر الحكم وقام هو بالتصديق عليه وتنفيذه، ولم تنفع معه كل النصائح التي قدمها له العلماء ومراجع الدين لكي يمتنع عن ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء ولكنه أبى و أصر و استكبر فتلطخت يداه بدماء هؤلاء الشهداء الأبرار لتكون معولا يهدم حكمه و عمره.

بعد أن نفذ المجرم عبد الكريم قاسم جريمته النكراء بإعدام إخوانه الضباط الأحرار و التي تمت بإشراف المجرم الشيوعي العقيد سعيد مطر الذي اشرف بنفسه القذرة على إعدامهم في ساحة أم الطبول ببغداد و التي بني فيها واحد من اكبر المساجد في بغداد بعد أن تم إزالة حكم الطاغية عبد الكريم قاسم.

وفي يوم 7 10 1959 أي بعد 17 يوما تم معاقبة عبد الكريم قاسم على هذه الجريمة وغيرها وذلك في محاولة اغتياله في شارع الرشيد التي نجا منها بحكمة من الله تعالى لكي يبقيه ليوم يذل فيه ويخزى ويحاكم على جرائمه التي لا تعد ولا تحصى، ولو انصاع عبد الكريم قاسم إلى نصائح العلماء و مراجع الدين بالامتناع عن إعدامهم لكان خيراً له في الدنيا و الآخر، ولو انه فعل مثل ما فعل الرئيس عبد السلام محمد عرف عندما انصاع لنصائح العلماء ومراجع الدين بالعفو عن ثلاثة عشر من الشيوعيين الذين أعلنوا توبتهم ولم تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء، وكذلك عفو عبد السلام و عبد الرحمن محمد عارف عن الذين قاموا بانقلابات عسكرية ضدهم و لم تتلطخ أيديهم بدماء عفت أنفسهم عنها وكان لهم الخير في الدنيا و الآخرة.

و في يوم الرابع عشر من رمضان المبارك عام 1383هـ قام الجيش العراقي بثورة مباركة ضد هذا الصنم الأوحد حيث قامت طائراته بدك وزارة الدفاع التي كان يتحصن فيها وانهارت معنوياته وقواه واستسلم للثوار الذين اعتقلوه وساقوه إلى دار الإذاعة ،عندها تذكر صديقه القديم الفريق طه يحيى الذي كان الزعيم الأوحد وطاهر يحيى و الطبقجي وعبد السلام عارف في خلية واحدة في جولاء ضمن تنظيمات الضباط الأحرار، واتصل به مستنجداً أن ينقذه من الإعدام فجاء الجواب من الصديق الوفي لإخوانه قائلا أئتنا بالطبقجلي و سنعفوا عنك ولما كان ذلك محالا فكان إعدامه محتما، اعدم عبد الكريم قاسم مع عدد من أعوانه المجرمين وهم فاضل مهداوي و طه الشيخ احمد وكنعان حداد.

وأراد الشيوعيون إنقاذ حليفهم فأصدروا بيانا ودعوا أنصارهم لحمل السلاح وإعادة المجازر و المذابح و سحل الناس وسفك الدماء وإعادة حمامات الدم من جديد وسحل الناس فتصدى الجيش و الشعب لهم ودمرهم غير مأسوف عليهم والى جهنم وبئس المصير.

إن من عجيب الاتفاقات أن تقع ذكرى كل هذه الأحداث وإعدام السفاح عبد الكريم قاسم في هذا العام في شهر رمضان المعظم ففي 16 9 1959 اصدر المهداوي بحق الشهداء الأبرارحكم الاعدام، وبعد أربعة أيام وفي 20 9 1959 نفذ الحكم الظالم فيهم، وفي 7 10 1959 نفذت أول محاولة للاقتصاص من عبد الكريم قاسم، وقامت ثورة الرابع عشر من رمضان للاقتصاص من المجرم الذي ظن انه ناج إلى الأبد وان العقاب لا يمكن إن يطاله في الدنيا و هو لا يعلم أن عذاب الآخرة اشد و أخزى.

أما الحزب الشيوعي فانه فبقي مصرا على السير في دروب الكفر و الإلحاد والخيانة للدين و الوطن فانضم إلى البعثييين في جبهة سوداء قذرة عام 1973م ليعمل مخبرا ذليلا وخسيئا نذلا ليخبر عن الناس ويقدم المعلومات عنهم لأجهزة الأمن و المخابرات البعثية وخاصة تجسسه على أبناء الحركة الإسلامية، وحمل السلاح ليقاتل الأكراد دفاعا عن حكومة البعث فتصور أي حزب متخلف هذا.

ولا ننسى جريمة الحزب الشيوعي عندما اخبر البكر عن حركة الجيش العراقي لإسقاط البعثيين وذلك عندما أخبرته السفارة السوفيتية في بغداد عن الحركة و ضباطها فتم إجهاضها وبذلك ليدوم حكم العبثين 35 عاما ارتكبوا فيها أفظع الجرائم وأسوئها و يتحمل وزر ذلك الشيوعيون مع إخوانهم البعثيين.

وختم الحزب الشيوعي حياته بأعظم جريمة وذلك عندما انضم إلى الاحتلال الأمريكي الصليبي الصهيوني للعراق ليحوز أعلى درجات الخزي و العار، ولما كان هذا الحزب منعدم الشعبية ومكروها عند العراقيين فانه انتمى إلى قائمة أياد علاوي ألبعثي السابق ليفوز بمقعد أو مقعدين في مجلس النواب المصادق عليه أمريكيا.

أن ما فعله عبد الكريم قاسم وأعوانه الشيوعيون هم أساس محنة الشعب العراقي اليوم فول لم يرتكبوا المجازر الوحشية و يحفزوا الشعب للثار و الانتقام لما أعطوا للعبثيين مشروعية لوجودهم في مقاومتهم ولا ما تمكن هؤلاء للعودة للحكم ثانية في 17 تموز 1978 وبدعم المخابرات الأمريكية وبشخص عبد الرزاق النايف.

إن ما كتبناه أعلاه هو نزر يسير ونقطة في بحر من جرائم عبد الكريم قاسم وأعوانه الشيوعيين وإلا فان الامر يحتاج الى مجلدات بكاملها .

و أخيرا ينبغي ان لا نسى ( السفرطاس) الذي يحاول بعض التافهين من الأميين أن يتذرعوا به للدفاع عن قاسم السفاح و الشيوعيين و جرائمهم ليستدلوا بـ (السفرطاس) على زهده وبساطته، ويا ليت انه زهد في الدماء والأرواح واحترم الإسلام ولم يخرب العراق و يدمر شعبه و ليأكل يوميا عشرين خروفا فان ذلك كان أولى له من أن يقتل غيره ونفسه ويخلد في نار جهنم مذموما مدحورا.
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف