الأخبار
تنديد عربي واسع بتصريحات إسرائيلية تدعو لفرض السيادة على الضفة الغربيةبريطانيا تحظر منظمة "بالستاين أكشن" المناصرة لفلسطينوزارة الأوقاف بغزة توضّح بشأن نفاد القبور في معظم مناطق القطاعأميركا تدرس تسليح إسرائيل بقاذفات الشبح "B-2" في خطوة غير مسبوقةمفاوضات غزة.. واشنطن ستدعم التمديد بعد هدنة 60 يومًا في هذه الحالةوزير إسرائيلي: مؤشرات إيجابية على اختراق قريب في مفاوضات غزةسوريا: مقتل وإصابة مدنيين بانفجار صهريج وقود في حماةالحكومة الفلسطينية: جهود مستمرة لوقف العدوان والإفراج عن أموالنا المحتجزةتقنيات أمان البيتكوين: كيف تحافظ على أموالك؟تفاصيل مقتل جندي إسرائيلي وإصابة ثمانية آخرين بكمائن في حي الشجاعيةمن جديد.. نتنياهو يتعهّد بـ"القضاء" على حماس واستعادة الأسرىسويسرا تبدأ إجراءات لإغلاق مكتب "مؤسسة غزة الإنسانية" في جنيف(حماس): نجري مشاورات وطنية لمناقشة مقترحات الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار بغزةارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين إدارياً في سجون الاحتلال إلى 22غزة: 142 شهيداً و487 جريحاً وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعة
2025/7/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأزمات السياسية ومتاهة ارتفاع الأسعار في العالم بقلم : محمد خليفة

تاريخ النشر : 2008-07-13
الأزمات السياسية ومتاهة ارتفاع الأسعار في العالم بقلم : محمد خليفة
الأزمات السياسية ومتاهة ارتفاع الأسعار في العالم


بقلم : محمد خليفة / كاتب من الإمارات
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع الإلكتروني : http://www.mohammedkhalifa.com

على الرغم من الانتصارات الإنسانية المتلاحقة في ميادين علمية واقتصادية متعددة ، فإن المجمّع الإنساني اليوم يواجه مجموعة كبيرة من التحديات المصيرية ، ومنها أزمة ارتفاع الأسعار في العالم التي لم يسبق لها مثيل في أي وقت مضى . وما يحدث اليوم في هذا العالم يمسّ كل دولة وشعب ، لا بل كل فرد في هذا الكون ، وفي ذلك إشارة صريحة إلى معطيات جديدة تهدد شعوب العالم . ويعني أن مشكلات العالم هي مشكلات إنسانية واحدة تواجه كل المجتمعات والأفراد والجماعات في آن واحد . والشيء الأكثر أهمية هو الطابع الكوني لعملية التنمية والنماء التي تحتاج إلى تنسيق وتعاون أكثر اتساعاً وشمولاً وخاصة في مجال مكافحة الفقر حيث تشير البيانات الإحصائية إلى وجود 3 مليار إنسان يعانون من الفقر المدقع ، 800 مليون منهم ينامون جياعاً ، مليار ونصف إنسان لا يحصلون على مياه صالحة للشرب ، ومليار شخص أو أكثر يعملون دون الوصول إلى الحدّ الأدنى للحياة والوجود . ويحدث هذا في وقت طغت فيه ظاهرة ارتفاع الأسعار والخدمات في أسواق العالم على ما عداها من القضايا العالمية ، وهي تحديات خطيرة حتى أصبحت الهمَّ الأساسي للحكومات المختلفة . ولعل منبع القلق في هذه الظاهرة ، هو أنها تمسُّ أمن واستقرار المجتمعات البشرية ، وتهدد دوام واستمرار هذه الحضارة المعاصرة . وتعددت التفسيرات حول أسباب ظاهرة ارتفاع الأسعار ، إلاّ أن معظم هذه التفسيرات تحيل الأمر إما إلى عوامل طبيعية كالجفاف والأوبئة التي تصيب المحاصيل الزراعية ، أو إلى الاستهلاك المتزايد لموارد الطبيعة كالنفط والغاز . لكن السبب الأساسي لهذه الظاهرة ما زال الخبراء والمختصون يغضون الطرف عنه ، بقصد أو من دون قصد . ونعني بذلك انهيار الدولار ودخول العالم أجمع في أزمة اقتصادية هائلة ، فالدولار الذي تم تبنيه في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 كعملة عالمية تُقاس على أساسها العملات المختلفة ، لم يعد اليوم يتمتع بمزية العملة العالمية من حيث الثبات والاستقرار . فقد أصبح خاضعاً للتجاذبات بسبب ضعف الاقتصاد الأمريكي ، مما أدى إلى حدوث بلبلة في أسواق العالم ، وأصبحت السلع التي تتدفّق من هنا إلى هناك أو من هذه الدولة إلى تلك ، تخضع لتغيرات في الأسعار ليس بسبب أن الدولة المصدّرة لها قد زادت من أسعارها ، بل لأن عملة هذه الدولة الوطنية ارتفعت أمام الدولار . فإذا كانت سلعة معيّنة تنتجها دولة بسعر (10) دولار ، وتبيعها بسعر (12) دولار ، فإنها بعد انخفاض سعر صرف الدولار في السوق العالمية ، لم تعد قادرة على بيع نفس السلعة بسعر (12) دولار ، بل ستبيعها بسعر (14) دولار . والمشكلة في الأمر أن الولايات المتحدة تعلم تماماً أن سبب التضخّم الاقتصادي الحاصل في أسواق العالم ، هو ضعف اقتصادها ، وبالتالي انخفاض سعر عملتها . ولكنها لا تبادر إلى إنقاذ العالم من الكارثة التي تُحيق به من خلال إلغاء عملتها كعملة عالمية واعتماد معدن الذهب كمعيار وحيد لعملات العالم . ولا شك أن الولايات المتحدة إذا فعلت هذا الأمر ، فإن السوق العالمية ستعود إلى الاستقرار من جديد . لكن الذي يملك شيئاً يعزُّ عليه أن يفقده ، والولايات المتحدة التي نصّبت نفسها كدولة قائدة للعالم ، يصعب عليها أن تفقد هذه المكانة وأن تتحوّل إلى دولة مثلها مثل الدول الأخرى . ولذا فهي سوف تصرّ على مكتسباتها العالمية وخاصة في موضوع الدولار . وهذا الأمر سيعيد العالم إلى الأزمة الاقتصادية التي حدثت عام 1929 ، وكان السبب الأساسي فيها هو تراجع القوة الاقتصادية البريطانية التي كانت قائدة لاقتصاد العالم لصالح قوى اقتصادية أخرى جديدة كالولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق وألمانيا . وقد حدث آنذاك كساد عالمي وارتفعت أسعار المواد والسلع وانتهى الأمر إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939 . وقد وضعت هذه الحرب نهاية للأزمة الاقتصادية العالمية ، إلاّ أنها في الوقت نفسه ، دمّرت أوروبا وحطّمت كل قوتها ، وظهرت قوتان جديدتان هما: الولايات المتحدة في الغرب ، والاتحاد السوفيتي السابق في الشرق . وقطعاً أن الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية سوف تستمر مترافقة مع الضعف المستمر للدولار حتى تبلغ هذه الأزمة أقصاها ، وعند ذلك ستندلع الحرب العالمية الثالثة بين القوة الأمريكية المنهارة والقوى الجديدة الطامحة ، وهي الصين وروسيا وبعض الدول الكبيرة الأخرى في آسيا وأمريكا اللاتينية . وهذه الحرب القادمة ، لا محالة ، سوف تنهي الأزمة الاقتصادية العالمية ، كما أنها ستؤدي إلى ولادة عالم جديد بوجوه عالمية مختلفة عن الوجوه الحالية .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف