الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/3
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هل يصلح الدهر ما أفسده العطار ؟ بقلم:أ. إبراهيم الطهراوي

تاريخ النشر : 2008-07-08
هل يصلح الدهر ما أفسده العطار ؟ بقلم:أ. إبراهيم الطهراوي
إذا جاز لنا أن نقلب المثل العربي القائل " هل يصلح العطار ما أفسده الدهر " لتصبح عملية إصلاح ما أفسده العطار للزمن نفسه , فهو أي الزمن كما يقول العاشقين كفيل بأن يداوي كل الجروح , ويبلسم كل العلل .
على ما يبدو أن المثل في واقعنا الفلسطيني المُعاش مقلوب , فالفساد والخراب هنا بفعل العطار نفسه وعدم قدرته على إعطاء وصفة مناسبة لما يواجه مجتمعنا من قضايا ومشاكل , استعصت بفعل تجبره وتعنته على كل الحلول .
وبلا شك أن أي فرد يمتهن مهنة معينة غير مؤهل لممارستها سيكون نصيبه الفشل , وهذا ينطبق على عطار بلدنا الذي يفتقر لأبجديات المعرفة بأصول المهنة , حيث أنه من المؤكد في مثل هذه الحالة سيرتكب أخطاء فادحة , جسيمة قد تصل في فداحتها وجسامتها حد القتل , معتمداً على وصفاته وخلطاته وفتاويه التي لا تستند لأدنى فهم أو دراية أو معرفة باصول المهنة .
وما يصدق على العطار يمكن أن ينسحب على السياسي , فالخلطات السياسية المستمدة من أوراق وأعشاب شيطانية غريبة عن قيم بلادنا , وعادات شعبنا وتقاليده السياسية ومحرماته الوطنية , هي خلطات لا تساعد على تضميد الجرح وتسكين الألم , بل تزيد من حدة المرض وتزيد من حالة الوهن والضعف في الجسد , وفي وصفات مستوردة كوصفات التطهير , تصل الأمور إلى حد استباحة خطوط حمراء تحت حجج المعالجة وبتر العضو المصاب وما إلى ذلك ..
هذه المعالجات الخاطئة والمقصودة قد أرخت بظلالها الدموية على أبناء البيت الواحد , والأسرة الواحدة , وأفقدت القضية الوطنية بريقها ورونقها , وجعلتها كماً مهملاً بعد أن كانت في ركن الصدارة في كل المحافل عربياً وإسلامياً ودولياً , وبعثرت أوراقها هنا وهناك , وقسمتها إلى مناطق نفوذ بين رأسين متناحرين , يتنازعان شرعية النفوذ والاستحواذ , فبدلاً من أن يتعافى الجسد ويعود قوياً كما كانوا يظنون , استفحل فيه المرض , وأصبح منهكاً ضعيفاً , يستجدى قطرات من ماء ودواء ولقيمات من طعام وكساء .
يمكن القول أنه مهما تفنن من يدعون العلم والمعرفة في خلطاتهم السحرية , وحلولهم الإبداعية , ومهما حاولوا الادعاء بأن وصفاتهم إصلاحية , لا يضاهيها مثيل في علم المعالجة , فإنهم لن يستطيع أن يعيدوا للأيام بهجتها , فما حدث في المجتمع الفلسطيني من دمار اجتماعي وانقسام أصبح من الصعب تجاوزه بخطاب سياسي أو بكلمات منمقة , أو بادعاء الحرص على مصلحة الوطن , الأمر بتصورنا يحتاج إلى جهد كبير ومضني لجسر الهوة وإعادة الحقوق والكرامات لأصحابها , نحتاج لخطة وطنية شاملة يتوافق عليها الكل الوطني على قاعدة المحاسبة والشفافية , أحد أهم ركائزها محاكمة من تجرأوا على الدم الفلسطيني , لمسح دموع الثكالى والأرامل والأيتام , حتى نستطيع بناء جيل واعد يؤمن بمبدأ سيادة القانون , قادر على حمل أعباء عملية التحرير وصولاً لتحقيق الأهداف الوطنية , وإن لم نستطع الوقوف أمام مسئولاتنا التاريخية والوطنية ستطوينا صفحات التاريخ ونصبح جزء من ماضي , فهل الدهر قادر على أن يصلح ما أفسده العطار أو بمعنى آخر هل الزمن كفيل بأن يداوي جروح من سالت دمائهم في غزة ??? أكاد أشك في ذلك .
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف