
مسافرون .. بلا حقائب!
عطية الحسين
هم يرحلون؛ الواحد تلو الآخر؛ بعضهم يكتب ذكرياته، وآخرون يكتبون وصاياهم، ومن تبقى لديه قليل من الوقت، يقبِّل طفلته الصغيرة، ويربت على ظهر بكرِهِ مردداً: كن رجلاً يابني !! والرجال مفهوم نسبي ، وشديد التعقيد، لأن الذكورة وحدها لاتصنع الرجال، ولأن الشوارب، والذقون ، وخشونة الصوت، لاتوصل المرء إلى حقيقة الرجولة والرجال لأن تلك المفاهيم هي قيم، وأخلاق ، وثبات على الموقف، وتضحية،وصدق الكلام والانتماء، وفتح الصدور أمام الخطوب، والمحن،. والمواقف الصعبة.. لا الاختباء في الممرات المظلمة والجحور.. لذلك هم يسافرون دون حقائب.. يحملون في قلوبهم حب الوطن، والتراب، والأرض، ويموتون وقد نزفت صدورهم، وعيونهم معلقة في سماء الحرية والانتماء.. يموتون وظهورهم إلى جدار الوطن وعزته! إنهم الشهداء الذين يسقطون الواحد تلو الآخر، في غزة، حديقة العزة، والصمود والإيمان، يسقطون لأنهم قالوا لا للمؤامرات.. لا لهذا الكيان الغاصب المعتدي ولأمريكا التي تحلق ذقون بعض العرب، وتُركبها لبعضهم الآخر تحت تسميات جديدة وهم في ذروة نشوتهم وغبطتهم .. فأمريكا أعطتهم أشياء لايحلمون بها؟!! .. إنهم يسقطون شهداء لأنهم لم ينجرفوا مع أصحاب الأيادي السوداء الذين يراهنون على اسرائيل،وأمريكا كي تنصفهم وتعطيهم حقهم هكذا بمجرد لقاءات سرية. ولقاءات علنية.. وهذه من غرائب الأمور.. فكيف يصدقون إذ باللحظة التي يتصافحون بها، ويتفاوضون، ويتقاسمون الخبز والنبيذ مع اسرائيل في تلك اللحظة ينطلق الرصاص الاسرائيلي المصنوع في أمريكا إلى صدور العزل من الأطفال، والنساء، والشيوخ في غزة والضفة، ويسقطون شهداء دون مقدمات ، ويرحلون دون حقائب.. ودون وصايا ! ويتابعون شرب نخب الشهداء والمفاوضات التي تحقق السلام المزعوم الذي مرّ على ترديده أجيال دون فائدة.. ودون جدوى!! .. يسقط الشهداء ، والآخرون مشغولون (عرب.. وغير عرب، من أهرامات الجيزة إلى حدائق بابل المعلقة) باستقبال السيد بوش،وإذا أردنا أن نتعمق أكثر نقول:(النبي) بوش الذي وكَّله الرب بالحرب على الإرهاب، واحتلال العراق ، وأفغانستان وتقسيم . وتصنيف الدول والشعوب حسب إرادة (رب بوش) واسرائيل.. فهذه تستحق الحياة، والأخرى تستحق الموت ، والاعتقال ، والتدمير ، والتخريب يستقبلون بوش، بالرقصات، والدفوف ، والأهازيج، وكأنه قادم من كوكب آخر، وكأنه أحد القديسين والمخلصين، بوجه ملائكي.. متناسين الدماء التي امتصها، والشهداء الذين سقطوا على امتداد الساحة العربية بإرادته.. وبقواته الغازية.. حتى باللحظة التي كان يُقلّد بوش بالأوسمة.. في إحدى الدول العربية كان هناك في غزة يسقط عشرات الشهداء بالرصاص الأمريكي لاذنب لهم سوى أنهم يدافعون عن أرضهم، ويطالبون بحقهم في الحياة بوطنهم ..دون أن يتحرك رمش في عيونهم إلا أن السيد بوش كان قلقاً ليس على الشهداء إنما قلق على ارتفاع أسعار النفط.. وليس قلقاً على تدمير حضارة العراق الإنسانية. إنما كان مصدر خوفه برنامج ايران النووي على الأمة العربية.. متناسياً الترسانة النووية الاسرائيلية. يستقبلون بوش تحت اسم السياسة.. وهنا نقول: لعنة الله على مثل هذه السياسة التي لانستطيع أن نقول من خلالها- وعلى أقل تقدير بطريقة دبلوماسية- للمجرم، والقاتل، والسارق بأنه قاتل، وأنه لص.. وأنه مصاص دماء.. لذلك نقول ( لهؤلاء الساسة) دعوا الشعوب تقولها له على طريقتها وناموا في عروشكم كما طاب لكم النوم فدماء الشهداء ستلعن كل المتقاعسين ، والشعوب لن ترحم أحداً ذات يوم!!
عطية الحسين
هم يرحلون؛ الواحد تلو الآخر؛ بعضهم يكتب ذكرياته، وآخرون يكتبون وصاياهم، ومن تبقى لديه قليل من الوقت، يقبِّل طفلته الصغيرة، ويربت على ظهر بكرِهِ مردداً: كن رجلاً يابني !! والرجال مفهوم نسبي ، وشديد التعقيد، لأن الذكورة وحدها لاتصنع الرجال، ولأن الشوارب، والذقون ، وخشونة الصوت، لاتوصل المرء إلى حقيقة الرجولة والرجال لأن تلك المفاهيم هي قيم، وأخلاق ، وثبات على الموقف، وتضحية،وصدق الكلام والانتماء، وفتح الصدور أمام الخطوب، والمحن،. والمواقف الصعبة.. لا الاختباء في الممرات المظلمة والجحور.. لذلك هم يسافرون دون حقائب.. يحملون في قلوبهم حب الوطن، والتراب، والأرض، ويموتون وقد نزفت صدورهم، وعيونهم معلقة في سماء الحرية والانتماء.. يموتون وظهورهم إلى جدار الوطن وعزته! إنهم الشهداء الذين يسقطون الواحد تلو الآخر، في غزة، حديقة العزة، والصمود والإيمان، يسقطون لأنهم قالوا لا للمؤامرات.. لا لهذا الكيان الغاصب المعتدي ولأمريكا التي تحلق ذقون بعض العرب، وتُركبها لبعضهم الآخر تحت تسميات جديدة وهم في ذروة نشوتهم وغبطتهم .. فأمريكا أعطتهم أشياء لايحلمون بها؟!! .. إنهم يسقطون شهداء لأنهم لم ينجرفوا مع أصحاب الأيادي السوداء الذين يراهنون على اسرائيل،وأمريكا كي تنصفهم وتعطيهم حقهم هكذا بمجرد لقاءات سرية. ولقاءات علنية.. وهذه من غرائب الأمور.. فكيف يصدقون إذ باللحظة التي يتصافحون بها، ويتفاوضون، ويتقاسمون الخبز والنبيذ مع اسرائيل في تلك اللحظة ينطلق الرصاص الاسرائيلي المصنوع في أمريكا إلى صدور العزل من الأطفال، والنساء، والشيوخ في غزة والضفة، ويسقطون شهداء دون مقدمات ، ويرحلون دون حقائب.. ودون وصايا ! ويتابعون شرب نخب الشهداء والمفاوضات التي تحقق السلام المزعوم الذي مرّ على ترديده أجيال دون فائدة.. ودون جدوى!! .. يسقط الشهداء ، والآخرون مشغولون (عرب.. وغير عرب، من أهرامات الجيزة إلى حدائق بابل المعلقة) باستقبال السيد بوش،وإذا أردنا أن نتعمق أكثر نقول:(النبي) بوش الذي وكَّله الرب بالحرب على الإرهاب، واحتلال العراق ، وأفغانستان وتقسيم . وتصنيف الدول والشعوب حسب إرادة (رب بوش) واسرائيل.. فهذه تستحق الحياة، والأخرى تستحق الموت ، والاعتقال ، والتدمير ، والتخريب يستقبلون بوش، بالرقصات، والدفوف ، والأهازيج، وكأنه قادم من كوكب آخر، وكأنه أحد القديسين والمخلصين، بوجه ملائكي.. متناسين الدماء التي امتصها، والشهداء الذين سقطوا على امتداد الساحة العربية بإرادته.. وبقواته الغازية.. حتى باللحظة التي كان يُقلّد بوش بالأوسمة.. في إحدى الدول العربية كان هناك في غزة يسقط عشرات الشهداء بالرصاص الأمريكي لاذنب لهم سوى أنهم يدافعون عن أرضهم، ويطالبون بحقهم في الحياة بوطنهم ..دون أن يتحرك رمش في عيونهم إلا أن السيد بوش كان قلقاً ليس على الشهداء إنما قلق على ارتفاع أسعار النفط.. وليس قلقاً على تدمير حضارة العراق الإنسانية. إنما كان مصدر خوفه برنامج ايران النووي على الأمة العربية.. متناسياً الترسانة النووية الاسرائيلية. يستقبلون بوش تحت اسم السياسة.. وهنا نقول: لعنة الله على مثل هذه السياسة التي لانستطيع أن نقول من خلالها- وعلى أقل تقدير بطريقة دبلوماسية- للمجرم، والقاتل، والسارق بأنه قاتل، وأنه لص.. وأنه مصاص دماء.. لذلك نقول ( لهؤلاء الساسة) دعوا الشعوب تقولها له على طريقتها وناموا في عروشكم كما طاب لكم النوم فدماء الشهداء ستلعن كل المتقاعسين ، والشعوب لن ترحم أحداً ذات يوم!!