الأخبار
تدهور الحالة الصحية للأسيرة فداء عساف وظروف مأساوية للأسيرات في "الدامون"البرلمان العربي يدين التصريحات الإسرائيلية الداعية لضم الضفة الغربية"الداخلية" بغزة: نحذّر من التعامل مع"مؤسسة غزة الإنسانية" وسنتخذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق المتورطينتقرير أممي يكشف عن 60 شركة عالمية كبرى متورطة في دعم حرب الإبادة الإسرائيليةالاحتلال يعتقل 21 مواطنا بينهم طلبة ثانوية عامة من سلفيتاليابان تستعد لزلزال محتمل قد يودي بحياة 300 ألف شخصاستشهاد ثلاثة أسرى محررين مبعدين إلى قطاع غزة بينهم مقدسيتفاصيل اتصال هاتفي بين ويتكوف ووزير الخارجية المصري بشأن الصفقة المرتقبة في غزة"العفو الدولية": إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين في غزةلبنان: جيش الاحتلال يتسلل إلى بلدة كفركلا ويفجر منزلاًتحقيق لـ(الغارديان) ينشر معلومات مروّعة عن القنبلة التي استخدمها الاحتلال في قصف كافتيريا "الباقة"طائرة غامضة في سماء إيران: مسيّرة إسرائيلية غير معروفة تُسقطها الدفاعات الجوية قرب كاشان"العليا الإسرائيلية" تصدر قراراً بتجميد هدم 104 مبانٍ في مخيم طولكرمالمجلس الوطني: دعوة تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة تطور بالغ الخطورة وتوجه عدوانيما الهدف من تدشين السعودية أول سرية من منظومة "ثاد" الأميركية؟
2025/7/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أمريكا في الميزان ... همس الرب , وحب النفط , وهوس الحرب بقلم:علي المطيري

تاريخ النشر : 2008-07-11
أمريكا في الميزان ..همس الرب , حب النفط , هوس الحرب


لاشك أن التصريحات التي كان يطلقها الكابوي الأمريكي , بوش الكذاب المنافق الدجال والقواد والديوث , إذ بان حملته الإنتخابية الصورية , كان يفهم منها, أنه بصدد تفعيل إرادة الرب الذي همس في أذنه ,,,, أن العدو للعالم هو الإسلام ويستلزم أن تبدأ الحرب بإسم الصليب , أي أنها حرب صليبية ضد الإسلام ,,,, ثم إنطلقت مراكز البحوث الإستراتيجية لإعطاء وصفات الفكرة العامة للبدء بالخطوة لذلك , مع تبيان الحيثيات التي تستند عليها أمريكا لشن الحرب , متلازمة مع همسة ذلك الرب في أذن بوش الكذاب ,بنبوة جديدة وعهد جديد أيضا ,أي أن هذه الحرب يجب أن تقوم على أساس ديني محض , ربما أو قد يكون من المؤكد أن هذه الإشارة مصدرها الفاتيكان , والذي هو اساسا لعبة بيد الصهيونية العالمية .


ولتكريس هذا المفهوم بين الوسط السياسي المناوئ للإسلام , خصصت الأموال الداعمة للعديد من وسائل الإعلام , والتي بدورها ركزت على تلك المفاهيم التي إعتمدها المخطط لهذه الحرب الآتية , لاسيما وأننا شاهدنا الكثير من الأفلام السينمائية قد تحدثت بطرق فنية محترفة , عن هجومات وضربات مفترضة تتعرض لها أمريكا , وكيفية التغلب على المهاجمين والرد بضربات أقوى وأشد , وكأن هذه الأفلام هي المناورات التي تقوم بها أمريكا من أجل إستعراض الخطط التي أعدتها لإعاقة العدو من الوصول الى اهدافه , وقد أشارة الى دور الفرد الأمريكي في حال وقوع هذه الحرب .

الدراسات المقدمة بهذا الشأن , تميزت بقصر نظرها , وإبتعادها عن المتغيرات التي من الممكن حصولها تاليا , ليس في موازين القوى المعروفة فحسب, إنما لم تحسب التقدم الحاصل في وعي الشعوب وحاضرة تفكيرها , لأن هذا لايمكن حسابه لافي الدراسات والبحوث , ولافي جهاز الحاسوب , لذا هي تعاملت على أسس مادية مرئية , خالية من أي تصورات معنوية , فوقعت في الكثير من الأخطاء التي أدت الى الفشل الذريع في أغلب المحطات التي توقفت عندها .


وثمة أمر مهم وفي غاية الخطورة , قد أغفلته هذه الدراسات هو, كم هي الكلفة الحقيقية لتلك الحرب إن هي قامت وإشتعل أوارها , وهل يمكن تحقيق مكاسبا تكون موازية لتلك الكلفة أم انها اقل , فإذا كانت أقل فما جدواها إذن , وماهي الكلفة الزمنية لها , فإذا هي إستمرت لفترة طويلة , فأين هو الأمن والإستقرار الذي يمكن أن يتحقق منها , ومعروف أن الدولة التي تحارب, هي دائما في حالة كر وفر وفي كافة الميادين , وهي معرضة للخسائر البشرية فضلا عن المادية , إذن لابد أن تكون حربا خاطفة وسريعة وتحقق الأهداف التي من اجلها أضرمت نارها .


أمر آخر كان في عداد النسيان ربما , لأمريكا مصالح إستراتيجية في المنطقة التي تريد محاربتها , ولغة المصالح صعبة جد إذا مادخلت في حالت الحرب والسلم , صحيح قد يكون أخذت بحسابها جزء من المنطقة وهي عازمة على تحييدها عن دائرة الصراع , لكن هذا ليس صحيحا فيما لو وقعت الحرب , على إعتبار أن الحرب القادمة, هي حرب الصواريخ والقاذفات البعيدة المدى والمتوسطة , كيف يمكن لنيران تلك الصوريخ أن لايطال من حيدتهم , ثم لأمريكا قواعد ووحدات عسكرية منتشرة فيها , وهي الآن بالمدى من نيران الصواريخ الصغيرة .


صحيح أن أمريكا حينما غزت العراق , لم يعترضها أحد , لأن حالة العراق في تقديرنا المتواضع , حالة خاصة إذا ما اخذنا بنظر الإعتبار, أن الظروف السياسية العالمية ( خصوصا الأكاذيب التي ساقتها أمريكا والدعاية المفبركة وخنق الصوت الدولي والرشاوى ) , كانت نوعما جاهزة للإقضاض على العراق, وذبحه من الوريد الى الوريد , بالرغم من ان هناك دولا كانت لها حساباتها, التي لاتقل شأنا عن تلك الأمريكية , كانت رافضة للغزو , لكنها بالنتيجة تعاملت مع الموقف النهائي, بما إستجد من وضع جديد , أي أن سياسة الأمر الواقع هي التي تحدد المواقف .


نعم , لاننكر أن أمريكا قد ضغطت بكل قوتها, من أجل تهيأت الظروف اللازمة لنجاح مخططها , وقللت منها على حلفائها , ومررت الكثير من مشاريعها التكتيكية , وخلقت لها أدوات ضاغطة في المنطقة , وهؤلاء أثروا بشكل أو بآخر في الكثير من الأمور ومجرياتها , وعرقلوا بكل خباثة سياسة الممناعة والصمود لدى القوى الوطنية , لكنها, بنفس الوقت تعرضت ومن يدور في فلكها, الى الكثير من الصفعات والنكبات , والتي لم تحسب لها أي حساب, لأنها وببساطة لم تستطع أن تدخل شيفرتها في الحاسوب الآلي لتحصل على النتائج .




من أهم المصالح التي تهم امريكا في المنطقة , هو النفط , هذه الطاقة الحيوية والمهمة التي لايمكن للعالم حاليا أن يستغني عنها أو أن يجد البديل لها , ماعدا ( الطاقة النووية ) وهي ليست متاحة للجميع ,(في مقال سابق لنا بينا فيه أن الدول النفطية أهم بكثير لأمريكا من حلفائها السياسيين في 10 / 6 / 2008 , المنشور على نفس الموقع ), إذن كيف السبيل الى نقطة الفصل بين ماهو حلم سياسي , وبين كلفته الإقتصادية الباهضة , ومن المحتمل الخسارة الكبرى , المتمثلة بالخروج الكامل من التأثير في السياسة الدولية , مع فقدان تلك المصالح نهائيا .


في الأيام الخوالي كانت امريكا تدق طبول الحرب , بعد أن حددت العدو وسمته بمحور الشر , وكالت الكثير من التهم الملفقة , وساقت الأكاذيب كما هي عادتها , لكن بعد أن تلقت تلك النكبات والصفعات من ذلك المحور الذي حددته ظلما وعدوانا , تغيرت البوصلة الى إتجاه آخر , فبعد الحدة في نبرة التصريحات خفت وإتخذت مسارا آخر , وحسبت الأمور بدقة هذه المرة, لئلا تقع في الفخ المنصوب لها, إن هي إقتربت من عرين الأسد .


أمريكا اليوم على يقين تام, أنها لو فكرت في توجيه ضربة عسكرية منفردة أو مشتركة الى الجمهورية الإسلامية في إيران المجاهدة , ستكون لها تداعيات كبيرة على المنطقة برمتها هي على التوالي :::
أولا :: الفشل الذريع لتلك الضربة لأنها لاتحقق من الأهداف المرسومة لها من شئ .

ثانيا :: وضع المنطقة على شفا حفرة من الإنهيار السياسي والإقتصادي وخلق ظاهرة بيئية ملوثة تعم المنطقة كلها , وهذا مالايسمح بها بعض الفرقاء كتركيا مثلا , وهي التي تتوجس من أن يستغل الأكراد حالة الفوضى التي ستعم المنطقة ويعلنون إنفصالهم ,مشكلين بذلك مع اكراد العراق وإيران وسوريا دولتهم المزعومة , وهذا أيضا ليس بصالح أمريكا على المدى البعيد .
ثالثا ::تقديمها خدمة مجانية للمسلمين,هي القضاء على الوجود الصهيوني نهائيا في فلسطين وتحريرها من براثن اليهود , وذلك لتحرك الحلفاء , سوريا على الجولان , والمقاومة الإسلامية في لبنان على شمال فلسطين , والداخل الفلسطيني عامة دون إستثناء , وسيجد الأردن نفسه مضطرا للتماهي مع التحرك العربي والإسلامي وينسى كل مابينه وبين الكيان الصهيوني من معاهدات أو ماشابه, وهذا سيؤدي الى الإنهيار الكامل للكيان الصهيوني , وبالتالي نهايته الى الأبد .
رابعا :: القضاء على الكثير بل كل الأنظمة السياسية الموالية لها في المنطقة ,من خلال إشتثمار المعارضة في كل تلك البلدان للوضع الجديد , وبالتالي تحريض الشعوب للقيام بالأعمال المسلحة لإستلام الحكم , وهنا فقدت أهم حلقة لها في العمق السياسي وإنتهاء مصالحها هناك .
خامسا :: السماح لبعض القوى الناهضة, مستغلة حالة الفوضى نتيجة الحرب القائمة للتدخل, وتعريض المنطقة الى نوع وشكل آخر من الغزو والإحتلال أو من الممكن الإنتداب الطويل , وهذا أيضا بدوره سينهي الوجود الأمريكي ومصالحه ونحو ذلك .
سادسا :: خسارتها الحتمية للطاقة النفطية والى الأبد , على أساس التدخل الذي سيحصل لاحقا , وأمريكا في الواقع ليس لها القدرة أمام المارد الصيني أو الهندي أو الروسي , إذا ماعرفنا أن الجغرافية المشتركة بينهما تسهل عملية التدخل ودون تاخير , بينما امريكا يتطلب منها جسورا جوية وبحرية كي تدعم قواتها وهذا مكلف ماليا لأن الزمان والمكان عنصران مهمان في هذا الأمر .
سابعا :: خلق حالة سياسية معادية للأمريكان إدارة وشعبا , وهذا يرفضه الشعب الأمريكي قطعا , لأنه في الأصل من دول عدة وله إرتباطات عائلية , فضلا عن مصالحه الخاصة .
وبالجملة , نعتقد أن كل ماتقدم هو بحد ذاته كارثة بكل أبعادها لو حصلت , وليس بعيدا أن تؤدي الى حرب عالمية تشترك بها كل الدول , لأن المصالح متداخلة والآلة الحربية متنوعة والآيدلوجيات مختلفة ومتضادة , أي أن الأجواء السياسية العالمية مهيأ جد لهذا الإحتمال .

إذن لابد للإدارة الأمريكية, وهي على وشك أن تودع عالم الحكم بل قل السياسة كلها , لأنها فشلت بكل رموزها, من أن تخلق جوا سياسيا عالميا متوازنا يحفظ للجميع مصالحه المتنوعة , بل هي على العكس تماما , لذا من الأجدى لها أن تغادر هذا العالم وبكل هدوء , الجمهورية الإسلامية في إيران , هي اليوم أكثر قوة ومنعة , لها تحالفاتها الإستراتيجية مع العديد من دول العالم , وهي عضوة في الكثير من التحالفات الكبرى , منظمة شنغهاي مثالا , وللعالم مصالح كبيرة في المنطقة صمام الأمان فيها هي إيران , وإيران النووية هي في النادي النووي لامحال وقريبا , وينبغي على أمريكا وحلفائها أن تأخذ بحساباتها , تمدد إيران الى أمريكا الجنوبية وخلق تحالفات عميقة وطويلة الأجل , وهذا يعني أن أمريكا قد تفقد عمقها الجغرافي والسياسي في ( كما تسميها الحديقة الخلفية لأمريكا ) خصوصا أن هناك إحتقانا جماهيريا وشعبيا وحتى سياسيا ضد سياستها المتعجرفة .

إجمالا , نعتقد أن أمريكا أضعف من أن تقوم بأي مغامرة أو حماقة ضد أي بلد آمن, وشعب يريد العيش والتعايش مع العالم بكرامة وعزة وإباء , ونعتقد مهما تحركت على أية جهة , ونقصد , وهي تتخلى عن حماقة الحرب , فإن كل الجهات موصدة , لأن الجبهات الداخلية للجمهورية الإسلامية قوية ومتينة , كما نذكر, أن منظمة منافقي خلق , منبوذة شعبيا في الداخل الإيراني , والأحوازيون متماسكون في جبهتهم الوطنية الداخلية ضمن الجمهورية , والبلوش , والكرد , هما كذلك , وننصح أمريكا أن لاتعول على أي منهم , لأنهم لاينكرون خير الجمهورية عليهم مطلقا , ونذكر أيضا أن الجمهورية , ليست العراق ولا الشعب الإيراني هو نفسه العراقي .

أما بوش هذا السئ الحظ , فليذهب الى الرب الذي همس بإذنه ويعتذر منه لقبول النبوة , لأنه لايصلح لها , لأن النبوة تتطلب الصدق , وبوش هذا من أكبر الكذابين والمنافقين والدجالين والقوادين والديوثين على وجه المعمورة , ونقول للشعب الأمريكي , كما تريد أن تعيش بأمن وأمان وإستقرار وتسعى لتوفير لقمة العيش بسهولة , كذلك غيرك تواق لهذا , فلا توفر الغطاء الشعبي لهذه الإدارة المسعورة لترتكب حماقة في المنطقة, من أجل أن تحتفظ بصداقة بقية الشعوب , لأنها ستترك الحكم وأنت باق .



علي المطيري
10 / 7 / 2008
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف