لا نريد حواراً للدجل بل لقاءَ الصدق والعمل ..!! بقلم / فضيلة الشيخ ياسين الأسطل
الرئيس العام ورئيس مجلس الإدارة
المجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين
في هذا الخضم المتراكم من الآهات والمصائب ، وهذا البلاء النازل والطغيان المتسلط من الجبروت البشري الواقع بنا أهل فلسطين من عدوٍ لا يراعي لنا أي حرمة ولا يوفي لنا فيه بعهد ، ومنه هذا الاتفاق الأخير المسمى ( التهدئة ) الذي رجا منه الراجون صلاح الأحوال إن لم تكن جميعها فالمعيشية على الأقل،وكنا من قبل قلنا وبالحرف الواحد في مقال سابق عنوانه ( التهدئة بين الضرورة الفلسطينية والصلف الإسرائيلي ) :
( .. لهو مجهودٌ موفق بإذن الله إن صدقت النوايا وحسنت الأفعال ، وأصلح الفساد الذي كان من قبل الحسم الحمساوي العسكري على تسمية أصحابه وذلك بعد إصلاح الفساد الأكبر بفصل غزة ، برجوع إخواننا في حماس عن انقلابهم في غزة ، وكذلك برجوع الفصائل الفلسطينية عن تقلبها فيما يسمى بالمقاومة وحدها دون أن يكون ذلك عن خطة محكمة وإجماع فلسطيني ومباركة عربية وإسلامية سواءً أكان في غزة أم في الضفة الفلسطينية ، فلا يجوز أن ينفرد أحد خارجاً عن الجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ، ومن هنا وجب علينا جميعاً رئاسة وحكومة وفصائل وشعباً وقضية أن نعود إلى أنفسنا جميعاً ، وأن تذوب المصلحة الحزبية أو الفصائلية لتسود المصلحة الفلسطينية العليا المجمع عليها والتي كان عليها الآباء والأجداد فهذه الأيام هي مصيرية فاصلة إما أن يكون فرجاً قريباً ليس كما نريد ونتمنى ولكن في السبيل الذي ينتهي بنا إلى ما نريد إن شاء الله أو والعياذ بالله مزيد من الضياع والهوان ، ولنعلم أن عدونا لن يسلم لنا فهو يعتمد المراوغة والمماطلة والأساليب الحلزونية الالتفافية مادمنا في هذه الحالة من الفرقة والنزاع على الأوهام الباعث عليها داء العظمة والغرور ) .
فعدم إدراك هذه الحقيقة الكبيرة والعمل على ضدها جعل هذه التهدئة تتهاوى في مهب الريح ، وجعل كثيراً من الناس يشعرون بأن أحوالهم قبلها أفضل منها بعدها ، ولا عجب أن الشقاق والخصام المتمادي والمتسع والآخذ في التجذر داءً عضالاً وفيروساً قتالاً يراد لتحقيق الذات الحزبية ولو على حساب الأمة ودمائها ورجالها ونسائها وأطفالها وماضيها وحاضرها ومستقبلها ودنياها وآخرتها مستندين إلى الدعاوى الإعلامية العريضة اللاهجة بالثوابت الفلسطينية والحفاظ عليها والموت دونها و الزعيق بالحوار المشروط أو غير المشروط ففي بلادنا خاصة ضاعت الدلالات اللغوية في أوحال السياسة الشخصانية الفردية والحزبية الفرقية العقيمة الباعث عليها مركب النقص المموه برداء العظمة الموهومة للنفس الفردية والذات الحزبية والحركية والفصيلية ، وفي الوقت نفسه ازدراء الآخرين وتحقير جهودهم والطعن والتشكيك في المقاصد والنوايا ، و في هذا الجو المشحون بمشاعر الألم وفوران الغضب من العجز لا للعجز ولكن كما يقال الجرح في الكف ، نذكر قول الله تعالى: ( َإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً {5} إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً {6} ) الشرح ، فينزل على قلوبنا برداً وسلاما مما يبعث الطمأنينة والرجاء في الله تعالى بقرب الفرج وزوال هذا الهم العظيم ، ولكن هذا الفرج المرتقب القريب له سبيل واضح يشير إليه حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال :
( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ) رواه البخاري ومسلم .
والذي يتوجب به على كلا الفريقين المتنازعين فتح وحماس بل وجميع الأمة أن يسلكوا سبيل التيسير ويتركوا التعسير ، وليكن في حسبان الجميع دائماً :
- القضية أكبر من أن يقدر عليها حزب أو تنظيم أو فصيل أو حركة مهما كان رصيدها الحقيقي الذي تمتلكه أو توهم الناس أنها تمتلكه عملاً وتضحيةً وتأييداً شعبياً ، القضية أكبر من فتح كما هي أكبر من حماس بل هي أكبر منهما جميعاً ، وهي تستدعي وقفة الجميع الوطني مع الإجماع العربي والإسلامي ، ومحاولة كسب التأييد الدولي .
- وهذا يستلزم القيام فوراً دون تلكؤ باللقاء الوطني المخلص والصادق لله وحده ثم للتاريخ والأمة ، أداءً للواجب ، وإبراءً للذمة ، وإلا فالقضية وأهلها منصورون بإذن الله ولو بعد حين بنا أو بغيرنا .
- واللقاء الوطني ليس مراداً بمجرده في ذاته بل للعمل الجاد والفوري على وضع حد للفرقة والانقسام البغيض ، والعودة متماسكين متوافقين متآلفين في أهدافنا الوقتية المرحلية ، أو الوسطى أو الاستراتيجية العليا ،ووسائلنا وسبيل التوصل لتحقيقها تحت مظلة الجماعة منهجاً وموقفاً ووسيلةً وهدفاً .
- لابد من أن يقود ولي أمر الأمة القطار ومعه معاونوه المخلصون الصادقون ، والأمة ويسيروه في موعده دونما تأخر ولا تأخير، وعلى سكته المرضية عندنا إلى المحطات التي نريد الوصول إليها بموازيننا السياسية النابعة من ديننا وتاريخنا وأخلاقنا التي تأخذ في حسبانها كل ما يحيط بها من العوامل الإقليمية والدولية ، ولا نبقى سابحين نشطح في الخيال والأوهام ، ولنركب باسم الله جميعاً هذا القطار متوكلين عليه سبحانه وعلى كل منا أن يضع يده مع إخوانه ولنعلم أن الله تعالى يبارك ذلك فقد قال تعالى : ( يد الله فوق أيديهم ) وفي الحديث :' يد الله على الجماعة ' .
- وكلما كان الكسل كان الجدل ، وكلما كان العمل انقطع الجدل ، فلتقدم أيها الرئيس المواصل ليلك بالنهار ، الثابت رغم أراجيف الإعصار ولتقد قطارنا بتقوى الله تعالى ، وكن مطمئناً به سبحانه ، واستعن بعد الله بشعبك المحب لك ، شيبه وشبابه رجاله ونسائه ، مع دعوات العجائز والشيوخ الركع ، رحمة بالأطفال الرضع ، والبهائم الرتع ، ولابد لهذا المجادل من أن يدرك الحقيقة ويضع يده بين الأيدي إن لم يكن في مبتدأ الأمر فقبل منتهاه والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
الرئيس العام ورئيس مجلس الإدارة
المجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين
في هذا الخضم المتراكم من الآهات والمصائب ، وهذا البلاء النازل والطغيان المتسلط من الجبروت البشري الواقع بنا أهل فلسطين من عدوٍ لا يراعي لنا أي حرمة ولا يوفي لنا فيه بعهد ، ومنه هذا الاتفاق الأخير المسمى ( التهدئة ) الذي رجا منه الراجون صلاح الأحوال إن لم تكن جميعها فالمعيشية على الأقل،وكنا من قبل قلنا وبالحرف الواحد في مقال سابق عنوانه ( التهدئة بين الضرورة الفلسطينية والصلف الإسرائيلي ) :
( .. لهو مجهودٌ موفق بإذن الله إن صدقت النوايا وحسنت الأفعال ، وأصلح الفساد الذي كان من قبل الحسم الحمساوي العسكري على تسمية أصحابه وذلك بعد إصلاح الفساد الأكبر بفصل غزة ، برجوع إخواننا في حماس عن انقلابهم في غزة ، وكذلك برجوع الفصائل الفلسطينية عن تقلبها فيما يسمى بالمقاومة وحدها دون أن يكون ذلك عن خطة محكمة وإجماع فلسطيني ومباركة عربية وإسلامية سواءً أكان في غزة أم في الضفة الفلسطينية ، فلا يجوز أن ينفرد أحد خارجاً عن الجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ، ومن هنا وجب علينا جميعاً رئاسة وحكومة وفصائل وشعباً وقضية أن نعود إلى أنفسنا جميعاً ، وأن تذوب المصلحة الحزبية أو الفصائلية لتسود المصلحة الفلسطينية العليا المجمع عليها والتي كان عليها الآباء والأجداد فهذه الأيام هي مصيرية فاصلة إما أن يكون فرجاً قريباً ليس كما نريد ونتمنى ولكن في السبيل الذي ينتهي بنا إلى ما نريد إن شاء الله أو والعياذ بالله مزيد من الضياع والهوان ، ولنعلم أن عدونا لن يسلم لنا فهو يعتمد المراوغة والمماطلة والأساليب الحلزونية الالتفافية مادمنا في هذه الحالة من الفرقة والنزاع على الأوهام الباعث عليها داء العظمة والغرور ) .
فعدم إدراك هذه الحقيقة الكبيرة والعمل على ضدها جعل هذه التهدئة تتهاوى في مهب الريح ، وجعل كثيراً من الناس يشعرون بأن أحوالهم قبلها أفضل منها بعدها ، ولا عجب أن الشقاق والخصام المتمادي والمتسع والآخذ في التجذر داءً عضالاً وفيروساً قتالاً يراد لتحقيق الذات الحزبية ولو على حساب الأمة ودمائها ورجالها ونسائها وأطفالها وماضيها وحاضرها ومستقبلها ودنياها وآخرتها مستندين إلى الدعاوى الإعلامية العريضة اللاهجة بالثوابت الفلسطينية والحفاظ عليها والموت دونها و الزعيق بالحوار المشروط أو غير المشروط ففي بلادنا خاصة ضاعت الدلالات اللغوية في أوحال السياسة الشخصانية الفردية والحزبية الفرقية العقيمة الباعث عليها مركب النقص المموه برداء العظمة الموهومة للنفس الفردية والذات الحزبية والحركية والفصيلية ، وفي الوقت نفسه ازدراء الآخرين وتحقير جهودهم والطعن والتشكيك في المقاصد والنوايا ، و في هذا الجو المشحون بمشاعر الألم وفوران الغضب من العجز لا للعجز ولكن كما يقال الجرح في الكف ، نذكر قول الله تعالى: ( َإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً {5} إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً {6} ) الشرح ، فينزل على قلوبنا برداً وسلاما مما يبعث الطمأنينة والرجاء في الله تعالى بقرب الفرج وزوال هذا الهم العظيم ، ولكن هذا الفرج المرتقب القريب له سبيل واضح يشير إليه حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال :
( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ) رواه البخاري ومسلم .
والذي يتوجب به على كلا الفريقين المتنازعين فتح وحماس بل وجميع الأمة أن يسلكوا سبيل التيسير ويتركوا التعسير ، وليكن في حسبان الجميع دائماً :
- القضية أكبر من أن يقدر عليها حزب أو تنظيم أو فصيل أو حركة مهما كان رصيدها الحقيقي الذي تمتلكه أو توهم الناس أنها تمتلكه عملاً وتضحيةً وتأييداً شعبياً ، القضية أكبر من فتح كما هي أكبر من حماس بل هي أكبر منهما جميعاً ، وهي تستدعي وقفة الجميع الوطني مع الإجماع العربي والإسلامي ، ومحاولة كسب التأييد الدولي .
- وهذا يستلزم القيام فوراً دون تلكؤ باللقاء الوطني المخلص والصادق لله وحده ثم للتاريخ والأمة ، أداءً للواجب ، وإبراءً للذمة ، وإلا فالقضية وأهلها منصورون بإذن الله ولو بعد حين بنا أو بغيرنا .
- واللقاء الوطني ليس مراداً بمجرده في ذاته بل للعمل الجاد والفوري على وضع حد للفرقة والانقسام البغيض ، والعودة متماسكين متوافقين متآلفين في أهدافنا الوقتية المرحلية ، أو الوسطى أو الاستراتيجية العليا ،ووسائلنا وسبيل التوصل لتحقيقها تحت مظلة الجماعة منهجاً وموقفاً ووسيلةً وهدفاً .
- لابد من أن يقود ولي أمر الأمة القطار ومعه معاونوه المخلصون الصادقون ، والأمة ويسيروه في موعده دونما تأخر ولا تأخير، وعلى سكته المرضية عندنا إلى المحطات التي نريد الوصول إليها بموازيننا السياسية النابعة من ديننا وتاريخنا وأخلاقنا التي تأخذ في حسبانها كل ما يحيط بها من العوامل الإقليمية والدولية ، ولا نبقى سابحين نشطح في الخيال والأوهام ، ولنركب باسم الله جميعاً هذا القطار متوكلين عليه سبحانه وعلى كل منا أن يضع يده مع إخوانه ولنعلم أن الله تعالى يبارك ذلك فقد قال تعالى : ( يد الله فوق أيديهم ) وفي الحديث :' يد الله على الجماعة ' .
- وكلما كان الكسل كان الجدل ، وكلما كان العمل انقطع الجدل ، فلتقدم أيها الرئيس المواصل ليلك بالنهار ، الثابت رغم أراجيف الإعصار ولتقد قطارنا بتقوى الله تعالى ، وكن مطمئناً به سبحانه ، واستعن بعد الله بشعبك المحب لك ، شيبه وشبابه رجاله ونسائه ، مع دعوات العجائز والشيوخ الركع ، رحمة بالأطفال الرضع ، والبهائم الرتع ، ولابد لهذا المجادل من أن يدرك الحقيقة ويضع يده بين الأيدي إن لم يكن في مبتدأ الأمر فقبل منتهاه والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .