الأخبار
غوتيريش: آخر شرايين البقاء على قيد الحياة بغزة تكاد تنقطعترامب وبوتين يبحثان الحرب في أوكرانيا والتطورات بالشرق الأوسطشهيد وثلاثة جرحى بغارة إسرائيلية استهدفت مركبة جنوب بيروتاستشهاد مواطن برصاص الاحتلال قرب مخيم نور شمس شرق طولكرمالشيخ يبحث مع وفد أوروبي وقف العدوان على غزة واعتداءات المستوطنيننحو صفقة ممكنة: قراءة في المقترح الأمريكي ومأزق الخياراتالكشف عن تفاصيل جديدة حول اتفاق غزة المرتقبمسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يرغب بشدة في التوصل لصفقة تبادل "بأي ثمن"أخطاء شائعة خلال فصل الصيف تسبب التسمم الغذائيألبانيز: إسرائيل مسؤولة عن إحدى أقسى جرائم الإبادة بالتاريخ الحديثالقدس: الاحتلال يمهل 22 عائلة بإخلاء منازلها للسيطرة على أراضيهم في صور باهرقائد لا قياديعدالة تحت الطوارئ.. غرف توقيف جماعي بلا شهود ولا محامينارتفاع حصيلة شهداء حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 57.130بعد أيام من زفافه.. وفاة نجم ليفربول ديوغو جوتا بحادث سير مروّع
2025/7/4
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

إشاعات (البَعْبَعَة) ضد إيران ولكن الحرب العاجلة ضد سوريا والآجلة ضد إيران.. وهذه أدلتنا بقلم:سمير عبيد*

تاريخ النشر : 2008-07-08
إشاعات (البَعْبَعَة) ضد إيران ولكن الحرب العاجلة ضد سوريا والآجلة ضد إيران.. وهذه أدلتنا بقلم:سمير عبيد*
إشاعات (البَعْبَعَة) ضد إيران ...ولكن الحرب العاجلة ضد سوريا والآجلة ضد إيران.. وهذه أدلتنا...


الكاتب والباحث سمير عبيد*

تتصاعد هذه الأيام بيانات وتقارير الحرب النفسية والإشاعات والفبركات، ومن مراكز ومعاهد وجامعات و جهات مختلفة، فتارة من الولايات المتحدة، وتارة من إسرائيل ،وأحيانا من الدول الغربية ،وجميعها تصب في أهداف واحدة، وهي (بَعْبَعَةْ)) إيران وحزب الله وأحيانا سوريا ، أي حصر الشر كله في إيران وحزب الله وسوريا وجعلهما البعبع الذي يتلهم الناس ،ويُدمر على بعد آلاف الأميال، وكأن العالم و الناس والشعوب بلا ذاكرة، وشعوب خارج نطاق التفكير، عندما مارسوا اللعبة والفبركات نفسها ضد أفغانستان والعراق، وقبلها ضد كوبا وبنما وهاييتي ودول أميركا اللاتينية، وقبل أن ينتقل شرهم نحو الشرق الأوسط من أجل تغيير خارطته ،وتكسير عظامه، وتسليمه بلا معنويات، وبلا رجال أشداء إلى إسرائيل كي تقوده، وتقود شعوبه سياسيا واقتصاديا وأخلاقيا!.

لذا هم يريدون فتح المنطقة إستراتيجيا وإستخباريا واقتصاديا إلى الولايات المتحدة وإسرائيل، فالحرب المهزلة ضد أفغانستان، هي معركة المحافظون الجُدد ضد تنظيم القاعدة الذي أسسته أصلا المخابرات الأميركية ـ سي أي أيه ـ وبعض الأنظمة الخليجية الغنية، وبأوامر وتسهيلات أميركية ، فكانت ( معركة الدولة العظمى ضد الرجل الواحد...!) وهي المعركة الأولى في العالم، والتي تكون بين أقوى دولة في العالم ضد رجل بسيط، ويسكن الجبال، وكان صديقا لأميركا وهو السيد بن لادن، ومثلما كان الجنرال البنمي ـ نورييغا ـ صديقا لأميركا باختلاف الجغرافية والأهداف والوسائل مع الاشتراك في عامل العلاقة مع السي أي أيه والمخدرات .

وكان الهدف الإستراتيجي للحرب هو الهيمنة على أفغانستان الإستراتيجية، والوصول إلى الحدود الصينية من خلال الـ 73 كم من الحدود، والتي تربط أفغانستان بالصين، ومضايقة روسيا في دول الإتحاد السوفيتي السابق مثل طاجكستان ،أوزبكستان،توركمنستان، وتهديد وتطويق منظمة شنغهاي المهمة والصاعدة ،والتي تعول عليها روسيا والصين وحتى إيران ، ومحاولة سحب الدول السوفيتية السابقة منها بوسائل الترغيب والترهيب.

ومن الجانب الأخر الوصول إلى خاصرة إيران، وبذلك أصبحت الولايات المتحدة في قلب طريق الحرير (القديم الجديد) خصوصا عندما هيمنت الولايات المتحدة على بحر العرب ، ولقد شاركتها دول حلف الأطلسي أخيرا وباندفاع فرنسي ألماني ايطالي، وهذا يعني أن إسرائيل أصبحت بمحاذاة خاصرة إيران، وبالقرب من الحدود الأفغانية مع الصين وباكستان، ودول الإتحاد السوفيتي السابق، ناهيك عن تواجدها في بحر العرب مع الأميركيين!.....

ولو تعمقنا في مسببات الحرب سنجدها الحرب التي بُنيت على الإشاعات والفبركات، وحتى أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 لم تُثبَت ضد بن لادن وتنظيم القاعدة ( وهنا لا ندافع عن بن لادن والقاعدة) أي ليس هناك طرفا محايدا أو ثالثا في القضية، بل أن الذي ساق الاتهام، وصدّر السيناريو، وأطلق القرارات، ووزع التهم ، وقرر الحرب، وطارد الأسماء والدول والأنظمة والشخصيات ولا زال، ووزع الأحكام وملأ غوانتاناموا والسجون السرية بالرجال هو طرف واحد، وهو الطرف الأميركي، وبالتالي فأن ميزان العدل والعدالة، والصدق والمصداقية تشوبه كثير من علامات الاستفهام ومحطات التوقف، خصوصا لو ذهبنا إلى إمكانيات تنظيم القاعدة ، والقضايا الفنية للأمكنة المنكوبة في نيويورك من ناحية التوقيت والتسديد، ومهارة الطائرات والطيارين، وكلها لا تتلائم مع إمكانيات القاعدة.

ولو قفزنا على هذا كله ، وجئنا للأمر الإستخباري والأمني والإنصاتي الاستشعاري، فهل تصدقون أن هناك جسما غريبا يستطيع الاقتراب من وزارة الدفاع الأميركية ( البنتاغون) ومنذ الحرب الباردة ليومنا هذا ، فهناك أوامر عليا معطاة سلفا بإسقاط أي جسم غريب ولمسافة كبيرة جدا، وعندما يقترب من وزارة الدفاع ، والكونغرس، والبيت الأبيض وغيرها من المؤسسات الحساسة .

فتعالوا لفرنسا على سبيل المثال، فوزارة الدفاع فيها محميّة بمنطقة عازلة طولها ( 1كم) ومن جميع الجهات أي الأرض الحرام حيث يتم إسقاط أي جسم غريب يمكنه الدخول في الكيلومتر هذا.. فكيف مع وزارة الدفاع الأميركية ( البنتاغون)... وهنا نتحدث عن حقائق، وليس ضمن نظرية المؤامرة!.

أما لو تحدثنا عن العدوان والحرب على العراق، فهي حرب عائلة أل بوش ضد عائلة أل المجيد ولأسباب شخصية محشوة بأهداف إستراتيجية ، فهناك تقارير أميركية وغربية تحدثت بأن عملية قطف رأس الرئيس صدام وإسقاط النظام العراقي قد تقررت قبيل أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، ولقد قرر المحافظون الجدد الرد على العراق عشية أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 أيضا ،ولكن تقرر إيقاف الحرب بآخر لحظة

وأن عملية إسقاط النظام العراقي قد تعطلت عندما فاز الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون وبقي لمدة 8 سنوات ، وكانت لمصلحة نظام صدام، أي هدية من السماء، فحال مجيء الرئيس بوش الابن بوشر بمشروع إسقاط نظام صدام، وقتل صدام حسين شخصيا بقرار إسرائيلي تلمودي ينص على قتل ( ملك بابل) ، وثانيا كان قرارا إسرائيليا يهوديا بقطع اليد التي امتدت على إسرائيل أي عندما ضُربت إسرائيل بالصواريخ العراقية، فكانت عملية إسقاط النظام العراقي وإعدام صدام حسين ورفاقه هي رسالة لجميع القادة العرب الذين ليس لديهم علاقة مع إسرائيل والذين يفكروا بالحرب أوالتحرش بإسرائيل .

ومن هنا جاء التحالف بين الخط الإنجيلي المسيحي المتشدد مع الخط اليهودي المتشدد ( الصهيوني) والتي ولدت منه مجموعة المحافظون الجُدد الذين هيمنوا على البيت الأبيض والإدارة الأميركية، وسارعوا بنسج مسلسل رهيب من الكذب والإشاعات والقصص والروايات المرعبة والرهيبة، وآخرها التي تبناها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير عندما قال ( عند صدام حسين قوة وسلاح يصل إلى لندن ويبيدها خلال 45 دقيقة) وقالها في مقر مجلس العموم البريطاني ، ومن هناك قال وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول وأمام الكونغرس والعالم وأمام مجلس الأمن بأن هناك مختبرات وشاحنات عراقية متنقلة ( متجولة)، وتحمل سلاحا نوويا أي سلاح دمار شامل، وأن لم نقض على تلك الأسلحة سوف يغامر صدام بتدمير المنطقة وخطوط إمداد الطاقة .

ولكن بعد العدوان على العراق تبيّن أنها حلقات من مسلسل كاذب ومارق، وآخرها أعترف الكونغرس بأن ليس هناك سلاح دمار شامل في العراق، وبقي الاحتلال الأميركي، وحل الجيش ودمرت المؤسسات والمعامل، وسرق التراث والمتاحف والمخازن والمكتبات والبنوك، وبقي العراق كسيحا، وآخرها قررت الإدارة الأميركية البقاء في العراق ضمن استعمار طويل الأمد تحت أسم ( الاتفاقية الأمنية بين الحكومة العراقية وإدارة الرئيس بوش) وتبيح للولايات المتحدة كل شيء في العراق من بشر ، وثروات، ومستقبل ، بل تحول العراق إلى سجن كبير، مع حق ملكية البحر والأرض والسماء في العراق، والانطلاق منه نحو الجيران، وتحت حجج مكافحة الإرهاب مع حق اعتقال أي عراقي ،وللقوات الأميركية وقوات المرتزقة الحصانة ضد القوانين العراقية والمجتمعية في العراق، ناهيك عن القواعد والمدن العسكرية والمعسكرات الخاصة والتي سيصل عددها إلى 400 موقع عسكري عدا القواعد والمدن!!!... مع احتكار النفط العراقي والثروات الأخرى وتحديدا للشركات الأميركية الكبرى، والتي طردت من العراق قبل 36 عاما ،ومن خلال قرار تأميم النفط.....

وهنا تبيّن بأن جميع الشعارات التي رفعتها الولايات المتحدة كانت شعارات كاذبة ودعائية لتبرير العدوان والحرب والاستعمار، وكانت شعارات أميركا هي مساعدة وتحرير العراقيين، ونشر الحرية والديموقراطية، وجعل العراق نموذجا وواحة من الحرية، ولكن تبيّن أنه استعمار وعبودية وليس تحرير.

وها هو العراق أصبح ملكا لأميركا أي ملكا لإسرائيل ، ولقد قتلت الولايات المتحدة والحلفاء الذين معها مليون عراقي مدني بريء منذ بدأ العدوان الأميركي على العراق، أي منذ آذار / مارس 2003 ولحد منتصف عام 2007 وحسب التقارير الغربية ، وتهجير 4 ملايين عراقي لخارج العراق، مع تهجير مليون ونصف عراقي داخل العراق، وأصبح تعداد اليتامى والأرامل والمعاقين بحدود 7 مليون عراقي وعراقية، ناهيك عن تدمير البنيّة التحتية والاجتماعية والأخلاقية والدينية والمذهبية والعلميّة والتربوية ،بحيث وصل الأمر بضحايا النظام العراقي السابق بأن يترحموا عليه!!!.

وبهذا هم أضافوا بعدا إستراتيجيا للبعد الذي فُتح في أفغانستان، أي أصبح الفضاء الإستراتيجي الأميركي الإسرائيلي ممتدا من الحدود الأفغانية الصينية حتى الحدود السورية العراقية ،وتقريبا من الحدود الباكستانية الهندية حتى الحدود السورية أيضا، ومن الحدود الصينية الأفغانية حتى إسرائيل والبحر الميت فمصر والسعودية فيما لو ولجوا من بحر العرب ثم الخليج ثم صعودا نحو العراق فالأردن ومنها نحو إسرائيل ، والسعودية، فالبحر الميت ثم مصر، أي أن هذا الفضاء الإستراتيجي الخطير والمعقد أصبح بخدمة إسرائيل الصديقة جدا للهند، والحليفة رقم واحد إلى الولايات المتحدة!.

لذا لم يبق أمام الولايات المتحدة وإسرائيل إلى مرحلة عاجلة من وجهة نظرهما ، ومرجلة آجلة تأتي بعد المرحلة العاجلة مباشرة... ولكن ما هي المرحلة العاجلة والمرحلة الآجلة:


أولا:
المرحلة العاجلة:
وهي مرحلة تفتيت العقدة التي تقف بوجه الخط الإستراتيجي الذي يعتبر أقل الخطوط تكلفة ، وأسرعها، وأكثر أهمية ، وهو الخط الذي يمتد مثلما أشرنا سابقا أي من الحدود الأفغانية الصينية ، ومن الحدود الأفغانية مع جمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق نحو أفغانستان نزولا لبحر العرب، فالخليج، صعودا نحو العراق فسوريا ثم إسرائيل ثم البحر فالعالم ...

لذا فالعقدة الواقفة بجوه تحقيق هذا الخط الإستراتيجي النموذج هي سوريا ، ومن هنا فالمرحلة القادمة من المشروع الأميركي ليست ضد إيران، بل هي ضد سوريا كي يكمل الخط الإستراتيجي، وكي ينفتح الفضاء لإسرائيل عربيا وأسيويا ، وكي تهيمن إسرائيل على النفط والماء والقرار الإستراتيجي والسياسي ، وعندما تتم معالجة (العقدة السورية) من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل والغرب فستتم معالجة تكملة الخط الإستراتيجي من خلال لبنان كي يستمر الخط الاستراتجي من الحدود الأفغانية مع باكستان والهند وروسيا حتى لبنان ثم البحر المتوسط فالعالم...... لهذا فالمرحلة المقبلة هي سوريا ولبنان وليس إيران.


ثانيا:
المرحلة الآجلة:

فالمنطق يقول هم بحاجة أي الولايات المتحدة وإسرائيل وحلف الأطلسي إلى إكمال حياكة العباءة في قلب منطقة الشرق الأوسط أي ( الهلال الخصيب) وأن هذه العباءة اكتملت بعد الهيمنة على العراق ، وتحالف الأردن والسعودية ومصر والكويت ودول الخليج مع الولايات المتحدة، فلم يبق إلا الجزء القليل من هذه العباءة، والمتمثل بسوريا ولبنان .. فهل يعقل أن يتركوا هذا الجزء، ويذهبوا نحو حياكة عباءة أخرى أسمها الجغرافية الإيرانية، فهذا احتمال ضعيف جدا، لأن الملف الإيراني لوحده ومنه نحو جمهوريات الإتحاد السوفيتي السابق فبحر قزوين، وأن كانت لها علاقات خاصة مع سوريا وحزب الله ومع المنظمات الفلسطينية....

وهنا فإيران هي مرحلة آجلة بعد الانتهاء من المرحلة العاجلة وهي سوريا ولبنان من وجهة النظر الأميركية الإسرائيلية الأطلسية، ومن هنا جاء التعامل مع سوريا بكافة الطرق، ومنها الشد والتهديد من قبل أميركا، مع التراخي والترغيب والمغريات من جهة أوربا ، وكسر حواجز الممنوع من خلال الأطلسي المتمثل بتركيا والتي حركت المفاوضات بين إسرائيل وسوريا .

وبالمقابل هناك عملية تصعيد إعلامية وسياسية واقتصادية ضد طهران وكأنها هي التي ترشحت بأن تكون الهدف للحرب المقبلة ، ولكن الحقيقة أن التعامل مع إيران ليس حربا بل هو خنق سياسي واقتصادي ودبلوماسي واحتمال خنق إستراتيجي.

أما مع سوريا فالأمر مختلف، وأن سوريا هي الهدف المرشح لما بعد ( الاتفاقية الأميركية ـ العراقية) وضمن تطبيق البند السابع انطلاقا من العراق ولبنان وإسرائيل، وهذا في حالة بقاء سوريا على مواقفها...... أما في حالة ترطيب الأمور مع سوريا فالمرحلة المقبلة هي إيران ، وفي حالة عدم الترطيب مع سوريا فالعدوان قادم ضدها لتكون إيران بعدها! ...

فقضية المحادثات السورية ـ الإسرائلية الجارجية في تركيا هي محاولة للتمويه ، ومحاولة جعل سوريا مماطلة في عملية السلام، لأن هناك قناعة إسرائيلية بعدم التنازل عن الجولان التي تحتلها إسرائيل، وأن التصويت الأخير في الكنيست خير دليل ،وهناك أولمرت المحاصر والضعيف والذي يبحث عن أية قشة للنجاة من الغرق..!


لهذا نسأل العراقيين والعرب والمسلمين في كل مكان!!!

هل لازلتم تصدّقون بروايات وإشاعات وفبركات الولايات المتحدة من خلال إعلامها الناطق بالعربية وبلغات بلدانكم،؟

فيجب أن تكونوا على درجة عالية من النضج والوعي ،وحتى وأن كانت هناك اختلافات سياسية ومذهبية وعقائدية مع إيران وحتى مع سوريا، فلا يجب أن تعودوا وتصدقوا بوعود أميركا التي ربطت إسرائيل بالأمن الأميركي مباشرة، وبقرار من الكونغرس الأميركي ،هذا الكونغرس الذي لم يحقق بمقتل مليون عراقي بريء ، ولم يحقق بالحرب غير الشرعية على العراق بشهادة السيد كوفي عنان ، ولم يحقق بكذب أميركا على العالم حول العراق!!.


إياكم وتصديق الولايات المتحدة، لأن بمجرد تصديقكم لإعلامها ورواياتها سوف تشاركون بجريمة جديدة يذهب ضحيتها ملايين الضحايا من الشعب الإيراني والسوري واللبناني ولمصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى، ولمصلحة أميركا بالدرجة الثانية!!.


فتخيّلوا مجرد تخيّل...

عندما تحتل الولايات المتحدة إيران وبمساعدة إسرائيلية، وتشرع بتقسيمها إثنيا ومذهبيا، فكيف سيكون حال المنطقة كلها ،وكيف سيكون حال العرب والمسلمين عندما تنفتح منطقتهم من الهند إلى شواطئ لبنان فالبحر المتوسط، ومن بحر قزوين وأذربيجان وأرمينيا حتى قناة السويس في مصر، أي أن المنطقة ستكون كلها تحت الهيمنة الأميركية الإسرائيلية الهندية الغربية فقط..

وحينها ستكون المرحلة ( مابعد المرحلة اللاحقة) هي تركيا وعملية تفكيكها جغرافيا وإثنيا وطائفيا ، وأن محاولات أبعادها عن الإتحاد الأوربي وإشغالها في المشاكل الداخلية بين العلمانيين والإسلاميين قد بدأت، وبين الأتراك والأكراد أيضا، مما قد يدفع بتركيا أن ترفع شعار الحنين للماضي، أو شعار (نتغدى بهم قبل أن يتعشوا بنا) ويسارعوا بالاندفاع نحو سوريا وشمال العراق من أجل قلب الطاولة على المشروع الأميركي الإسرائيلي نحو تركيا خصوصا وأن هناك أطرافا تركية قد نشرت خارطة جديدة لتركيا تضم ثلاث أرباع سوريا وشمال العراق إليها!!!..


لذا فبالعودة إلى الشعارات والفبركات والتقارير التي تنشرها المراكز والمعاهد و الصحف الإسرائيلية والأميركية هذه الأيام ضد إيران، وحزب الله ، وسوريا، والتي تنشر حتى في الصحف والفضائيات العربية الصادرة في دول الأنظمة التي تدور في فلك واشنطن ، ماهي إلا لترويض الشارع الأميركي والغربي والعربي، وجعله يدور في هذا الفلك.

، أي أنهم يقنعوه ويثقفوه بأن هناك خطرا رهيبا على العالم، وعلى المصالح الأميركية والغربية والإسرائيلية من قبل إيران وحزب الله وسوريا ، وهي الطريقة التي استعملوها من قبل وخدروا الشارع الأميركي والغربي حول العراق، وخلقوا من صدام حسين دراكولا عالمي، ونظامه مصاص للدماء، ويحمل في يديه أزرار تدمير العالم بسلاحه الشامل (الذي ظهر فيشنك).

فها هم يريدون ممارسة اللعبة نفسها على الشارع الأميركي والغربي والإسرائيلي، وحتى على الشارع العربي والإسلامي كي تقتنع تلك الشوارع، أي المواطنين في الولايات المتحدة والغرب والعالم بأن هناك خطرا إيرانيا وسوريا ومن حزب الله ،ويجب تبرير الحرب ضدهم وتدميرهم!

لهذا إياكم أن تكونوا جزء من مشروع (بَعْبَعَة) إيران ومن بعدها سوريا وحزب الله، وكونوا على درجة عالية من النضج السياسي والفكري وعطلوا جميع وتائر الاختلافات مع إيران من خلال وضع الاختلافات على الرف، ولا تكونوا جزء من المخطط الأميركي ضد إيران أو سوريا أو ضد حزب الله ، وخصوصا أنتم يا أبناء العراق!.


فالغريب... عندما تنشر الولايات المتحدة في صحفها ، وعندما يتكلم قادتها بأن إيران تجاوزت حدودها في العراق وأخذت تتدخل في العراق و تهدد الولايات المتحدة ، فبربكم هل الولايات المتحدة بقرب العراق أم بين العراق وبينها محيطات وبحار ودول وآلاف مؤلفة من الأميال، وهل جاءت الولايات المتحدة للنزهة، أم أنها أعتدت على العراق واحتلته، والآن تريد استعمار العراق لمئة عام!!!!!!؟

أن الذي بجوار العراق هي إيران، وأن الذي يشترك مع العراقيين جغرافيا وسياسيا واجتماعيا ودينيا ومذهبيا ووجدانيا وعقائديا هو الشعب الإيراني وليس الشعب الأميركي، لذا عليكم فك الطلاسم التي تحتويها التقارير والإشاعات المفبركة!.


فالحقيقة أن هناك خلافات مع الجانب الإيراني، وخصوصا عند شرائح واسعة من العراقيين ، ولكن هذا لا يُبرر لهم أن يكونوا مع أميركا المحتلة والغازية ضد إيران أو ضد سوريا أو ضد أي جهة أخرى ، بل يجب طردها وأبعادها من العراق، لأنها غازية وغريبة، ونبتة نشاز في المنطقة!.

فتوقف يا سيد بوش....

فلن تغرّر بنا ، وتغرّر بشعبنا ، وبشارعنا العراقي والعربي بعد كذبك المفضوح، والذي شهد عليه أقرب المقربين من موظفيك ومساعديك ومن الكتب والتقارير التي نُشرت، وبعد كشف كراهيتك للعرب والمسلمين والإسلام، وبعد أن أصبحت صهيونيا أكثر من الصهاينة أنفسهم، وخصوصا عندما نعود إلى خطابك الأخير في الكنيست الإسرائيلي، والذي قال عنه بعض نواب إسرائيل بأنه كان مفاجئا لنا وغريبا كونه كان صهيونيا وإسرائيليا أكثر من كلام الصهاينة والإسرائيليين!.....

والحذر من التوهم بأننا ضد اليهودية كديانة سماوية محترمة، أو ضد الشعب الإسرائيلي الذي يؤمن بالسلام والحوار ويشاركنا بالإنسانية، لكننا ضد الحركة الصهيونية التي تريد أن تكون سببا بتشويه اليهودية والإسلام ،وتبرير الأذى ضد اليهود والعرب والمسلمين في كل مكان!.



• مركز الشرق للبحوث والدراسات ـ أوربا
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف