الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الوعي العربي فشل أيديولوجي بقلم:تحسين يحيى أبو عاصي

تاريخ النشر : 2008-07-10
الوعي العربي فشل أيديولوجي
تحسين يحيى أبو عاصي
فلسطين
كثيرا ما تراودنا مجموعة من الأسئلة عن أسباب تخلف العرب ، رغم الإمكانيات والثروات التي يملكونها ، والتي توازي أو تفوق كثيرا من الدول المتقدمة .
وبعيدا عن شماعة أمريكا وإسرائيل والغرب ، والتي يسهل على الفاشلين تعليق ملابسهم القذرة عليها ؛ لتبرير عجزهم المتراكم وضعفهم الفاضح ولا مسئولياتهم المعيبة في تحمل مسئولية اتخاذ القرار .
فهل الأسباب الكامنة من وراء التخلف العربي ، هي أسباب متأصلة في طبيعة تكوين بنيتهم الذهنية والنفسية ، بحيث لا يمكن البتة التعامل معها ، وصرنا كما يقول المثل العربي : المائل عن المعوج معتدل ، فألفنا الاعوجاج لدرجة القناعة به ، أم أن هناك أسبابا أخرى لا بد من البحث عنها بحثا موضوعيا علميا جادا ، خاصة ونحن نرى الشباب العربي يقف اليوم على ناصية مفترق طرق خطير ، لا يتمكن من خلاله تحديد هدفه أو طريقه في مسيرة التوجه الفكري والمعتقدي ، أمام المشكلات ومظاهر العنف والتخلف والضياع ، وأمام التحديات التي تلعب بالوعي العربي وتهدد هويته ووجوده ، مقابل مظاهر الحرية والتقدم والتطور والرخاء والبناء في كثير من دول العالم ؟ .
فما الذي يمنع الوعي العربي من الوثوب والنهضة واليقظة من سباته العميق وترنحه المذل ؟ وما الذي يحول بينهم وبين تقدمهم في جميع مجالات الحياة ؟ ، هل هو الوعي والفكرة ؟، وأية فكرة يمكن أن تنهض بالعالم العربي مع أن الغرب يحكمه تقريبا فكرة شبه واحدة ؟ .
لقد حكم العرب القوميون والاشتراكيون والعلمانيون وكان العرب في عهدهم يترنحون تخلفا .
المشكلات الأخلاقية في جميع دول العالم تقريبا متشابهة ، ولكنها لا تقف حائلا أمام التطور والنهوض في أوروبا وأمريكا وروسيا وتركيا والصين واليابان وسنغافورة والكيان الغاصب ، والوعي الذاتي لسكان تلك البلاد على سبيل المثال يدفعهم نحو التقدم نحو آفاق واسعة من الإبداع والازدهار .
وإذا كان الغرب هو سيد العالم اليوم ، فهو لا يقف حجر عثرة أمام تطوير الذات العربية والمجتمعية ، ولا يمنع من بناء حضارة أو تشكيل حالة من الوعي تؤدي إلى النهوض والتقدم ، فلماذا يعجز العرب عن إنشاء المصانع ومحاربة التصحر ، وبناء المؤسسات والاكتفاء الذاتي على الأقل معتمدين على أنفسهم ، بدلا من الاعتماد على الغير من حبة القمح إلى الطائرة ، على الرغم من أن أرض السودان الزراعية وحدها تكفي لإطعام كل العالم العربي هل تمنع أمريكا السودان من الزراعة ؟ وهل تمنع أمريكا أي دولة عربية من بناء المصانع والسدود ، وإنشاء المصانع ؟ أم أن الوعي العربي لا يملك من مقومات الحركة ما يؤهله لتحمل مسئوليته ؟
لقد افتقر الوعي العربي إلى كل شيء حتى إلى التعامل الإنساني البسيط مع المواطن المسكين ، وامتلأت ملفاتهم في قضايا انتهاكات حقوق الإنسان لأعلى النسب العالمية وفق تقارير مؤسسات هيئة الأمم المتحدة .
لماذا تهاجر العقول المبدعة وأصحاب التخصصات النوعية إلى خارج الوطن ؟ وما معنى أن نجد كثيرا من الأحياء السكنية المنتشرة في طول الوطن العربي وعرضه بدون بنية تحتية ولا كهرباء ولا مياه ولا حتى تليفونا واحدا ؟ هذا هو الواقع في كثير من الدول العربية ، في المغرب وسورية والسعودية ، واليمن والسودان ولبنان ، والأردن وفلسطين والعراق حتى قبل احتلالها ، ورأيت بعضها بأم عيني وسمعنا عن الكثير حتى المواصلات المؤدية إليها قليلة ، والخدمات الطبية والتعليمية المقدمة ضعيفة ، فأين الوعي العربي هنا ؟ وهل تمنع أمريكا من ذلك كله ؟ ليس دفاعا عن أمريكا ولا حبا بها ، ولا اقتناعا بظلمها وغطرستها ، على الرغم من أن الجميع يدرك بأن الغرب هو وراء بناء السدود والقنوات ، والمصانع والموانئ والمطارات ، والمنشئات والأنفاق والأجهزة والآلات الكهربائية الموجودة الآن عند العرب ، وهل تمنعنا أمريكا من التجارة والصناعة والزراعة والتصدير والتطوير؟ أم أن الوعي العربي يفتقر إلى معرفة أسس ذلك كله وللأسف الشديد !!! .
ما الذي يمنع العرب من بناء معابر حدودية تليق ببني البشر؟ ما الذي يمنعهم من احترام آدمية الإنسان ؟ قارنوا على سبيل المثال لا الحصر بين معابر كل من فلسطين وليبيا والأردن وسوريا ومصر من جهة ، والمعابر الإسرائيلية من جهة أخرى مع الأسف الشديد ، ستجدوا العجب العجاب ، وعندئذ حدّث بما شئت ولا حرج عليك ، فهل لأن الوعي العربي غائب تماما كما قال شارون في مؤتمر صحفي عندما سؤل عن إتباع إسرائيل خطة هجوم على العرب سنة ( 1967 ) وهي نفس خطة الهجوم على العرب سنة ( 1956 ) قال وبالحرف الواحد : إنا نعتقد أن العرب لا يقرؤون وإذا قرؤوا لا يفهمون وإذا فهموا لا ينفذون !! .
أمام تراجع جميع النظريات والأفكار والمبادئ ، فالحل الوحيد للخروج من هذه الأزمة ، وللنهوض بالوعي العربي من براثنه هو الإسلام على منهاج النبوة والخلافة الراشدة ، ويكفينا قانونا واحدا من رب السماوات والأرض وهو (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ))

زيارتكم لمدونتي وتعليقاتكم عليها شرف كبير لي
www.tahsseen.jeeran.com مدونتي : واحة الكتاب والأدباء المغمورين
tahsseen.maktoobblog.com قلب يحترق في واحة خضراء
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف