الأخبار
مقتل نائب قائد البحرية الروسية بهجوم صاروخي أوكرانيغولان يتهم حكومة نتنياهو بالمماطلة السياسية في صفقة الأسرىتدهور الحالة الصحية للأسيرة فداء عساف وظروف مأساوية للأسيرات في "الدامون"البرلمان العربي يدين التصريحات الإسرائيلية الداعية لضم الضفة الغربية"الداخلية" بغزة: نحذّر من التعامل مع"مؤسسة غزة الإنسانية" وسنتخذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق المتورطينتقرير أممي يكشف عن 60 شركة عالمية كبرى متورطة في دعم حرب الإبادة الإسرائيليةالاحتلال يعتقل 21 مواطنا بينهم طلبة ثانوية عامة من سلفيتاليابان تستعد لزلزال محتمل قد يودي بحياة 300 ألف شخصاستشهاد ثلاثة أسرى محررين مبعدين إلى قطاع غزة بينهم مقدسيتفاصيل اتصال هاتفي بين ويتكوف ووزير الخارجية المصري بشأن الصفقة المرتقبة في غزة"العفو الدولية": إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين في غزةلبنان: جيش الاحتلال يتسلل إلى بلدة كفركلا ويفجر منزلاًتحقيق لـ(الغارديان) ينشر معلومات مروّعة عن القنبلة التي استخدمها الاحتلال في قصف كافتيريا "الباقة"طائرة غامضة في سماء إيران: مسيّرة إسرائيلية غير معروفة تُسقطها الدفاعات الجوية قرب كاشان"العليا الإسرائيلية" تصدر قراراً بتجميد هدم 104 مبانٍ في مخيم طولكرم
2025/7/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الاتحاد من أجل المتوسط وقضايانا العربية بقلم:عزيز العرباوي

تاريخ النشر : 2008-07-14
الاتحاد من أجل المتوسط وقضايانا العربية بقلم:عزيز العرباوي
- الاتحاد من أجل المتوسط وقضايانا العربية -


نجح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في جمع أزيد من 40 زعيما ورئيسا لدول حوض البحر الأبيض المتوسط في باريس من أجل تأسيس اتحاد جديد بديل لمسار برشلونة الذي استوفى أهدافه ولم يحقق ما تصبو إليه الدول التي شاركت فيه حينها . ونجح ساركوزي أيضا في جمع ولأول مرة بين الرئيس السوري ورئيس حكومة إسرائيل هدفا منه في لعب دور بارز في عملية السلام بالشرق الأوسط وخلق جو جديد من الحركية من أجل فتح باب المفاوضات الذي أغلق بعد انحياز الإدارة الأمريكية لإسرائيل على حساب العرب والفلسطينيين . واستطاع ساركوزي الذي إلى وقت قريب كان محط أنظار الصحافة الفرنسية والعالمية التي كانت تعتبره رئيسا فاشلا لا يبحث إلا عن تحقيق ملذاته الشخصية دون الاهتمام بالقضايا الوطنية لفرنسا العظمى ، أن يعمل على جعل فرنسا في الواجهة في بعض القضايا العالمية والتي تعرف الكثير من المشاكل وتستعصي على الحل بل لا يستطيع الأطراف المتصارعة فيها الاتفاق على الجلوس على طاولة المفاوضات والحوار .

نجاح ساركوزي هذا والذي جعل العديد من الأوساط تنظر إليه بعين التفاؤل في المستقبل بدور فرنسا في العديد من القضايا الدولية والتي كانت قد استقالت من هذا الدور في عهد شيراك الذي لم يستطع أن يقدم أو يؤخر في كل قضية كان يقترح تدخل بلاده فيها للمساهمة في إيجاد صيغة للتوافق . إضافة إلى سيطرة الإدراة الأمريكية بقيادة جورج بوش الذي لم يترك أي فرصة لأي قوة دولية عظمى للتدخل في قضايا الشرق الأوسط بالذات . هنا يمكننا أن نرى إلى ساركوزي رؤية جديدة قد تكون منصفة في حقه تجاه بلده ووطنه فرنسا على الخصوص ، وبالتالي فإنه يستطيع أن يفخر اليوم بأنه قد فعل شيئا لفرنسا بإعادتها إلى المنتظم الدولي والتأثير فيه بدل شيراك الذي قتل تفاعلها وتأثيرها .

قد نخالف ساركوزي الرؤية فيما يخص قضايانا العربية والقومية ، وقد نرى غير ما يرى هو والسياسيون الغربيون كلهم تجاهنا وتجاه قضايانا ، ولكن كلمة الحق في هذا الرجل يجب أن تقال بحيث نجد فيه ذلك الوطني الغيور على بلده ووطنه خلافا لحكامنا الذين يتهافتون على كل ما يعود إليهم بالخير دون أوطانهم وشعوبهم . ولذلك فكل سياسات ساركوزي لحد الآن تظهر أن الرجل يبحث لفرنسا عن موطيء قدم لها في العالم وهذا من حقه .

إن الاتحاد من أجل المتوسط الذي استطاع ساركوزي أن يضع له لبنة التأسيس بدعم من 43 دولة تنتشر على حوض البحر الأبيض المتوسط الجنوبي والشمالي معا ، لهو رؤية يجب النظر إليها بعين الشك خاصة وأنها جاءت في وقت تمر فيه القضية العربية الأولى من مشاكل داخلية بين الفرقاء الفلسطينيين وخارجية تجاه الصهاينة ودول الجوار ذاتها ، إضافة إلى بروز نية صريحة للمفاوضات بين سوريا وإسرائيل وكذلك فتح باب الحوار مع إيران واحتواء بعض أقطاب الممانعة في المنطقة لعزل المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا عن الدعم الرسمي سواء من طرف سوريا أو إيران أو غيرهما من الدول في العالم ... وهذه الرؤية هي التي يمكنها أن تكون صائبة مادامت العديد من السياسات الغربية تنحو نحو أخذ زمام المبادرة للتفاوض مع هذه الدول من يد أمريكا لتفادي الحزازات معها . الغريب في الأمر هو أن هذا الاتحاد لم يجب عن الكثير من الأسئلة ولم يبادر إلى مناقشة العديد من القضايا التي تعرفها منطقة جنوب البحر الأبيض المتوسط كقضية الصحراء المغربية أو اتحاد المغرب العربي ومآله في المستقبل وقضايا الهجرة والإرهاب ، بل اقتصر النقاش فيه على القضية العربية الإسرائيلية وكأني بهم يريدون جمع الدول العربية التي تتحفظ على التطبيع لإقناعها به والمشاركة في حل المشكلة وتقبل الأمر الواقع ألا وهو إسرائيل كدولة يهودية والضغط على الفلسطينيين بقبول الشروط الصهيونية من أجل إقامة دولة فلسطينية حسب المعايير الغربية والصهيونية .

لقد آلت رئاسة الاتحاد إلى مصر وهذا الأمر فيه الكثير من الارتياب بحيث أن المجتمعين في باريس اقتنعوا بأن مصر هي الوحيدة القادرة على التدخل في القضية وتقريب وجهات النظر بين الإسرائيليين والفلسطينيين المعتدلين المتمثلين في السلطة الرئاسية في رام الله ، وبأنها دولة الاعتدال في المنطقة وأنها تربطها معاهدة سلام مع إسرائيل منذ عشرات السنين لم تخرق منذ توقيعها من الطرفين ، ولذلك فرئاستها للاتحاد سيعطي له قدرة على خلق مبادرات جديدة لجمع الأطراف . خلافا للمغرب الذي أبان عن إرادته في رئاسة الاتحاد حيث كان له السبق في إبداع الفكرة ودفع ساركوزي لاقتراحه والذهاب فيه ، لأن المغرب لا يمكنه أن يفرض رؤيته على بعض الأطراف في الاتحاد لخلق تأثير في المنطقة وحل قضاياها بل سيدفع بكل ما أوتي من قوة لو آل إليه ترؤس الاتحاد إلى تبني قضية الصحراء وبعض الأطراف فيه لا تحب ذلك كالجزائر مثلا ....



عزيز العرباوي
كاتب وشاعر
[email protected]
http://www.elaphblog.com/page.aspx?U=548
http://arbawi.maktoobblog.com
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف