الزوجة الثانية...هل هي ضرورة ...؟
بقلم : غادة نبهان العمار / باحثة اجتماعية
لا يختلف اثنان في ان الزواج هو واحدة من ارقى العلاقات الإنسانية ان لم يكن ارقاها على الإطلاق ...وبصفته هذه وبما يمثله من استقرار عاطفي ونفسي واجتماعي لكلا الطرفين ( الرجل والمرأة ) فقد اكتسب هالة من القدسية تجعل العبث به ومحاولة نقض بناءه عملا ممجوجا اجتماعيا واخلاقيا ومدانا دينيا ... فمن علاقة الزواج تنشأ الخلية الأولى الأساسية لتشكيل المجتمع ورفده بأعضاء جدد صحيحي الجسد والروح والعقل ...إذن هو لقاء انساني يعني من جملة ما يعنيه الأمان والإطمئنان والسكينة والدفء والب والحميمية والحلم الجميل بالإستمرار والديمومة لإنجاب اطفال شرعيين يحملون شعلة استمرار الجنس البشري ...وبالزواج يتم تهذيب الروح والخلق والسلوك البشري من خلال الإلتزام بالحفاظ على قدسية هذه العلاقة ( الزواج ) ...ومن المعلوم ان كل الشرائع السماوية والفلسفات الوضعية لم تختلف في نظرتها لعلاقة الزواج وما تتطلبه هذه العلاقة من حرص شديد للحفاظ عليها وابعادها عن كل ما يمكن ان يخدش صورتها الجميلة او يجرح مشاعر اي من طرفيها ( الرجل والمرأة ) ...وقد ارتأت بعض التشريعات ( ومنها التشريع الإسلامي ) امكانية الحمع بين اكثر من زوجة لظروف ودوافع معينة كانت موجودة قديما وربما ما زال بعضها قائما حتى الآن ...كالعقم مثلا ...وهذه اسباب موضوعية لأن من حق احد الطرفين ان يرى الثمرة الطبيعية لزواجه من الطرف الآخر ...ولكن الرجل تعسف كثيرا في استعمال هذا الحق واستخدم هذا التشريع لأغراض وموجبات ذاتية محضة ...مستغلا في ذلك ما منحه اياه الشرع والمجتمع وربما ايضا وضعه المادي في كثير من الأحيان ...حتى لو لم يكن هناك ما يوجب الزواج من امرأة ثانية .. ولعل من ابشع حالات التعسف في استعمال الرجل لهذا الحق ( الشرعي ...؟) هو اقدامه على الزواج من ثانية لمجرد ان زوجته قد فقدت بريقها وحيويتها بسبب المعاناة في تربية الأولاد وتدبير شؤون البيت والأسرة غالبا على مدى 15 او 20 او حتى 30 سنة ...وبالتالي فالرجل يرى ان من حقه الزواج من ثانية مبررا ذلك بأن الشرع اعطاه الرخصة بذلك دون اسباب موجبة ...سيما انه قادر ( كما يزعم ) على القيام باقتدار فائق بواجباته نحو الزوجتين او الثلاث او حتى الأربع زوجات ان اقتضى الأمر ...منطق سقيم ومتهافت ولا يستقيم اخلاقيا ...حيث ان الزواج الثاني غالبا ما يقوم على اشلاء الزواج الأول بعد تدميره وتخريبه من اساسه ...ويلحق بالتالي اشد الضرر بالمجتمع بما يتسبب به من تشتت للأسرة ومن ضياع للأطفال ومن اذى نفسي واجتماعي ..وقد يلحق بالزوجة الأولى الفقر والفاقة والدمار النفسي بعد ان شاركت زوجها بناء صرح الأسرة وشاركته السراء والضراء وعانت ما شاء لها الله ان تعاني في سبيل ذلك ...
....المشكلة معقدة وتحتاج الى تكاتف كل الجهود الحكومية والأهلية للحد من هذه الظاهرة ...وهناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الفتيات اللواتي يقبلن بأن تكون احداهن زوجة ثانية او ثالثة ...ويكذب من يدعي ان الزواج من ثانية يساهم في حل مشكلة العنوسة عند الفتيات ...ذلك انه يقطع الطريق على شاب يريد ان يتزوج ولكن امكانياته المادية لا تسمح له بذلك ..فالحل يكمن في تخفيف متطلبات الزواج وعدم المبالغة في المهور وما الى ذلك ...ولو التزمت بناتنا رفض الزواج الثاني لما كانت هناك مشكلة من الأصل ...يجب على المهتمين تشجيع تعليم البنات للأعتماد على نفسها ولمساعدة زوجها بالأنفاق على الأسرة عند الحاجة ...ان زواج الرجل من امرأة ثانية يفاقم المشكلة اخلاقيا واجتماعيا ولا يحلها كما يتصور البعض ...
بقلم : غادة نبهان العمار / باحثة اجتماعية
بقلم : غادة نبهان العمار / باحثة اجتماعية
لا يختلف اثنان في ان الزواج هو واحدة من ارقى العلاقات الإنسانية ان لم يكن ارقاها على الإطلاق ...وبصفته هذه وبما يمثله من استقرار عاطفي ونفسي واجتماعي لكلا الطرفين ( الرجل والمرأة ) فقد اكتسب هالة من القدسية تجعل العبث به ومحاولة نقض بناءه عملا ممجوجا اجتماعيا واخلاقيا ومدانا دينيا ... فمن علاقة الزواج تنشأ الخلية الأولى الأساسية لتشكيل المجتمع ورفده بأعضاء جدد صحيحي الجسد والروح والعقل ...إذن هو لقاء انساني يعني من جملة ما يعنيه الأمان والإطمئنان والسكينة والدفء والب والحميمية والحلم الجميل بالإستمرار والديمومة لإنجاب اطفال شرعيين يحملون شعلة استمرار الجنس البشري ...وبالزواج يتم تهذيب الروح والخلق والسلوك البشري من خلال الإلتزام بالحفاظ على قدسية هذه العلاقة ( الزواج ) ...ومن المعلوم ان كل الشرائع السماوية والفلسفات الوضعية لم تختلف في نظرتها لعلاقة الزواج وما تتطلبه هذه العلاقة من حرص شديد للحفاظ عليها وابعادها عن كل ما يمكن ان يخدش صورتها الجميلة او يجرح مشاعر اي من طرفيها ( الرجل والمرأة ) ...وقد ارتأت بعض التشريعات ( ومنها التشريع الإسلامي ) امكانية الحمع بين اكثر من زوجة لظروف ودوافع معينة كانت موجودة قديما وربما ما زال بعضها قائما حتى الآن ...كالعقم مثلا ...وهذه اسباب موضوعية لأن من حق احد الطرفين ان يرى الثمرة الطبيعية لزواجه من الطرف الآخر ...ولكن الرجل تعسف كثيرا في استعمال هذا الحق واستخدم هذا التشريع لأغراض وموجبات ذاتية محضة ...مستغلا في ذلك ما منحه اياه الشرع والمجتمع وربما ايضا وضعه المادي في كثير من الأحيان ...حتى لو لم يكن هناك ما يوجب الزواج من امرأة ثانية .. ولعل من ابشع حالات التعسف في استعمال الرجل لهذا الحق ( الشرعي ...؟) هو اقدامه على الزواج من ثانية لمجرد ان زوجته قد فقدت بريقها وحيويتها بسبب المعاناة في تربية الأولاد وتدبير شؤون البيت والأسرة غالبا على مدى 15 او 20 او حتى 30 سنة ...وبالتالي فالرجل يرى ان من حقه الزواج من ثانية مبررا ذلك بأن الشرع اعطاه الرخصة بذلك دون اسباب موجبة ...سيما انه قادر ( كما يزعم ) على القيام باقتدار فائق بواجباته نحو الزوجتين او الثلاث او حتى الأربع زوجات ان اقتضى الأمر ...منطق سقيم ومتهافت ولا يستقيم اخلاقيا ...حيث ان الزواج الثاني غالبا ما يقوم على اشلاء الزواج الأول بعد تدميره وتخريبه من اساسه ...ويلحق بالتالي اشد الضرر بالمجتمع بما يتسبب به من تشتت للأسرة ومن ضياع للأطفال ومن اذى نفسي واجتماعي ..وقد يلحق بالزوجة الأولى الفقر والفاقة والدمار النفسي بعد ان شاركت زوجها بناء صرح الأسرة وشاركته السراء والضراء وعانت ما شاء لها الله ان تعاني في سبيل ذلك ...
....المشكلة معقدة وتحتاج الى تكاتف كل الجهود الحكومية والأهلية للحد من هذه الظاهرة ...وهناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الفتيات اللواتي يقبلن بأن تكون احداهن زوجة ثانية او ثالثة ...ويكذب من يدعي ان الزواج من ثانية يساهم في حل مشكلة العنوسة عند الفتيات ...ذلك انه يقطع الطريق على شاب يريد ان يتزوج ولكن امكانياته المادية لا تسمح له بذلك ..فالحل يكمن في تخفيف متطلبات الزواج وعدم المبالغة في المهور وما الى ذلك ...ولو التزمت بناتنا رفض الزواج الثاني لما كانت هناك مشكلة من الأصل ...يجب على المهتمين تشجيع تعليم البنات للأعتماد على نفسها ولمساعدة زوجها بالأنفاق على الأسرة عند الحاجة ...ان زواج الرجل من امرأة ثانية يفاقم المشكلة اخلاقيا واجتماعيا ولا يحلها كما يتصور البعض ...
بقلم : غادة نبهان العمار / باحثة اجتماعية