في الحلقة الأخيرة لبرنامج ما يسمى بشاهد على العصر، وأثناء الحديث عن سبب فرار حامد الجبوري خارج العراق تبين أن الرجل كان على صلة بضباط قبيلته الذين خططوا لمحاولة انقلاب باءت بالفشل. لقد ظل الجبوري طيلة حلقات شهادته يفخر بقبيلته الجبور مع أنه لا يلقي بالا للتناقضات الصارخة التي تصدر عن تصريحاته، فهو من جهة يؤكد أن أكثر من 90 في المائة من حرس الرئيس صدام من الجبور، ومن جهة أخرى يقول كنت أنام والرشاش بجانبي خوفا من أن يتعرض عرضي للاغتصاب في يوم من الأيام على أيدي ضباط صدام من الجبور. فكيف يجوز أن يمتنع الإنسان بقبيلته التي يفخر بها وفي نفس الوقت يخشى على نفسه وعرضه منها إلا أن تكون قبيلة الخيانة ؟؟
ولقد تحدث الجبوري عن اعتقال شقيقه ياسين سفير العراق في الجزائر على خلفية رفضه غزو العراق للكويت ، وهو يومئذ سفير في تونس ، ويذكر أنه عاد إلى بغداد والحالة أن أخاه كان موضوع شبهة دون أن يخشى على نفسه علما بأنه قال من قبل أن مجرد اصطحاب شقيقه الأكبر المريض من القصر الجمهوري إلى مطار بغداد وتخلفه عن الالتحاق بعمله لبعض الوقت كلفه إقالة من منصبه. فإذا كان اصطحاب الشقيق الأكبر المريض لمسافة ما بين القصر والمطار يعرض للإقالة فما هي عقوبة اتهام الشقيق الأصغر بالخيانة إلا أن يكون حامد الجبوري هو الذي وشى بشقيقه لدى صدام ، والوشاية دأب الجبور.
وعندما سأله المذيع المتحذلق عن حال شقيقه المعتقل قال ودأبه الحلف باليمين : والله كان يعامل معاملة جيدة من طرف ضابط مخابرات صديق ، وفي نفس الوقت نجده يشتكي من اعتقال شقيقه لمدة سبع سنوات فأي الخبرين أصح ؟.
وفي هذه الحلقة الأخيرة يكشف الجبوري القناع عن محاولة انقلاب الضباط والجنود الجبور بعدما استدرجه المذيع للحديث عن خوف صدام ممن كانوا يحيطون به وهم حسب رواية الجبوري 90 في المائة من الجبور ، فقال : لقد قال بعض الضباط الجبور كيف يمكن أن نخشى صدام ونحن كثر؟ وفكروا في محاولة انقلابية خلال استعراض عسكري ، ويتدخل المذيع الشاطر ليعقب بقوله : وكان صدام مولعا بالاستعراضات العسكرية فيجيب الجبوري : لم يعد كذلك بعد محاولة انقلاب الضباط الجبور الذين انكشف أمرهم قبل المحاولة. وهو يروي قصتهم أقسم كعادته بأنه لا يعرفهم بل سمع عنهم فقط ، ولكنه في نفس الوقت يذكر أنهم كانوا ضباطا صغارا لا علم لهم بتسيير الأمور في حال نجاح انقلابهم ليقول بعد ذلك وباعتزاز أنهم كانوا يعولون عليه بعد نجاح الانقلاب ليسير دفة الأمور، ثم ينهي كلامه ما كنت لأعود للعراق حتى لو أن هذا الخبر كان صحيحا ألف في المائة .ولعل الجبوري الذي رضع الخيانة من لبن الجبور هو الذي بلغ عن الضباط الجبور كما بلغ عن شقيقه ياسين ، وهو الذي كرر أكثر من مرة في شهادته أن العراقيين كانوا يتجسسون على أهلهم وذويهم خوفا من صدام.
وعندما سأله المذيع ـ وهو الذي يوحي إليه أحيانا بالجواب عندما يلاحظ تلعثمه ساخرا منه وهو يقهقه ـ عن سر إعلانه لفراره من العراق مع سفير العراق في كندا ليوصله للحديث عن الصفقة الانجليزية الأمريكية معه والمتعلقة بالتعاون نفى الجبوري التعاون وعمد إلى أسلوب الفخر الفارغ والقسم بالله العظيم بأنه لم يتعاون وأن السفير الأمريكي الحالي في مصر طلب منه اللقاء من أجل التعاون وأنه ورفض ذلك عدة مرات. وبدا المذيع يبتسم بخبث وهو يقول :لقد تعاونوا وعادوا إلى العراق على ظهر الدبابات.
لقد كشف الجبوري عن طبيعة الخيانة المتجذرة فيه ، فهو من خان أهله وأشقاءه ، و خان بعد ذلك صدام.
وعرفت الحلقة الأخيرة وقاحة من المذيع في حق ملك المغرب الراحل الحسن الثاني حيث ذكره الجبوري في معرض الحديث عن قساوة صدام وأنه قال له يوما : إن رئيسكم عندما يحضر القمم العربية نكون كأن على رؤوسنا الطير وأقسم على ذلك كعادته فعقب المذيع الوقح : الحسن الثاني المرعب يقول ذلك ؟ فيجيب الجبوري لا ،الله يرحم كان معتدا بنفسه ورغم ذلك قال هذا الكلام. ويخيل لمن يتابع هذا الكلام أن صداما كان إلها يمتد بأسه إلى خارج العراق ويخشاه أيضا الملوك من حجم المرحوم الحسن الثاني قائد القوات المسلحة الملكية وقائد أركان الحرب وبأس جيشه لا ينكره إلا جاهل أو غافل. ولا يمكن أن يصدر مثل هذا الكلام عن ملك المغرب الراحل حتى في حق الجبابرة فبالأحرى في حق قائد عربي شقيق. ومن يكون الجبوري لتزول الكلفة بينه وبين ملك المغرب إلى هذه الدرجة ؟؟
لقد كان هدف المذيع الوقح والشاهد المأجور تشويه سمعة صدام وإلا فالمرحوم الحسن الثاني لا زالت شهادته في صدام محفوظة وقد بثتها وسائل الإعلام وهو الذي لم يتردد يوما في وصف بعض الزعماء العرب بما فيهم من عيوب وبما يكرهون غير عابئ بأحد ، ولو كان له رأي في صدام لما تردد في إبدائه . ولعل الجبوري حرف الخبر إن صح لقاؤه مع الحسن الثاني فقد يكون قال له: يا جبوري أنتم أمام رئيسكم كأن على رؤوسكم الطير، فهذه رواية أقرب للمنطق والصواب خصوصا وأن الجبوري كان لا يستطيع المحافظة على وضوئه في حضرة صدام .
ويبلغ التناقض قمته في الحلقة الأخيرة من هذه المسرحية الهزلية عندما يزعم الجبوري أن صداما كلفه وشقيقه ياسين ـ ولعل ذلك كان لتخصصهما في الوشاية ونقل الأخبار ـ باستقصاء أخبار مدينة الحلة التي كان واليها ابن عم صدام هاشم المجيد ، وأنه حدثه عن أخبارها السيئة بسبب هاشم المجيد لمدة ساعتين علما بأنه قال: قبل تقديم التقرير لصدام أوحى له كلام صدام في هاشم ألا يذكره على لسانه وأنه فعل ذلك بالفعل لأن عشيرة الرئيس فوق الاتهام ، وهنا يتدخل المذيع ليسعف الشاهد المتردد في شهادته :ولكنك طلبت الأمان من صدام ، فيقول الجبوري : نعم ويتحدث عن ساعتين من الوشاية ولكنه لا يذكر منها شيئا عندما يريد المذيع مثالا واحدا ، وعندما تبدو الكذبة فوق الفضيحة يسوق الجبوري حكاية من كانوا يطردون من فيلاتهم إلى إيران ليستولي عليها جيش صدام من الجبور.
لقد مات صدام ميتة شرف ، وسيموت الجبوري ذليلا حقيرا كما ماتت شهادته التي جعلته قردا يعبث به مذيع قراد من أجل إرضاء الأسياد من المحتلين
ولقد تحدث الجبوري عن اعتقال شقيقه ياسين سفير العراق في الجزائر على خلفية رفضه غزو العراق للكويت ، وهو يومئذ سفير في تونس ، ويذكر أنه عاد إلى بغداد والحالة أن أخاه كان موضوع شبهة دون أن يخشى على نفسه علما بأنه قال من قبل أن مجرد اصطحاب شقيقه الأكبر المريض من القصر الجمهوري إلى مطار بغداد وتخلفه عن الالتحاق بعمله لبعض الوقت كلفه إقالة من منصبه. فإذا كان اصطحاب الشقيق الأكبر المريض لمسافة ما بين القصر والمطار يعرض للإقالة فما هي عقوبة اتهام الشقيق الأصغر بالخيانة إلا أن يكون حامد الجبوري هو الذي وشى بشقيقه لدى صدام ، والوشاية دأب الجبور.
وعندما سأله المذيع المتحذلق عن حال شقيقه المعتقل قال ودأبه الحلف باليمين : والله كان يعامل معاملة جيدة من طرف ضابط مخابرات صديق ، وفي نفس الوقت نجده يشتكي من اعتقال شقيقه لمدة سبع سنوات فأي الخبرين أصح ؟.
وفي هذه الحلقة الأخيرة يكشف الجبوري القناع عن محاولة انقلاب الضباط والجنود الجبور بعدما استدرجه المذيع للحديث عن خوف صدام ممن كانوا يحيطون به وهم حسب رواية الجبوري 90 في المائة من الجبور ، فقال : لقد قال بعض الضباط الجبور كيف يمكن أن نخشى صدام ونحن كثر؟ وفكروا في محاولة انقلابية خلال استعراض عسكري ، ويتدخل المذيع الشاطر ليعقب بقوله : وكان صدام مولعا بالاستعراضات العسكرية فيجيب الجبوري : لم يعد كذلك بعد محاولة انقلاب الضباط الجبور الذين انكشف أمرهم قبل المحاولة. وهو يروي قصتهم أقسم كعادته بأنه لا يعرفهم بل سمع عنهم فقط ، ولكنه في نفس الوقت يذكر أنهم كانوا ضباطا صغارا لا علم لهم بتسيير الأمور في حال نجاح انقلابهم ليقول بعد ذلك وباعتزاز أنهم كانوا يعولون عليه بعد نجاح الانقلاب ليسير دفة الأمور، ثم ينهي كلامه ما كنت لأعود للعراق حتى لو أن هذا الخبر كان صحيحا ألف في المائة .ولعل الجبوري الذي رضع الخيانة من لبن الجبور هو الذي بلغ عن الضباط الجبور كما بلغ عن شقيقه ياسين ، وهو الذي كرر أكثر من مرة في شهادته أن العراقيين كانوا يتجسسون على أهلهم وذويهم خوفا من صدام.
وعندما سأله المذيع ـ وهو الذي يوحي إليه أحيانا بالجواب عندما يلاحظ تلعثمه ساخرا منه وهو يقهقه ـ عن سر إعلانه لفراره من العراق مع سفير العراق في كندا ليوصله للحديث عن الصفقة الانجليزية الأمريكية معه والمتعلقة بالتعاون نفى الجبوري التعاون وعمد إلى أسلوب الفخر الفارغ والقسم بالله العظيم بأنه لم يتعاون وأن السفير الأمريكي الحالي في مصر طلب منه اللقاء من أجل التعاون وأنه ورفض ذلك عدة مرات. وبدا المذيع يبتسم بخبث وهو يقول :لقد تعاونوا وعادوا إلى العراق على ظهر الدبابات.
لقد كشف الجبوري عن طبيعة الخيانة المتجذرة فيه ، فهو من خان أهله وأشقاءه ، و خان بعد ذلك صدام.
وعرفت الحلقة الأخيرة وقاحة من المذيع في حق ملك المغرب الراحل الحسن الثاني حيث ذكره الجبوري في معرض الحديث عن قساوة صدام وأنه قال له يوما : إن رئيسكم عندما يحضر القمم العربية نكون كأن على رؤوسنا الطير وأقسم على ذلك كعادته فعقب المذيع الوقح : الحسن الثاني المرعب يقول ذلك ؟ فيجيب الجبوري لا ،الله يرحم كان معتدا بنفسه ورغم ذلك قال هذا الكلام. ويخيل لمن يتابع هذا الكلام أن صداما كان إلها يمتد بأسه إلى خارج العراق ويخشاه أيضا الملوك من حجم المرحوم الحسن الثاني قائد القوات المسلحة الملكية وقائد أركان الحرب وبأس جيشه لا ينكره إلا جاهل أو غافل. ولا يمكن أن يصدر مثل هذا الكلام عن ملك المغرب الراحل حتى في حق الجبابرة فبالأحرى في حق قائد عربي شقيق. ومن يكون الجبوري لتزول الكلفة بينه وبين ملك المغرب إلى هذه الدرجة ؟؟
لقد كان هدف المذيع الوقح والشاهد المأجور تشويه سمعة صدام وإلا فالمرحوم الحسن الثاني لا زالت شهادته في صدام محفوظة وقد بثتها وسائل الإعلام وهو الذي لم يتردد يوما في وصف بعض الزعماء العرب بما فيهم من عيوب وبما يكرهون غير عابئ بأحد ، ولو كان له رأي في صدام لما تردد في إبدائه . ولعل الجبوري حرف الخبر إن صح لقاؤه مع الحسن الثاني فقد يكون قال له: يا جبوري أنتم أمام رئيسكم كأن على رؤوسكم الطير، فهذه رواية أقرب للمنطق والصواب خصوصا وأن الجبوري كان لا يستطيع المحافظة على وضوئه في حضرة صدام .
ويبلغ التناقض قمته في الحلقة الأخيرة من هذه المسرحية الهزلية عندما يزعم الجبوري أن صداما كلفه وشقيقه ياسين ـ ولعل ذلك كان لتخصصهما في الوشاية ونقل الأخبار ـ باستقصاء أخبار مدينة الحلة التي كان واليها ابن عم صدام هاشم المجيد ، وأنه حدثه عن أخبارها السيئة بسبب هاشم المجيد لمدة ساعتين علما بأنه قال: قبل تقديم التقرير لصدام أوحى له كلام صدام في هاشم ألا يذكره على لسانه وأنه فعل ذلك بالفعل لأن عشيرة الرئيس فوق الاتهام ، وهنا يتدخل المذيع ليسعف الشاهد المتردد في شهادته :ولكنك طلبت الأمان من صدام ، فيقول الجبوري : نعم ويتحدث عن ساعتين من الوشاية ولكنه لا يذكر منها شيئا عندما يريد المذيع مثالا واحدا ، وعندما تبدو الكذبة فوق الفضيحة يسوق الجبوري حكاية من كانوا يطردون من فيلاتهم إلى إيران ليستولي عليها جيش صدام من الجبور.
لقد مات صدام ميتة شرف ، وسيموت الجبوري ذليلا حقيرا كما ماتت شهادته التي جعلته قردا يعبث به مذيع قراد من أجل إرضاء الأسياد من المحتلين